الوحيد الذي أنهى حياة «الزعيم» في فيلمه.. أحمد يحيى حكاية مخرج أبكى «السادات»

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

ظل الفن أبعد ما يكون عن مخيلته حتى سن العاشرة، حينما كان يجلس منفردًا في "جروبي" بمنطقة وسط البلد كما تعود بعد شراء ملابسه، فلاحظ المخرج حلمي حليم الذي كان يجلس بالصدفة إلى جواره، هذا المشهد الفريد في "جروبي"، حيث الطفل الصغير الذي يستدعي "الجرسون" ويطلب منه "آيس كريم"، فيسأله الأخير إن كان معه والده، ليجيب الطفل: "ماتقلقش أنا هادفعلك الحساب"، ومن ثم يتقرب منه المخرج ويسأله عن اسمه، ليجيب: "أنا أحمد يحيى عندي 10 سنين".

من هنا جاءت بداية دخول المخرج الكبير أحمد يحيى، المولود في 16 يونيو 1947 إلى عالم الفن، وفق ما أوضح هو في لقاء تليفزيوني مع برنامج "صاحبة السعادة"، على قناة "سي بي سي"، حيث عرض عليه المخرج حلمي حليم أن يجسد دور شقيق العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ في فيلم جديد بعنوان "حكاية حب"، فوافق الطفل، وطلب منه المخرج عنوان منزله لمقابلة والده والحصول على موافقته، وما هي إلا أيام حتى ذهب الطفل بمفرده إلى منزل عبد الحليم حافظ لمقابلته في عمارة "السعوديين"، بناءً على طلبه، فكانت جلسة ودودة قادت الطفل إلى المشاركة في أحد أنجح أفلام العندليب الأسمر.

بعد النجاح الكبير لفيلم "حكاية حب"، قرر عبد الحليم حافظ أن يستعين مرة أخرى بالطفل "أحمد يحيى" ليشارك في فيلمه الجديد "البنات والصيف"، ولكن هذه المرة جسد فيها الطفل دور شقيق زيزي البدراوي، حبيبة العندليب الأسمر في الفيلم، وبعد انتهاء الفيلم قرر "أحمد" أن يبتعد عن التمثيل ويدرس الإخراج في معهد السينما، بعدما أدرك مدى أهمية دور المخرج في الفيلم السينمائي.

وفي عام 1968 حصل "أحمد" على  بكالوريوس المعهد العالى للسينما، قسم الإخراج، وبدأ عمله كمساعد مخرج مع عدد من المخرجين على رأسهم حلمي حليم، وأشرف فهمي، وحسين كمال، إلى أن تمكن من إخراج أول أفلامه منفردًا بعنوان "العذاب امرأة"، في عام 1977، بطولة محمود ياسين ونيللي، والذي حقق نجاحًا واسعًا، مهّد لـ"يحيى" أن يكون أحد أهم مخرجي جيله.

بلغ مجمل إنتاجه السينمائي قرابة الـ25 فيلمًا، من أشهرها: "ليلة بكى فيها القمر، وكراكون في الشارع، وحتى لا يطير الدخان، ويا عزيزي كلنا لصوص، ورجل له ماضي"، وصولًا إلى آخر أفلامه "رحلة مشبوهة"، الذي أخرجه عام 2002، هذا بجانب مجموعة من المسلسلات التليفزيونية مثل: "امرأة في شق الثعبان، والبنات، ولم تنسَ أنها امرأة".

لا تبكي يا حبيب العمر

يعتبر ذلك الفيلم من أهم الأفلام التي قدمها المخرج الكبير بشهادة بطل الفيلم نفسه، الفنان الراحل فريد شوقي، الذي ما إن قرأ سيناريو الفيلم حتى بكى مع زوجته في حديقة منزله، ومنح المخرج "عربون" حتى يضمن عدم منح السناريو لبطل آخر، وفق ما روى المخرج أحمد يحيى في حوار صحفي مع موقع "الفن".

وعن ذلك الفيلم قال يحيى في حواره الصحفي: "أذكر أن الرئيس الراحل أنور السادات قد صرح في أحد خطبه الرسمية بأنه قد شاهد الفيلم في منزله وأنه بكى يومها كما لم يبك من قبل، حتى إنه قال لفريد شوقي عندما التقينا به: لقد أبكيتني يا فريد بس الفيلم حلو جدا.. ثم سألني: انت عندك كام سنة؟ قلت له 30 سنة يا ريس. فقال لي: ووزنك كام؟ فقلت له: 52 كيلو يا ريس.. فرد عليَّ بالقول: بقى انت تبكي أنور السادات بإخراجك لهذا الفيلم الخطير؟".

حتى لا يطير الدخان

كان الفنان عادل إمام متخوفًا من موضوع هذا الفيلم والشخصية كونها تحمل نزعة انتقامية وهو لا يريد أن يظهر كمنتقم ثم يموت في النهاية، لاعتقاده أن الجمهور سينصرف عن العمل بسبب هذه النهاية والشخصية المنتقمة.

تمكن المخرج أحمد يحيى من إقناع عادل إمام بنهاية الفيلم، وبهذا كان هو المخرج الوحيد الذي أنهى حياة البطل عادل إمام في فيلم "حتى لا يطير الدخان"، وحقق الفيلم نجاحًا لم يتوقعه "الزعيم"، لدرجة أنه تم حجز تذاكر دور العرض السينمائية لمدة 3 أيام بعد أول يوم عرض.

شارك الخبر على