عون متفائل بينما يقف لبنان على حافة الهاوية
ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد
أبدى الرئيس اللبناني ميشال عون أمس الجمعة تفاؤله بتجاوز لبنان الظروف الصعبة التي يمرّ بها حاليا، واعدا ببذل الجهود للخروج من الأزمات التي يعاني منها اللبنانيون، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية يأتي فيما يزداد الوضع قتامة بعد أن اعتذر رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن تشكيلة الحكومة بعد نحو 9 أشهر من تاريخ تكليفه. وتفاؤل عون واحدة من المفارقات في المشهد اللبناني، فتصريحاته تأتي على اتجاه مناقض تماما للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلد يشرف بالفعل على انهيار شامل مع تعطل كل جهود الإنقاذ.
ومن المفارقات أيضا أن تأتي تصريحات عون بعد يوم من اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة بسبب خلافات عميقة مع الرئاسة وصراع على الحقائب الوزارية والمصالح والنفوذ، بينما يغرق لبنان في أسوأ أزمة في تاريخه وتزداد عزلته إقليميا ودوليا.
وبرر الرئيس اللبناني تفاؤله أن “الأحداث أثبتت أن إرادة الحياة عند اللبنانيين مكّنتهم دائما من التغلب على صعوبات كثيرة في الماضي”، مشددا “على رهانه على الجيل الشاب في بناء مستقبل لبنان الذي نريده”.
وقال “لا شيء يجب أن يُحبط اللبنانيين رغم قساوة ما يتعرضون له”، واعدا ببذل كل الجهود “للخروج من الأزمات المتلاحقة التي يعانون منها”.
وأصيب 10 جنود في الجيش اللبناني من جراء تعرضهم للرشق بالحجارة وإلقاء قنبلة يدوية عليهم، من قِبل محتجين في منطقة جبل محسن بمدينة طرابلس شمالي البلاد.
وانتشرت قوات الجيش اللبناني في المنطقة، بعدما حاول محتجون قطع الطريق في منطقة جبل محسن، وفقا لمراسل “سكاي نيوز عربية”.
وبعد وقت قصير، انسحبت آليات الجيش من المنطقة، بعد إشكال مع المحتجين.
وكان الجيش أفاد في وقت سابق بإصابة 5 جنود، نتيجة إلقاء شبان قنبلة يدوية باتجاههم في المنطقة.
وأفادت تقارير عن سقوط جرحى من المحتجين نتيجة إصابتهم بالرصاص المطاطي، في المواجهات التي تطورت بعد محاولة الجيش فتح الطريق. ويشهد لبنان منذ نوفمبر العام 2019 أسوأ أزمة مالية واقتصادية تضعه ضمن أسوأ 10 أزمات عالمية وربما إحدى أشد 3 أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب أي مؤشر على حل قريب للأزمة، بحسب تحذير البنك الدولي في يونيو الماضي.
كما يشهد أزمة سياسية حالت دون تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس الماضي على خلفية انفجار 4 أغسطس، الذي هز مرفأ بيروت واعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن عدم تشكيل حكومة جديدة أمس الخميس.
ومن شأن هذه التطورات أن تطيل الأزمة، إذ تشترط الجهات المانحة تشكيل حكومة تكون قادرة على تنفيذ إصلاحات ملحة، للإفراج عن قروض وهبات بمليارات الدولارات.
وأصاب اعتذار الحريري الدول المانحة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بخيبة أمل. ويستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات في نهاية الشهر الجاري على قادة سياسيين محددين يعتبرهم مسؤولين عن وصول الوضع إلى طريق مسدود في البلاد. وقد حصل بالفعل توافق سياسي بين وزراء خارجية الاتحاد أثناء اجتماع في بروكسل الاثنين للتحضير لهذه العقوبات.
وتأتي هذه التطورات بينما يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستضافة مؤتمر دولي جديد حول لبنان الشهر المقبل في الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت وذلك بهدف مساعدة اللبنانيين في خضم الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تواجه بلادهم، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الفرنسية أمس الجمعة.
وقالت الوزارة في بيان: إن ماكرون سينظم المؤتمر في الرابع من أغسطس بالتعاون مع الأمم المتحدة “استجابة لحاجات اللبنانيين الذين يتدهور وضعهم كل يوم” بحسب قناة فرنسا 24.
وكان الرئيس الفرنسي استضاف في أغسطس الماضي مؤتمرا أمميا عقب الانفجار المروّع الذي دمرّ مرفأ بيروت وأجزاء كبيرة من العاصمة، في الرابع من نفس الشهر، حشد خلاله نحو 250 مليون يورو من التعهدات.