"القائد العام" يلتزم الصمت رغم مرور أيام على تحرير الحضر

ما يقرب من ٧ سنوات فى المدى

 تدور علامات استفهام حول موقف رئيس الوزراء حيدر العبادي من عملية استعادة قضاء الحضر، الذي تم تحريره بعملية استغرقت 48 ساعة فقط.فالعبادي، الذي اعتاد على اعلان انطلاق العمليات وتحرير المدن، ببيانات متلفزة حتى في حالة سفره خارج البلاد، التزم الصمت هذه المرة.يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه عمليات تطويق الموصل القديمة، في الساحل الأيمن، بعد مقتل مدنيين باشتباكات عنيفة في حي الزنجيلي.بالمقابل بدأ داعش باغلاق أبواب المنازل في المدينة القديمة بـ(اعمدة حديدية) لمنع الأهالي من الهروب. واطلقت تحذيرات من ان التنظيم يحضر لمفاجأة قد تكون استخدام السلاح الكيمياوي.ويتحدث مسؤولون في الموصل عن نشوب خلاف بين العبادي والحشد، في وقت لاحق من انطلاق معركة الحضر، حول القطعات المشاركة.وبحسب معطيات المعركة على الارض، فقد انطلقت العملية بمعزل عن الجيش، واقتصرت المشاركة على الحشد الشعبي وقوات من عشائر نينوى.ونشر الحشد الشعبي صورا لقطعاته، اثناء تجوالها داخل الاحياء السكنية للمدينة، التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش منذ أكثر من سنتين. وأكدت استخبارات الحشد، الخميس، ان تحرير قضاء الحضر كان بعملية مباغتة أربكت داعش.صمت العباديولم يتضح موقف القائد العام للقوات المسلحة من العملية، لاسيما وانه عقد مؤتمره الصحفي الاسبوعي عشية انطلاق العملية. كما ألقى العبادي كلمة له في مؤتمر يوم امس. وفي المناسبتين لم يتطرق رئيس الوزراء الى تحرير احد معاقل داعش جنوب غربي نينوى.وتوقع مسؤول مطلع في نينوى ان يكون وراء موقف رئيس الحكومة، خلاف حول القطعات التي شاركت في عملية التحرير.وقال مسؤول موصلي ، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ(المدى) امس "كان من المفترض ان يشارك الجيش في العملية لكن ذلك لم يحدث".وأكد المسؤول المطلع على سير العمليات العسكرية ان "الحشد الشعبي هو الجهة الوحيدة التي شاركت في المعارك".وكان مسؤولون في المحافظة، أكدوا في صباح يوم انطلاق العملية العسكرية، ان الحشد الشعبي والفرقة 15 / جيش يشتركان في عملية الاقتحام.وكانت العملية مفاجئة ومباغتة، لا سيما وان الانظار حينها كانت متجهة الى تلعفر، التي يحكم الحشد الطوق حول مركزها منذ أشهر.وكانت قوات الحشد حررت أطراف الحضر الشمالية قبل 4 اشهر، وتركتها بعد ذلك واتجهت شمالاً.الحشد ينفردبدوره يؤكد علي الاحمدي، قائممقام الحضر، في اتصال مع (المدى) امس، ان "الحشد الشعبي مع 600 مقاتل من الحشد العشائري اشتركوا في تحرير القضاء".ونفى المسؤول المحلي مشاركة الجيش ضمن القوات التي اقتحمت مركز الحضر، رغم ترجيحه مشاركة الجيش في البداية.واشتركت قوات علي الأكبر، وسرايا عاشوراء، وعصائب اهل الحق، ضمن قطعات الحشد.وقالت مديرية الدعم اللوجستي في الحشد، الجمعة، إن القوات باشرت بنقل نازحي قضاء الحضر الى أماكن سكناهم المحررة.لكن الاحمدي يقول "لم يسمح بإعادة النازحين الى المدينة، وتم الاتفاق على نقلهم الى القرى القريبة".كذلك تعذر نقل النازحين، الذين وصلت أعدادهم الى 3 آلاف عائلة، بحسب المسؤول المحلي، الى مخيمات الايواء لانها كانت ممتلئة.وكشف المسؤول المحلي عن اجراء عمليات تدقيق أمني للسكان، مشيراً الى اخطاء في عملية التدقيق، وتم اعتقال أبرياء.وكشف المسؤول المحلي عن اعتقال 26 شخصاً حتى الآن، لافتا الى ان "10 من المعتقلين لديهم شهداء قتلهم داعش في المدينة، بينهم شخص لديه 3 أشقاء اعدمهم التنظيم".ويؤكد القائممقام ان قاعدة المعلومات التي بحوزة الحشد الشعبي "غير مكتملة"، وبأن عددا كبيرا من اسماء المسلحين غير موجود في القوائم الأمنية.معارك الزنجيليفي غضو ذلك، عاد الهدوء مرة اخرى الى جبهة الساحل الايمن، بعد ان نجح "تكتيك التخطي" في الايام الاخيرة من تحريك الجمود.وقال خلف الحديدي، عضو مجلس محافظة نينوى لـ(المدى) امس، ان "هناك مرحلة من المراجعة للخطط العسكرية، خصوصا بعد مقتل مدنيين في معارك حي الزنجيلي"، مؤكدا ان "عملية اقتحام الحي الاخير قد توقفت الآن".وكانت ستراتيجية (التخطي) أسفرت عن تحرير 4 احياء في غضون ايام، اخرها حي التنك. وقامت بعد ذلك قوات مكافحة الارهاب، والشرطة الاتحادية بالقتال جنبا الى جنب ، في حي (الزنجيلي)، لاستكمال تطويق المدينة القديمة.وأضاف الحديدي ان "آثار اصابات بمواد سامة تعرض لها مدنيون وعسكريون في حي التنك قد أدت الى مراجعة الخطط".وكانت انباء تحدث، قبل شهرين، عن اصابات مشابهة رصدت في الساحل الأيسر، وبادوش شمال غربي الموصل، لكن لم يتم التأكد منها.لكن المسؤول المحلي يقول "هناك ترجيحات بان التنظيم يستعد لاستخدام سلاح جديد في معركة المدينة القديمة"، مرجحا ان يكون ذلك السلاح "كيمياوي".ويعتقد داود جندي، عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، ان العملية تحرير الساحل الأيمن قد تطول لوقت اضافي.وأضاف جندي، في تصريح لـ(المدى) امس، "اذا استمرت وتيرة المعارك بهذا البطء فسنحتاج الى شهر آخر".حصار وعطشمن جانب اخر أكد خلف الحديدي ان معلومات حصل عليها تؤكد ان داعش بدأ باغلاق منازل السكان مستعينا بماكنات اللحام والاعمدة الفولاذية، لمنعهم من مغادرة منازلهم.ويعاني السكان هناك أوضاعا انسانية صعبة، خصوصا مع نفاد المواد الغذائية والأدوية، وانقطاع الماء منذ عدة ايام، حيث منعت الاشتباكات وصول السكان الى مضخات الماء القريبة من نهر دجلة.ويؤكد الحديدي ان "مخزون المياه قد نفد الآن من السكان".ووصل عدد النازحين الآن، الى نحو نصف مليون شخص، يعانون ايضاً من شحة في المواد الاغاثية.بالمقابل بدأ التنظيم، بحسب المسؤول المحلي، باتخاذ تدابير أمنية مشددة في حي تموز، شمالي الموصل. والحي الأخير، كان قد نقل  اليه التنظيم عوائله.وحتى الآن لم تصل القوات الى الحي، مما دفع داعش الى ان يحيط الحي ببلاطات كونكريتية مرتفعة، ويضع بابا للخروج والدخول مع فرض حراسة مشددة. ويقول الحديدي ان "داعش قرر ان يموت والسكان معه".
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على