العائلة المالكة.. تنافسات وعداءات وسلمان يعزز سلطات ابنه

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

كشفت وكالة الأخبار الفرنسية عن تنافس بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، في ظل تزايد سلطات الأخير وتعيينات الملك الجديدة المقربة من ابنه المفضل.

وإلى نص التقرير

التغيرات الأخيرة في الحكومة السعودية تهدف إلى تقوية شوكة ولي ولي العهد محمد بن سلمان ذو السلطات المتزايدة، ضد منافس له داخل العائلة الحاكمة، فضلا عن تعزيز العلاقات مع واشنطن بحسب ما رأه محللون ودبلوماسيون.

وأظهرت القرارات الملكية هذا الأسبوع تعيين عدد من الحلفاء للأمير محمد بن سلمان في مناصب هامة، فضلا عن تعيين ابن آخر للملك كسفير في الولايات المتحدة.

يهدف ذلك -بحسب ما ذكره دبلوماسي أجنبي لوكالة الأخبار الفرنسية- "تقوية شوكة محمد بن سلمان، وفرع الملك سلمان داخل العائلة الحاكمة والتي تحكم المملكة منذ بداية تكوينها".

وكان محمد بن سلمان البالغ من العمر 31 عاما قد حصل على مكانا بارزا منذ أن عين نائبا لولي العهد منذ عامين، بعد بضعة أشهر من تولي والده العرش عقب وفاة الملك عبد الله.

وفي الوقت نفسه اختير ابن أخو الملك سلمان، محمد بن نايف، البالغ من العمر 57 عاما، كولي للعهد والوريث الأول للمملكة. إذ انتشرت تقارير التنافس بين الاثنين منذ ذلك الحين، مع استمرار صعود محمد بن سلمان.

فهو حاليا يشغل منصب وزير الدفاع ورئيس هيئة تنسيق السياسة الاقتصادية الرئيسية في السعودية ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو العملاقة للنفط،
فقد شهدت إحدى القرارات الملكية التي أصدرت بداية الأسبوع إنشاء مركز الأمن القومي والذي يرتبط بالمحكمة الملكية.

المنافسة فوق الأمن

وقال دبلوماسي أجنبي إنه لم يكشف حتى الآن عن تفاصيل كيفية عمل المركز الجديد، ولكنها تعكس "المنافسة" على الخلافة بين محمد بن سلمان ومحمد بن نايف، والذي يشغل منصب وزير الداخلية ويرأس هيئة متواجدة بالفعل وهي مجلس السياسة والأمن.

كما أوضح مرسوم آخر تعيين مستشارا جديدا لشؤون الأمن القومي، وهو محمد بن صالح الغفيلي، الذي يقول دبلوماسيون أجانب أنه سيؤدي دورا قياديا في المجلس، وهو ايضا مرتبط ارتباطا وثيقا مع محمد بن سلمان، ويهذا تظهر التعيينات الجديد أن ولي العهد "يفقد سلطته"، بحسب دبلوماسي أجنبي آخر.

ورفض كلا الدبلوماسيان الكشف عن اسمهما بسبب حساسية المسائل القيادية الملكية.

وفي مرسوم ملكي آخر عين اللواء أحمد عسيري، الذي قال الدبلوماسيون إنه أيضا موالي لوزير الدفاع، نائبا لرئيس المخابرات العامة.

وقال بيتر ساليسبري الباحث في مركز "لندن شاثام هاوس" لوكالة فرانس برس، إن التحركات المختلفة تظهر أن محمد بن سلمان قد اتخذ خطوة أخرى نحو تعزيز سيطرته على أجهزة الأمن".

المسائل الأمنية ذات أهمية خاصة لمحمد بن نايف، الذي حاز باحترام واسع في الخارج لأنه قاد الجهود السعودية ضد القاعدة والجهاديين الآخرين.

وقال المحللون والدبلوماسيون إن التحركات الأخرى التى جرت فى نهاية الأسبوع لم تكن تهدف فقط إلى تعزيز فرع الملك سلمان بين الأسرة المالكة، ولكن أيضا مواصلة تحسين العلاقات مع واشنطن منذ فترة طويلة. إذ عين الملك سلمان ابنه الآخر الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزيرا للدولة لشؤون الطاقة، وواحد آخر هو الأمير خالد بن سلمان، سفيرا في واشنطن.

بناء العلاقات مع واشنطن

يذكر أن السفير الجديد الأمير خالد الذى يعتقد أنه أقل من 30 عاما هو طيار مقاتل سابق قام بمهامه كجزء من التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة على تنظيم داعش في سوريا والعراق.

التغيير الآخر في الوظائف شهد تعيين فهد بن تركي، والذي كان رئيسا سابقا للقوات السعودية الخاصة إلى رتبة فريق لرئاسة الجيش.

ويبدو أن هذه التعيينات تشمل أشخاصا "في وضع جيد ... لبناء علاقات مع كبار المسؤولين العسكريين والإداريين في الولايات المتحدة".

وقد وجدت الرياض إذنا أكثر ملاءمة في واشنطن في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب. فالعلاقات بين الدولتين ازدادت سوءا خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وكان محمد بن سلمان قد التقى ترامب في واشنطن الشهر الماضي، تبعها زيارة قام بها وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى الرياض الأسبوع الماضي.

وسيكون من المهم دعم الولايات المتحدة للتحالف الذي تقوده المملكة منذ عامين تقريبا ضد المتمردين المدعومين من إيران والمنافس الإقليمي للمملكة العربية السعودية.

وقد دعمت الولايات المتحدة الائتلاف بالمخابرات والأسلحة والوقود جوا لطائراتها الحربية، بيد أن حكومة أوباما حظرت فى ديسمبر الماضى نقل قنابل دقيقة التوجيه بسبب المخاوف من الخسائر فى صفوف المدنيين.

وقال الدبلوماسي الثاني إن "الأمور كانت سيئة حقا" بين البلدين في ظل حكم أوباما، فيما قال المسؤولون السعوديون إنهم "لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم" ويجب أن يعتمدوا على الدعم الأمني الأميركي.

شارك الخبر على