خبراء يقللون من سقف نتائج القمة الامريكية الروسية في جنيف

ما يقرب من ٣ سنوات فى كونا

من تامر ابوالعينين
جنيف - 15 - 6 (كونا) -- ستتحول مدينة (جنيف) السويسرية غدا الاربعاء الى بؤرة اهتمام الرأي العام العالمي بأسره لمتابعة ما يمكن وصفه ب "القمة التاريخية" بين الرئيسين الامريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.وتعود تاريخية هذه القمة ليس فقط لكونها الاولى بين الرئيسين بل لأنها تأتي في ظرف عالمي بالغ الحساسية ووسط ملفات جيو -استراتيجية كثيرة عالقة بين الجانبين ما يجعل الآمال المعلقة عليها لتوضيح المواقف ووضع النقاط على الحروف كبيرة للغاية.وفي الوقت ذاته ستكون القمة على الارجح ووفق آراء محللين لتوضيح المواقف التي يمكن التفاهم فيها بين القوتين العظميين فقط دون التطرق الى الملفات الخلافية الكثيرة.من جهته لم يتوقع الأستاذ الفخري بقسم العلوم السياسية في جامعة كولومبيا روبرت ليغفولد في مؤتمر صحفي عقده اتحاد الصحفيين المعتمدين لدى الامم المتحدة (آكانو) "حدوث تقدم ملموس كبير اثناء القمة ولكنها في الوقت ذاته ستساعد في توضيح معالم طريق العلاقة المستقبلية بين البلدين".واكد ليغفولد "ان الرئيس الامريكي سيدخل هذه القمة مدعوما بنتائج جولته في بريطانيا ثم الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي (ناتو) في الاتحاد الاوروبي في بروكسل بما يمكن القول بأنه يواجه نظيره الروسي ممثلا للكتلة الديمقراطية في العالم".يذكر ان بايدن أوضح في مقال نشرته صحيفة (واشنطن بوست) أن جولته الأولى في اوروبا ثم قمته مع بوتين ستكونان "نقطة تحول" ومعركة "حاسمة" لصالح الديمقراطية.وأعرب الرئيس الامريكي في ذات المقال عن قناعته بأن "التحالفات والمؤسسات الديمقراطية التي شكلت الكثير من القرن الماضي ستتمكن من مقاومة التهديدات والأعداء المعاصرين" وان زيارته لاوروبا "ستكون فرصة لإثبات ذلك".وفي رد ليغفولد على سؤال ل (كونا) عما اذا كانت تلك الأجواء تعيدنا الى فترة الحرب الباردة (1948 - 1990) بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفييتي آنذاك اكد "انها كذلك بالفعل اذ ان الحرب الباردة عادت بشكل مستتر بين البلدين وتدريجي منذ عام 2016".ولفت الى "ان الحرب الباردة بين القطبين الأمريكي والسوفييتي شهدت أزمات بالغة الحساسية بداية من حصار برلين ووصولا الى الاحتلال الروسي لأفغانستان ومرورا بأزمة الحرب الكورية وأزمة الصواريخ الكوبية وحرب فيتنام والمد والجزر بينهما في بعض دول أمريكا اللاتينية".من جانبه اكد استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الوطنية الروسية للبحوث والمدرسة العليا للاقتصاد ديمتري سوسلوف في المؤتمر الصحفي ذاته ان "سقف التوقعات الروسية من نتائج هذه القمة منخفض وذلك لان الرئيس بوتين لن يقبل بفتح ملفات مثل الوضع في أوكرانيا او دعمه لروسيا البيضاء (بيلاروسيا) او حقوق الانسان في بلاده او سياسات روسيا تجاه بعض الدول".
ورأى سوسلوف ان القمة "لن تكون اعادة تعيين او ضبط معايير العلاقات الامريكية - الروسية بل ستكون تجميد الملفات الخلافية والتعاون فيما يمكن الا يكون فيه اختلاف بوجهات النظر".وأوضح ان هذه الملفات "التوافقية" تشمل على سبيل المثال لا الحصر مكافحة التغيرات المناخية السلبية او التعاون على دحر الجائحة التي تسبب فيها الفيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) من خلال تنسيق توزيع اللقاحات المضادة له والحد من مخاطر حرب الانترنت والبيانات التي تهدد عالم المعلومات بأسره.في الوقت ذاته أشار سوسلوف الى ان التقدم الملموس المتوقع ربما يكون في اعلان الرئيسين عودة السفراء بين بلديهما كما انهما قد يتناولان مستقبل الاتفاق النووي مع ايران لتحريك المفاوضات الجارية بشأنه قدما فضلا عن استراتيجيات ما بعد الانسحاب الأمريكي من افغانستان.ولم يتوقع سوسلوف أن "تبلور" الادارة الامريكية استراتيجية خاصة للتعامل مع روسيا بل ستواصل ادارة بايدن تأييد السياسات الأوروبية ضد روسيا والتي فرضت عليها عددا من العقوبات بسبب انتهاكات حقوق الانسان وموقف موسكو من أوكرانيا وروسيا البيضاء على سبيل المثال.واتفق الخبيران على ان الاستراتيجية الامريكية الآن متمثلة بتحييد الخلافات مع روسيا لتتفرغ واشنطن لمواجهة ما تصفه ب"التمدد الصيني" لاسيما على الصعيدين الجيو-استراتيجي والاقتصادي في بعض دول العالم.وأكدا ان ملف (امن الانترنت) ورغم اختلاف وجهات نظر البلدين في هذا المجال فإنه سيطرح على طاولة المحادثات لاسيما ان واشنطن متمسكة باتهام موسكو بتنفيذ هجمات إلكترونية مختلفة ومحاولة التأثير على الرأي العام الأمريكي عبر شبكات التواصل المجتمعية وهو ما تعتبره "واحدة من أكبر تهديدات الأمن القومي الأمريكي".كما اكدا ان القمة الامريكية - الروسية والتي تعقد بضيافة دولة محايدة مثل سويسرا لم يتم الاتفاق عليها الا بسبب الخلافات القائمة بينهما في محاولة للبحث عن الملفات المشتركة وجها لوجه دون وسطاء.لكن المشكلة وفق وجهة نظرهما تكمن في ان عدم معالجة المشكلات القائمة يراكم مخاطر اندلاعها وتفاقمها مستقبلا. (النهاية)

ت ا / ا ب خ

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على