ندوات ومحاضرات تتخلل مسابقة فن النهمة "نهام الخليج"

حوالي ٧ سنوات فى قنا

الدوحة في 10 أبريل /قنا/ تشهد تصفيات جائزة كتارا لفن النهمة "نهام الخليج " في نسختها الأولى تنافسا كبيرا بين جميع النهامين المشاركين. وقد تأهل في تصفيات اليوم الثاني ،أمس كل من علي ناصر الحداد من قطر وأحمد خالد يوسف بحر من البحرين ومحمد صالح مرجان من الكويت. 
في حين تنافس في تصفيات اليوم الثالث كل من أحمد عبد الله فرحان من البحرين ومحمد علي خميس العشر المراشده من الإمارات وصالح عبد العزيز دشتي من الكويت وسلطان عمر سلطان المواري من قطر وصالح بن عبد الله بن صالح الدعيلج من السعودية وحمد محمد حمد محمد فهد بن حسين من الكويت. 
وقد أعرب مختلف النهامين المتسابقين عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الجائزة مؤكدين المستوى العالي للمشاركين وهو ما يجعل المنافسة قوية. و أعرب كل منهم عن رغبته في الفوز مثمنين جهود كتارا في إحداث هذه الجائزة كخطوة تهدف إلى إحياء تراث الأجداد حيث تعد النهمة من أبرز الفنون الشعبية التي ترتبط بما عاشه المجتمع الخليجي من تحولات. 
وحرصا منها على التعريف بهذا الفن الشعبي وإحيائه، خصصت جائزة كتارا لفن النهمة "نهام الخليج" عددا من الندوات يقدمها متخصصون ومؤرخون يسلطون الضوء خلالها على جذورها التاريخية وأشهر روادها وأنواعها ومسار تطورها. 
وفي هذا الإطار، قدّم الدكتور ربيعة بن صباح الكواري وهو باحث في التراث والتاريخ الاجتماعي والاتصال مداخلة عن شعر محمد الفيحاني وتأثيره في مجتمع الغوص على اللؤلؤ حيث تطرق إلى تأثير قصائد هذا الشاعر القطري الكبير في مجتمع الغوص على اللؤلؤ سواء كان ذلك في قطر أو في منطقة الخليج العربي وبخاصة خلال فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الميلادي، وهي الفترة التي كانت فيها حركة البحث عن اللؤلؤ مزدهرة بشكل ملحوظ. 
وبيّن الدكتور الكواري أن الشاعر محمد بن جاسم الفيحاني قد ولد في قطر سنة 1907 وتوفي سنة 1939 متطرقا إلى جميع مراحل حياته وتأثره بالشعر العربي القديم فضلا عن مجالسته للكثير من شعراء النبط في عصره أمثال سعد بن علي المسند المهندي والشاعر سلطان بن فرزان السهلي، مؤكدا أنّ الفيحاني قد برع في كتابة شعر الموال والحدوات البحرية والفنون الشعرية الأخرى التي تنوعت، مرجِّحا وفق الأبحاث التي قام بها أن أغلب أشعار الفيحاني قد أحرقت بعد وفاته . 
وقد أشار إلى أن الفيحاني قد برع في استعمال كلمات جديدة مثل الثلج والمجاري وهي كلمات لم تكن منتشرة وشائعة في تلك الفترة في قطر. وقال الدكتور الكواري إنّ شعره يتميز بقوة الألفاظ وجمال الاستعارة وحسن السبك، مؤكدا أنّ أول ديوان له قد نشر عام 1966. 
كما قدّم الدكتور الكواري تعريفات للحدوة البحرية وهي التي تغنى على ظهر سفن الغوص والاسفار قديما. كما تطرق لفن "لفراقي" وهو من الفنون الشعبية التي كانت تؤدى من قبل عشاق الشعر النبطي بالإضافة إلى شعر الموال "الزهيري" معرجا في مداخلته على تأثر النهامين بأشعار الفيحاني. 
وأوضح أنّ النهام يسعى إلى التنفيس عن البحارة لنسيان همومهم وجعلهم يعملون بكد وجهد. ومن أنواع النهمة نهمة البسة ونهمة القعادي ونهمة الدواري ونهمة الخطفة ونهمة الجيب ونهمة الجنان ونهمة الغيلمي. 
كما قدّم الأستاذ محمد أحمد جمال من البحرين مداخلة عن فن "لفجري "، متطرقا إلى مختلف التطورات التاريخية التي عاشتها منطقة الخليج العربي من زمن الجاهلية، مستشهدا بوثائق تاريخية تؤكد عراقة فن النهمة. وقال المحاضر إن غناء العرب يقسم إلى ثلاثة أوجه النصب والسناد والهزج. وفي هذا السياق قال إنّ "لفجري" يمتاز بجماعية الأداء وبإيقاعات في غاية التعقيد وبجُمل لحنية غير مألوفة وهي من الفنون المتوارثة شفاهة ولا يعرف لها مبدع و غير قابلة للتجديد والابتكار. وذكر أنه تحت تسمية لفجري تنقسم عدة فنون هي البحري والعدساني والحدادي والمخولفي والحساوي وهناك نوع سادس يسمى السنكني . 
بدوره قدم الدكتور سعيد مبارك الزعابي من الإمارات مداخلة عن "االاه الله" وهو فن بحري من الإمارات ، مستعرضا ما ارتبط به من تقنيات في الأداء والإلقاء وصولا إلى الجلسة وتناغم النهامين. 
وقد شكلت هذه المحاضرات فرصة تزود خلالها الجمهور بمعلومات تراثية هامة تؤكد عراقة هذا الفن الشعبي الذي ارتبط بالبحر. 
وستستضيف القاعة (15) بكتارا غدا الثلاثاء  ندوة فكرية تبدأ في الساعة العاشرة صباحا ويشارك فيها الباحث القطري محمد ناصر الصايغ بعنوان (تجربة البحث في فنون البحر) والشاعر السعودي حسن بن محمد الأمير بالإضافة إلى الباحث الكويتي عبد الله حليحل عبد الله الرميثان . 
أما الأربعاء، فسيكون جمهور (كتارا) في الساعة العاشرة صباحا بالقاعة (15) على موعد مع المحاضرتين اللتين سيلقيهما الباحثان البحرينيان جاسم محمد الحربان في (قراءة حية في فنون العمل) والدكتور علي عبد الله خليفة عن (النهام). 
يذكر أن مسابقة جائزة كتارا لفن النهمة "نهام الخليج" في نسختها الأولى كانت قد انطلقت أمس الأول السبت  بالحي الثقافي (كتارا) وتستمر حتى بعد غد الأربعاء . 

شارك الخبر على