مدير الآثار حماية آخر ساحل طبيعي بالمحرق و٤ مشروعات لحل مشكلة “الباركات”
ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد
مدارس جديدة في الأحياء القديمة بطابع عمراني فريد
الأهالي تخوفوا من هدم إحدى المدارس.. وطمأنتهم بأنها تحت الصيانة
نظمت صحيفة “البلاد” مجلسها الرمضاني الخامس بضيافة مجلس حسين محمد شويطر. وشارك في المجلس عبر الفضاء الإلكتروني مجموعة من المسؤولين والشخصيات المعنية بتاريخ وتراث المحرق.
وبلغ عدد من واكبوا المجلس الرمضاني الافتراضي الخامس على مختلف المنصات الرقمية للصحيفة 971 متابعا، بينهم 250 متابعا عبر “لايف انستغرام“، و599 متابعا في موقع “البلاد” الإلكتروني، و79 متابعا حضروا المجلس الافتراضي عبر “اليوتيوب”، و43 متابعا عبر منصة “زووم”.
إحياء المحرق
وتطرق مدير إدارة المتاحف والآثار بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة إلى التراث المعماري، قائلا “تقدمنا بمشروع إعادة إحياء مدينة المحرق التي حصلت على جائزة (الأغا خان) وهي جائزة مرموقة، وأتت برؤية الهيئة بالشراكة مع مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث في إعادة تأهيل مدينة المحرق”.
وأضاف في مداخلته بمجلس صحيفة “البلاد” الخامس بضيافة مجلس حسين محمد شويطر “هناك مشكلتان هي مواقف السيارات، وعليه فإن هنالك 4 مشروعات مقبلة بالمحرق لحلحلة هذه المشكلة، والمشكلة الأخرى تتمثل في هنالك أيضا الساحات العامة التي تتفاوت مساحاتها بين الكبيرة والصغيرة، ونرى تفاعل الناس في الأحياء معها، ما يؤكد أهمية وجودها في الأحياء السكنية”.
وقال “منذ بداية مشروع طريق اللؤلؤ حرصنا على حماية ساحل بو ماهر، وهو ساحل لا يتجاوز 200 متر، لكنه آخر ساحل طبيعي في المحرق، ورمزيته ودلالاته كانت تحتم علينا حمايته كشاهد على علاقة المدينة بالبحر، كما تم إنشاء جسر المشاة أخيرا، الذي يربط الحالة بساحل بوماهر، وأعدنا هذه العلاقة حتى وإن كانت رمزية”.
وأردف ”في المدينة القديمة التي منها سوق القصيرية، تم الاستعانة بواجهات المباني؛ لكي تكون متلائمة مع هذه السوق العريقة، ولدي نقد بسيط على المشروعات الجديدة، إذ أصبحت تسمى المسميات التراثية على كل شيء جديد قد يحوي الصبغة التراثية، أعتقد أن المحرق القديمة هي التراثية، والتراث هو الأصالة والسلامة وهي مذكورة في الاتفاقات الدولية والمعمارية، ولا يمنع بناء الأبنية المماثلة، وأن يطلق عليها الطابع أو السوق البحرينية، ولكن دون أن نقحم التراث بأي مشروع جديد”.
وختم “المحرق بها جميع المقومات التراثية القديمة”.
اللؤلؤ لم ينقطع
وفي موضوع آخر، لفت مدير إدارة المتاحف والآثار بالهيئة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة إلى أن “اللؤلؤ كمورد في البحرين لم ينقطع، ولكن في بداية القرن العشرين، كانت هناك عوامل عديدة تسببت في انهيار اللؤلؤ ولم يكن اللؤلؤ الصناعي هو السبب فقط، بل إن التغيرات السياسية في الهند والحروب في أوروبا، جعلت من هذه الصناعة تشهد انحسارًا، فلم يكن هناك طلب كاف على اللؤلؤ، كما أنه في ذات الفترة، تم اكتشاف النفط في البحرين ومصادر اقتصادية جديدة، لكن اللؤلؤ البحريني متوافر في بيئته الطبيعية، ونرى اليوم انتعاش هذا المورد الطبيعي، ومن المهم تكريس طاقات استثنائية للاستفادة من هذا الموروث، فالبحرين تتميز بلؤلؤها ورونقه وجودته وهناك مبادرات حكومية لحماية اللؤلؤ، وأكرر، نحن في حاجة لتكريس ما يميزنا؛ بهدف الترويج لثقافتنا وتاريخنا واقتصادنا”.
وتعليقًا على قصة رواها الإعلامي إبراهيم التميمي بمجلس “البلاد” أشار فيها إلى أن يوسف بوحجي تحدث عن لؤلؤة اشترتها ممثلة أميركية (اليزابيث تايلور)، أورد الشيخ خليفة قصة أخرى، وهي أن صحافية فرنسية زارت البحرين وتفاجأت حينما رأت لؤلؤة فريد لدى أحد الطواويش وطلبت منها اثنتين، فقال الطواش: خذيها وابحثي عن الأخرى في السوق، فقالت: هل آخذها دون ضمان وأنت لا تعرفني؟ فأجابها: اذهبي وابحثي وإن لم تحصلي عودي، وهذا الموقف عكس روح البحرين والثقة، ولا أعتقد أن هناك غريبًا يأخذ شيئًا ثمينًا بلا ضمان، وهذا من سمات حياة تجار اللؤلؤ في البحرين.
450 ألف روبية
وقال التميمي إن “جبر المسلم اشترى لؤلؤة بسبعين ألف روبية وباعها على القصيبي بـ 250 ألف روبية، والقصيبي باعها على فرنسي بـ 350 ألف روبية، والفرنسي باعها على الممثلة الأميركية بـ 450 ألف روبية!”.
مراعاة النسيج العمراني
إلى ذلك، قال مدير إدارة المتاحف والآثار بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة إن “تاريخ المحرق معروف وموثق، وما هو أهم الآن هي حقبة نضوج التعليم في المحرق والبحرين ككل”.
وأضاف في مداخلته بمجلس صحيفة “البلاد” الخامس بضيافة مجلس حسين محمد شويطر “نحرص مع وزارة التربية والتعليم، حين يتم إنشاء مدارس جديدة في الأحياء القديمة في المحرق، على مراعاة النسيج العمراني الفريد هنالك، واستمرارية كون المدرسة جزءا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي لهذه المدينة، وليس مبنى يخصص دروس تعليمية في الفضاء”.
وأضاف “بالتاريخ والتراث نحاول ألا نحصر أنفسنا في الماضي، وإنما ننظر لحاضرنا الآن، كيف نستطيع أن نكرسه لخدمة هذا الإرث التاريخي، المتنوع والمتجذر، وننقل هذه المعلومات للأجيال القادمة”.
وتابع “لا يمكن أن ننقلها إلا من خلال هذه المباني العمرانية، المرتبطة بالتعليم، هذه خطوة أساسية من خلال الجمع ما بين التراث المادي وغير المادي، وهنالك نماذج ناجحة في المحرق، ونماذج أخرى للأسف بخلاف ذلك”.
وزاد الشيخ خليفة “هذه المعرفة الموجودة بين الأهالي والمتعلقة بتاريخ هذه المدارس، حتى أنه تم مؤخرا إغلاق إحدى المدارس بسبب الصيانة، وتلقيت اتصالات كثيرة من مواطنين أبدوا تخوفهم من إمكان هدم المدرسة، فطمنأتهم بأنها مغلقة للترميم، وليس الهدم”.