شارع توبلي... زنزانة لا جدران لها
أكثر من ٣ سنوات فى البلاد
“الأشغال”: تطوير شبكات الطرق في مختلف محافظات المملكة
عبدالأمير: مسؤولو الوزارة تعاقبوا على زيارة المنطقة ولم يفوا بعهودهم
“الأشغال”: لا ميزانية لتوسعة الشارع... والرسومات جاهزة
منطقة توبلي بامتداداتها السكانية والجغرافية تعيش أزمة عجزت عن حلها الوزارات المعنية وبالذات وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني لمدة وصلت إلى 15 سنة وفقًا لتأكيدات ممثل المنطقة النيابي والأهالي. الشارع الشهير الذي يصل شارع الخدمات بجدعلي مرورا بمنطقة توبلي يعاني إهمال منقطع النظير ولا يتماشى هذا الشارع مع الطفرة العمرانية التي طرأت على المنطقة من مشاريع إسكانية عمودية وبناء نحو 290 منزل يتبعون مشاريع وزارة الإسكان والانتشار الواسع للعمارات والفلل والمباني التجارية على ضفتيه. الأهالي في وصفهم لمعاناتهم من شارع توبلي يقولون “شارع توبلي... أشبه بزنزانة لا جدران لها. “البلاد” سبق وأن ألقت على هذه المشكلة التي أضرت بعشرات الآلاف من القاطنين في المنطقة من المقيمين وغيرهم من أصحاب المتاجر والشركات لم تحترم وعودها التي أطلقتها في الصحافة قبل أربع سنوات وتحديدًا حينما نشرت “البلاد” عن ذات المشكلة قبل أن تتضخم حيث ردت الوزارة علينا قبل أربع سنوات بنفس الرد الذي ردته علينا الآن دون إجراء تعديل أو تبديل في الكلام.
هذه المنطقة المنسية في يوميات المسؤولين المتعاقبين منذ 15 سنة في وزارة الأشغال بدأ أهاليها وكل من له مصالح على جنبات شوارعها يرفعون صوت الشكوى من هذا الأهمال الذي وصفوه بـ”المتعمد” في لقاءاتهم مع الصحيفة ومن عدم الوفاء بالعهود التي تعاهدت بها وزارة الأشغال خلال السنوات القليلة الماضية.
وعود وعهود
ممثلة المنطقة نيابيا النائب زينب عبدالأمير أكدت أن هذه المنطقة منسية ولا يوجد بها أية مشاريع تعنى بالبنية التحتية من شوارع وصرف صحي منذ 15 عام، مشيرة إلى أن هذه المنطقة ورغم أهميتها مختفية وغير موجودة على قائمة المشاريع الوزارية تحت بند التنفيذ.
وأفادت لقد تعاقب المسؤولون على زيارة المنطقة خصوصًا آخر سنتين حيث زارها وكيل وزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني أحمد الخياط ثلاث مرات وزارها الوزير مرة واحدة كما حظيت بزيارات متعددة من قبل سؤولي وزارة الأشغال الذين أطلقوا العديد من الوعود لكنها على أرض الواقع لم تترجم.
وبينت أن أهالي المنطقة محبطين من كثرة وعود الوزارة الفارغة، وأن المنطقة لم تشهد أي تطوير حقيقي على مستوى البنية التحتية من شوارع وصرف صحي منذ نحو عقدين، رغم التطور العمراني الهائل فيها والامتدادات الواسعة من المشاريع الإسكانية العمودية والمنزلية.
وطالبت عبدالأمير الوزارة بضرورة البدء بشكل فوري بعمليات إصلاحية وتطويرية على مستوى البنية التحتية في المنطقة لكون هذه المنطقة مكتضة سكانيًا وتعاني أشد معاناة.
غير مدرجة
لعله من سوء الطالع أن لا تحظى هذه المنطقة التي تعاني أشد معاناة على أية مشروع مدرج ضمن مشاريع الحكومة التي ستعكف على تنفيذها خلال السنتين القادمتين هذا ما يتضح جليًا من خلال عدم إدراج أي مشروع في هذه المنطقة ضمن المشاريع المزمع تنفيذها حكوميًا ضمن مشروع الميزانية العامة للدولة أحيل لمجلس النواب مؤخرًا من قبل الحكومة.
في الزنزانة
الأهالي في أحاديثهم التي تناوبوا على إيصالها إلى “البلاد” قالوا الكثير عن الشارع الاستراتيجي الذي يربط بين المنامة بتوبلي مرورا بجدعلي وصولا إلى مدينة عيسى وخصوصا النقطة التي تبدأ من محطة الصرف الصحي حتى شارع 77 التجاري الشهير الفاصل بين جدعلي ومدينة عيسى.
واتفق الجميع على التعبير عن استيائهم لتجاهل وزارة الأشغال لتعديل وتطوير الشارع الذي يعد الشريان الحيوي الموصل بين توبلي وجدعلي ومدينة عيسى وكافة المناطق التي تقع عليه.
وبينوا أن الشارع لا يتسع وحجم التوسعة العمرانية والخدمات التجارية والصناعية التي تقع على الخدمات، مطالبين بضرورة رصد ميزانية لتطوير هذا الشارع الذي يأخذ من وقتهم أكثر من ساعة يوميًا بسبب الازدحامات التي يشهدها هذا الشارع الحيوي.
وعلى هذا المنوال أكد المواطن حسن جعفر أنه يستخدم الشارع بشكل يومي لأكثر من مرة كونه الشارع الرئيسي المؤدي إلى منزله، ويصف جواد الشارع بـ”المأساوي”.
وأفاد: لا أعلم كيف ستؤول الأمور في هذا الشارع فإنا أحتاج يوميًا صباحًا أكثر من 20 دقيقة للخروج من عنق هذا الشارع، وبعد مشروع وزارة الإسكان أتوقع أن تفوق مدة الانتظار للخروج من شارع الخدمات النصف ساعة.
المواطنة طفوف محفوظ والتي يقع موقع عملها في إحدى المناطق المطلة على الشارع قالت: “لا أعلم كيف تمت هندسة هذا الشارع، ولماذا لم تخطط الجهات المعنية بأخذ مساحة كافية من الجوانب لتلافي المشاكل التي ستقع على الشارع، مشيرة إلى أن الشارع من الصعب توسعته لمسارين في كل اتجاه، بل يستحيل ذلك في بعض المناطق إلا من خلال استملاك بعض العقارات”.
وتابعت: “المشكلة أن المنطقة يفدها كثير من الناس من غير سكانها كونها منطقة تجارية كبيرة، وشارع ممتد من توبلي حتى منطقة توبلي وجدعلي وسند التجارية، مما يفاقم من المشكلة التي لا تعير لها الجهات الرسمية أي انتباه، مشيرًا إلى أن الأهالي كأنهم يعيشون في زنزانة كبيرة بسبب المشاكل الكثيرة التي يعاني منها جميع السكان والمتراودين على هذا الشارع.
ودوره قال المواطن عبدالحسين فاضل: “أتمنى أن تزوروا الشارع عند الذروة، هناك آلاف السيارات التي تتدفق إلى هذا الشارع، ووجوه الناس المتكدسة سياراتهم في طوابير الشارع تراها عابسة، وتكثر المشاكل والحساسية بين السواق بسبب كثرة المداخل والمخارج والمحال التجارية على هذا الشارع المهمول”.
وتابع: “على طرفي الشارع توجد منافذ ومحلات تجارية، ومئات من السكان والمواطنين يقصدون هذه المحلات الخدمية التي تكثر فيها المطاعم، ولأن الشارع غير مكتمل الرصف خصوصًا من الإشارات الضوئية القريبة من محطة الصرف الصحي حتى دوار جدعلي لذلك ترى السيارات تدخل الشارع من الاتجاهين على طول مسار الطريق، حالة من الفوضى لا شبيه لها على الإطلاق يمكن أن تعيشها عند مرورك على هذا الشارع”.
رد الوزارة وزارة الأشغال في ردها على الاستفسارات التي أرسلتها “البلاد” عن المشاريع المتعلقة بشارع توبلي والتفاصيل المتعلقة بمواعيد البدء بالتطوير والميزانية، جاء رد الوزارة “كوبي بيست” عن رد أرسلته الوزارة قبل أربع سنوات عن ذات الموضوع، وكان رد الوزارة كالتالي:
“البلاد”: هل هناك تصور لتطوير شارع الخدمات (توبلي)؟
الوزارة: إن وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني متمثلة في قطاع الطرق مستمرة في تنفيذ سلسلة من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية لتطوير شبكة الطرق في مختلف محافظات المملكة من أجل احداث نقلة نوعية في أداء ومستوى شبكة الطرق وفتح المجال أمام أعمال تطوير مستقبلية والتخفيف من كثافة الازدحامات المرورية ورفع مستوى السلامة المرورية لمستخدمي الطرق وتسهيل وصولهم الى مختلف مناطق المملكة، ومن أبرز مشاريع قطاع الطرق في منطقة توبلي:
مشروع إضافة مسار إضافي للانعطاف يمينا من شارع 23 إلى شارع 13 - توبلي 711
تم الانتهاء من اعداد التصاميم التفصيلية للمشروع، وتشمل أعمال التطوير على توفير مسار إضافي للانعطاف يميناً من شارع 23 إلى شارع 13، توفير أرصفة جانبية للمشاة، أعمال الإنارة، توفير العلامات المرورية واللوحات الإرشادية اللازمة لتحقيق الأمن والسلامة المطلوبة على الشارع، وضع حواجز للسلامة في المناطق التي تتطلب ذلك، وسيتم التنفيذ بعد الحصول على موافقة جميع الإدارات الخدمية وتوفر الميزانية اللازمة لطرح المشروع في مناقصة عامة.
مشروع تطوير شارع 23 - توبلي
لدى الوزارة مشروع تطوير شارع 23 الى شارع مزدوج ذو مسارين في كل اتجاه، حيث تم تقسيم المشروع الى ثلاث مراحل. المرحلة الأولى من المشروع والتي تم تنفيذها تمتد إلى طريق 1119 بينما المرحلة الثانية والثالثة تشملان على تطوير الشارع إلى شارع مزدوج ذو مسارين في كل اتجاه، حيث تمتد المرحلة الثانية من تقاطع طريق 1121 إلى المشروع الاسكاني الجديد، والمرحلة الثالثة تمتد إلى شارع 77.
وأكدت الوزارة أنه تم الانتهاء بنسبة 90 % من التصاميم التفصيلية للمشروع وعليه من المؤمل تنفيذه بعد الحصول على موافقة جميع القطاعات الخدمية وتوفر الميزانية اللازمة لطرحه في مناقصة عامة.