أمينة خليل صاحب المقام يعيد أمجاد الستينات

أكثر من ٣ سنوات فى الوفد

كورونا أربكت حسابات السينما.. والمنصات الرقمية عامل مساعد

أنحاز لقضايا المرأة.. وعاليا نموذج من واقع المجتمع

صاحبة شخصية قوية، لا تقبل بأنصاف الحلول، تتسم بالجرأة، ينعكس ذلك فى اختياراتها للشخصيات التى تجسدها أمام الشاشة، فهى دائما تبحث عن الدور المعبر عنها، والذى يناسب أفكارها، إنها الفنانة أمينة خليل التى تبحث عن استقلالها فى عالمها الفنى، فهى مؤمنة بقضايا المرأة، وتريد من خلال فنها الذى تقدمه أن تعيد نظرة المجتمع للمرأة. ربما يكون هذا سر تحمسها لتقديم شخصية عاليا الفتاة الثلاثينية التى تتمرد على القيود وسيطرة والدتها، فتقرر الهرب من حفل زفافها دون أن تعبأ بثرثرة الناس فى مسلسل ليه لأ الذى أحدث جدلاً كبيراً وقت عرضه على منصة شاهد الرقمية بين مؤيد ومعارض لموقفها.

وبوجه جديد ومغاير تطل خليل على الجمهور بشخصية جديدة حالمة وقوية أيضا فى فيلم توأم روحي أمام الفنان حسن الرداد، الذى يعرض حاليا فى دور العرض السينمائية متحديا فيروس كورونا.

فى هذا الحوار، تكشف أمينة خليل لـنجوم وفنون سبب اختيارها لشخصية عاليا فى مسلسل ليه لأ لتخوض به أولى بطولاتها المطلقة فى الدراما التليفزيونية، وترد على الاتهام الموجه للمسلسل بتحريض الفتيات، وعن التحديات التى واجهتها أثناء تصوير فيلم توأم روحي والكواليس التى جمعتها بالفنانة عائشة بن أحمد فى الفيلم.

لنبدأ من أحدث أعمالك.. حدثينا عن سر حماسك لفيلم توأم روحى؟

- الفيلم مختلف وجديد، تتخلل أحداثه رومانسية واقعية، وأعجبت بطريقة تناول المؤلفة أمانى التونسى للورق، والشخصيات مكتوبة بشكل احترافى ساعدنى على التحضير للشخصية بشكل سلس، إلى جانب ثقتى فى المخرج عثمان أبو لبن الذى يسعى لإعادة السينما الرومانسية مجدداً، بعد أن طغت أفلام الأكشن والتشويق والإثارة الساحة الفنية.

ولكن الفيلم يحمل نكهة كوميدية.. هل جاء هذا متعمداً أم من وحى الأحداث؟

- تدور أحداث الفيلم فى إطار رومانسى كوميدى حول قصة حب تجمعنى بـ حسن الرداد، إلا أنهما يواجهان العديد من المشاكل والعقبات التى تجعل من حبهم شيء مستحيل تحقيقه على أرض الواقع، الكوميديا فى الفيلم تعتمد على الموقف فهى بعيدة عن الاسكتشات والأفيهات، وهذا طبيعى لأن حياتنا مزيج من الضحك والدموع.

توأم روحي يجمعك بالفنانة عائشة بن أحمد للمرة الثانية، ولأول مرة مع حسن الرداد.. حدثينا عن الكواليس التى جمعتكما؟

- توأم روحي ليس العمل الأول الذى يجمعنى بعائشة، فقد عملنا سوياً فى فيلم الخلية، فهى فنانة جميلة وروحها حلوة، ولا توجد بيننا أى خلافات أو غيرة فنية، كما أننى أحب أعمال البطولات الجماعية، وبالفعل هى المرة الأولى التى أقف فيها أمام حسن الرداد، فهو فنان متعاون، وجمعتنا روح حلوة داخل الكواليس.

يعرض الفيلم فى ظروف ضبابية مع تفشى فيروس كورونا.. هل ترين ذلك مجازفة فى حد ذاتها؟

- أعتقد أن الأمور أصبحت هادئة، مع تراجع إعداد الإصابات بالفيروس، هى بالتأكيد مجازفة لكن السينما صناعة، والصناعة لا تتوقف، ونحن كفنانين لابد أن نقف بجانب صناعتنا، السينما التى تمر بظروف صعبة بسبب تفشى فيروس كورونا.

ألا تخشِين أن تؤثر نسبة السعة التشغيلية على إيرادات الفيلم؟

- بدأ العرض مع نسبة الإشغال الـ25%، والآن زادت إلى 50٪، وكل هذا جاء لحماية المواطنين من الإصابة بالفيروس القاتل، ونحن نقدر ذلك، لأن فى الآخر يهمنا صحة وسلامة الجمهور.

ولماذا لم تفكروا فى عرض الفيلم على إحدى المنصات الرقمية خاصة - بعد نجاح تجربة صاحب المقام؟

- سعيدة بفكرة المنصات الرقمية، وأراها سوقاً ضخمة سوف تحدث تغييراً جذرياً فى شكل الصناعة، وعاملاً مساعداً للنهوض بالصناعة، ولكن هذا لا يعنى أن نهمل السينما أو نساهم فى تدميرها، السينما لها بريقها وتاريخها، يجب أن تكون متواجدة دائما، لو اتجهنا جميعا للمنصات الرقمية ما الذى سيعرض فى السينما.

كيف أثرت كورونا على صناعة السينما؟

- كورونا أربكت حسابات السينما، اعتقد أن الفن بشكل عام من القطاعات التى تأذت وتضررت بشكل كبير من وراء كورونا، لكن أؤمن أنها فترة وهتعدي، وهيرجع كل شيء على ما يرام، وأرفض فكرة أن كورونا فقد شغف المشاهدين بارتياد صالات السينما، بدليل نجاح فيلم الغسالة الذى عرض فى موسم عيد الأضحى.

بعيداً عن الفيلم.. لماذا اختارتِ ثوب عاليا لخوض أولى بطولاتك المطلقة فى الدراما التليفزيونية؟

- أنا دائماً أنحاز لقضايا المرأة، وأحب أن أقدم أعمالاً تعبر عن أفكارى وتناسب شخصيتى، عاليا تشبهنى فى حب الاستقلال، كما أنها واقعية، عاليا تجسيد الواقع الذى تعيشه الفتاة الثلاثينية الحائرة بين التشبث بالتقاليد والرغبة فى التجديد.

ولكن المسلسل واجه اتهامات بتحريض الفتيات وتمردها على التقاليد والعادات.. ما تعليقك؟

- المسلسل واقعى يقدم نموذج من وحى الواقع، عاليا تشبه الكثير من الفتيات اللواتى يعانين من نظرة المجتمع لهن، والضغوط والعادات التى تمنعهن من ممارسة حياتهن بشكل طبيعى أو تحقيق حلمهن، لكن ليس تحريض على ترك منازلهم أو التمرد على والديهم، نحن نقدم نموذج واقعى فقط. الفن عندما يعرض نموذج لمجرم أو مدمن مخدرات لا يعنى أنه يشجع الناس على تعاطى العقاقير، ولكن نريد أن نجعل المجتمع يرى الصورة بشكل مغاير ويلمس كافة جوانبها النفسية والمادية ويطلع على الدوافع التى دفعت الإنسان للسرقة أو لتعاطى المخدرات، ونحن نهدف من خلال مسلسل لية لأ أن نجدد لغة الحوار بين الآباء والأبناء، ومعرفة الدوافع التى دفعت عاليا لترك منزل أسرتها.

أفهم من ذلك أن المسلسل يحمّل الآباء المسئولية كاملة؟

- شخصية الأم سهير التى تجسدها الفنانة هالة صدقى، لم تكن تسمع ابنتها عاليا على الإطلاق، ولكنها طوال الوقت تكبت حريتها وتحاول أن تغرس بداخلها أن الحلم الأول والأخير الذى يجب أن تسعى له هو الزواج، وبالتالى الرسالة الأساسية للمسلسل هى أن الأهل يجب أن يسمعوا أبناءهم، خصوصاً البنات.

ولكن عاليا ارتكبت خطأ عندما هربت من حفل زفافها قبل اللحظات الأخيرة من عقد قرانها، ما وضع عائلتها فى موقف حرج؟

- الجمهور يجب ألا يقف عند مشهد معين، الهدف من المشهد هذا أن نوضح من خلاله ما الذى يمكن أن يتسببه الضغط الزائد على الأبناء خصوصاً الفتيات، وعندما نقول يجب أن يستمع الآباء للأبناء لا نعنى أنهم يتركونهم يخطأون، بالعكس يجب أن تعلم الأم أبنتها الصواب من الخطأ ولكن تؤمن باستقلالها وتحترم آرائها ورغباتها فى حدود الآداب العامة والتقاليد التى ترعرعنا عليها.

ألم تخشي من الجدل المُصاحب للمسلسل؟

- المخاطرة أساس النجاح، والجدل دائما موجود فى جميع الأعمال الفنية وليس فى مسلسل ليه لأ فقط، لأن قناعات الناس مختلفة، والجدل هذا يدل على نجاح المسلسل وأنه أثر بشكل كبير فى توجهات وقناعات المشاهدين، وانقسام المشاهدين حول مؤيد لموقف عاليا، ومعارضا لها يصب فى صالح العمل والقضية التى يطرحها المسلسل بشكل عام.

ما المعايير التى تختارين على ضوئها أعمالك الفنية؟

- أبحث عن الأعمال التى تصقل موهبتى، وتبرزها، وتمنحنى مساحة من الإبداع، ويكون مغاير لشخصيتى الحقيقية، بالإضافة إلى أن الدور يجب أن يكون جديد وصاحب فكرة وهدف ورسالة.

أفهم من ذلك أن هذا سر حماسك للمشاركة فى بطولة فيلم صاحب المقام؟

- فكرة الفيلم ومحتواه جديدان وهو ما أبحث عنه دائماً، الفيلم منحنى فرصة الظهور بشخصية جديدة ومختلفة تماماً عن أدوارى الأخيرة وهى شخصية من أولياء الله الصالحين.

كيف لمستِ ردود الأفعال التى جاءتك عن دورك فى الفيلم؟

- سعيدة بنجاح فيلم صاحب المقام، وأنه حقق ردود أفعال إيجابية، ونسب مشاهدة عالية رغم عرضه على منصة رقمية، كما أن الفيلم لا ينتمى لفئة الأكشن أو الساسبنس الذى دائماً ما يبحث عنه الجمهور فى السينما، ولكن فيه نزعة صوفية وهذه النوعية من الأعمال افتقدنها من أيام سينما الستينات التى كانت دائما تلقى الضوء على علاقة المصريين بالأولياء الصالحين، أرى أن صاحب المقام يعيد أمجاد سينما الستينات.

كيف استقبلتِ ردود فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعى والكوميكس حول خبر خطبتك.. بأنك تدعين الاستقلال وفى نفس الوقت تبحثين عن الزواج؟

- ضحكت كثيراً، فكرة المسلسل أولاً لا تحرض الفتيات على عدم التفكير بالزواج، رسالة المسلسل واضحة وأن البنت يجب أن تفكر فى مستقبلها وتحقق نجاح فى شغلها وتمتهن المهنة التى تحبها وترى نفسها فيها، بجانب الزواج وعاليا فى المسلسل كانت تعيش قصة حب مع حسين الذى يجسد دوره محمد الشرنوبى، والذى تقدم لخطبتها فى نهاية المسلسل.

برغم كراهية العالم لعام 2020 إلا أنه عام النشاط والنجاح لأمينة خليل.. ما تعليقك؟

- رغم الظروف الصعبة التى نمر بها بسبب تفشى فيروس كورونا، والحجر المنزلى، لكن لا أنكر أنه عام الحظ، فقد خضت أولى بطولاتى المطلقة فى الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل ليه لأ الذى لاقى ردود أفعال إيجابية، إلى جانب نجاح فيلم صاحب المقام، وسعيدة بتجربة توأم روحي، واختتمت بخطبتى.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على