مصادر للمدى زيارة وزير الخارجيّة السعودي إلى بغداد كانت مقرَّرة قبل ٣ أشهر

حوالي ٧ سنوات فى المدى

حفاوة رسميّة بالغة حظيت بها زيارة أول وزير خارجية سعودية إلى العراق منذ أكثر من ربع قرن. واستقبل وزير الخارجية إبراهيم الجعفري نظيره السعودي وعقد معه مؤتمراً صحفياً مقتضباً، بعد ذلك أقام رئيس الوزراء مأدبة غداء للجبير دعا لها رؤساء الكتل.ورغم الإعلان المفاجئ للزيارة، إلا أنها، وبحسب مصادر تحدثت لـ(المدى) أمس، مقررة قبل نحو ثلاثة أشهر، لكنها تأجلت بطلب رئيس الحكومة على خلفية إساءة صحيفة سعودية الى الشعائر الدينية التي أثارت استياءً وغضباً شعبياً واسعاً.وكانـت صحيفة الشرق الاوسط نشرت، في تشرين الثاني الماضي، تقريراً مفبركا تضمن إساءة الى ملايين المشاركين في زيارة الاربعين. وإثر ذلك قررت الحكومة العراقية رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة التي يملكها احد أنجال العاهل السعودي الحالي.وتؤكد المصادر السياسية الرفيعة ان رئيس الوزراء حيدر العبادي أطلع التحالف الوطني، خلال احد اجتماعاته، على اتفاق عراقي – سعودي لتبادل الزيارات على أعلى المستويات ولتهدئة التوترات التي اعقبت إبعاد السفير السعودي ثامر السبهان في أيلول الماضي بعد اتهامات وجهها لقوات الحشد الشعبي بالتزامن مع عمليات تحرير الفلوجة.وبحسب المصادر ذاتها فان العبادي رفض، بعد توليه رئاسة الحكومة، تلبية دعوة رسمية سعودية لزيارة الرياض إلا بعد زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى بغداد.ووعد الفيصل نظيره العراقي بزيارة العراق، إلا انه توفي في تموز الماضي.وتكشف المصادر الرفيعة، التي تتحفظ (المدى) على هويتها، عن جهود بذلها مسؤول امني كبير اجرى سلسلة لقاءات إقليمية لتطبيع العلاقات العراقية - السعودية بوساطة شخصيات تركية واميركية بارزة.وتؤكد المصادر ان زيارة الجبير كان مقرراً لها أن تكون بعد زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يليدريم الى بغداد مطلع كانون الثاني الماضي.وتصف المصادر السياسية زيارة الجبير الى بغداد بأنها محاولة سعودية بتوجيه اميركي لإبعاد العبادي عن إيران ومواجهة نفوذ الاخير عبر التصدي لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي.وأبلغ الجبير، بحسب مسؤول في الخارجية العراقية تحدث لرويترز، المسؤولين العراقيين عزم بلاده تسمية سفير جديد خلفا لثامر السبهان. وعينت الرياض السبهان كأول سفير لها في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين، بعد قطع العلاقات بشكل كامل إثر غزو الكويت عام 1990.لكنّ بغداد طلبت، في أيلول الماضي، من السعودية استبدال السبهان إثر تصريحاته ضد "الحشد"، واتهامه لبعض القوى العراقية بالتخطيط لاغتياله.وهنأ عادل الجبير، بحسب بيان لمكتب العبادي، بـ"الانتصارات المتحققة في العراق على العصابات الإرهابية ودعم السعودية للعراق في محاربة الإرهاب"، مبدياً "استعداد المملكة العربية السعودية لدعم اعادة الاستقرار في المناطق المحررة".كما التقى الوزير السعودي برئيس البرلمان سليم الجبوري الذي اكد "أهمية تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز اواصر التواصل والمحبة والأخوّة بين البلدين الشقيقين". وأشار الجبوري إلى "أهمية توسيع آفاق التعاون المشترك بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويساهم في تحقق الامن والاستقرار للمنطقة برمتها".بدوره، رحب الجعفري بزيارة الجبير، مؤكدا  أن أول وزير خارجية للسعودية يزور العراق بعد عام 2003، بحسب بيان نقلته وزارة الخارجية.وقال الجعفري إن "العراق حريص على إقامة أفضل العلاقات مع المملكة وتفعيل المصالح المشتركة ومواجهة المخاطر المشتركة"، مضيفا "علينا أن نستحث الخطى ونستمر بالحوارات وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين لبناء علاقات قوية تكون مرتكزا ستراتيجيا لمعالجة التحديات التي تواجه المنطقة".وشدد وزير الخارجية العراقي على ان "سياسة العراق تقوم على الانفتاح مع بلدان العالم المختلفة ولا يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية ولا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول كما أنه لا يدخل في سياسة المحاور"، موضحا أن "قوة العراق بوحدة وتكاتف مكوناته كافة والعراقيون أثبتوا أنهم موحدون بوجه الإرهاب والحفاظ على وحدة بلدهم والجميع يساهم اليوم في مفاصل الدولة المختلفة".واكد الجعفري أن "العراق يتطلع لفتح معبر جميمة في إطار تعزيز العلاقات وفتح آفاق التعاون المشترك وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين بالإضافة لتسمية سفير جديد للمملكة وتسهيل إجراءات منح سمات الدخول الفيزا للعراقيين الراغبين بزيارة المملكة".من جانبه، أكد الجبير أن "الروابط التي تجمع المملكة مع العراق كثيرة جداً وهذه الزيارة تأتي لإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح"، مشيرا الى ان "السعودية تتطلع إلى بناء علاقات مميزة مع العراق... وهناك رغبة في العمل معاً في الحرب علىالإرهاب."وشدد على أن بلاده "تقف على مسافة واحدة من المكونات العراقية وتدعم وحدة واستقرار العراق"، داعيا إلى "العمل على تبادل زيارات مسؤولي البلدين وتفعيل كل الملفات العالقة".وتابع أن هناك مصالح مشتركة كثيرة بين البلدين ، منها مكافحة التطرف والإرهاب فضلا عن فرص الاستثمار والتجارة بينهما.والسعودية والعراق هما أكبر وثاني أكبر منتجين للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وكثيرا ما يتنافسان على زبائن النفط الخام لاسيما في آسيا.وتعاون البلدان في تشرين الثاني لإبرام اتفاق بين أعضاء أوبك لخفض المعروض في السوق بهدف دعم أسعار النفط.
 
 
 
 
 
 
 
 
 

شارك الخبر على