معارض تركي يكشف هذه أذرع أردوغان لتحقيق طموحاته التوسعية

ما يقرب من ٤ سنوات فى البلاد

كشف محمد عبيدالله، المحلل السياسي والمعارض التركي، تفاصيل ووسائل وأذرع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق "حلمه في الخلافة"، وزعزعة استقرار الدول العربية، وسيطرته على مقدراتها وثروتها، وبناء إمبراطوريته المزعومة.

وقال في حديث مع "العربية.نت" و"الحدث.نت" إن المشروع الذي يحاول أردوغان تطبيقه في تركيا والمنطقة، والآليات التي يستخدمها في سبيل تحقيق ذلك، تستند إلى سيطرته على كيانات إسلامية مسلحة وإعدادها لخوض القتال نيابة عنه، وتوظيف الإسلام السياسي واستخدامه كوسيله لإضفاء مشروعية على مخططاته.

وأضاف أن أردوغان أعلن في البداية تخليه عن حزبه القديم، وهو حزب "الرفاه" بقيادة نجم الدين أربكان، الذي كان يمثل الإسلام السياسي في تركيا، وتعهد بأنه لن يتبنى مشروعًا إسلاميًّا خلال مشواره السياسي، إلا أنه بالتزامن مع تمكنه من السلطة، بدأت تظهر لديه النزعة القديمة المترسخة في طبعه، وهي "الديكتاتورية والاستئثار بالسلطة"، مشيرا إلى أنه وبعد حادثة سفينة "مرمرة" على وجه الخصوص، أخذ أردوغان يقترب من الجماعات الإسلامية الراديكالية في المجتمع، ويبتعد عن الديمقراطيين والليبراليين والجماعات الإسلامية المعتدلة.

وأكد أن أردوغان تمكن بشكل أو بآخر من إقصاء الجماعات أو المنظمات التي رفضت مبايعته، كحركة فتح الله غولن مثلاً، والحركة الليبرالية التي كان يمثلها كل من التفوا حول صحيفة "طرف" أمثال أحمد ألتان وآلبير كوموش وأمرالله أوسلو، مضيفا أن الرئيس التركي بدأ يوجه أنظاره وخططه إلى المنطقة، من خلال جهاز الاستخبارات ووكالة التنمية والتنسيق التركية "تيكا"، وشركة "صادات" الأمنية الخاصة بقيادة مستشاره الخاص الجنرال عدنان تانري فردي، ومن خلال الجيش مباشرة بعد أن أجرى التغييرات اللازمة بعد محاولة الانقلاب في عام 2016.

وتابع قائلا إنه ومع عودة أردوغان إلى الإسلام السياسي وتوجهه للمنطقة بهذه الإيديولوجية، أصبحت الكيانات الإسلامية، مزرعة غنية يستثمرها ويستغلها في تنفيذ مشروعه، خاصة أنها باتت بلا رأس بعد حقبة التسعينات، وهذا سر حصول أردوغان على دعم موسع من الكيانات الإسلامية في كل المنطقة، حيث نصب نفسه زعيمًا وقائدًا لها.

بدأ أردوغان - كما يقول عبيدالله - تنفيذ عمليات سرية وعلنية في كل العالم الإسلامي من خلال حلفائه تحت رئاسة وتوجيه جهاز الاستخبارات ووكالة التنمية والتنسيق التركية "تيكا"، وشركة "صادات" الأمنية وكذلك المؤسسة العسكرية. وكانت ومازالت غايته وهدفه، تأسيس خلافة إسلامية عاصمتها اسطنبول، وتنصيب نفسه زعيما لها، وأن تتبعها الجمهوريات الإسلامية الأخرى التي سيتم تأسيسها بعد تدمير الأنظمة الحاكمة، مستخدما في ذلك كل إمكانيات الدولة التركية سواء الاقتصادية أو البشرية.

وذكر المعارض التركي أن هذه الأحلام كلفت تركيا والمنطقة والإسلام كثيرًا، ويبدو أنها ستبقى أحلامًا لن تتحقق، فأردوغان في سبيل تحقيق هذه الأحلام خرج أولاً عن الإطار القانوني المحلي ثم الدولي، وأفقد تركيا شرعيتها الدولية، وجعلها دولة منبوذة معزولة في المنطقة كلها مثل إيران، بسبب ارتكابه كل المحرّمات، من تجارة أسلحة واصطناع حروب واستخدام مرتزقة والتعاون مع تنظيمات إرهابية وغيرها.

وكشف عبيدالله أن المخابرات التركية تدرب المرتزقة السوريين الذين ترسلهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب ميليشيات الوفاق، وتقوم بتأهيلهم وتدريبهم على عمليات المداهمة والقنص، مؤكدا أن هناك مجموعات وميليشيات في سوريا امتهنت القتال مقابل المال، وأصبحت تعمل تحت إمرة أردوغان مقابل مبالغ شهرية تصل إلى 2000 دولار للمقاتل الواحد.

وكشف عبيدالله عن واقعة الطفل السوري أسامة الموسى، البالغ من العمر 14 عاما، وأحد عناصر لواء "سليمان شاه" المدعوم من تركيا، الذي قُتل خلال المعارك العسكرية الدائرة في ليبيا، وتم دفنه سرًا في بلدة جرابلس السورية وأثارت استهجانا واستياء.

وأوضح أن أردوغان استغل احتياج عائلات سورية كثيرة إلى الأموال لمواصلة حياتهم في ظل ظروف الحرب في بلادهم، وقام من خلال أجهزته بتجنيد أبناء تلك العائلات ودفعهم للقتال في ليبيا بجانب ميليشيات السراج.

وأضاف أن المنطقة زادت اضطرابًا بتدخلات أردوغان لصالح مجموعة بعينها، وتفاقمت الشروخ بين الأنظمة الحاكمة والجماعات الإسلامية التي جعلها أكثر تطرفًا من السابق، متابعا أن الضحية الكبرى لهذه الأحلام هي الإسلام والمسلمون، بحسب تعبيره.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على