غداة القرار الحاسم في شأن اليوروبوندز ...

حوالي ٤ سنوات فى تيار

غداة القرار الحاسم في شأن اليوروبوندز، وعشية اسبوع يريده اللبنانيون حاسما لناحية بدء تحويل التوجهات الاصلاحية الى اجراءات ملموسة، يمكن التوقف عند الملاحظات الآتية:
 
اولا: ‏يشير القرار الذي اتخذته الحكومة امس الى أنها تفكر بشكل يختلف عن سابقاتها، والاهم انها عبَرت على لسان رئيسها حسان دياب، عن اقتناعها بوجوب تغيير السياسات السابقة، لتبقى العبرة في التنفيذ.
 
ثانيا: إن هذا القرار على أهميّته، ‏لابدّ من استكماله بتطبيق خُطّة متكاملة للإصلاح، خلافاً لما كانت الحكومات السابقة عاجزة عن القيام به، تاركة الدين يتنامى من دون تحديد سقف لحجمه وللفوائد المترتِّبة عليه.
 
‏ثالثا: لابدّ من أن تتضمّن اي خُطّة ضبطا لموضوع الدولار، الذي يشكل سعر صرفه اليوم خط التماس الاول بين المواطنين والازمة الاقتصادية والمالية الراهنة.
 
رابعا: على عكس التهويل الذي يذهب اليه البعض، من الواضح ان الحكومة ترفض اي مس بالاقتصاد الحرّ، ولاسيما بالقطاع المصرفي، الذي يحرص اللبنانيون على قوّته ودوره كركيزة أساسية للاقتصاد المُنتج، مثل حرصهم على مكانته في العالم.
 
اما الجوهر، فيبقى في تأمين مصلحة لبنان العليا وحماية حُقوق المودعين، خصوصا الصِغار ‏منهم.
 
خامسا: لا ينبغي ان يَصرف القرار الحكومي نظر اللبنانيين عن اهمية استعادة الأموال المُحَوَّلة إلى الخارج بعد 17 تشرين الاول الماضي، بعيدا من اي تشفٍ او روح انتقام.
 
اما العهد الحالي، عهد الرئيس العماد ميشال عون، ومهما صوِبت نحوه السهام، فلا يمكن للتاريخ الا ان يسجل له انه عهدُ مواجهةِ المشكلات المزمنة وجها لوجه لحلها، عوض ممارسة سياسة النعامة او التردد او التخاذل او الهرب الى الامام.
 
فهو عهد، واجه الارهاب فحرر الجرود...
 
وهو عهد واجه التهميش، فاسترجع التوازن وكرس الميثاق...
 
وهو عهد وضع الدين العام الموروث على سكة العلاج...
 
وهو عهد سيحوِل مكافحة الفساد من عبارة ممجوجة، الى طريقة حياة...
 
هذا في ملف الاقتصاد والمال. اما صحيا، فيبقى خطر انتشار فيروس كورونا الهم الاول، تماما كما تبقى الاجراءات الوقائية الطبية الزامية، بناء على قرارات وزارة الصحة وسائر الجهات الرسمية المعنية، واستنادا الى توصيات اعلى المرجعيات الروحية لمختلف الطوائف والمذاهب.
 
وفي كل الاحوال، الاساس ان الايمان والعلم يتكاملان ولا يتناقضان، فالله خلق الانسان حرا ومنحه عقلا ليفكر، ووعيا ليستعمل العقل خدمة لخيره الشخصي والخير العام... والايمان والعقل يلتقيان اليوم على التقيد بالتدابير الوقائية العلمية منعا للوقوع في اي محظور.
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على