ماذا لو استقالوا؟ ( جوزف الخوري)

حوالي ٤ سنوات فى تيار

جميعنا نذكر تلك الأصوات المقسومة إلى نوعين:
النوع الأول، هم هؤلاء الذين يعتقدون أنهم يعيشون ما بين السويد والنروج، وعند كل محطة تأخير أو عرقلة لوزراء التيار الوطني الحر في أي ملف كان، نراهم على الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي حاملين سالفة "إذا ما خلّوهم يشتغلوا، فليستقيلوا"!أما النوع الثاني، فهم هؤلاء الذين كانوا يعرقلون من جهة ويتشدّقون مع جيوشهم الإلكترونية بفشل وزراء التيار الوطني الحر من جهة أخرى، وبالتالي يطالبونهم بالإستقالة!
ها نحن اليوم أمام محطة مفصليّة تاريخيّة في الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، والمتزامنة مع إعلان البدء بحفر أول بئر نفط إستكشافية في بحر لبنان.وها نحن اليوم نسأل هؤلاء النكدين: "ماذا لو سمع منكم وزراء التيار الوطني الحر واستقالوا، فهل كنا سنشهد على هذا الحدث؟"بالطبع لا، فالتاريخ منذ العام ١٩٤٨ وحتى العام ١٩٨٢ يشهد على تقاعس تلك الطبقة ودفنها لكل محاولات الإستكشاف.كما أن ما حصل اليوم، يجب أن يكون درس بالصبر لمن يئس من التأخير في الملفات الأخرى، كعرقلة خطة الكهرباء وتشويهها، وكمنع إقرار قوانين محكمة الجرائم المالية، رفع الحصانات، السرية المصرفية والتملّك، وغيرها من المشاريع التي تؤخرّها نفس الفئة منذ سنوات، والتي يدعمها مواطنات ومواطني السويد والنروج إفتراضياً، سواءً عن حسن نيّة أو عن خبث وسوء نيّة.فهذا الدرس يجب أن يتعلّمه المواطنات والمواطنين الذين لا ينتمون إلى أحزاب ولا إلى جهات مصلحيّة متضرّرة ومعرقلة، ولكنهم قد انجرفوا مع سيل الحملات التضليليّة وصدّقوها في بعض الأحيان.
يبقى الأهم في معركة ملف الغاز والنفط، وما هو مطلوب من جميع اللبنانيين الذين يهمّهم مستقبل أولادهم والأجيال القادمة، أن لا يصغوا للنوعين اللذين ذكرناهما أعلاه وأن يدعموا بكل قواهم مشروع الصندوق السيادي الذي تقدم به نواب ووزراء التيار الوطني الحر فقط، ليس من باب الإصطفاف الحزبي الضيّق وإنما من باب علمي واضح وصريح.فمشروع التيار هو نسخة متطورة مقوننة عن النموذج الأفضل بالعالم من ناحية إلزامية الشفافية، حماية الصندوق من التدخلات السياسية، المحاصصة والفساد، كما أنه مبني على فكر استراتيجي استثماري للأجيال القادمة، وليس لتسكير دين وأموال مهدورة ومسروقة ولا لتمويل زبائنية أمراء حرب، سلطة وإقطاع.
فلنحمد الله على نعمة الصبر والمثابرة وعدم الهروب من المسؤولية، التي علّمتنا إياها مدرسة الرئيس الجنرال ميشال عون، وخيراً فعلوا وزراءنا عندما لم يستقيلوا.
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على