دلالات المراسيم السلطانية السامية

أكثر من ٤ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيتعكس المراسيم السلطانية السامية التي أصدرها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله - أهمية كبيرة في التطوير والتحديث في هياكل الدولة ومواكبة متطلبات التنمية في البلاد وفق مرئيات المستقبل وكيفية النهوض به إلى ما يحقق التطلعات الوطنية الهادفة إلى رفعة اسم هذا الوطن والإرتقاء بإنسانه، ولقد حفلت بتطورات إيجابية لعل من أهمها تعزيز قطاع الإتصالات وتقنية المعلومات باعتباره بوصلة المستقبل، وإنشاء وزارة لشؤون الفنون لإضفاء المزيد من الإهتمام بهذا المجال الجمالي الهام وإحياء الفنون العُمانية كإرث حضاري كغيرها من تراث هذا الوطن العريق، فضلا عن تطوير منظومة الضرائب بإنشاء جهاز للضرائب يتبع مجلس الوزراء في إطار تطوير المنظومة الإقتصادية وتعزيز الإيرادات الغير النفطية، وما يثلج الصدر في المراسيم تعزيز دور المرأة العُمانية بتعيين وزيرتين تتوليا مسؤولية وزارة تقنية المعلومات والإتصالات وشؤون الفنون، وترقية منصب محافظ مسندم لمرتبة وزير وتعيين وزير جديد، الأمر الذي يبعث على الإرتياح لهذه التغيرات بإعتبارها جزءا من منظومة التحديث التي تنتظرها أجهزة الدولة لتتواكب مع المتطلبات المستقبلية والإيفاء بالإستحقاقات الوطنية القادمة.ولعل تحديث فصل وزارة النقل والإتصالات لتكون للنقل وزارة خاصة به بهدف التركيز في العمل في قطاع إقتصادي كبير ومهم يشمل النقل البري والجوي والبحري، وما يتبعها من مجالات قد تسهم في تطوير هذه المنظومة كشريان من شرايين التنمية في البلاد مازال يحتاج الكثير من العمل والجهد للإرتقاء بهذه المجالات وتأكيد أهميتها.ولعل تخصيص وزارة لتقنية المعلومات والإتصالات جاء لتعزيز هذا القطاع وتفعيل دوره في الإرتقاء بالبنية الأساسية له والذي يعد عماد الإقتصاد الحديث القائم على المعرفة والمواكب للتطورات التقنية الحديثة، ومن ثم تسخيره لتطوير آليات العمل في المرحلة القادمة.أما إنشاء وزارة لشؤون الفنون فقد جاء في وقته تماما نظر للإرث الفني وفي كافة أوجهه والذي تسخر به البلاد والمتمثل في الكثير من المعالم واللقى الحضارية في هذا الوطن التليد تاريخه، فإنشاء وزارة خاصة به هو بمثابة تكريم للفنون وأهلها من المبدعين في كافة مجالاته، فما تزخر به السلطنة في هذا الجانب هي في الواقع كنوز لاتقدر بثمن يجب الحفاظ عليها وصونها من الإندثار وإبعادها من شبح النسيان، وهذا لا يتأتى إلا من خلال جهاز يعني بهذا الجانب ويعمل على تطويرها وبشكل مستمر وبما يتواكب مع متطلبات الحاضر في تقديم المورثات الفنية وقوالبها والإستفادة منها في إثراء القطاع السياحي في البلاد في الفترة القادمة. إن إنشاء جهاز للضرائب يتبع مجلس الوزراء هي ضرورة أملتها مستجدات المرحلة القادمة لتطوير منظومة الضرائب وتحديثها لتكون رافدا فاعلا لخزينة الدولة، وذلك لا يعني بالضرورة زيادة الضرائب والرسوم وإنما يعني إضفاء هالة تستحقها من الأهمية بغرض إيجاد نظام ضريبي عالي الدقة وفاعل في أداءه المهني.ولعل تعيين وزيرا للدولة ومحافظ مسندم يعكس الإهتمام الذي يوليه جلالته بمحافظة مسندم والمكانة التي تحظى بها في إطار النظام الإداري للدولة، وترقية منصب المحافظ الى مرتبة وزير يؤكد ذلك المعنى وبنحو جلي.ان ضخ دماء جديدة في شرايين منظومة العمل الحكومي يعد أمرا طبيعيا ويندرج في إطار تبادل أبناء الوطن حمل المسؤولية الوطنية وهي شرف يفخر به كل من يقع الإختيار عليه لحمل هذه الأمانة رفيعة المستوى. نأمل أن يوفق الوزراء الجدد في مسؤولياتهم الكبيرة وفي حمل أمانة التشريف السامي والثقة الغالية التي أولاها لهم المقام السامي، وتجسيد ذلك على أرض الواقع ولما فيه خير الوطن وأبناءه..

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على