التسجيلات السرية للحظات موت جمال خاشقجي..!

أكثر من ٤ سنوات فى تيار

مضى عام على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول. وكانت الاستخبارات التركية تتجسس على القنصلية، وسجلت أجهزتها عملية التخطيط والقتل آنذاك. واستمع عدد قليل من الناس للتسجيلات، تحدث اثنان منهما حصريا للـ “بي بي سي”. واكدت المحامية البريطانية، البارونة هيلينا كينيدي، انها استمعت للحظات موت خاشقجي.وقالت: "من المرعب سماع صوت أحدهم، يكتنفه الخوف، مع العلم بأنك تسمع صوته حيا. يبعث الأمر قشعريرة في الجسد". وكتبت كينيدي ملاحظات تفصيلية عن المحادثة التي سمعتها بين أفراد فرقة الاغتيال السعودية."فيمكن سماع ضحكاتهم. إنه أمر مقزز. إنه ينتظرون في مقر القنصلية، يعلمون أن الرجل سيدخل، وسيقتلونه ثم يقطعونه".
 
وتلقت كينيدي دعوة للانضمام إلى الفريق الذي استمع للتسجلات، من أنياس كالامارد، مقررة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في قضايا القتل خارج نطاق القانون.
وقالت كالامارد إنها عازمة على استخدام صلاحياتها للتحقيق في القضية، في الوقت الذي ثبت فيه تردد الأمم المتحدة في تحريك تحقيق دولي.
واستغرقت الأمر أسبوعا لتتمكن كالامارد من إقناع المخابرات التركية بالسماح لها ولكينيدي ولمترجم اللغة العربية الخاص بهما بالاستماع للتسجيلات.
وترجح كالامارد أن "تركيا كانت تسعى من وراء هذه الموافقة إلى مساعدتي لإثبات النية المسبقة والتخطيط" لحادث القتل.
واسستمع الفريق لـ 45 دقيقة مجمعة من تسجيلات يومين حاسمين.
ووصل خاشقجي إلى اسطنبول قبل أسابيع قليلة من مقتله. وهي الوجهة التي تتقبل معارضي الأنظمة المختلفة في الشرق الأوسط.
وكان الكاتب السعودي خطب الباحثة التركية خديجة جنكيز قبل وفاته، وكان حينذاك بعمر 59 عاما، ومطلقا وأبا لأربعة.
وكانا يخططان لبدء حياتهما معا في اسطنبول، لكن خاشقجي كان بحاجة لأوراق الطلاق كي يتمكن من إتمام الزواج.
وفي 28 سبتمبر/أيلول 2018، زار خاشقجي وجنكيز المجلس المحلي التركي، حيث قيل له إنه يجب أن يجلب أوراق الطلاق من القنصلية السعودية.
وقالت جنكيز حين التقيتها إن "هذا كان الحل الأخير، فهو لم يتمكن من الرجوع إلى بلده لجلب الأوراق، وتعين عليه الذهاب إلى القنصلية للحصول عليها كي نتمكن من إتمام الزواج".
ولم يكن خاشقجي معارضا للنظام، ومنفيا خارج بلده، طوال الوقت. فقد التقيته قبل 15 عاما في السفارة السعودية في لندن. وكان في قلب النظام السعودي آنذاك، كأحد المستشارين الهادئين للسفير.
ناقشنا آنذاك هجوما شنه تنظيم القاعدة. وكان خاشقجي يعرف قائد التنظيم، أسامة بن لادن، على مدار عقود. في البداية كان خاشقجي يُظهر بعض التعاطف تجاه هدف التنظيم بالتخلص من الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط. لكن لاحقا، عارض تصرفات التنظيم الإجرامية وأصبحت آراؤه أكثر تحررا واحتفاءً بفكرة الديمقراطية.
وفي عام 2007، عاد خاشقجي إلى بلاده ليتولى رئاسة تحرير صحيفة الوطن الموالية للحكومة السعودية. لكنه فُصل بعد ثلاث سنوات بسبب ما قال إنه "توسيع حدود النقاش في المجتمع السعودي".
وفي عام 2011، استلهم خاشقجي كتاباته من أجواء الربيع العربي، وبدأ يكتب صراحة ضد ما اعتبره قمع النظام السعودي. ثم في 2017، مُنع من الكتابة، ورحل إلى منفى اختياري في الولايات المتحدة، وأُجبرت زوجته على الطلاق منه.
وأصبح خاشقجي كاتبا مشاركا في صحيفة واشنطن بوست، التي نشر فيها عشرين مقال رأي خلال العام الذي سبق وفاته.
وقال ديفيد إغناتيوس، كبير كتاب مقالات الرأي في الشؤون الدولية في واشنطن بوست، إن خاشقجي "تجازوز الخطوط الحمراء عندما كان رئيس تحرير في المملكة". وتابع: "وما رأيته أن جمال استمر في الوقوع في المتاعب بسبب صراحته في التعبير عن أفكاره".
 
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على