مبارك غزو الكويت ألقى بظلاله على تردي أوضاع المنطقة إلى يومنا هذا

ما يقرب من ٥ سنوات فى الشبيبة

مبارك للأنباء الكويتية: أرسلت قوات مصرية للسعودية ضمن قوات التحالف لتحرير الكويت
أرسلت لواء صاعقة للشيخ زايد لحماية آبار البترول كما طلب مني
غزو الكويت ألقى بظلاله على تردي أوضاع المنطقة إلى يومنا هذا
السادات أبلغني بأنه كان يرسل أشرف مروان للإسرائيليين ويعطيهم معلومات مضللة

"صفقة القرن" كلام جرايد وتسريبات غير مؤكدة.. لكن هناك مقدمات غير مطمئنة

نشرت صحيفة "الأنباء" الكويتية، اليوم الاثنين، حوارا صحفيا مطولا مع الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، أجرته الكاتبة الصحفية فجر السعيد، كشف خلاله أسرار وخفايا الغزو العراقي للكويت وعواقب "صفقة القرن" ومعلومات عن حرب أكتوبر واستعادة سيناء وتأثير الدور الأميركي والروسي في الشرق الأوسط.وقالت الكاتبة فجر السعيد في مقدمة حوارها، "لم أكن أعرف الرئيس المصري حسني مبارك عن قرب قبل ما يسمى بثورات الربيع العربي في عام ٢٠١١، ولم أحلم حتى بمقابلته.. ولكن بعد تخليه عن السلطة وحالة الهرج والمرج التي حدثت في الشارع المصري سعيت جاهدة لمقابلة الرئيس حسني مبارك لأوصل له رسالة واحدة فقط، بأن أهل الكويت يكنون لك كل تقدير وممنونون لدورك السياسي العظيم في تحرير الكويت إبان الغزو العراقي ويرونك زعيما عربيا كبيراً حتى وأنت خارج السلطة".وأوضحت السعيد، أن محاولاتها نجحت ووصلت للرئيس المصري الأسبق ووصلت له رسالتها وأخذت منه وعدا بلقاء مطول للحديث عن مرحلة الغزو وما سبقها من أحداث أهمها إنشاء مجلس التعاون العربي بين مصر والعراق والأردن واليمن.وإلى نص الحوار..نحب أن نتحدث بداية حول ظروف إنشاء مجلس التعاون العربي.٭ لأ علشان نبدأ من الأول لازم أتكلم أولا عن ظروف عودة العلاقات مع الدول العربية.. انا لما استلمت السلطة كانت العلاقات مع الدول العربية مقطوعة من ساعة لما الرئيس السادات زار القدس واتجه نحو السلام مع إسرائيل.. وهنا برده أحب أقول انه لما السادات أعلن في خطابه في مجلس الشعب عام 1977 عن استعداده للذهاب لإسرائيل كان ياسر عرفات موجود في مجلس الشعب بيسمع الخطاب معانا وسقف لما السادات قال الكلام ده.. وبعدها بأيام الأميركان سلموا الدعوة للسادات لزيارة إسرائيل.. وبعد كده السادات راح سورية علشان يطلع حافظ الأسد على قرار زيارته للقدس ولكن السوريين رفضوا رفض بات وسمعنا بعد ده انهم حتى فكروا يحتجزوا السادات أو يعطلوا الطيارة بتاعته عشان ما يروحش القدس.. والسادات سافر على القدس من مطار أبوصوير العسكري القريب من الإسماعيلية.. وأنا رحت قابلته صباح يوم المغادرة وراجعنا معاه أنا والكاتب موسى صبري الخطاب اللي ألقاه في الكنيست.. وبعدها طلعت معاه لمطار أبوصوير وودعته في المطار.. الرئيس السادات كان زعيم شجاع وصاحب رؤية ثاقبة.. والتاريخ أثبت صحة رؤيته.المهم لما استلمت السلطة حافظت على اتصالات غير رسمية بكثير من الدول العربية.. روحت جنازة الملك خالد بعد فترة قصيرة من تولي السلطة وماكنش في علاقات.. وساعدنا العراق في حربه ضد إيران في غير وجود علاقات رسمية.. ولما حضرت القمة الإسلامية في الكويت سنة 1987 الشيخ زايد قابلني وقالي انه حيرجع الإمارات وينتظر أزوره بعد القمة.. بس قلتله مش عايز أسبب لك حرج ولكنه أصر وروحت في زيارة في غير وجود علاقات.. وبعد كده صدام حسين أعلن من جانبه عن عودة العلاقات وبعدين الملك حسين أعلن عودة العلاقات وجه ألقى خطاب في مجلس الشعب عندنا.. وبالتالي عادت العلاقات المصرية مع الدول العربية وعادت الجامعة العربية لمقرها في القاهرة.. وأثناء معركة الفاو، روحت وزرت صدام حسين والقيادة العراقية في غرفة العمليات لمساندتهم في الحرب مع إيران.. وكانت كل دول الخليج بتساعد العراق ماديا في الحرب على أساس ان زي ما صدام كان بيقول انه بيحمي الجبهة الشرقية للعالم العربي.. وفي القمة الإسلامية في الكويت كان حافظ الأسد موجودا وكانت كلمتي في القمة مفروض تبقى قبله بس هما أصروا يتكلموا قبلي.. قلت مفيش مشكلة.. بس حافظ الأسد بدأ كلمته بالهجوم على السادات.. والبعض في الوفد اللي معي قال لي نقوم وما نكملش كلمته فقلت لا.. وبعدين جه موعد كلمتي وبدأت وقلت انه ما كان يصح ان يتحدث حافظ الأسد عن السادات بهذا الشكل.. السادات توفى الى رحمة الله وكان رئيس مصر وزعيم عربي واحنا في قمة إسلامية فلن أرد على أي إساءة بإساءة احتراما للقمة ورئيس القمة.. وأول ما بدأت الكلمة قام حافظ الأسد والوفد السوري وانسحب علشان ما يسمعش كلمتي.. لم أبالي وكملت كلامي. لا يمكن أسمح بأي هجوم أو إساءة لرئيس مصري سابق وبالذات الرئيس السادات.هل قدمت مصر أي تنازلات في علاقتها بإسرائيل.. حتى تعود العلاقات مع الدول العربية؟٭ لأ.. تنازلات ايه.. ده كان توجه استراتيجي لمصر لا عودة فيه.. والدول العربية كانت فاهمة ده كويس.. وأنا أكدت اننا لن نتخلى عن القيام بدورنا التاريخي في خدمة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وعشان كده أنا عملت جاهدا بعد عودة العلاقات مع الدول العربية على لم الشمل العربي عشان يكون لنا صوت وموقف قوي أمام العالم.. ولما تقرر عقد القمة العربية في بغداد في مايو 1990 سعيت لحضور كل الدول العربية للخروج من حالة الانقسام اللي موجودة.. ونجحت في إقناع كل الزعماء بالحضور إلا حافظ الأسد.. حاولت أقنعه بس رفض بسبب الخلافات العميقة بينه وبين صدام، وحدثت مشادات عنيفة بينهم في مؤتمر القمة السابق في المغرب عام 1989 والتي كانت أول قمة عربية أحضرها بعد عودة العلاقات.. وتكلمت مع صدام أيامها وقلت له أنك تشددت في خطابك مع حافظ الأسد بشكل يعقد العلاقات بينكم.. الخلاف بينهم كان عميقا.ما هي أجواء قمة بغداد خاصة أنها كانت قبل الغزو بشهور قليلة؟٭ قبل قمة بغداد ومع عودة العلاقات العربية فاتحني الملك حسين في فكرة إنشاء مجلس للتعاون العربي أسوة بمجلس التعاون الخليجي يضم مصر والأردن والعراق.. وهو كان اتكلم فيه مع صدام.. وقلت له مافيش مانع نفكر فيه بالذات ان الحديث كان عن تجمع للتعاون الاقتصادي.. وبعد شوية قالي الملك حسين ان صدام يرى ضم اليمن لهذا التجمع.. فقلت له على طول خد بالك يا جلالة الملك العراق والأردن ومصر ودلوقتي اليمن ده يمكن يفسر انه ضد السعودية.. لازم أطلع السعودية حتى لا يكون هناك تفسير خاطئ.. وبعد كده كلمني الملك حسين وبعده الرئيس علي عبدالله صالح ان ممكن نفكر في تعاون عسكري يتضمن تبادل للقوات يعني أبعت قوات للعراق والأردن وهما يبعتوا لي قوات عندي.. قولت له ده مرفوض.. تعاون اقتصادي آه.. عسكري لا. أولا أنا عندي معاهدة سلام مع إسرائيل والأردن معندوش.. تعاون عسكري ليه احنا حنحارب مين.. وبعدين احنا عندنا اتفاقية الدفاع العربي المشترك عشان نصد أي عدوان على الدول العربية.. احنا مش حنحارب بعض.وماذا حدث عند تكوين المجلس العربي؟٭ أول اجتماع كان في الأردن وبعدين في العراق وبعدين اليمن حسب ما أتذكر.. وبعدين لما عملنا اجتماع في الإسكندرية لقيت في محاولات تاني علشان موضوع التعاون العسكري.. ومش بس كده.. ده لقيت في اقتراح كلمني فيه علي عبدالله صالح عن دمج أجهزة المخابرات.. قولت له مستحيل وأنا أرفض أي شيء في هذا الاتجاه.هل تحدث معك صدام بخصوص هذه المواضيع؟٭ لأ.. كان بيخلي الملك حسين وعلي صالح هما اللي يفتحوا معي المواضيع دي.. المهم رفضت كل ده واستمر الإطار اقتصادي.. ولكن تولدت لدي شكوك... وقمة بغداد؟٭ أجواء القمة كانت طبيعية بشكل عام بس صدام كان حادا في حديثه عن دول الخليج، وبالذات الكويت والإمارات.. هو كان بيردد انهم لم يساعدوه بما يكفي في الحرب وكانوا بيخفضوا سعر البترول بما يضره وكان عاوزهم يتنازلوا عن الديون اللي على العراق.. صارحته ان هذا الهجوم غير مبرر ولكنه استمر في الشكوى منهم.. طبعا لم يخطر في بال أحد ان يتطور الأمر للي حصل بعد كده.. بعد القمة قلت لصدام اني معدي على حافظ الأسد عشان اطلعه بما دار ولكنه قالي مش مهم تعدي عليه.. قولت له لا حروح له احنا عايزين نلم الشمل.. وفعلا روحت لحافظ الأسد وقال لي كويس معدتش عليا قبل القمة كنت حتحرجني علشان اروح.كيف تطورت الأمور بعد ذلك وصولا للغزو؟٭ صدام استمر يصعد في لهجته لحد لما جاءت معلومات مؤكدة في أواخر شهر يوليو أن العراق حشد قوات على الحدود وانها لا تبدو من حجمها وتمركزها انها قوات دفاعية.. طبعا كنت على تواصل مستمر مع دول الخليج وتحديدا السعودية والكويت والإمارات.. وقررت على الفور زيارة العراق عشان أقعد مع صدام ونهدي الأمور.. روحت العراق يوم الثلاثاء ٢٤ يوليو.. وجاني سعود الفيصل مبعوثا من الملك فهد في السادسة صباحا في المطار عشان يتشاور معي قبل لقائي مع صدام.. أقلعت في السابعة صباحا ووصلت العراق وقعدت مع صدام وطارق عزيز وآخرين حوالي 5 ساعات.. استمر في الشكوى من الكويت.. وقلت له أي مشاكل تحل بالحوار الهادئ بعيدا عن التصريحات والتراشق الإعلامي والتهديد.. وسألته تحديدا عن نيته مع تواجد قواته على حدود الكويت.. فقال لي انه لا ينوي الاعتداء على الكويت بس أضاف لا تقول لهم كده.. استغربت من كلامه ده وعاودت سؤاله عن نيته ونحن نجلس سويا بدون أعضاء الوفدين.. أكد ليه انه لن يعتدي.. فاقترحت ضرورة عقد لقاء بين العراق والكويت.. فقلت له أنا حروح الكويت والسعودية وحبلغه بمقترحات لترتيب لقاء للحوار يوم الأحد 29 يوليو في السعودية.. بعدما أقلعت في اتجاهي للكويت أُبلغت وأنا في الطيارة بتصريح صحفي من طارق عزيز بعد مغادرتي على الفور يقول فيه انهم عقدوا لقاءات مطولة معي لمناقشة العلاقات الثنائية.. الشك زاد اكثر.. ثنائية إيه؟ هو أنا جايلكم من الفجر عشان أناقش العلاقات الثنائية.. وصلت الكويت وقابلت الشيخ جابر في المطار.. وقلت له ان صدام قالي بوضوح انه مش حيقوم بأي عمل عسكري.. بس قولت للشيخ جابر ايضا انه لازم تأخذ احتياطات لأن صدام مراوغ.. وقلت له أنا على استعداد أبعت اي مساعدات دفاعية تطلبها الكويت.. وفي نفس الوقت قلت له أنا طالع على السعودية عشان أتشاور مع الملك فهد على عقد لقاء يجمع الكويت والعراق والسعودية لتهدئة الأمور.. واقترحت للشيخ جابر أن يحضر ولي العهد الشيخ سعد هذا اللقاء.معنى ذلك أنك أبلغت الشيخ جابر عن تخوفك من هجوم صدام لأن ما ذكر في الإعلام وقتها انك طمأنته بأن صدام لن يقوم بعمل عسكري؟٭ أنا أبلغت الشيخ جابر بما تعهد به صدام لي.. لكن في نفس الوقت حذرته من مراوغته وانه ذكر لي ألا أبلغ الكويت بما تعهد به لي.. كان لدي شكوك وعشان كده قلت للشيخ جابر يأخذ احتياطاته وأنا مستعد أبعت له أي مساعدة أو احتياجات دفاعية.وبعدها سيادتك طلعت على السعودية؟٭ مضبوط، وتقابلت مع الملك فهد والأمير عبدالله.. واتفقت معهم على أهمية الدعوة للقاء يضم العراقيين والكويتيين في السعودية يوم الأحد 29 يوليو.. وبالفعل دعاهم الأمير عبدالله لاجتماع في جدة يوم الأحد 29 يوليو.. ولكن الوفد العراقي قرر أن يحضر يوم الثلاثاء 31 يوليو.. وحضر الأمير عبدالله معهم العشاء قبل الاجتماعات.. ورأس الوفد الكويتي الشيخ سعد والعراقي عزة ابراهيم.. واجتمع الوفدان مساء الثلاثاء وظهر الأربعاء.. اتضح ان الوفد العراقي كان جاي متبرمج على كلام محدد يقوله وليس لديه اي تفويض بالتفاوض لحل الخلاف.. وسافر الوفدان والعراقيين راحوا عملوا عمرة ورجعوا العراق فجر الخميس.. وبعدها على الفور دخلت القوات العراقية الكويت..متى أُبلغت بالغزو؟٭ أنا كنت في برج العرب والمكتب عندي صحوني بدري صباحا يوم الخميس 2 أغسطس وأبلغوني بأن القوات العراقية دخلت الكويت.. كانت صدمة.. لم أكن أتخيل أن صدام يقدم على هذا العمل، دولة عربية تعتدي وتحتل دولة عربية أخرى ذات سيادة وتضمها لها.. كلام مش معقول.. كان أقصى تصور لدى البعض أن تحصل مناوشات على الحدود عند آبار البترول، لكن اعتداء واحتلال وضم الكويت للعراق.. غير معقول.وهل قمت بالاتصال بصدام حسين بعد الغزو؟٭ أنا كان عندي الشيخ زايد في زيارة يومها.. فتقابلت معه للتشاور حول ما حدث.. وعاد إلى أبوظبي بطائرة الرئاسة المصرية لأن كان هناك تخوف ان صدام يحاول يضرب طيارة الشيخ زايد.. ما هو بعد اللي حصل ده كان هناك إحساس بأن صدام ممكن يعمل اي حاجة.. وجاءني بعد الظهر الملك حسين.. وقلت له يا جلالة الملك ازاي صدام يعمل كده.. مش هو اللي بيقول دايما انه بيدافع عن البوابة الشرقية للعالم العربي.. يقوم يعتدي ويحتل دولة عربية.. وقلت للملك إذا صدام لم يتراجع فأنا مضطر أن آخذ موقف حازم ضد اللي حصل ده.. الملك طلب مني اني ما اطلعش أي تصريح لحد هو ما يروح يقابله.. قلت له أنا مستعد أعمل أي شيء لحفظ ماء الوجه لصدام بس لازم يبقى ده مقرون بانسحابه من الكويت.. ممكن نعمل قمة مصغرة لبحث الوضع بس لازم وعد بأنه حينسحب على الفور.. الملك راح قابله تاني يوم وكلمني بعد اللقاء وقال لي بما معناه ان صدام مش حينسحب وطلب مني ماطلعش بيان علشان ندي فرصة لحل ما.. طبعا لا يمكن كنت أسكت على الوضع ده.. لازم مصر يكون لها موقف واضح وحازم.. فأصدرت تعليمات بإصدار بيان يدين ما حدث ويحث العراق على الانسحاب والتحذير من العواقب الوخيمة على العراق والعالم العربي.. وكان في تشاور مع السعودية والإمارات لاستعداد مصر لإرسال قوات للدفاع عنهم لأن كان في مؤشرات ان صدام قد لا يتوقف عند غزو الكويت.. في مساء نفس يوم الغزو استدعيت السفير العراقي في مصر وطلبت منه يبلغ صدام حسين بخطورة الموقف وأنا على استعداد للمساعدة على الخروج من هذا الوضع وعقد قمة مصغرة شريطة ان يتعهد بانسحاب قواته من الكويت، ولكن السفير غادر الى العراق ولم أتلق أي رد من صدام.ما ظروف القمة العربية التي دعيت لها بعد الغزو؟٭ أنا كنت شايف الوضع بيتدهور والعالم مش حيسكت فقررت يوم 8 أغسطس الدعوة لقمة عربية عاجلة محذرا من خطورة الوضع.. وعقدت القمة بالفعل تاني يوم على طول.. وشهدت القمة تراشقات ومحاولات لإفشالها بكل الطرق.. السعودية كانت عايزة قرار يمكنها من دعوة قوات أجنبية لحمايتها وتحرير الكويت.. القوات العربية ل

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على