غير مبررة «سقطة مسلسل» لا موسيقى في الأحمدي

ما يقرب من ٥ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيمهما بلغت التبريرات التي طرحت على في مواقع الاعلامية والتواصل الإجتماعية حول إظهار الشخصية العُمانية بشكل غير لائق في مسلسل (لا موسيقى في الأحمدي)، باختزال الشخصية العُمانية في عامل منزل تنميطها بتلك البشاعة في صورة اثارت الاستياء من شرائح واسعة في المجتمع العماني و المتابعين ذوي الدراية في منطقة الخليج و العقلاء من الناس والمنصفين من ابناء الكويت الذين رفضوا العمل وما يصوره لشخصية العمانية في مسلسل ينسب لدولتهم الشقيقة كمسلسل كويتي.تغافلت الكاتبة بان الصفة السلبية هي التي تعلق في الاذهان المشاهدين والمتلقين بشكل عام لايمكن ان تمسح من ذاكرة الناس مهما كان، وفق ما تعلمنا من علم الاعلام، بل تبقى الجوانب السلبية لا غير هي الراسخة كطبيعة انسانية لا يمكن تغيرها، الامر الذي يتعين بان لا نقبل هذه التبريرات والاعذار التي قدمت ماهي الا لذر الرماد في العيون لا اكثر وعدم اعطاء مساحة في وسائل اعلامنا لعرض مثل هذه المبررات الواهية.فما أظهرته الكاتبة للاسف لا يمثل تلك الحقبة التاريخية إذ لم تكن الكاتبة أمينة في نقلها بشكل دقيق، فليس كل العُمانيين الذين تغربوا في الخليج في الأربعينات والخمسينات عملوا في المهن التي أوردتها، بل لايمكن اختزال الشخصية العمانية في هكذا ادوار مهما كان الواقع الذي برره البعض، وان كانت هناك فئة بسيطة عملت لظروف قاهرة انذاك، الا انه لا يمكن ان تصبغ على الشخصية العمانية، بل لا يفترض من اي كاتب التعميم في اطلاق الاوصاف والاحكام بالشكل الذي اظهره الدور الذي لعب لتمثيل الشخصية العمانية في المسلسل.كان على الكاتبة ان تعي ان أي نوع من أنواع الأدب كرواية و ما يمكن أن يوصف في الكتب كسرد تاريخي، يختلف عن مسألة تحويله إلى عمل إعلامي كتمثيل مسلسل ‏يرتكز على الإثارة وإستنطاق الحواس السطحية بعد فصلها من الحقائق الدامغة والمتمثلة في البعد الحضاري والضارب بجذورة في أعماق الأصالة، وصولا لتقديم صورة مبتورة الأطراف تستهدف الإساءة وبنحو بالغ لشعب شهد التاريخ بأنه الأعرق في شبه جزيرة العرب.وربما رغبت الكاتبة اضفاء الشهرة للمسلسل باستخدام عنصر الاثارة الاعلامية المعروفة في اظهار بعض الجوانب الغريبة، بالاضافة لما قد يمثله اثارة هذه النقطة من تفاعل قد يرفع اسهم المسلسل في الفضاءات الالكترونية وترتفع اسهم العمل بزيادة اعداد متابعيه ورفع قيمته بين الاعمال الفنية ذات قيمة ،فهذه الممارسات اصبحت لعبه مكشوفه لا يتبعها الا من يرغب الصعود على اكتاف الاخرين كما يقال، ويشوه سمعة الشعوب بنعت سلبي او تصويره بشكل مغاير للحقيقة والواقع او البروز الخافت في خضم التنافس الدرامي الملتهب من خلال فرقعات فنية.نحن لا نقول بأننا ننظر بحساسية زائدة لأي عمل يستهدف الشعب العُماني، لكن إسقاط صفة ما على شعب كامل، ثم ومن تصاريف القدر أن يغدو هذه الشعب هو العُماني سليل الحضارة الأولى في المنطقة، هنا نجد أن المفارقة عصية على الفهم كما هي عصية على البلغ والإستيعاب.فعندما كانت هناك عُمان في غابر الأزمان لم تكن هناك دول أصلا في المنطقة إليس تلك نقطة تستحق التناول والتعاطي في كل المسلسلات والأعمال الدرامية التي تنعطف بالذكر لسلطنة عُمان ، فهل هناك ماهو أهم من ذلك عند ذكر السلطنة كحقائق يتعين على أبناء الخليج وأبناء العرب عموما التوقف عندها والتركيز عليها بأعتبارها شرف لايدانية آخر في كل تاريخ العرب.بل لو افترضنا جدلا ان هناك شرائح من المواطنين عملت في دول الخليج في حقبة الخمسينات والستينات في تلك المهنة، فكم يبلغ عددهم على سبيل المثال من مجموع السكان انذاك مائه او مائتا شخص، هل من الطبيعي ان نسقط هذه النسبة البسيطة على شعب كامل في مسلسل يصورهم بتلك الصفة ،فهنا تكمن الامانة في نقل الواقع او اصباغه على شعب من الشعوب حتى لا نتجنى عليه ونقترف الذنوب في حقه.ربما الحسنة الوحيدة التي تحتسب لهذا المسلسل اظهار المعاناة التي عانى منها ابناء الشعب العماني في حقبة قبل النهضة المباركة للاجيال الشابة اليوم و كيف تحولت الامور في البلاد، بعد تولي حضرة صاحب الجلالة قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله - مقاليد الحكم في البلاد عام 1970 ليعوض العمانين سنين من الحرمان و الجهل والفقر, وذلك برجوع العمانيين لبناء بلادهم مجسدين في ذلك ملحمة تاريخية اختزلت عقود من العمل الوطني في بناء عمان في فترة وجيرة من عمرالزمن لا تقاس في بناء الامم.وها هي عمان اليوم ترفل بالرفاه والازدهار وتتربع مصاف الدول في التنمية، الا ان ذلك لا يعني باي حال من الاحوال الصاق صفة على بعض من الشعب العماني لا يتجاوزا اصابع اليد عاش قهر المعيشة في ردح من الزمن وتنميطه بتلك الصورة المشينه التي لا تمثل الواقع بكل تجلياته.نامل من الاعمال الدرامية الخليجة والعربية ان ترتقى بالذوق العام و ان تحترم المشاهدين و تترفع عن الفرقعات الدرامية التي ترفع نسب المشاهدة والاساليب الغير لائقه التي تستخدم في تحريك الاعمال الدرامية الميتة، فالاثارة ليست دائما تكون في صالح العمل الفني او الاعلامي اذا استخدمت اساليب غير اخلاقية في اداءها فالمشاهد اليوم يملك من الوعي ما يميز الغث من السمين والصالح من الطالح..

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على