رحيل عبد الرزاق الصافي.. مسيرة وطنية حافلة

ما يقرب من ٥ سنوات فى المدى

 بغداد/ المدى غيّب الموت، يوم أمس، واحداً من الشخصيات السياسية البارزة في تاريخ العراق في النصف الثاني من القرن الماضي، فلنحو أربعين عاماً، كان الراحل عبد الرزاق الصافي، العضو السابق في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والذي تولى رئاسة جريدة الحزب المركزية (طريق الشعب) في مراحل متميزة من تاريخها، قد احتل مكانة مرموقة بين الشخصيات الوطنية العراقية وفي الحركة الشيوعية العالمية، وظلّ "ابو مخلص" وفياً لمبادئه الوطنية والأممية أميناً على سيرته النضالية حتى أيامه الاخيرة وهو يصارع المرض الذي أودى به يوم أمس في لندن.ولد الفقيد الصافي مطلع حزيران عام 1931 في مدينة كربلاء، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في المدينة نفسها عام 1948. انخرط في النشاط الوطني والديمقراطي في صفوف اتحاد الطلبة العراقي العام في باكورة حياته منذ عام 1948. سجل في كلية الحقوق ببغداد في العام الدراسي 1948-1949. وشارك بنشاط في الكلية ما أدى إلى الحكم عليه بالسجن لمدة 11 شهراً مع وقف التنفيذ، لنشاطه في صفوف الحزب الشيوعي العراقي في عام 1950. في السنة الأخيرة من دراسته في عام 1952، تم تنفيذ الحكم السابق عليه بذريعة الإخلال بالتزامه بعدم النشاط المخل بالأمن! أودع السجن في نيسان عام 1952 وفصل من الكلية ولم يستطع إكمال دراسته وحصوله على شهادة التخرج في السنة نفسها. عاد إلى الدراسة في الكلية في العام الدراسي 1953-1954، رشّحه الحزب للدراسة السياسية والفلسفية في المدرسة الحزبية العليا في بلغاريا. وظل في بلغاريا بعد انقلاب شباط الأسود حيث عمل كمحرر في إذاعة صوت الشعب العراقي الموجهة ضد الإنقلابيين. عاد سراً إلى البلاد قبيل انقلاب عام 1968. عمل في المنابر الإعلامية للحزب الشيوعي العراقي: مجلة الثقافة الجديدة وصحيفة الفكر الجديد وصحيفة طريق الشعب، حين أصبح رئيس تحريرها منذ عام 1973 وحتى إغلاقها في عام 1979. ونظراً للملاحقة المستمرة وتصاعد شراسة الحكم البعثي، اضطر إلى مغادرة البلاد في أيار عام 1979 بعد العديد من المناورات لتضليل عملاء الأجهزة الأمنية. وانتقل إلى سوريا ثم التحق بصفوف الأنصار في إقليم كردستان، بعدها اضطر إلى مغادرة البلاد واللجوء إلى بريطانيا، إلى أن تراكمت عليه مظاهر المرض ليرحل عنا في هذا اليوم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على