السنيورة إنجازات صفير لا تمحى بل كتبت بأحرف عميقة على صخور تاريخ لبنان الحديث

ما يقرب من ٥ سنوات فى تيار

اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة ان "لبنان خسر بوفاة البطريرك نصر الله بطرس صفير، ارزة من أرزاته الشامخة، جذورها انغرست عميقا، وستبقى في الارض لتتفتح براعم حرية ومقاومة ونقاء من اجل لبنان السيد الحر المستقل، الذي عمل له البطريرك وناضل من اجله وشاهده يتحقق بإنجاز الاستقلال الثاني".
وقال: "إنجازات البطريرك صفير لا تمحى، بل كتبت بأحرف عميقة على صخور تاريخ لبنان الحديث وفي وجدان وضمائر اللبنانيين، حيث ناضل في مواجهة الوصاية والتسلط، فكان الصوت المدوي الداعي كل يوم الى التمسك بالحرية والاستقلال والسيادة والعيش المشترك والواحد".
أضاف: "كان البطريرك صفير فريدا في كل أوجه حياته الشخصية والروحية والوطنية، سمته التواضع والصبر، قمة في النقاء والصلابة. شكل في حياته قدوة ومثالا ومحركا للروح الوطنية وقائدا مخلصا وفريدا في زمن الصعاب، لم يرضخ للتهديد ولا هاب المخاطر".
وقال السنيورة: "لن تنسى الكثرة الكاثرة من الشعب اللبناني للبطريرك صفير وقوفه بقوة في وجه محاولات طمس هوية لبنان كما لن ينسى اللبنانيون دوره الكبير في تشجيع روح التحركات من اجل الانعتاق من الوصاية والعودة الى الاستقلال والحرية، فكان الصوت المحرك والقائد كما كان الاب المدرك لحقيقة لبنان وجوهره.لعب دورا كبيرا واساسيا في مباركة انجاز اتفاق المصالحة الوطنية بين اللبنانيين في الطائف لإعادة صياغة الميثاق الوطني وتحديث الدستور والتمهيد لنقل لبنان من ضفة الحروب الى ضفة السلام".
وتابع: "كان جريئا ومقداما ومتعاليا بدليل اقدامه على قيادة ومباركة المصالحة الوطنية في الجبل عام 2000 لإعادة اللحمة بين اللبنانيين والنظر الى الامام، انطلاقا من التسامح والعدالة باعتبار لبنان رسالة في العالم وليس فقط وطنا مرتكزا على ان حماية لبنان تكون بتضامن اهله مع بعضهم بعضا".
وختم السنيورة: "كان البطريرك صفير ينطلق من ضرورة الخروج من الانكفاء والانطواء، وان الدولة، دولة القانون والنظام، هي صاحبة السيادة وصاحبة الحق الحصري في حمل السلاح والسهر على تطبيق القانون. كنا ننتظره كل يوم أحد لنسمع خطبه ومواقفه التي لا تنسى، واليوم نودعه بحزن واسى، بطلا من ابطال لبنان وعلما خفاقا وارزة شاخت ولم تمت. رحم الله البطريرك صفير واسكنه الفسيح من جناته".

شارك الخبر على