العمود الثامن عالية نصيف .. في برنامج النهر الثالث

ما يقرب من ٥ سنوات فى المدى

 علي حسين
بالأمس، وأنا مستغرق بمتابعة المعركة التي يقودها حزب الفضيلة لإدخال العراق الى الإسلام، بعد عقود من الجاهلية، كان الصوت فيها لـ "كفار" من عيّنة علي الوردي ونزيهة الدليمي وجواد علي وساسون حسقيل وأنستاس الكرملي ومحمد رضا الشبيبي والجواهري الكبير ومصطفى جواد وعبد الجبار عبد الله، بدلاً من أصوات "الأتقياء" حسن الشمّري ومحمد الكربولي وعالية نصيف وجمال الكربولي ومشعان الجبوري ، جاء خبر رحيل الفنانة محسنة توفيق ليعلن انتهاء مرحلة من حياة هذه الشعوب كانت فيها بطلة "العصفور" أبرز ملامحها. شيّدت محسنة توفيق لنفسها تاريخاً من المواقف الوطنية الحاسمة، لم تهادن، وظلت تؤمن بقدرة الإنسان على الصمود بوجه الظلم والتخلف. أتمنى أن لايصنّفني البعض بالمعادي للعراق لأنني أردد كلمة تخلف، ونحن البلاد التي انطلقت منها أول مركبة فضائية، مثلما أخبرنا ذات يوم رجل الفضاء الأول كاظم فنجان الحمامي، الذي خسرناه للأسف ، ولم نمنحه فرصة بناء أول محطة فضائية في العراق ننافس فيها وكالة ناسا العميلة.إذاً، لامفاجأة على الإطلاق أن نحتل المراكز الأولى على سلّم البؤس العالمي، ما المفاجأة فى بلد يستبدل عباس البياتي بالصيّادة وحدة الجميلي ، ويخسر "عالمة" بأهمية عتاب الدوري ، وعلم من اعلام القانون مثل محمود الحسن . فعلاً.. نحن وطن غير مسبوق من كل الوجوه، وهل هناك غيرنا لديه أكثر من ألف عبعوب وعبعوب؟! .لست ضليعاً فى شؤون الاقتصاد مثل الخبير في شؤون بيع المناصب أحمد الجبوري، لكنى أعرف وأرى في بلاد الرافدين شباباً ينتحرون لأنهم حرموا من فرص عمل ووظائف يستحقونها، وأعرف، كما يعرف غيري، أن الفقر يحاصر الملايين، وأرى، كما يرى الجميع، أن المكان والمكانة في هذه البلاد التي نافست سنغافورة وطوكيو وتفوقت على ألمانيا والصين في مشاريعها العملاقة، لا يحدث وفقاً لمعايير الكفاءة والتفوق، بعد أن أطلقنا خيول الانتهازية والتزوير والنهب المنظّم. إذاً، لامفاجاة في أن تكون عالية نصيف هي النهر الثالث الذي يجب أن تنتبه له الفنانة آلاء حسين وتترك "خزعبلات الفنانين"، لأن عالية نصيف ابنة دولة المقاولات والصفقات التجارية والانتهازية السياسية ، هي جزء من ماكنة إعلامية تتبع أحزاب السلطة التي يدعي رجالها الفقر ومخافة الخالق والقرب من أبناء الشعب، وفي الوقت نفسه يبنون ثرواتهم في بلدان إخرى.. هذه إذاً قصة العراق في الستّ عشرة سنة الماضية... حيث اختفى الخجل من سرقة المال العام وأصبحت الدولة تدار بمنطق الاستعراض الكوميدي، في الوقت الذي تريد فيه الامبريالية العالمية ان تحرم العراق من نهر ثالث اسمه "عالية نصيف."

شارك الخبر على