«العبدلي».. السيادة الوطنية بكامل هيبتها في ذات زمن

أكثر من ٧ سنوات فى الدستور

الدستور -
محمود كريشان
.. «أخالف العُمر.. راجع سالف إعوامي».. على رأي عندليب الجزيرة الفنان الكبير محمد عبده في رائعة الأمير الشاعر خالد الفيصل المغناة «من بادي الوقت هذا طبع الأيامي».. لتشرق الذاكرة بزمن سيادي جميل، كان فيه «العبدلي» رمز العزة والكرامة والكبرياء..

العمارة الزرقاء

نعود بالذاكرة لسنوات الصبر والرضا لتشرق الذاكرة بمشهد الضباط وهم يخرجون بشموخ من المديريات العسكرية المتعددة، في ذلك الشارع الخالد في ذاكرة عشاق الجيش العربي، عندما كنا نصغي لهدير تأدية التحية العسكرية على مشارفها، فيما يترسخ سرفيس رقم 7 في ذاكرة الاردنيين، القادمين من القرى والمحافظات، بهدف التجنيد عندما كانت شعبة التجنيد في العبدلي، والذي يوجد في هذا الخط الحيوي ايضا مكتب عمان و»العمارة الزرقاء» او «فندق ابورسول».. مبنى المخابرات العامة القديم..، وذاكرة الحفاظ على سيادة الوطن في مراحل صعبة، وقد رفع «رجال العبدلي» راية التحدي، وبرز العناد الاردني «عناد صاحب الحق»، ونذروا الدم في سبيل حماية بلد «الغوالي يرخصن له»..

رجال العبدلي

العبدلي.. بيت حابس المجالي، مدراء المخابرات السابقين الباشاوات حابس المجالي، محمد رسول كيلاني، المشير الأمير زيد بن شاكر، احمد عبيدات، طارق علاء الدين، مصطفى القيسي، فتحي ابوطالب، مكتب عمان امن عسكري عمان، الشرطة الخاصة، الامن الوقائي، ادارة مكافحة المخدرات الباشا هاشم القيسي ونزيه الشرايدة وبشير المجالي، الباشا سليمان الكردي «ابوهاني»، سيارات الفولفو العسكرية بنمرها البيضاء، الباشاوات سميح عصفورة، عبدالهادي المجالي، زهير زنونة، عوني يرفاس، سميح بينو، مصطفى العضايلة، سلامة القطارنة، محمود الخطيب، عبدالإله الكردي، خيرالدين شعبان، سامي بينو، ابراهيم العودات، ذيب بدر، عبداللطيف العواملة، محمود عبيدات، مروان قطيشات، محمد خير العضايلة، محمد خالد الجمل «ابوخلدون».

تدقيق أمني

وعودا الى عشق.. فإنه من المعروف تاريخيا ومنذ عدة عقود ان سرفيس خط العبدلي كان موقفه الرئيسي بوسط البلد في شارع سينما الحسين «شارع الملك غازي، خلف سوق الذهب والصاغة في وسط البلد.. وكان سرفيس العبدلي من أشهر خطوط النقل الداخلي الذي يتميز بالحركة والنشاط لتحميل وتنزيل الركاب بشكل دائم.. وكان يشترط على السائقون العاملون على هذا الخط احضار شهادة حُسن سلوك من المخابرات، بالإضافة لعمليات تدقيق دورية على قيودهم نظرا لأهمية الأماكن السيادية التي يمر منها هذا السرفيس الحيوي.

أماكن الوصول

في غضون ذلك.. فإن الاماكن الأخرى التي يمكن لراكب سرفيس العبدلي ان يذهب اليها هي: البنك المركزي، وزارة المالية، مديرية الامن العام، وزارة التربية والتعليم، مسجد الملك المغفور له عبدالله الاول بن الحسين، قصر العدل، المستشفى الاسلامي، المؤسسة المدنية الاستهلاكية، مكاتب سفريات الشام وبيروت، وزارة الداخلية عندما كانت على دوار الداخلية، مدرسة تدريب الشرطة، مجمع النقابات، حديقة الطيور، وزارة الصناعة والتجارة، مديرية التقاعد المدني والعسكري، مكاتب شركة الفوسفات، دائرة الجمارك، مكتب امن عسكري عمان، نادي ضباط الأمن العام، مديرية مكافحة المخدرات، مكتب الأمن الوقائي، شعبة التجنيد، القيادة العامة، منزل حابس المجالي، مفروشات أميل، زنانيري، ومعالم خالدة كان يزدحم بها هذا الخط الحيوي.

لماذا العبدلي!..

وعلى صلة.. تشير المعلومات الى منطقة العبدلي سُميت بهذا الاسم قديما تيمنا بالملك المؤسس عبدالله الأول «طيب الله ثراه» وذلك عندما قامت القيادة العامة للجيش العربي بشراء ارض في هذه المنطقة الواقعة ما بين المستشفى الاسلامي ومجلس الامة ليتم فيها انشاء مركز تدريب عسكري للجيش الاردني وقام الملازم «آنذاك» محمد هاشم بشراء (20) دونماً بسعر (15) ديناراً للدونم الواحد، ثم اصبح في هذا المعسكر «مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية» ولم يكن في محيط هذا المعسكر أية أبنية أخرى!!.
اذا.. هي ذاكرة السيادة الوطنية الأردنية التي نهضت في العبدلي بكل هيبتها العسكرية وقد انتخى رجال الدولة لحماية الوطن من هذه الرقعة الخالدة في ذات اوضاع صعبة وخطيرة من عمر الأردن.

شارك الخبر على