اللهجات الدارجة ومدلولاتها!..

حوالي ٥ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنياللهجات الدارجة في السلطنة ومدلولاتها وأسماء الكثير من المهن والأدوات ‏وكل ما كان يستخدم في قديم الزمان أصبح غير معروف لدى الأجيال الناشئة وجميعها مصطلحات ومدلولات آيلة للاندثار لعدم تداول تلك الأدوات والمسميات في الوقت الحاضر، هذا من جانب وابتعاد الأجيال الجديدة عنها ابتعادا قسريا ولا أراديا هذا من جانب آخر.وبذلك أضحت جزءا لا يتجزأ من الماضي الجميل يحتاج إلى إعادة إحياءه وجمع شتات مكنوناته المبعثرة في الفيافي وأعالي الجبال وما بين حبات الرمال والحصى، وذلك عبر مجهودات لابد من أن تبذل لجمع هذه المقتنيات المعنوية وحصر مغازيها ومراميها عميقة الأغوار والضاربة أصالة في أعماق هذه الأرض المعطاء، ومن ثم إعادة تحقيقها وتبويبها وإيداعها بمعاجم خاصة باللهجات الدارجة في السلطنة، لتبقى أبد الدهر بعيدة عن سطوة وصولات زمهرير النسيان والقادر كما نعرف على طمس هوية الشعوب وإحراق كل معالم ماضيها إن لم يتم التعامل معه بالجدية اللازمة فهو زمهرير لا يرحم غافلا، ولا يداني من ينظر ولا يبصر، فهي موروثات خالدة تعد جزءا أصيلا من التراث المادي والمعنوي لأي شعب على ظهر البسيطة، ونحن في السلطنة نقع تلقائيا في إطار ذات المعنى، ثم هو يؤرخ بحصافة وصدق لحقبة أو حقب لا ينبغي أن نسمح لها بالضياع من تاريخ الشعب العُماني الأقدم على الإطلاق في شبه جزيرة العرب، ويوثق للجوانب الحياتية والمعيشية واللقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في سالف الأزمان والعصور.الأمر الذي يتطلب من جهات الاختصاص أن تضطلع بهذا الدور المهم أو كمبادرة حميدة من أحد رجالات الأعمال أصحاب الهمم العالية والذين يهمهم ومن ناحية وطنية صرفة توثيق إرث وحضارة وطنهم والذي يعلو ولا يعلى عليه بالتأكيد، ونحسب بأن الذين يشاطروننا هذا الإحساس الوطني هم كُثر وبحمد الله، وهو عمل يعد كجزء من المسؤولية الاجتماعية لأصحاب الأعمال ليسجل هذا العمل النبيل باسمه وليبقى مع مرور السنين وتوالي الأجيال مذكرا بهذا الباسل الذي تصدى لها ولتعلم الأجيال القادمة من العُمانيين بأن هذا الإرث الخالد بقى لهم حيا يتقد يوم تصدى لها أحد أبناء عُمان البررة في تلك الأزمان السحيقة هكذا ما سيقولونه، نعم سنوصف ذات يوم بأننا من العصور السحيقة الغابرة، هذا هو ناموس الكون ونحن موقنون بذلك. فاليوم نجد بأن البيئات متعددة زراعية وبحرية وجبلية وريفية وساحلية، وهناك القرى والحارات في كل ولاية وقرية، وكل من تلك البيئات لها تسمياتها ورموزها المعروفة والتي تختلف تسمياتها ودلالاتها عن البيئة الأخرى حتى وإن كانت مجاورة وهكذا دواليك.الأجيال الجديدة اليوم لا تعرف شيئا عن هذه الأدوات ولا عن كيفية استخدامها، وذلك بعد أن اكتسحتها الحداثة وغطتها برمالها المتحركة التي لا تلوي على شيء.نأمل أن يتم الالتفات لهذا الناحية الهامة، ويمكن استيضاح أهميتها عندما نسأل أحد الأبناء في سن العشرينات أو أقل عن بعض الأدوات المستخدمة في البيئات الزراعية أو البحرية أو الجبلية نجدهم لا يعرفون مسمياتها ولا استخداماتها التي كان الآباء والأجداد يستخدمونها قبل سنوات لا تتجاوز العشرين عاما، بل هم يفتقرون لأدنى معرفة بهذه الجوانب، وهذا دليل كاف على إنها تسير في ذات الطريق الذي سلكته الديناصورات قبلا، غير إننا لن نسمح لمصير هذه العماليق أن يتكرر.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على