الجولان لمن؟

حوالي ٥ سنوات فى المدى

 د. أثير ناظم الجاسور
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السورية العربية، نعم أثارت الخطوة الأميركية أعلى ردة فعل عربية عليها بالشجب ورفض هذا الإعلان، و إذا ما أردنا أن نتحدث عنه نُقِر بوجود إرادتين الأولى تعبر عن سيطرة وهيمنة القوي الذي يمتلك كل أوراق اللعب ولا يكترث بأي ردة فعل من خصمه لأنها بطبيعة الحال لا تؤثر على سياسته وستراتيجيته، أما الإرادة الثانية تنقسم إلى قسمين والتي من خلالهما سيحدد ما اذا كانت الأولى ستستمر أم تتوقف
القسم الأول يبدأ بالحديث عن أن المنطقة تخضع لمشروع كبير لابد من تحقيقه وهذا ليس بجديد عليها بالمحصلة أمر محتوم على اعتبار إننا نعيش تجليات هذه الخارطة أو ما يرسم من قبل القوى الكبرى وهنا سيكتفي اتباع هذا القسم بالشجب، القسم الثاني هو الذي يحاول أن يمارس نوعاً من التصعيد للقضية التي قد يحاول أن يضع كل حيثياتها بيد مجلس الأمن أو يمارس نوعاً من التحركات التي قد تنفع بالرغم من اعتقاده الراسخ أن مجلساً أو أي جهة أخرى مسيرون من قبل الولايات المتحدة والأدوار ستكون مماثلة للأدوار السابقة بالنسبة للقضايا التي تكون فيها أميريكا وإسرائيل أطرافاً أساسية.الجولان وغيرها سواء ضاعت بالأمس أو تهدى اليوم الأمر ذاته فتقسيم المنطقة لا يخضع بالدرجة الأولى إلى رغبة القوى الكبرى فقط بل يرافقها خمول وكسل وخنوع عربي لا يستطيع أن يكون طرفاً أساسياً في قضاياه، بالنتيجة فان ضياعها ( الجولان) عام ١٩٦٧ بفعل عنجهية القادة والحكام العرب هو ذاته اليوم فتخاذلهم واستماتتهم للبقاء دليل على إنهم لا يكترثون للأرض وما عليها بقدر رغبتهم الجامحة في الاستمرار بالسلطة أطول فترة زمنية ممكنة والأمثلة كثر لا تحتاج إلى توضيح وتفسير، بالتالي اذا ما عدنا إلى الوراء وحاولنا ربط الأحداث ومسبباتها بنتائجها نجد إننا نعيش الأمس واليوم والمستقبل بمعطيات وتجليات وانغلاق تلك اللحظات التي كان من المفترض مراجعتها، فبعد الأيام التي تلت يوم نكسة ١٩٦٧حزيران كما يسميها العرب أو الأيام الستة كما يسميها الاسرائيليون أدرك العقل السياسي العربي بنباهته العظيمة إن الابتعاد عن الدين كان سبباً اساسياً للنكسة، لم يكن القادة الافذاذ ان يواجهوا شعوبهم بالخسارة ونتائجها وأسبابها بالتالي باتوا يمارسون الأساليب الرخيصة التي تعمل على غسل الأدمغة، كما هم اليوم مستمرون بحشو العقل العربي بالمؤامرة الكبرى التي تحاك عليهم بالمحصلة ما على الشعوب إلا أن تقبل بالنصيب والمصير المحتوم الذي كتب عليهم على اعتبار أن الدنيا فانية ولهم الآخرة والبقية الباقية من الأمم والشعوب مصيرهم النار. بعد كل ما حدث في تلك الحرب وما تلاها من حروب صاحبتها خيبات وويلات لازلنا نبحث عن ذلك البصيص البعيد، بعيدين جداً عن التاريخ والحضارة بعيدين عن تحليل الواقع ودراسته بطريقة موضوعية، لا زلنا كما كان السابقون نحارب العدو بالدعاء عليه بالهلاك والتوعد برميه بالبحر وإغراقه بقدرتنا الجبارة، والواقع بكل مقاساته وأحجامه يعطينا الصورة الحقيقية لقياسنا وحجمنا ويؤكد لنا إننا ماضون للهلاك والعدو باقٍ يتطور وينمو ويتوسع .

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على