شارلوت رامبلينغ الاكتئاب يجعلك ميتاً في نظر العالم

حوالي ٥ سنوات فى المدى

ترجمة / أحمد فاضل
آسف على التأخير،هكذا قالت لي شارلوت رامبلينغ فقد وصلت إلى محطة الشمال أو باللفظ الفرنسي غار دو نور في الوقت المناسب لتنتقل بقطارها من باريس إلى لندن ، لكن عندما وصلت إلى هناك أدركت أنها تركت جواز سفرها في المنزل ، لقد انتقلت لتوها كما توضح إلى مكان جديد في باريس المدينة التي عاشت فيها لعقود.رامبلينغ تحتاج إلى دقيقة لوضع حقائبها في الأسفل كما تقول وهي تتفقد الفندق ، ثم ينبغي أن أذهب إلى غرفتها حتى يمكننا التحدث خاصة عن أحدث أفلامها "هانا "حيث تلعب دور امرأة يذهب زوجها إلى السجن بسبب جريمة غير محددة لكنها مروعة ، 73 سنة هو عمرها الآن وتبدو مليئة بالإثارة وكان مخرج "هانا " أندريا بالورو يتخيل دائماً أن يتم التقاط الصور في الجزء الأعلى منها أي وجهها ، تقول عنه :" أعتقد أنه أراد به أكثر من أي شيء آخر وظننت أنني الممثلة الوحيدة من جيلي التي يمكن أن تتحمل تجسيد هذه الشخصية ، الحوار قليل ويمر عبر رتابة أيام "هانا " بتفاصيل مرهقة وكل شيء معلق على وجه رامبني وجفونها الثقيلة والفم المقلوب ، مما يدل على نسبة الأهوال التي صادفتها".في غرفتها في الفندق تسحب كرسياً حولها وتطوي ذراعيها وتجلس إلى الأمام وتباعد الساقين تنظر من النافذة ، ثم تحول تلك العيون إلى النظر إليَّ ، تتحدث ببطء وتفكير وغالباً ما تتوقف مؤقتاً وهي تفكر فيما تود قوله ، لقد عادت للتو من برلين حيث حصلت على جائزة الدب الفخري الذهبي وهي تتويج لمجمل ما قدمته من أعمال سينمائية وعندما تحصل على شيء من هذا القبيل تتساءل دائماً إذا كانت قد حصلت عليه بالفعل حيث تقول : " كانت مسيرتي المهنية هامشية نوعاً ما في البداية حيث تم اقتيادي من تجمع في سن مراهقتي للمشاركة في إعلان واعتقدت إنها بداية جميلة".لقد ساعدها العمل على التأقلم وتقول إن الكثير من العلاج ينطوي على تمثيل العواطف : " بدلاً من القيام بأفلام من النوع الترفيهي الذي لم يكن أسلوبي على أي حال ، هذا هو ما تعاملت فيه فقد بحثت عن المزيد من الأدوار الأخرى المركبة ".قد يكون من السهل النظر إلى مهنة رامبلينغ كسلسلة من الاستفزازات رافقتها في عديد أفلامها خاصة التي كانت تحتوي على مشاهد العري والجنس حيث استقبل العديد من النقاد دورها الأكثر سيئ للسمعة في فيلم المخرجة والكاتبة السينمائية الإيطالية ليليانا كافاني حول العلاقة الساذجة بينها وبين ضابط من قوات الأمن الخاصة والناجي من معسكر الاعتقال وقد تم حظره في بعض الدول ، فهل كانت تحاول أن تكون أكثر استفزازية أو تبحث عن أجزاء خطيرة ؟ تقول عن ذلك : "أعتقد إن الخطر في داخلي، إنه دائم الاستفزاز أو الجرأة، أوالرغبة في إشعال الأشياء، أو الرغبة في جعل الأشياء تعيش ليس فقط لتكرار المشاهد ، شيء آخر عن التمثيل هو أنني شعرت بالملل بسرعة كبيرة فلديَّ شخصية مزعجة للغاية إنها وحش هل تعرف من أين تأتي ؟ إنها تسكن دواخلي"، تبتسم .عندما التقطت الدب الذهبي ، قالت رامبلينغ :" إن "هانا" هو الفيلم الذي كانت تحلم به طوال دخولها عالم التمثيل في السينما ، إن نوع الوجود الممنوح للشخصية هو ما أردت تحقيقه دائماً لذا يمكنني القول الآن إن هذا حدث ، وهذا جميل جداً ".وتقول إنها كانت عملية طويلة :" لم أكن قد درست كل ذلك العمل، وهو ما يمكن أن أفعله عندما أكون حقا سيدة مسنة ، ولكن هناك بالتأكيد جوهر في مكان ما ، إنه عمل حياة بمعنى ما " .عند هذه النقطة بالضبط ، هناك طرق على الباب يأتي مدير أعمالها إلى الغرفة ليطلب منا أن نختتم فتنهض وهي تقول : " إنه شعور كما لو لم يكن لدينا وقت ، نظراً لوجود مقابلات أخرى ..." .لم أتصور أني سأحظى بمقابلتها فقد قيل لي أنها امرأة غامضة ولا يمكن بسهولة التعرف على شخصيتها الطموحة والهادئة ، لكنني وجدتها على عكس كل ما قيل عنها فقد قالت لي: "لقد كنت دائماً أشعر براحة كبيرة عندما أتحدث مع الأشخاص وكنت دائماً استمتع بالمقابلات وهي الطريقة لفهم الآخر والمكان الذي أكون فيه في وقت معين" .ومع أنها على وشك العودة إلى بودابست لتصوير جزء صغير في فيلم دينيس فيلنوف ، ثم مسلسل تلفزيوني دنماركي لم تخبرني بتفاصيله ، لكنها قالت عنه : " إنها قصة مختلفة جداً ، سوف تقشعر لها الأبدان " .يبدو صوت شارلوت رامبلينغ وهي تتحدث قوياً فهي دائماً ما تبحث عن الإثارة في أفلامها كما تقول دائماً .
عن / صحيفة الغارديان البريطانيةDownload all attachments as a zip file

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على