اتحاد الكرة يربح أولى حروبه لردع التزوير في آزادي

حوالي ٥ سنوات فى المدى

 أكرم سلمان : صبرنا وكسبنا أولمبياً بأعمار جاهزة لتهزّ آسيا
 كرتنا تمر بمرحلة انتقالية.. والضائقة المالية لا تليق بشبابنا
 بغداد/ إياد الصالحي
أكد مستشار اتحاد كرة القدم أكرم سلمان أن الجهود الكبيرة التي قدمها الملاك التدريبي للمنتخب الأولمبي تحت 23 عاماً واللاعبون تكللت بالحصول على تذكرة نهائيات كأس آسيا 2020 للفئة ذاتها يُعد إنجازاً غير متوقع حسب الظروف التي مرّ بها المنتخب ومعاناة مدربه في تجريب عديد اللاعبين قبل أن يستقر على التشكيلة بأعمار تقل سنة أو سنتين عمّا حُدّدَ كشرط للمشاركة في التصفيات القارية.وقال سلمان في اتصال مع المدى من العاصمة الإيرانية طهران مساء أول أمس الثلاثاء عقب تعادل منتخبنا مع نظيره الإيراني سلبياً وتصدّره المجموعة الثالثة: "يمكن الاطمئنان بكل الإجراءات التي إتخذها الملاك التدريبي بقيادة عبدالغني شهد لتشكيل هذا المنتخب والصبر على مرحلة الإعداد المرتبكة لعدم وجود دعم كافٍ لها، وجاء التأهل الى نهائيات كأس بطولة آسيا تحت 23 سنة لكرة القدم 2020 بنسختها الرابعة عن جدارة واستحقاق وأكيد ستكون المنافسة فيها مثيرة بمشاركة 16 فريقاً للفترة من 8 إلى 26 كانون الثاني 2020 في تايلاند، كونها ستكون مؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 في طوكيو، ونأمل الحصول على إحدى التذاكر الثلاث".
عناصر مؤهلة للوطنيوأضاف: ما أثار غبطتي أن منتخبنا الأولمبي لم يضم أي لاعب من المنتخب الوطني، وهم قادرون على تمثيل المنتخب الأول، وجاهزة على هزّ آسيا فقد نجحوا في أول اختبار صعب في المجموعة الثالثة بإحراز سبع نقاط بعد تحقيق فوزين وتعادل، سجّلوا سبعة اهداف وظلّت شباكهم نظيفة، حيث فازوا على اليمن ( 5-0) يوم الجمعة 22 آذار الحالي وسجل الاهداف أمير العماري (16،44 رج) وحسين جبار ( 36) ومحمد مراد ( 65رج، 78) وقهروا تركمانستان (2-0) يوم الاحد 24 منه سجلهما مراد محمد (16) وسجاد جبار (89)، وتعادلوا مع إيران (0-0) يوم الثلاثاء 26 الشهر نفسه، ويعرف الجميع مدى صعوبة خوض المنافسة على أرض إيران وما يمتاز به لاعبو منتخبها بالصلابة الجسمانية والطول الفارع وامكانياتهم الفردية اللافتة ومشاركتهم الفاعلة في الدوري الإيراني القوي بمستواه العالي".
تنبيه ونصحوأوضح سلمان :"صراحة مواجهة هكذا ظروف لعب بين يوم وآخر وراحة 24 ساعة فقط أمر صعب جداً، أي أن الأولمبي لعب ثلاث مباريات خلال ستة أيام، ما يعني ضرورة المحافظة على اللياقة البدنية ليتمكن اللاعب من أداء واجبه دون تراجع، وقد نبهت عن ذلك منذ أول يوم بعد ان كُلفت من قبل اتحاد كرة القدم بالإلتحاق مع الأولمبي في طهران للاشراف وسبقني زميلي عبدالإله عبدالحميد بتواجده مع المنتخب في أحد المعسكرات، وكنا خير عون للملاك التدريبي واللاعبين حيث قدّمنا المحاضرات بشكل يومي، وكنّا نحلل أداء المنتخبات التي واجهها الأولمبي بعون كبير من الأخ علي النعيمي الذي قدّم جهوداً مشكورة في عمله التحليلي والاحصائي عبر الكومبيوتر، وكنا نتابع حالة اللاعبين وننصح الكابتن شهد في أي ملاحظة، والرجل كان متفهماً لكل ما طرحناه بروحية عالية".وأشار الى إنه " تم أداء المهمة على أفضل وجه برغم صعوبة المباريات لعدم وجود راحة، وكذلك إصابة اللاعب المؤثر حسين جبار بعدما أبدع أمام اليمن وخسرنا خدماته امام تركمانستان، اضافة الى أن الأجواء كانت ممطرة قبل مباراة إيران بيوم واحد واستمرت في اليوم نفسه، ولا ننسى دور الجمهور الإيراني في مساندة فريقه على ملعب آزادي الكبير، لكن كل ذلك لم يحبط معنويات لاعبينا الابطال وتأهلوا بجدارة الى النهائيات".
الانسجام مع المستشارينوأوصى سلمان "أن يحظى هذا المنتخب بمتابعة واهتمام مسؤولي الرياضة من الآن، ولابد من تحقيق اجتماع قريب مع الملاك التدريبي لتأمين احتياجات إعداده للمرحلة الصعبة المقبلة، وتسهيل مهمة بعض اللاعبين المغتربين لأننا سنواجه منتخبات عريقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وجارتها الشمالية واستراليا ذات المستويات العالية، ولن يقلقنا شيء ما طالما أن الانسجام بين الملاك التدريبي والمستشارين بلغ ذروته في التصفيات، وهي نقطة جوهرية تسجّل للمنتخب الأولمبي الذي شهد تفاعلاً كبيراً مع الملاحظات بحضور اللاعبين، وتم توظيف خبراتنا كمستشارين لاتحاد الكرة بصورة مُرضية".
دعم السفير ورئيس البعثة وكشف مدرب المنتخب الوطني الأسبق" أن هناك دعائم مهمة اسهمت في انجاح مشاركة الأولمبي مثل الجهاز الطبي كان له الدور الجيد لتحضير اللاعبين، وكذلك خبرة شهد تجلّت في إعطاء الراحة لاستشفاء اللاعبين دون ضغوط، ولعل الداعم الأكبر جاء من المتابعة الحثيثة لسفير العراق في إيران منذ أول مباراة حتى الأخيرة وقدّم هدايا تشجيعية للاعبين، كما أن هناك نقطة مهمة جداً وهي دور رئيس الوفد إحسان علي حسين الازيرجاوي كان رجلاً قيادياً بقوة شخصيته وتواضعه وانسانيته، فقد كرّم اللاعبين من جيبه الخاص بعد الفوز على تركمانستان ليؤكد حسن إدارة مهمته".
الضائقة الماليةواستدرك" أُلفتْ عناية مسؤولي الرياضة أن منتخباتنا وجه مشرق بسمعة طيبة لبلدنا وعندما تخرج لتمثيله وتعاني الضائقة المالية فهذا غير لائق بها لاسيما أن اللاعبين خاضوا معسكراً طويلاً وذهبوا مباشرة الى التصفيات وهم لاعبون جُدد لم يمثلوا المنتخبات سابقاً وامكانياتهم المادية ضعيفة حتى في فرقهم التي يتقاضون منها رواتب قليلة، لا تسمح لهم بتحمّل نفقات السفر فضلاً عن كونهم شباب يحتاجون الى الانفاق اليومي مع ان رئيس البعثة لم يقصّر معهم وذلّل الكثير من الصعوبات في هذا الجانب بقيادته الرشيدة". وعن دوره ما بعد العودة الى بغداد، قال " سنرفع أنا والكابتن عبدالإله تقريرنا الفني الى اتحاد كرة القدم ليتسنى له الاجتماع مع أعضاء الملاك التدريبي وكذلك تلتقيهم لجنة المنتخبات للوقوف على طلباتهم للمرحلة المقبلة التي تستوجب التفكير بطرق التحضير الجيدة لقطع تذكرة التأهل الى أولمبياد طوكيو 2020".
التلاعب بالأعماروأكد أن " كل ما تحقق في طهران ما كان له سيحدث في تقديري لولا الهزّة التي تعرّضتْ لها الكرة العراقية بحملة اعتماد الأعمار الصحيحة ورفض التلاعب بالمنتخبات كالتي شهدتها المرحلة السابقة مما دفعت الاتحاد لإدانة تزوير أعمار اللاعبين، فجاءت ردّة الفعل سريعة بمشاركة الناشئين والشباب اللذين حققنا نتائج غير مخيبة لقلة فترة التحضير، أما الآن فالاتحاد بدأ يركّز على الأعمار السليمة ويحتاج الى وقت لبناء قاعدة متينة تلتزم بالأعمار الحقيقية مع الصبر للحصول على النتائج الجيدة، علماً إنه منذ فترة قصيرة تم تسمية ملاكات للفئات العمرية ونتوسم كل الخير بنزاهتهم وحماستهم في التدريب". واضاف:" أن ظروف الكرة العراقية تمر بمرحلة انتقالية تحتاج الى وقت لفرض الاستقرار، فالعمل مع الفئات العمرية متدرّج من البراعم والأشبال والناشئين والشباب وصولاً إلى الأولمبي، كل ذلك يستنزف جهود سنوات طويلة مع التخطيط السليم في القاعدة لنكسب لاعبين أشدّاء معدّين بعلمية، ومن الممكن أن تستفيد منهم المنتخبات الوطنية لتعزيز صفوفها حسب الحاجة".
أفضل تجربة ناجحةوأختتم أكرم سلمان حديثه " كل شيء جائز للفترة المقبلة لتوفير أفضل سبل دعم الأولمبي ومنها المشاركة في بطولة غرب آسيا التاسعة آب المقبل بعد التشاور مع لجنة المنتخبات أو أية بطولة عربية وقارية تخدم منهج المدرب عبدالغني شهد الذي لاقى صعوبات كبيرة قبيل التوجه الى إيران، وهذه المرّة لديه الوقت الكافي للإعداد، وممكن أن يعطيه مساحة من الرؤية الأفضل لإنتقاء بعض اللاعبين الجيدين في الدوري، ومن الممكن أن يعسكر أو يشارك في بطولة ضمن جنوب شرقي آسيا تخدمه من ناحية التأقلم مع الأجواء المشابهة لتايلاند، وبالنسبة لي أبقى في خدمة الكرة العراقية أين ما احتاجني اتحاد اللعبة، والحمد لله وثقت أفضل تجربة ناجحة مع الأولمبي".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على