DNA

حوالي ٥ سنوات فى الشبيبة

لميس ضيفأجريتُ قبل ثلاثة أسابيع إلا قليلا، فحص الحمض النووي. وتحتاج النتيجة لأسبوع إضافي أو أكثر لتظهر، ورغم ذلك فإني أزور موقع النتائج يوميا من لهفتي على النتيجة. فرغم أنني أنحدر من مجتمع مغلق يشيع فيه زواج الأقارب، ومن سخرية الحال أن الناس تتزوج في بيئتي من منطقتها، ويعتبر زواج المرء من منطقة أخرى خبراً يستحق التداول «رغم أن المناطق تبعد عن بعضها البعض دقائق لا أكثر !» إلا أني بصرف النظر عن كل تلك التفاصيل، أتمنى أن أرى لي عرقا من مكان آخر لم أتوقعه كما حصل مع كثير مما أجروا تلك الفحوصات.فبعض المصريين تفاجأوا، بعد إجراء الفحص، بأن عروقهم تمتد لمقدونيا واليونان ودول أفريقية بنسب مختلفة! كما سمعت عن مواطني دول خليجية، متحيزين لأرضهم ومعادين لدول مجاورة كشف الحمض النووي أنهم ينحدرون منها بنسبة 84%!وفي تجربة اجتماعية مثيرة؛ قام برنامج أمريكي باستضافة أمريكيين عنصريين. يكرهون المكسيكيين واللاتينيين عموما ليكتشفوا بعد الفحص أنهم لاتينيو الأصل. سأل المذيع أحدهم «من أكثر من تمقتهم صراحة بين شعوب الأرض فأجاب أنهم الأيرلنديين ليكشف المذيع له أن أصله أيرلندي بنسبة 40%!الغريب في تلك الفحوصات هي ما تكشفه عن حركة الأعراق على وجه البسيطة. فكيف لمغربي أن يكتشف أن ثلثه من جنوب روسيا؟ وكيف لأوروبي أن يكتشف عروقا آسيوية وهندية فيه. يبدو أن العوالم والأعراق كانت في السابق أكثر ذوبانا مما هي عليه اليوم. وكانت حركة التزواج والاستيطان نشطة لدرجة أن الغرب تزاوج مع الشرق وأنتج سلاسل مختلطة جينيا بشكل لا يمكن التنبؤ به.عموما؛ أتمنى أن يكون لدي قصة أرويها بعد النتيجة. فجزء مني يتمنى هدم الصورة الكلاسيكية التي أرى عليها نفسي وجماعتي. وقد لا يشعر الجميع بذات الشعور خصوصا أولئك الذين لا يحتفون بالاختلاف، ويمقتونه، وأولئك الذين يعلون من شأن أنفسهم ويقزمون غيرهم – غالبا- بسبب أحساس نقص يخفونه وراء أقنعة من العنجهية والكبر . إلا أن كثيرين يرون في التنوع ثراءً وفي فسيفساء الاختلاف جمالا.«كلنا لآدم، وآدم من تراب».فعجبا لأولئك الذين ينادون بأفضلية تراب على آخر – ربما – لأنهم لا يجدون ما يفتخرون به في ذواتهم إلا ألقاب وأنساب وحده الله من يعرف امتدادها الجيني.. الحقيقي.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على