هل ستضم اسرائيل جنوب لبنان الى سيادتها برعاية اميركية! (د. علا بطرس)

حوالي ٥ سنوات فى تيار

خسرت الولايات المتحدة الاميركية دورها كراعية لعملية السلام في الصراع العربي - الاسرائيلي ليس بفعل انحيازها المطلق لاسرائيل انما نتيجة دعمها لقرارات الحرب والعدائية التي تتخذها الدولة العبرية تحت ستار "حق المشروع بالدفاع عن النفس". فأي حقّ لاسرائيل في القدس الشرقية والجولان السوري؟ وهل كانت ستضم جنوب لبنان الى سيادتها برعاية اميركية لولا دور المقاومة في دحر الاحتلال؟
 
تبكي اسرائيل وتلعب دور الضحية وتحرض العالم على ما يعرف بالمحرقة ومعاداة السامية في الوقت الذي تعلن فيه عن طابع الدولة القومي الذي ينسف التنوع الديني في فلسطين التاريخية وفق ما عبّر عنه المفكر ميشال شيحا بعبارة "الافلاس الاخلاقي" معتبراً ان "قرار تقسيم فلسطين بإيجاد الدولة اليهودية من أعظم الاخطاء التي اجترحتها السياسة المعاصرة. فلَسوف تستتبع هذا الامر، وان بدا يسيراً، أعجب العواقب. ولا نكون قد امتهنّا العقل ان قلنا انّ هذه القضية الضئيلة ستعمل على زعزعة الارض من أساسها". فهل يصدق ميشال شيحا بنبوءته؟!
 
بالتأكيد نعم لأن الظلم الذي يُلحق بالشعوب يستتبع التطرف والكراهية وهذا ما تعززه الولايات المتحدة مع الرئيس الحالي دونالد ترامب بخلاف ما كان قد عبّر عنه سلفه الرئيس باراك اوباما من جامعة القاهرة لمحاولة تغيير الصورة النمطية عند العرب بالكراهية تجاه بلاده. وهنا تبرز مسألة حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة حزباً ارهابياً بخلاف لبنان الذي يعتبر ان المقاومة قد انجزت التحرير وحمت الارض والمياه والنفط والغاز وان اسرائيل لا تفهم الا بمنطق القوة وصدق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالقول ما أُخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة. 
 
ان الشعوب العربية تنشد السلام بمجرد ان تُعيد اسرائيل الاراضي العربية التي احتلتها الى اصحابها لكن السلوك الاسرائيلي هو سلوك عدائي ابعد ما يكون عن السلام وصنع السلام ولن يتحقق أمن على حساب الحقوق لأن الامن المستدام تصنعه الشعوب لا الميركافا.
 
ختاماً، غريب أمر الربيع العربي الذي أفرز تنظيم داعش واخواته الذي ساهم بهدم سوريا والعراق وليبيا ومحاولة فاشلة له في مصر دون المسّ بإسرائيل تحضيراً لما نشهده حالياً من صفقة القرن.

شارك الخبر على