في ذكرى يوم القدس.. خطاب نصر الله يجدد مخاوف إسرائيل كتب خالد عبد المنعم في الأمس، وفي ذكرى يوم القدس العالمي، رسّم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الحدود بين الدولة العربية المهرولة إلى القدس، وما تبقى من الأنظمة والشعوب العربية التي مازالت بوصلتها موجهة بدقة نحو القدس والأقصى المحتلين من قبل الصهاينة. الكلمة، وعلى الرغم من أهميتها لما جاء فيها من رسائل غزيرة، تلملم مجمل الأوضاع الإقليمية في المنطقة سواء في سوريا واليمن والعراق والبحرين، إلا أن وعيد حسن نصر الله بالتصعيد مع الكيان الصهيوني كان الأبرز في نطاق الصراع الحتمي مع عدو الأمة العربية والإسلامية، بالإضافة إلى امتداد الأصابع الصهيوأمريكية من وراء الكواليس في جميع الأزمات المفتعلة بين العرب بعضهم وبعض، حيث اعتبر نصر الله أن “الولايات المتحدة وأدواتها الإقليمية حوّلت مسار الحراك الشعبي في العالم العربي باتجاه إعادة سيطرة قوى الهيمنة على منطقتنا وأموالنا ونفطنا وخيراتنا، ومن أهم الأهداف إنهاء القضية الفلسطينية والوصول إلى تسوية بين الكيان الصهيوني والدول العربية والاسلامية”. توعد نصر الله، إسرائيل بفتح الباب أمام مئات آلاف المقاتلين من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان وبقاع أخرى في العالم إلى جانب سوريا والمقاومة، لمواجهة أي عدوان جديد. وفي نطاق تحالف بعض الدول العربية كالسعودية والتي تتحالف مع واشنطن وتل أبيب عبر ما يسمى الناتو الإسلامي والقمة الإسلامية الأمريكية في الرياض، فقد أكد الأمين العام لحزب الله أن السعودية أعجز من شن حرب على إيران، وأن اليمن بات جزءًا من محور المقاومة. رسائل حزب الله بالأمس لا يجب إخراجها من نطاقها العربي والإسلامي، فبالأمس احتفت عدة دول بيوم القدس العالمي، وهي الذكرى التي تأتي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، والتي تسعى إسرائيل لطمسها، فمن صنعاء عاصمة اليمن المحاصر من قبل واشنطن وحلفائها، إلى تونس وباكستان وإيران وسوريا والعراق وعواصم ومدن أخرى عربية وإسلامية كانت رسالة يوم القدس العالمي، ومن الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان توجت سلسلة من الرسائل لحزب الله هذا الحراك العربي والإسلامي. رسائل نصر الله وجهت بشكل مباشر إلى إسرائيل في المقام الأول ثم تلتها رسائل للسعودية والداعمين للإرهاب، ففي رسالة مباشرة للرياض، التي شهدت تغييرًا في مواقع قيادتها مؤخرًا، قال نصر الله، إن اليمن بات جزءًا من محور المقاومة، وإن الرياض أضعف من أن تهاجم إيران في ظل مشروعٍ لتحويلها إلى عدو بديل من إسرائيل، متّهمَا النظام السعودي بفتح الطريق أمام إسرائيل للتطبيع مع العالم العربي. وأكّد نصرالله، أن محور المقاومة يزداد قوّة، وأن إسرائيل ستدفع أثماناً غالية في حال خاضت حرباً ضدّه، وأن المحور لن يتخلى عن فلسطين، وهذه الرسالة أيضًا استحوذت على الاهتمام في إعلام إسرائيل. وفي إطار معركة موازين القوى في المنطقة، قال نصر الله، إن ما شهده العراق من معركةٍ ضد الإرهاب والثبات على الموقف السياسي الرافض لتصفية القضية الفلسطينية مثلا قوةً إضافية في المعركة، وبخصوص سوريا قال نصر الله، إنها كانت وما زالت داعمة لفلسطين وفي أشد أيام المحنة، فكيف اليوم وقد تجاوزت معركة إسقاط نظامها وعزلها عن دورها في المنطقة. وبشأن إيران، أكد نصر الله أنها ستبقى داعمة لفلسطين وللقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة في المنطقة مهما كانت الظروف أو الضغوط. وقال إن موقف إيران موقف عقائدي. وأكد الأمين العام لحزب الله أن محور المقاومة بات اليوم في موقع أقوى نتيجة التغيرات التي شهدها العراق واليمن وخصوصًا في سوريا. الموقف الإسرائيلي أهمية خطاب نصر الله، أنه يأتي على بعد يوم واحد من تصريحات وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان، الأمر الذي سيعكر صفو تصريحاته التي أطلقها بأريحية مطلقة في ظل صمت بعض الأنظمة العربية والإسلامية عنها والتي تمهد للتطبيع وتصفية القضية الفلسطينية، حيث اعتبر ليبرمان أن الفلسطينيين وحدهم عاجزون عن التوقيع على اتفاقية سلام مع إسرائيل، ودعا إلى عقد اتفاق إقليمي “مع الدول السنية المعتدلة”، وأوضح في كلمة ألقاها في مؤتمر “هرتسيليا”، الخميس الماضي، أن الطريق الوحيد للتوصل إلى حل هو أن تكون التسوية مع الفلسطينيين “جزءا من اتفاقية إقليمية متكاملة مع كافة الدول السنية المعتدلة، بما فيها الكويت والسعودية”، واعتبر أن الاتفاق مع الفلسطينيين يجب أن يصبح “نتيجة ثانوية” لمثل هذا الاتفاق الإقليمي، الذي سيعود على دولة إسرائيل بمنفعة قدرها ٤٥ مليار دولار. نصر الله تطرّق إلى خطابات بعض المسؤولين الإسرائيليين في مؤتمر هرتسيليا، مشيرًا إلى أن الخطباء “أجمعوا في مؤتمر هرتسيليا على رفض عودة لاجئ فلسطيني واحد إلى فلسطين”، ولفت إلى أن “ليبرمان قال إن إسرائيل لم تنتصر منذ حرب ١٩٦٧″، وأن وزير الحرب الإسرائيلي أكد أنه “لا نية لإسرائيل للقيام بحرب لا في الخريف ولا الصيف ولا الشتاء ولا في الشمال أو الجنوب”، مشيراً إلى أن “ليبرمان يعلم أن الحرب على غزة وعلى لبنان لن تصل به إلى نصر”. أصداء خطاب نصر الله والمواقف التي أطلقها ترددت سريعًا في إسرائيل، مواقع إخبارية إسرائيلية تابعت الخطاب، ومع نهايته كانت النقاط الأساسية تتصدر عناوينها، كما كانت المواقف والتهديدات التي أطلقها نصر الله تجاه إسرائيل حاضرةً كخبر أول في بعض النشرات الإخبارية، كالقناة العاشرة العبرية، كلام نصر الله بشأن وزير الحرب الصهيوني من نشوب حرب جديدة مع حزب الله حظي أيضًا باهتمام المحللين في إسرائيل، محلل الشؤون العربية في القناة العاشرة حيزي سيمانتوف، قال “إن نصر الله استمع جيدًا لما جرى في مؤتمر هرتسيليا هذا الأسبوع، وسمع وزير الأمن ليبرمان يقول بأنه غير معني بالتصعيد، وقال إن ليبرمان يخاف، وإذا حصلت حرب فسيأتي مئات آلاف المقاتلين لقتال إسرائيل”. موقع “واللا” العبري، اقتبس من كلام الأمين العام لحزب الله الشق المتعلق بتصوير إيران على أنها العدو بدلًا من إسرائيل، فيما عنون موقع “القناة العاشرة” ما أكده نصر الله من أن النظام السعودي أضعف من أن يفتح حربًا ضدًا إيران، العنوان ذاته ظهر في موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت”، وركز الموقع على المقطع المتعلق بالاجتماع الذي انعقد في هرتسيليا بين المستوى السياسي والعسكري في الموضوع الفلسطيني، وما حذر منه نصر الله بشأن خطورة ما تريده إسرائيل من تطبيع عربي كامل قبل حل القضية الفلسطينية. ويرى مراقبون أن إسرائيل باتت بالفعل أضعف من السابق، فهرولة تل أبيب للتطبيع مع دول عربية كالسعودية لتنوب عنها في القتال ضد إيران، مؤشر حقيقي على ضعف هذا الكيان، خاصة أن الرياض وبعض الدول الخليجية تحتاج لمن يحميها، والقواعد الأمريكية والأجنبية المتواجدة في دول الخليج أكبر دليل على ذلك. ما يقرب من ٧ سنوات فى البديل

ذكر فى هذا الخبر