"التعمية" على أسباب الانسحاب بغداد المسلة وجهتا نظر متباينتين من مصادر تنتسب الى ذات الائتلاف، وبنفس الهدف، وذات الثياب. الأول، رئيس منظمة بدر هادي العامري، الذي يقول ان انسحاب أعضاء ائتلاف "فتح" لا يعود الى "مشاركة أطراف معينة"، وما يُقال عن ذلك "محض أكاذيب"،، فيما يناقضه القيادي في "منتصرون" فالح الخزعلي، الذي صرّح بان "انسحابنا من (نصر العراق) كان بسبب بعض المتورطين بملفات الفساد". بمن نصدّق اذن، يتساؤل عراقيون ، حين يبلغ التناقض والتضارب، وتفاوت الرأي حول الانسحاب على أشده بين المتحالفين، الذين تجمعهم الغايات، فضلا عن الأساليب. .. لا دهشة في الانسحاب بحد ذاته، فالسياسة بطبيعتها تترك لمن يمارسها خيارات شتى، تتقلب فيه المواقف بين ليلة وضحاها، أما تبرير الانسحاب، بحجج واهية، فهو الفشل بعينه، لاسيما اذا اقترن بمحاولات تشويه الدوافع الحقيقية التي يدركها العراقي، جيدا، ولم تعد تنطلي عليه أساليب "التعمية" و"التمويه" ولعل أهمها ان المنسحبين، ٌصدموا بشروط رئيس الوزراء حيدر العبادي، في رفض المحاصصة، وتجاوز الطائفية، والحرب على الفاسد، مهما كان موقعه وانتمائه. .. هذه هي العلاّت الحقيقية التي يموّه عليها المنسحبون، بإثارة الضباب حولها، للحيلولة دون انكشافها تحت شمس الحقيقة. ... المشاركة في الحرب على داعش ليست "فضلا" و "خاصيّة" على العراقيين، لانها واجب وطني، مفروض على كل مواطن، مهما كان موقعه وتوجهاته، ولا يمكن استثمارها كامتياز على الآخرين، في الحصول على المناصب والأرباح السياسية، كما لا يمكن استغلالها في أولية "الأنا" على الآخرين، لان ذلك ينزع عن الفاعل نياته الوطنية في محاربة الإرهاب. فضلا عن ذلك، فانّ الجميع شارك في الحرب داعش، إنْ لم يكن في ساحة القتال، ففي الجبهات الخلفية وفي الاعلام والسياسة، كلّ من موقعه. ... الوقت مناسب لتبديل الخطاب المضلِّل، المفرِّق، والمحرِّض والمنتقِص من الاخرين، وجعله خطابا متعاليا على تفاصيل السياسة الكثيرة، لاسيما وان العراقي ليس ساذجا حتى لا يدرك، ان تسلسل الأسماء والمناصب كانت سببا رئيسيا في الانسحاب. أكثر من ٦ سنوات فى المسلة