إن الوجه المشرق والجانب الإيجابي للمشروع الإسلامي في الصومال أكبر بكثير من جوانب القصور الذي شابه، والعثرات التي خالطته، والفرقة هي مكمن الداء كما أشرت سابقا في المقال السابق ،بينما التنوع التكاملي سبيل الوحدة والانجازات،فلوضربت مثلا في الواقع بالتنوع التكاملي فالصرح العلمي للجامعات تضم كليات مختلفة في الاختصاص العلمي ومع ذالك رسالة الجامعة ورؤية الجامعة واحدة ، ومجالس الجامعة تتعاون بانسجام ووئام.انطلاقا من اختلاف الاعمال ووحدة الهدف .وابلغ وأروع من ذالك تشبيه المصطفى صلي الله عليه وسلم الوحدة الاسلامية بالجسد الواحد ، وإذا كانت وظائف اعضاء الجسم مختلفة من جهاز تنفس،وهضم، وغير ذالك فهذا التنوع قوة في التكاملية والوحدة، ويتداعي في آن واحد بالسهر والحمي. وفي هذه المرحلة الحاسمة في الصومال المنكوب ينبغي المسارعة مع الزمن وتغيير الخطط السابقة مواكبة للعصر عصر التكنولوجيا والملتمديا، ومخاطبة الجيل الناشئ بلغتهم، وتلبية تطلعاتهم وإرشادهم إلى الصلاح والفلاح ، وإلا سنبكي على اللبن المسكوب بعد فوات الأوان ، ولات ساعة مندم، ومن زرع الشوك لن يحصد التمر، والعكس صحيح ،ولو رجعنا الي الوراء يصيبك العجب العجاب كيف استطاع الواداد (العالم) الصومالي التعامل مع محن العصور الفائته أيام الاستعمار والتخريب وتنصير الشعوب فمرة قاوم بالجهاد،وطورا بالمعاهدات مع الغازي المحتل، وتارة بتوعية العامة وغرس الكرامة في نفوسهم، لقد غرسوا روح العزوالكرامة في نفوس العامة،حين كانت الشعوبالاخري تمجّد الرجل الأبيض ، سماه الوداود الصومالي بالرجل الأبرص، كأن به داء البرص تنفيرا وتقبيحا له، فمن القصص المروية أنّ جنديا بريطانياشرب ماء من كأس امرأة في نواحي مدينة هرجيسا فلّما ارتوى ، طرحت المرأة الكأس على الأرض لتنجّسه لأن كافرا استخدمه للشرب، فاستفسر الإنجليزي عن الفِعلة ، فأخبر المترجم ان الكأس أصبح متنجسا لاستخدامك حسب الشريعة ،فاستغرب الأمر!! ويمكن القول ان سر نجاح الوداد المطوع أنذاك هم إيثارهم للباقية علي الفانية، ومعرفتهم بسلوك العدوّ الغاشم وواقع الامة الصومالية، كما يظهر من أشعار السيد محمد عبد الله حسن وأعوانه وامثاله في عصره ، إن الخطاب الوحدوي الذي ننشده يركز بالعناصر التالية أولا التركيز علي الثوابت التي تجمّعنا ولا تسع لأحد مخالفته، فمثلا أركان الإيمان والاسلام ومبادئ العقيدة نبراس الحياة وقضية وجود لكل مسلم ،وهي الخط الأول لكل جماعة، فلامداهنة في هذا الباب، ثانيا المتغيرات لامشاحات فيها، و المسائل الاجتهادية مساحة واسعةللنظر والمرونة ،واهل العلم أهل توسعة كما يقال فلا مجال للانكار والتدابر في الظنيات،والفروع الفقهية،فهناك مسائل فقهية اصبحت شماعة للمعارك ،وخصومات تتطاير شررها بين العامة، مع ان المسألة مسطرة في كتب الفقهاء فلما ذا التناحر وبذل الجهود في التحصيل الحاصل بدل الاستفادة في مجال آخر . ثالثا التركيز علي الأخلاق وتزكية النفوس فهذا أسلم وأحكم في تنمية الشعوب وتوعيتهم وجعلها في مصافّ الازدهار والتقدم فالعلم وحده لا يبني،إن لم ترافقه الأخلاق الفاضلة، وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ** تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً** لِوَقيعَة وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ مفتاح الدعوة اليوم وهي التطبيق العملي للدين هي الأخلاق. ثالثا الاعتدال عند الغضب والرضى فالردود الكثيرة بين الجماعات تفرق الشمل، وتنكث القوى والشجاع من يملك نفسه عند الغضب ، رابعا العمل الوحدوي المشترك لجميع التنظيمات بلا استثناء ، واستشراف المستقبل ، فالحياة تسير وفق قانون استخلاف الارض وتعميرها ، وذالك يستوجب العمل الدؤوب با لوئام ، في كل المجا لات المختلفة ، وبمشارب متنوعة وألوان متعددة تحمل هدفا واحدا فالاسلام يعلو. تأبي الرماح اذا اجتمعت تكسرا*** واذا افترقت تكسرت أحادا أكثر من ٦ سنوات فى صومالى تايمز