لا تكونوا "ساذجين" أمام السبهان بغداد المسلة لا يحتاج العراقيون الى الأخبار الملفّقة والكاذبة لتسويق قضاياهم العادلة، وسياسات حكومتهم التي أرغمت الخصم والصديق على الإقرار بحكمتها ونجاعة التخطيط الذي افضى الى انتصارات ساحقة، فضلا عن إنجازات بدت ملامحها، ماثلة للعيان. والخطر ليس في تسويق الخبر الكاذب، بل في البناء عليه، والتحليل انطلاقا منه، والعمل على جعله "حقيقة"، ينبهر بها البعض ويتفاعل معها، لينكشف بعد ذلك الخداع، الذي يرتدّ على صاحبه.. مناسبة القول، هو تسويق تصريح "مفبرك" من قبل أوساط إعلامية عراقية، لوزير دولة شؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان، فحواه ان السعودية، قررت دعمها لتحالف سني بقيادة رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وتحالف شيعي بقيادة نائب رئيس العراق إياد علاوي وزعيم شيعي معروف، والمقصود بذلك زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر. هذا الخبر حرّكته اغلب وسائل الاعلام العراقية، بعضها تصف نفسها بانها "مهنيّة" الأمر الذي دفع بالسبهان الى وصف ذلك بانه "مغالطات تندفع اليها جهات معينة في العراق". لقد تحوّل الخبر الى نكتة، لان تسويقه جاء في وقت تحرص السعودية على علاقاتها مع العراق، لأجل مصالحها، فلماذا لا يحرص مسوقو الأخبار الكاذبة، على صناعة خبر مزيف، يفيدون به العراقيين على الأقل، والا ما فائدة التحريض ضد توطيد السعودية لعلاقاتها مع العراق بعيدا عن الأفكار المسبقة، والعواطف، واقترابا من الواقعية ، لاسيما وان حكومة العراق التي تتبنى سياسة واضحة المعالم، وتفاصيلها تحت ضوء الشمس، قد أعلنت اكثر من مرة انها مع توطيد العلاقات مع جميع الدول الإقليمية طالما يصب ذلك في مصلحة العراق، فيما أبدت السعودية دعمها لسياسة الحكومة ووحدة العراق. هل نحتاج الى صناعة الوهم والأخبار الزائفة استعداد للانتخابات المقبلة، وأولها هذ الخبر المفبرك. الكذب لن يكون سبيلا الى قاعدة بيانات توجّه الرأي العام، بل النجاح في الصدق والإنجاز على الأرض، أما البناء على الأكاذيب، فهو تشييد لقصور من الرمال، لان الحقيقة أبقى. لندافع عن وجهات نظرنا بالدليل الواضح والنبأ الصريح، عدا ذلك فاننا سنورّط شعبنا في تبني مواقف محرّفة، ونربك بوصلته، ونجعله في خندق مضاد لخندق الدولة والجيش والقوات الأمنية التي تسعى في استراتيجيتها الى احتواء الخصم عسكريا وسياسيا والاستفادة قدر الإمكان من مساعدات الدول ومواقفها. والأغرب في الموضوع، ان جهات سياسية عراقية، تبنّت الخبر الكاذب وصاغت مواقف لها بموجب تداعياته، راسمةً صورة متخيّلة ليس لها وجود في الواقع. إن الجهات السياسية والإعلامية التي تستعد لجولة الانتخابات بالتأسيس لمصانع إنتاج التخاريف والكذب، ستنجح في تسويق بضاعتها لأمد قصيرا جدا، اذ سرعان ما ترتد بضاعتها عليها، وتنهار أحلامها لان مساحة المعرفة العراقية تتسع، ولن تنخدع مرة أخرىبالأكاذيب .. حاجِجوا الخصم والصديق، بقوة المنطق والنبأ اليقين، لا بالتلفيق.. "المسلة" أكثر من ٦ سنوات فى المسلة