صومالى تايمز

ميلانو (صومالي تايمز) حكم القضاء الايطالي اليوم الثلاثاء على الصومالي عثمان محمود البالغ ٢٢ عاما بالسجن المؤبد لارتكابه جرائم قتل وتعذيب في ليبيا، بعد أن تعرف عليه أحد ضحاياه عندما انضمّ إلى مجموعة من المهاجرين. وأوقف محمود في أواخر عام ٢٠١٦ في مركز لاستقبال اللاجئين في ميلانو، حيث كان حوالي ١٥ مهاجرا يهددون بقتله بعد أن تعرفوا عليه كأحد ممارسي التعذيب بحقهم كما انتزع منهم أموالا، في مخيم بني وليد في الصحراء الليبية. ففي مخيمات الإقامة الموقتة هذه، يحتجز المهربون المهاجرين في وقت يدفع فيه أقرباؤهم كلفة متابعة الرحلة، وغالبا ما يعذبونهم لانتزاع منهم مبالغ أكبر من تلك التي طلبوها منهم في البداية، قد تصل الى ٧٥٠٠ دولار للشخص الواحد. وروى ١٧ شخصا، غالبيتهم من الجنسية الصومالية، أمام محكمة الاستئناف في ميلانو كيف مارس هذا الشاب التعذيب بحق مئات المهاجرين الذين مروا في المخيم. وشهد العديد على رؤية محمود يضرب مهاجرين حتى الموت أو تركه آخرين يموتون بسبب نقص الرعاية أو الطعام. وروت امرأتان أن محمود اغتصبهما لأشهر عدة. وقال المدعي العام مارسيلو تاتانجيلو في أيلول سبتمبر "محمود ضحية وهم امتلاك القوة المطلقة بفعل السيطرة على حياة مئات الأشخاص". ونفى الشاب الصومالي من جهته كل الاتهامات التي وجهت اليه، مؤكدا أنه ليس إلا مهاجر من بين آخرين مورست عليه أيضا أعمال عنف في ليبيا. وقال محاميه إنه ضحية حرب عشائر، وهي حجة رفضها الادعاء الذي أكد أن العديد من الشهود ينتمون إلى عشيرته في الصومال. وقال محمود الثلاثاء "قلت الحقيقة، لم أكذب، لم أرتكب أية جريمة". لكن شهادات الضحايا أثرت كثيرا بالمحققين. وصرّحت المدعية العامة ايلدا بوكاسيني أنه "خلال ٤٠ عاما من العمل القضائي، لم أر مثل هذا الرعب، يمكننا تصور أن ما كان يحدث في بني وليد يحصل في كل مخيمات" المهاجرين في ليبيا، معلنة أن الملاحقات ستجرى في كانون الثاني يناير. المصدر ا ف ب
مقديشو (صومالي تايمز) شرعت الحكومة الصومالية في تقييم احتياجات تأثير الجفاف الذي سيحدد العوامل الدافعة وأثر الجفاف المتكرر، ويحدد أيضا الحلول الطويلة الأجل التي يمكن أن تمنع المجاعة نتيجة للجفاف. وستستند هذه الخطوة التي تم التوصل إليها في ختام اجتماع استمر ثلاثة أيام للخبراء العالميين في مقديشو إلى البيانات التي جمعتها بالفعل السلطات الحكومية والوكالات الإنسانية والتنمو ية في جميع أنحاء البلاد. وقال بيان صدر في ختام الاجتماع أمس الاثنين، ضم خبراء فنيين من الحكومة على المستوى الاتحادي والولائي، والبنك الدولي، والاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة، إن التقييم سوف يتبعه وضع إطار للانتعاش والقدرة على الصمود التي ستعالج الاحتياجات المحددة. وقال وزير التخطيط والاستثمار والتنمية الاقتصادية جمال حسن، في حديثه في هذا الحدث، إن توقعات الحكومة للتقييم والإطار مرتفعة. وإضاف "إننا نأمل في أن يحقق إطار الانتعاش والقدرة على الصمود الذي سيتم تطويره من تقييم احتياجات تأثير الجفاف (دينا) آلية شاملة نستخدمها نحن الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية من أجل تخفيف الآثار السلبية للجفاف التي ما زلنا نواجهها". وسيتيح كل من التقييم والإطار التوصل إلى حلول إنمائية ووقائية إلى جانب تقديم الإغاثة الإنسانية، حتى يتسنى للصومال أن يكون قادرا على الانتقال نحو الانتعاش المستدام والتأهب للكوارث. وبدأت عمليات التقييم والإطار، وستنفذها الحكومة الاتحادية والولايات الإقليمية في إطار خطة التنمية الوطنية للحكومة، بدعم من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وقال حمود علي حسن نائب وزير الزراعة الاتحادي إن الوقت قد حان للبدء في النظر في حلول وقائية طويلة الأجل، وتنفيذها من شأنها الحد من التعرض للجفاف في الصومال. وقال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال بيتر دي كلارك إنه من الحيوي الاستمرار في تقديم المساعدة الإنسانية مع العمل في نفس الوقت على ضمان عدم تحول الجفاف مرة أخرى إلى المجاعة. ومن المقرر الانتهاء من تقييم الاحتياجات من آثار الجفاف ووضع إطار الإنعاش والقدرة على الصمود بحلول كانون الأول ديسمبر المقبل.
كانت السماء – مساء السبت في كامل صفائها كما نقول نحن، أو فقيرة بالسحب كما يقول أهل النرويج، وعليه ذهبت إلى الموعد مشياً، جسم البشر في بلاد الثلج يتلذذ كثيراً بأشعة الشمس ولهذا يهرع الجميع نحو الهواء الطلق نصف عرايا كلما غابت السحب من كبد السماء. كان أهل الدار مع أطفالهم في حديقة المنزل، وبعد تحية المساء وأخذت مكاني إلى جوار طاولة الفناء دون أن أعتني كثيرا بالرد على كلمات الترحيب الشكلية. هانس مرحبا بك اُغاس، أنت لا تزور الناس لا بمواعيد مسبقة، أوربي أكثر من الأوربيين، ازداد الشيب في شعرك قليلاً، الدردشة في الهواء الطلق مفضلة عند الأفارقة في النرويج أليس كذلك هاجي اُغاس. اُغاس بكل تأكيد يا هانس، نحن نقضي أعمارنا تحت ظل الشجر هناك في إفريقيا، ونتحدث بصوت عالي لأن ليس لدينا ما نخفي، وأنتم محرومون عن تلك النعمة، أعماركم تنتهي بجوار المدفأة في غرفة الجلوس وتتحدثون بصوت منخفض لأن دنياكم كلها أسرار. هانس لكل قاعدة شواذ يا أوغاس، وها نحن اليوم في النرويج نلتحف السماء كالأفارقة، ولكن دعنا عن كلام الطبيعة إلى كلام الرجال في بلادكم، ياريت كنت من الصومال، أتزوج وأطلق مثني وثلاث، وأنكح ما طاب لي من النساء حسب مزاجي دون رقيب أو حسيب، أنتم إلى الطبيعة أقرب من هذا المجتمع المقتول بالتقنين؟ اُغاس هل توافقين زوجك في هذا الكلام الرائع يا ماريا؟. ماريا أي روعة في مقولة هذا الشيخ المسن، التشريع لصالح الضعيف هو ما يميزنا نحن البشر عن أقاربنا في مملكة الحيوان، ابن عمنا الشمبانزي فرض عليه التطور أن يبقي في أحضان الطبيعة وفرض علينا أن نعيش في أحضان العقل، نكاح ما طاب لكم من النساء، والطلاق في أي وقت طاب للرجل الطلاق ظلم فادح، للمرأة والأطفال. المرأة عندكم تتوقع الطلاق في أي لحظة، وقد يأتي لها نبأ طلاقها وهي تغسل ملابس زوجها أو ترتب سرير نومه، هذا شيء محزن للغاية وجزء من قدر المرأة المحتوم في ثقافة بلاكم، نحن في هذا البلد نحترم حقوق الحيوانات المنزلية وتلك الطليقة في الغاب، فما بالك بالزوجة وأم الأولاد وسر استمرار الحياة في المجتمع. هانس أقل ما يقال عن نظام العلاقة الأسرية لديكم هو أنه نظام دكتاتوري ظالم، يضع كل السلطات في يد الرجل، ومستقبل الزوجة والأطفال معلق بقراره الشخصي الخاص، بل ومن حقه أيضا زواج ما طاب له من النساء دون استئذان زوجته الأولي أو حتى اشعارها بذلك! أوغاس وهل كل السلطات في يد الزوجة هنا، أسمع من المغتربين إلى هنا أن حقوق الكلب والطفل والمرأة تسبق حقوق الرجل هنا في النرويج؟!. ماريا الكلب عضو كامل العضوية في الأسرة نتبادل معه الحب والاحترام، والقانون يراقب علاقة الاسرة بالكلب كما يراقب علاقة الوالدين بأطفالهم، كل شيء في هذا البلد مقنن كما قال هانس، وفي الماضي البعيد وقبل أن يقرر إله السماء إرسال رسله وانبيائه إلى شعوب الشرق الاسط دون غيرهم من البشر كان قانون الزواج الفي كينغ الوثني في كل شمال أروبا يعطي لكل من الزوج والزوجة حق طلاق الآخر إن كان ذلك هو الحل الأمثل من وجه نظر أحدهم، ثم جاءت المسيحية الكاثوليكية، فسلبت من الاثنين حق الطلاق، وقالت لا طلاق بعد اليوم بل زواج دائم وحتى وإن تحول الي جحيم أبدي، ثم جاء البروتستانت، وقالوا شريعة الكاثوليك شركٌ وكفرٌ بغيض، وأعادت حق طلاق لكل من الزوج والزوجة تماما كما كان الحال قبل استيراد أديان السماء إلى بلادنا، ثم جاء عصر التنوير فوضعت الدولة حق الطلاق في يد القضاة في المحاكم. المجتمع مثل الكائن الحي ينمو ويتطور، ويزداد عقلا ووعياً وتعقيداً، وعلى القوانين أن تهرول خلف تغير المجتمع، ولا أصبحت نقمة معيقة لتطور قيم الشعوب. اُغاس ولم كل هذا التعقيد؟ لماذا لا تترك الدولة الناس ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم؟ هانس لأن الأسرة هي اللبنة الأولي والأساسية في المجتمع، وهذا اللبنة يجب أن تكون صلبة للوصول إلى مجتمع متماسك ومن ثم دولة قوية... الدولة تحب أن تكون قوية ومرنة، وعليه تقوم بصيانة مفاصل الأسرة كي تزداد مرونتها ومن ثم انتاجها المادي والمعنوي. هذا هو المنطق المعتمد! اُغاس أجل. ماريا الدولة هنا تعمل المستحيل لتحافظ على تماسك الأسرة، هناك حوافز مالية، وإعفاءات ضريبية للمتزوجين، وإجازة عن العمل للأم من أجل رعاية الأطفال وأخرى للأب لنفس الغرض، ثم الإجازة الصيفية، وإخصائيون اجتماعيون متخصصون في حل المشاكل الأسرية، وفي نهاية المطاف يصب كل هذا في صالح الدولة. اُسرة متماسكة تؤدي إلى مجتمع مستقر، وهذا بدوره يؤدي الي دولة قوية تستند على قاعدة اجتماعية صلبة، وفي نهاية القصة الدولة تخدم نفسها بأسلوب يفيد المجتمع، العائلة والفرد،إلا ان الحال في بلادكم يختلف عن هذا كثيراً. اليس كذلك؟. اُغاس بكل تأكيد للأسف، ولو كان لدينا عُشر ما لديكم من نظم وقوانين لما هاجر أحد منا الي صقيع في شمال العالم، وانا – في حقيقة الامر اُفضل ظلال أشجار المانجو الوارفة على مدفأة غرفة الجلوس، الا أن للضرورة احكام. هانس ولكن بين أيديكم كتاب الله وسنة رسوله، ما ان تمسكت بهما لن تضلوا أبداً. اُغاس هذه عبارة يرددها خطيب المسجد يوم الجمعة، ويتركها عند المنبر ليعيد ترديدها في الجمعة القادمة، ومن قبل قال علي بن أبي طالب "القرآن بين دفتي المصحف لا ينطق ولكن يتكلم به الرجال". نظام الاسرة العقلاني في بلادكم أنتج عائلات مطمئنة، مجتمع مستقر ومن ثم ودولة متطورة تعود المجتمع دوما نحو غد أفضل. أما نظام الأسرة الرباني في بلادي الصومال فينتج عائلة مضطربة، مجتمع غير مستقر وبالتالي دولة هشة تصارع الموت. ما نحتاج إليه كي نخرج من هذه الورطة الأبدية هو إعادة تعريف ما نقصد به مصلح "الأسرة" ثم صياغة قوانين تحقق تكافؤ كفتي ميزان العلاقة الزوجية،لأن استقرار الأسرة لا يكون إلا بعلاقة عادلة تحفظ حقوق الأطراف الضعيفة (الام والأطفال) قبل ان تحفظ حق الطرف القوي الرجل الزوج. ماريا ولكن ما السبيل إلى ذلك في مجتمعكم الذكوري؟ اُغاس قبول قيم الحداثة التي تسربت حتى إلى مخادعنا، بعد أن أصحبنا نعيش في قرية كونية ذات بيوت زجاجية تبرز مساوى كل أسرة ومجتمع أكثر مما تستر، وكلنا بالغريزة نحاول اقتباس وتقليد كل ما هو جميل وإيجابي عند جارنا. تلك هي طبيعة البشر عبر الزمان والمكان. هانس كلام إيجابي، ولكن ما هي أحلامك نحو التغيير؟ اُغاس إلغاء كلمة "المهر" تماماً من قاموس تكوين الاسرة، هذه هي الخطوة الأولى للمساواة بين رب الأسرة وربة الاسرة، وبهذا لن تعود الزوجة بضاعة اشتراها الزوج من ولي أمرها بماله الخاص. ثم تجاوز بند " النفقة" الذي يوجب على الزوج الإنفاق على زوجته حتى وإن كانت صاحبة مال وفير. هذا البند تفوح منه رائحة أن الزوجة ليست شريكة زوجها في السراء والضراء، بل مجرد امرأة تم استئجارها على شرط "الانفاق عليها" ومن حقها ان تعود الي من حيث أتت اذ لم يستطع الزوج الوفاء بهذا الشرط. وأخيراً، إلغاء نظام تعدد الزوجات كما حدث في تونس منذ خمسينيات القرن الماضي لأن هذا النظام لا يعني سوى "رجل يعيش مع مجموعة نساءٍ تجمعهم علاقة الغيرة والبغض والحقد والتنافس على قلب الزوج" وهذا لا يساعد على تأسيس أسرة متعاونة ذات هدف وغاية واحدة تؤسس لمجتمع مستقر ودولة مستتبه تقود المجتمع إلى نحو الأفضل كما هو الحال في المجتمعات المتقدمة. إلى جوار ذلك يؤدي الغاء بندي " المهرة والنفقة" من نظام تأسيس الأسرة بالضرورة الي وضع قرار الطلاق بين الزوجين في يد القضاء والمحاكم، بدلاً من أن يكون في يد صاحب المهر والنفقة، وهذا هو العدل عينه. هانس هل كلامك هذا يحمل في طياته دعوة إلى الثورة على كل ما هو قديم في المجتمع، اليس كذالك؟ اُغاس قصف القيم البالية من جذورها واستبدالها بقيم أكثر مرونة ضرورة حتمية تفرضها رغبة المجتمع في التغير من أجل اللقاق بآخر عربة في قطار الحداثة.
بهذا العنوان المعبر البليغ "ماذا لو كان منفذ المجزرة مسلما؟" أخرص الصحفي الأمريكي المعروف توماس فريدمان أفواه الكلاب الناعقة في أوروبا وانتقد بقوة سياسة بلاده أمريكا و ما أدراك ما أمريكا.. وأذناب أمريكا في العالم أجمع خاصة الطابور الخامس عند العرب! كتب ذلك في مقال له، غاية في الأهمية بصحيفة «واشنطن بوست»، حول تعاطي السلطات الأمريكية مع مجزرة لاس فيغاس الأخيرة التي راح ضحيتها الأسبوع الماضي ٥٩ شخصاً، و ٥١٥ جريحاً، فيما كان انتقاده للرئيس دونالد ترامب تحديدا إذا ما كان منفذ الهجوم "ستيفن بادوك" مسلماً أقل حدة من رأيه الذي شدد فيه على انتقاد التساهل الكبير للتشريعات الأمريكية الخاصة باقتناء وتملك الأسلحة. ماذا لوكان منفذ العملية مسلماً.. أو صرخ بعبارة"الله أكبر"؟ واستهل الكاتب مقاله متسائلاً ومتهكما «ماذا لو كان بادوك مسلماً؟ أو أنه صرخ بعبارات مثل "الله أكبر"، قبل أن يقوم بإطلاق النار؟ ماذا كان سيحدث لو وجدنا له صورة وهو يحمل نسخة من المصحف الشريف في يده والأخرى تحمل السلاح الآلي؟ وماذا لو كان عضواً في تنظيم "داعش"؟، مضيفاً أنه لو كان مسلماً بالفعل، فإن الدعوات الحالية لعدم إهانة الضحايا، وعدم تسييس المسألة، كانت لتكون عكس ماهي عليه الآن، في إشارة منه إلى أن منفذ الجريمة لو كان مسلماً فإنه كان سيتم الاحتفاء بالضحايا بشكل مبالغ فيه وتناول الحادث على نطاق أوسع، بل وتسييس كبير للعملية. ووصف الكاتب الأمريكي العملية بأنها إرهابية بامتياز، مشيراً إلى أنه الحادث الإرهابي الأسوأ في الولايات المتحدة منذ هجمات ١١ سبتمبر. وأضاف «إذا كان منفذ العملية مسلماً، فإنك ستجد ترامب يغرد بعد دقائق معدودة من العملية كما يفعل دائما "ألم أحذركم من ذلك!!"، بعد أي هجوم إرهابي في أوروبا، بهدف إضفاء صبغة سياسية على تلك العمليات». وأشار فريدمان إلى أنه كانت ستكون هناك العديد من الإجراءات التي سيتخذها الكونجرس والتي تتضمن جلسات الاستماع المتتالية، ومشاريع القوانين الجديدة التي تمنع تكرار مثل تلك الحوادث. وتساءل الكاتب باستنكار شديد «ماذا سيحدث إذا كانت الولايات المتحدة نفسها هي منشأ القاتل الذي تَمَكن من شراء هذا الكم الهائل من الأسلحة بشكل قانوني، والتي لا يمكن أن تمتلكها إلا القوات العسكرية، بسبب سهولة وتراخي الإجراءات والتشريعات المنظمة لذلك ؟». ويشير فريدمان في إجابته عن تساؤلاته افتراضاً، إلى أن ترامب كان سيسرع من وتيرة العمل، ومن ثم يدعو إلى عدم "تسييس" الحادث، خلافاً لما يقومون به دوماً عند تنفيذ الهجوم بواسطة "مسلم". وأضاف الكاتب أنه « في الوقت الذي تدعو فيه الولايات المتحدة رجالها ونساءها لتقديم التضحيات، وإرسال ترسانات الأسلحة الثقيلة لمحاربة تنظيم "داعش" والمتشددين إلى آخر جندي فيهم، فإن كل حديث ترامب عن التنظيم لا يتعدى الإطار السخيف بأنه لا مجال للهزيمة، أو التراجع، أو الرحمة، في حين أن الأجواء مهيأة أكثر في الداخل الأمريكي لحصد الكثير من الأرواح من خلال سهولة الحصول على الأسلحة التي يمكن استخدامها لحصد أرواح ٥٩ شخصاً وإصابة أكثر من ٥٠٠ آخرين دفعة واحدة، بعد أن قال ساخراً إنه لا يتذكر العدد الفعلي من الأمريكيين الذين قتلتهم "داعش"، مشيراً إلى أنهم ربما ١٥ أو ٢٠ شخصاً، منتقداً بشدة القوانين الأمريكية التي تسمح للأشخاص بامتلاك ترسانة من الأسلحة كما هو الحال مع بادوك منفذ هجوم لاس فيجاس». وفي إشارة إلى تساهل السلطات الأمريكية مع حيازة السلاح، قال فريدمان «عند الحديث عن محاربة "داعش"، فإنك تجد الرئيس ترامب وكل حاشيته في صدارة المشهد، مع تأكيدهم أنه لا خيار آخر غير النصر، وعندما يكون الحديث عن تشديد الإجراءات الخاصة بشراء وامتلاك الأسلحة داخل الولايات المتحدة، فإن ترامب، ومن معه والسلطات يختفون عن المشهد تماماً، حيث إن الضحايا الذين تُحصد أرواحهم في مثل هذه الحوادث الداخلية، ليسوا ذوي أهمية كبرى مقارنة بفرد واحد يقتله تنظيم "داعش"». وأكد فريدمان أن كل ما يطلبه هو والكثير من الأمريكيين عدم السماح لأي شخص بامتلاك ترسانة عسكرية كما فعل بادوك، ملخصا أسباب الحادث في الفساد والتركيز على محاربة الأعداء الخارجيين من دون الاهتمام بما يمكن أن يحدث في الداخل من هجمات إرهابية يكون مصدرها الداخل نفسه، مشيراً إلى أن الفساد يلعب دوراً كبيراً، حيث يقوم صانعو السلاح، وموردوه، وبائعوه، بدفع الأموال لبعض «الجبناء» لتمرير بضاعتهم التي تحصد المئات من أرواح الأمريكيين في الداخل. الحروب الاستباقية في سبيل نشر الديمقراطية والقيم الليبرالية وبالتالي يبدو لي أن فريدمان بمقاله هذا يعبر بصدق عما يجري اليوم على ألسنة الساسة في الغرب عموما و ليس على لسان الرئيس الأمريكي ترامب و اليمين المتطرف عموما من الكيل بمكيالين للإسلام والمسلمين، و هو أمر معلوم ومعروف لدينا و لديهم وقد كتب عنه منذ عقود علماء من الغرب، كما كتب عنه علماء من الشرق، و من علماء الغرب من باب وشهد شاهد من أهلها ننقل ما كتبه المفكر الأمريكي اليهودي ناعوم تشومسكي، في كتابه "من يحكم العالم" وتحت عنوان فرعي "النخبة.. صنفان" يؤكد تشومسكي أن قناعات الولايات المتحدة الحالية لها جذورها التاريخية، حيث شرعن الرئيس الأميركي "وودرو ويلسون"(١٨٥٦ ١٩٢٤) الحروب في سبيل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والقيم الليبرالية. وتحاول الولايات المتحدة توظيف مقدراتها العسكرية وفائض السلاح تجاه مناطق النزاعات والصراعات التي ساهمت في اشتعالها بنيران الفتن الطائفية والحروب، حيث تتصدر أمريكا قائمة الدول المصدرة للسلاح. كما يؤكد تشومسكي "ان الظروف التي تسوق الناخبين باتجاه ترامب هي نفسها التي كانت وراء صعود الفاشية في القرن الماضي". كما شرعنت لنفسها ما أسمته الحروب الاستباقية وحق التدخل إذ يعتبر تشومسكي أن احتلال العراق كان "جريمة القرن الحادي والعشرين الكبرى"، مؤججة "نيران الفتن الطائفية بين العراقيين . و تحت عنوان "الولايات المتحدة المصدرة الأولى للإرهاب" يؤكد تشومسكي خطأ الولايات المتحدة باعتقادها أن مقتل قيادات الجماعات المتطرفة سوف يقضي على الجماعات، ويؤكد أن ما أسمته الولايات المتحدة "الحرب على الإرهاب"، كلف الإنسانية ثمنا دمويا باهظا نتيجة هوس الولايات المتحدة بالهيمنة، ودعمها لمراكز وفروع الإرهاب الحقيقي. مؤكدا "أن الولايات المتحدة تسعى لخلق حالة جديدة لما بعد "داعش"، وتخطط لولادة تنظيم جديد أكثر وحشية وقسوة واستنزافا للموارد لتنفيذ مخططاتها الخبيثة.. ". ومن مفكري الشرق، يطيب لنا الاستنارة بما كتبه في العقود الأخيرة الدكتور مصطفى محمود في كتابه "الإسلام السياسي والمعركة القادمة"، هذا العالم الموسوعي الذي جمع بين علم الأبدان و علم الأديان، إذ كتب رحمه الله "حينما يصرح الساسة في الغرب بأنهم لا يعادون الإسلام وانهم ليسوا ضد الإسلام كدين، فإنهم يكونون صادقين بوجه من الوجوه إذ لا مانع عندهم أبدا من ان نصلي ونصوم ونحج ونقضى ليلنا ونهارنا في التعبد والتسبيح والابتهال والدعاء، ونقضي حياتنا في التوكل ونعتكف ما نشاء في المساجد ونوحد ربنا ونمجده ونهلل له فهم لا يعادون الإسلام الطقوسي، إسلام الشعائر والعبادات والزهد، ولا مانع عندهم حتى في ان تكون لنا الآخرة كلها فهذا أمر لا يهمهم ولا يفكرون فيه بل ربما شجعوا على التعبد والاعتزال وحالفوا مشايخ الطرق الصوفية ودافعوا عنهم ولكن خصومتهم وعداءهم هي الإسلام الآخر ".. الإسلام الذي ينازعهم السلطة في توجيه العالم وبنائه على مثاليات وقيم أخرى.. الإسلام الذي ينازعهم الدنيا ويطلب لنفسه موقع قدم في حركة الحياة.. الإسلام الذي يريد ان يشق شارعا ثقافيا آخر ويرسى قيما أخرى في التعامل ونماذج أخرى من الفن والفكر.. الإسلام الذي يريد ان ينهض بالعلم والاختراع والتكنولوجيا ولكن لغايات أخرى غير التسلط والغزو والعدوان والسيطرة.. الإسلام السياسي كما يحلو لبعضهم تسميته أو الإسلام الذي يتجاوز الإصلاح الفردي إلى الإصلاح الاجتماعي والاصلاح الحضاري والتغيير الكوني؟. هنا لا مساومة ولا هامش سماح وإنما حرب ضروس.. هنا سوف يطلق الكل عليك الرصاص وقد يأتيك الرصاص من قوى سياسيه داخل بلدك الإسلامي نفسه.. " الدعوة في الغرب ليست رحلة مريحة، ولا تجارة مادية قريبة الأجل! وحي الله كل داعية مخلص متبصر بنور الله في ظروف صعبة كهذه، لأن الدعوة في الغرب غير الدعوة في الشرق، إذ الداعية في الغرب يحتاج إلى مناكب قوية، يصبر على البلاء، و يؤمن بالقضاء، لانّ الله تعالى خلق الدنيا وجعلها دار ممرٍ وليست بدار مقرّ، وحفّها بالمحن و الابتلاءات وغمرها بالمصائب والفتن.. لحكمة جليلة ذكرها تعالى في قوله { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }. و صدق سيد الظلال القائل « الذي ينهض بالدعوة إلى الله في المجتمعات الجاهلية يجب أن يوطّن نفسه على أنه لا يقوم برحلة مريحة، ولا يقوم بتجارة مادية قريبة الأجل! إنما ينبغي له أن يستيقن أنه يواجه أقواما يملكون القوة والمال ويملكون استخفاف الجماهير حتى ترى الأسود أبيض والأبيض أسود! ويملكون تأليب هذه الجماهير ذاتها على أصحاب الدعوة إلى الله، باستثارة شهواتها وتهديدها بأن أصحاب الدعوة إلى الله يريدون حرمانها من هذه الشهوات !» كما إنني لم أجد أروع وأبلغ مما كتبه الإمام العلامة عبد الحميد بن باديس في هذا الصدد، حيث قال رحمة الله عليه « على أهل الحق أن يكون الحق راسخا في قلوبهم عقائد، وجاريا على ألسنتهم كلمات، وظاهرا على جوارحهم أعمالا، يؤيدون الحق حيثما كان وممن كان، ... يقولون كلمة الحق على القريب والبعيد، على الموافق والمخالف، ويحكمون بالحق كذلك على الجميع، ويبذلون نفوسهم وأموالهم في سبيل نشره بين الناس وهدايتهم إليه بدعوة الحق، وحكمة الحق وأسبابه ووسائله، على ذلك يعيشون وعليه يموتون، فلنجعل هذا السلوك سلوكنا وليكن من همنا. فما وفينا منه حمدنا الله تعالى عليه، وما قصرنا فيه تبنا واستغفرنا ربنا».
١. عرض السنة النبوية على ضوء القرآن الكريم [القسم الثاني] الحديث الثاني عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الميت ليُعذب ببكاء أهله عليه"(١) ردّت عائشة رضي الله عنهما هذا الحديث لمخالفته لسياق القرآن وقواعده العامة، منها قوله تعالى {ولا تزِرُ وازرة وزر أخرى}، وكان ردّها بأسلوبين الأول ما رواه ابن عباس قال ذكر هذا الحديث عند عائشة رضي الله عنهما فقالت رحم الله عمر، والله ما حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا، وإنما قال "إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه"، حسبكم القرآن {ولا تزر وازرة وزر أخرى}. الثاني عن عمرة أن عائشة ذكر عندها أن ابن عمر يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن الميت يعذب ببكاء الحي"، فقالت يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي وأخطأ، إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكى عليها، فقال " إنهم يبكون وإنها لتعذب في قبرها"، وفي رواية مرت جنازة يهودي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون، فقال "أنتم تبكون وإنه ليعذب". استندت عائشة إلى ردّها للحديث بأنه مخصوص بالكافر أولا، وبأن إطلاقه مخالف للقرآن، بل إن القرآن يقرر أن هذه القاعدة الربانية لم تنفرد بالشريعة المحمدية، بل جاءت في الكتب السماوية، فقال تعالى {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى* وإبراهيم الذي وفّى* ألا تزرُ وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى* وأن سعيه سوف يُرى* ثم يجزاه الجزاء الأوفى* وأن إلى ربك المنتهى}. وهناك آيات أخرى تؤيد هذه القاعدة الربانية، مثل قوله تعالى {وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، {لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}، {كلّ نفس بما كسبت رهينة}، {تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون}. السؤال الذي يطرح نفسه هل عائشة مُصيبة في تخطئة عمر وابنه لسماع لفظ الحديث، وهل يمكن الجمع بين الآية والحديث؟. الحديث رواه جمعٌ من الصحابة منهم عمر بن الخطاب وابنه عبد الله، والمغيرة بن شعبة، وعمران بن الحصين، وأبو موسى الأشعري، وأبو هريرة رضي الله عنهم. قال القرطبي " إنكار عائشة وحكمها على الراوي بالتخطئة أو النسيان أو سمع بعضا ولم يسمع بعضا أمرٌ بعيد، لأن الرواة لهذا المعنى كثيرون وهم جازمون، فلا وجه للنفي مع إمكان حمله على محمل صحيح"(٢) وقد جمع بالفعل بين الحديث والآية الإمام البخاري فقال في صحيحه باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه" إذا كان النوح من سنته، لقول الله تعالى {قُوا أنفسَكم وأهليكم نارا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم "كلكم راع ومسئول عن رعيته"، فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي الله عنها {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وهو كقوله {وإن تدعُ مثقلة} ذنوبا {إلى حملها لا يحمل منه شيء}، وما يرخص من البكاء في غير نوح وقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ من دمها وذلك لأنه أوّل من سنَّ القتل". وقال الإمام بدر الدين الرزكشي "واعلم أن تعذيب الميت ببكاء أهله عليه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة منهم عمر وابنه عبد الله وأنكرته عليهما عائشة، وحديثها موافق للقرآن وهو قوله تعالى {ألا تزر وازرة وزر أخرى}، وموافق للأحاديث الأخرى في بكاء النبي صلى الله عليه وسلم على جماعة من الموتى وإقراره على البكاء عليهم، وكان صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، فمحال أن يفعل ما يكون سببا لعذابهم أو يقر عليه، وهذا مرجّح آخر لرواية عائشة، وعائشة جزمت بالوهم. واللائق لنا في هذا المقام التأويل وهو حمل الأحاديث المخالفة لها إمّا على من أوصى بذلك فعليه إثم الوصية بذلك، وإما غير ذلك مما ذكره العلماء في كتبهم"(٣). أما قول بعض العلماء المعاصرين في الجمع بين الآية والحديث وهو "أن الميت يعذب بالنياحة عليه من أهله، وكيفية العذاب الله أعلم بكيفية العذاب الذي يحصل له بهذه النياحة، وهذا مستثنى من قوله تعالى {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} فإن القرآن والسنة لا يتعارضان، بل يصدق أحدهما الآخر" فهذا جمع ضعيف، لأن الشخص إذا نيح عليه من قبل أهله وعائلته ولم يوص بذلك فإنما هو بريء. الحديث الثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ولد الزنا شر الثلاثة "(٤). ردّت عائشة هذا الحديث بالآية السابقة {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، وأفادت بأن الحديث لم يضبطه أبو هريرة وإنما كان رجل من المنافقين يؤذي النبي فقال من يعذرني من فلان؟ فقيل إنه مع ما به ولد الزنا، فقال هو شر الثلاثة(٥). ولم تنفرد عائشة بهذا الرد، فقد ردّه أيضا ابن عباس رضي الله عنه، فقال "لو كان شر الثلاثة لم يُتَأنّ بأمِّـه أن تُرْجَم حتى تَضَعَه". رجح الإمام الطحاوي في كتابه "مشكل الآثار" رواية عائشة على رواية أبي هريرة لموافقتها للقرآن من أن الإنسان لا يحمل وزر آخر ولو كان ذا قربى. أقول ولا يلتفت إلى مَن تعنّت في تصحيح معنى حديث أبي هريرة، مثل قول الإمام ابن القيم أن النُّطْفَة الخبيثة لا يَتَخَلّق منها طيّب في الغالب، ولا يدخل الجنة إلا نَفْسٌ طيبة، فإن كانت في هذا الجنس طَيبة دَخَلَتِ الجنة، وكان الحديث من العام المخصوص، قال " وقد وَرَدَ في ذَمِّـه أنه شَر الثلاثة، وهو حديث حسن ، ومعناه صحيح بهذا الاعتبار ، فإنّ شَرّ الأبوين عارِض ، وهذا نُطْفَة خَبيثة ، فَشَرّه في أصله ، وشَرّ الأبوين مِن فِعْلِهما". الهوامش (١) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. (٢) نقلا عن " توثيق السيدة عائشة للسنة" لجيهان رأفت ص ١٣٢ (٣) الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة" ص ٩٠ ٩١. (٤) أخرجه أبوداود والحاكم وصححه ووافق عليه الألباني. (٥) أخرجه الحاكم وصححه.
مقديشو (صومالي تايمز) – أجرى رئيس الجمهورية محمد عبدالله فرماجو، أمس الاثنين، اتصالا هاتفيا مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي بشأن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وقالت مصادر صحفية مطلعة إن فرماجو اتصل بنظيره المصري، حيث أعرب خلال الاتصال الهاتفي عن تقديره للعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، مشيداً بدور مصر في مساندة الصومال ودعمه من أجل تحقيق الاستقرار فيه. كما أعرب رئيس الجمهورية عن تطلعه لتعزيز أطر التعاون بين البلدين في شتى المجالات، معرباً عن تقدير بلاده للدعم الفني الذي تقدمه مصر للصومال، فضلاً عن دفاعها عن المصالح الصومالية في المحافل الإقليمية والدولية. ومن جانبه، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال المحادثة الهاتفية قوة العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر والصومال، مؤكداً موقف مصر الداعم لوحدة الصومال وسيادته. كما أعرب السيسي عن حرص مصر على تفعيل مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، مؤكداً مواصلة مصر تقديم الدعم الفني لأبناء الصومال ومساندته في جهود بناء مؤسسات الدولة واستعادة الأمن والاستقرار. وتناول الاتصال الهاتفي سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما استعرض رئيس الجمهورية آخر مستجدات الوضع الداخلي في البلاد، والخطوات التي تقوم بها الحكومة المركزية لاستعادة الأمن والاستقرار بالصومال، والتغلب على التحديات المختلفة التي تواجهه، وعلى رأسها خطر الإرهاب.