المسلة

كتب علي المؤمن يُعتبر الحزب الشيوعي العراقي في الحال الحاضر العمود الفقري للتيار المدني (العلماني) العراقي، وهو التيار المتشدد المعادي للواقع الإسلامي العراقي ماضياً وحاضراً. وبالرغم من أن هذا التيار ظل معزولاً اجتماعياً، إلّا أن صوته لايزال عالياً، ويمتلك أدوات تعبير تفوق حجماً وكفاءةً أدوات التيارات الإسلامية. ويتألف هذا التحالف (المدني العلماني) من الشيوعيين وبعض البعثيين والقوميين والليبراليين. وهو ليس تحالفاً جديداً في شكله وموضوعه، فتحالف العلمانيين العراقيين ضد الواقع الإجتماعي الإسلامي يعود الى العهد الملكي، ثم تجدّد في العام ١٩٧٣ مع تأسيس ((الجبهة الوطنية التقدمية)) بقيادة حزب البعث وعضوية الحزب الشيوعي وباقي الأحزاب العلمانية والمدنية الأخرى. وكان من مظاهر هذا التحالف اتهام الشيوعيين للمرجعية الدينية الشيعية بأنها رمز للطائفية الرجعية المتخلفة، وهو نفس وصفهم لكل التحركات المجتمعية الدينية، بمن فيها ما يسمونه اليوم بجماعات "الإسلام السياسي"، لأن الشيوعيين ككل العلمانيين، غرباء فكرياً وسلوكياً عن الواقع العراقي الديني الراسخ.
مداخلة "المسلة" اعتبرت صحيفة الأهرام المصرية ان مشايع الانفصال على أساس النقاء العرقي، مصدر للفتن وعدم الاستقرار مشيرة الى ان كل شعوب العالم تضم اكثريات وأقليات يجب ان تتعايش بسلام. نص المقال كتب .انور مغيث خلال أسبوع واحد تم إطلاق دعوتين للانفصال لكل من كردستان وكاتالونيا، وفيما يبدو أنها لن تفضى إلى شىء. وفى الأمس القريب كنا نفرح عندما نسمع عن حصول شعب على استقلاله من قبضة قوى امبريالية مغتصبة كما كان الحال مع فيتنام، على اعتبار أن هذا انتصار للحق وتحرر من قبضة قوة ناهبة ومغتصبة، وهى نفس الروح التى تقف وراء مساندة القوى المناصرة للتحرر فى العالم بأسره للشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل استرداد حقوقه. مع الدعوتين الانفصاليتين، كان الموقف مختلفاً. عبرت القوى الكبرى سريعا عن تحفظها وعدم ترحيبها. وإن كان هذا لا يهم كثيرا نظرا لأن مواقف هذه القوى غالبا ما تكون مرهونة بالمصالح. المهم هو موقف الرأى العام العالمى الذى بدا فاتراً بل ومرتبكاً فى التعامل مع الدعوتين الانفصاليتين. ربما مال البعض إلى تأييد الانفصال تحت شعار حق الأمم فى تقرير مصيرها وهو الشعار الذى كان بالأمس دافعا لحركات مناهضة الاستعمار، ولكن هذا التفسير لم يصادف صدى كبيراً. ومال البعض الآخر إلى الإدانة بدعوى أن هذا التفتيت لكيان سياسى هو الدولة الكبرى دائماً ما يأتى فى مصلحة الأعداء.
روح صدّام حاضرة يَتَسَاءَلُونَ هَلْ كَانَ العِرَاقُ أَفُضُلٌ لَوْ ظَلَّ صُدَّامُ حسيْنِ؟.. صدّامٌ لَمْ يَغِبْ عَنِ الأَحْدَاثِ، حتى تتجادلون، وتتحاجوْن.. اِنْهَ مَوْجُودٌ فِي روحِ داعش، وَفِي الطَّائِفِيَّةِ الَّتِي زَرَعَهَا فِي حُكْمِهِ.. صدَّامُ حَاضِر فِي التَّوَحُّشِ الَّذِي َزرعَهُ فِي خِلَالَ سَنيّ حُكْمِهِ وَتَمَخّض عَنْ شَجِرَة وَارِفَة الظِّلَالَ.. صدَّامُ مَوجُود فِي خلاصة الكَرَاهِيَةِ المُتَأَجِّجَةِ، وَهُوَ الّذِي أَوقدَهَا مُنْذُ تَوَلِّيِهِ الحُكْم.. صدّام حاضر اليوم في مشارقة ومغاربة، يتبنون فكره الإفنائي. صدّام ماثل في ذبّاحي داعش المقنّعين على شاكلة فدائييّه ، قلباً وقالباً. صدّام متجسّد في المقابر الجماعية لداعش، وهي ذاتها التي حفرها للعراقيين شماليّ الحلة. صدّام حاضر في قطع الرؤوس، في معتقلاته الصيئة الصيت، وقلّدها الزرقاوي وأبو بكر البغدادي والبعثيون الذين استبدلوا البزة "الزيتوني" بالزي "الافغاني". كل الجرائم التي حدثت في العراق بعد ٢٠٠٣، محرّكها صدّام وإنْ أفل جسدا، لكنّه انبلج روحاً تقمّصها أحفاده. تذكروا انّ صدّام اعترف بعد ٢٠٠٣ انّ خمسة آلاف تكفيري في العراق مستعدون للقتال الى جانبه. أمريكا أسقطت صدام ٢٠٠٣، من على المنصة، لكنه لم يسقط في عقائد أولئك الذين يرون السلطة في العراق، حقا تاريخيا لفئة دون أخرى.. فاجعة سبايكر حاضرة في كل قطرة دم تراق اليوم، وقد استعادت جبروت التوحش والقتل في مدن داعش الحاضنة، وسَوفَ تَتَكَرَّرُ طَالَمَا ظَلَّتْ روحُ ُصدَّامٍ فِي الذوات.. صدّام لم يغِب، حتى تتمنّون انْ يعود، انه يأكل ويشرب معكم، وهو الذي يقتل أولادكم، ويفجّر مدنكم كل يوم. هل نسيتم ؟ إنه العار، لو غدرتم بذاكرتكم.. "المسلة"
نشرت "المسلة" في ٢٤ تشرين ثاني نوفمبر ٢٠١٦ تقريرا أفاد بان الموصل والمناطق الغربية في البلاد، تعيش أوضاعا مشابهة تماما لأوضاع بغداد قبيل العام ٢٠٠٣ والتي انتهت بسقوط النظام السياسي فيها، واعتقال الدكتاتور صدام حسين في حفرة، في خلال عملية "الفجر الأحمر" التي تم فيها القبض على الدكتاتور في السرداب حيث كان يختبئ. وقد صدقت نبوءة "المسلة" اذ يستعيد التاريخ نفسه، في كلا الإرهابيّيْن، صدام والبغدادي، الذين غرقا في دماء الشعب العراقي، اذ كشف مسؤول محلي في محافظة ديالى عن العثور على متزعم في داعش الاجرامية، واحد أبرز المطلوبين للقضاء بتهمة "الارهاب" بعد اختفائه لاعوام مخبئاً في حفرة كما كان يختبأ صدام حسين. وقال رئيس مجلس قضاء المقدادية عدنان التميمي، في تصريح صحفي ان "العملية العسكرية التي نفذتها قوة أمنية مشتركة في محيط قرية نهر الامام شرق المقدادية اسهمت في كشف مخبأ احد ابرز المطلوبين للقضاء بتهمة الارهاب وهو في ذات الوقت قيادي في داعش يلقب بـ”الجريذي” وهو من اهالي ذات القرية".