القدس

ربما تكون أكثر الزيارات ألماً في التاريخ .. زيارة الأسير رجب الطحان لابنه مجد الذي يصارع السرطان . يروي تفاصيل الزيارة المحامي أمجد أبو عصب .. لقاء ليس ككل لقاء أحضروه مكبلا و بسرية تامة الأسير المقدسي رجب الطحان يعانق إبنه المريض مجد في هداسا عين كارم بحدود الساعة الخامسة فجرا ،، و دون أن يدري بهم أحد ، حضرت مجموعة من إدارة سجون الإحتلال وكخفافيش الليل تسللوا إلى مستشفى هداسا عين كارم ومعهم الأسير المقدسي رجب الطحان أحضروه من سجن نفحة الصحراوي إلى المستشفى لزيارة إبنه المريض مجد أحضروه مقيدا ،، في ظل إجراءات أمنية مشددة ،، أدخلوا رجب إلى غرفة مجد ،، وكان لقاء الأب الأسير الصامد مع إبنه المريض الصامد للوهلة الأولى لم يتعرف رجب على إبنه مجد ،، بسبب التغير الكبير الذي أحدثه العلاج الكيماوي في ملامحه ،، رجب المكلوم ،، أخذ يسأل الشاب المريض عن إسمه و أسماء إخوانه و أقاربه ،، فإذا به يحدث بمجد ،، يحدث بإبنه ،، فلذة كبده !!! لم يسمح السجان لرجب بفك وثاقه ،، بحجة القانون و التعليمات و الإجراءات الأمنية ،، فاحتضن رجب إبنه العليل و هو مقيد ،، و أخذ الإثنان يشد كل منهما أزر الآخر ،، إستمر اللقاء قرابة نصف ساعة ،،، أبدى فيها مجد رباطة جأش ،،بينما حبس رجب دموعه ،، وأوصى إبنه بأن يكن مع لله ،، و أن يحافظ على الصلاة وعلى الدعاء ،، إنتهت الزيارة !!! و إختطف رجب من جديد ،، ليعود إلى زنزانته الظالمة في سجن نفحة ،، هناك في أقاصي الصحراء ،، ليبدأ رجب إستعادة المشهد من جديد ،، مشهد أبنه المريض مستذكرا كل اللحظات ، مطلقا لدموعه العنان ،، موجها أكفه نحو السماء ،، مخاطبا رب السماء ،، بأن يمن على مجد بالشفاء. نسأل الله العلي العظيم ،، رب العرش الكريم ،، بأن يمن على مجد بالشفاء التام ،، و أن يمن على رجب و كل الأحبة بفرج قريب ،،