الصومال الجديد

بثت بعض وسائل الإعلام المحلية في شهر نوفمبر الماضي خطابا لزعيم الحزب الإسلامي السابق والمنهار حسن طاهر أويس الذي يعيش تحت الإقامة الجبرية منذ اعتقاله من قبل السلطات الأمنية عام ٢٠١٤؛ وذلك بعد قصة فراره من قبضة حركة الشباب ذات الصلة بتنظيم القاعدة؛ والتي كان ينتمي إليها في ذلك الوقت. وفي الحادي عشر من شهر ديسمبر الجاري أدلى أحد زعماء ما كان يسمي بالمحاكم الإسلامية بتصريحات لإذاعة دلسن المحلية، وهو رجل الأعمال الصومالي البارز أبوبكر عمر عداني رفيق درب حسن طاهر أويس. وكانت لخطابي هذين الشخصين من رموز ما كان يسمي بالمحاكم الإسلامية سمات مشتركة بالنظر إلى مضمونهما الداعي إلى ما وصفه الرجلان بـ"تطبيق الشريعة الإسلامية". وفي السطور التالية يركز هذا التقرير على قراءة موجزة حول دلالة توقيت الخطابين، ولمعرفة ذلك في هذا الوقت بالذات ينبغي أولا أن نضع في الاعتبار دور المتغيرات التي طرأت على الساحة السياسية منذ مجيء الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو إلى السلطة في مطلع العام الجاري؛ وما تلا ذلك من استبعاد بعض الإسلاميين من السلطة، مع عدم تضييق هامش الحرية الذي كان متاحا لهم في الفترة السابقة، ويمكن حصر دلالة الخطابين فيما يلي أولا يبدو من خطاب الرجلين بأن هناك محاولة من قبل رجالات المحاكم للفت انتباه الشارع في هذه الوقت الذي تشهد فيه البلاد حالة من المناكفات والتجاذبات السياسية إلى مشروع التحاكم إلى الشريعة، وهذا المطلب كان حاضرا في خطاب الرجلين؛ حيث دعا كل من أويس وعداني الرئيسَ الصومالي محمد عبد الله فرماجو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وقال عداني بالحرف الواحد "عليك أن تحكم البلاد كتاب الله، وإن لم تفعل ذلك فلن تنجح" كما أشار إلى أن حركة الشباب ستتوقف عن التفجيرات فور إعلان الرئيس عن الحكم بالكتاب على حد قوله. ثانيا من المحتمل أن تكون هناك جهة ما استنطقت الرجلين في هذا التوقيت لتمرير أجندات سياسية يجرى إعدادها على الأرض، ويكون هذا الاحتمال واردا جدا، خاصة عندما تأ د استمرار العلاقات الفكرية والشخصية بين الرجلين حتى بعد تمَّ اعتقال الشيخ أويس من قبل السلطات الحكومية، وهو ما أعرب الشيخ عدانى في تصريحه الأخير. ثالثا قد يكون الاستشعار بالعزلة السياسية المفروضة على التيارات والاتجاهات الإسلامية عموما هو السبب الباعث وراء هذه التصريحات؛ بحيث تم استبعاد السياسيين الإسلاميين من حكومة رئيس الوزراء حسن علي خيرى، ولم يحصلوا فيها نصيب الأسد الذي حصلت عليه تلك التيارات في الحكومات السابقة، ولاسيما في عهد رئاسة الرئيس السابق حسن شيخ محمود الذي كان مرتبطا بجماعة الإصلاح، جناح الدم الجديد. رابعا قد يكون بمثابة جس نبض الشارع، ومعرفة ما إذا كانت هناك جاهزية من قبل الشعب الصومالي للتناغم مع الخطابات النمطية التحريضية للقيادات الإسلامية الفاشلة، ومحاولة إحياء وبعث القاعدة الشعبية المندرسة تحت الأنقاض، والتي هدمتها المعارك غير المحسوبة مع أعداء تنوعت أدوارهم دون تحديد هويتهم، تلك طبيعة القيادات التي أفرزتها الحرب الأهلية في البلاد، فهي تركن دائما إلى جماهير لم يعد لها وجود، ثم أن الخطأ في التوقيت هو من السمات المشتركة بينها.
في إطار مشاريعها التنموية، وزعت جمعية سلام للتنمية، الأسبوع الماضي، بتعاون مع رابطة علمدو النسائية بأمريكا، مجموعة من المستلزمات الطبية للقابلات و بعض الأدوات المستخدمة في عمليات التوليد على خمسة قرى تابعة في محافظة سناج في شمال الشرق الصومال. وتشمل هذه القرى كلا من عرملي (Carmale)، ودار سلام (Daarasalaam)، وشنبرالي (Shinbiraale) وعيلبوه (Ceelbuuh)، وعوسنه (Cawsane). وذكر رئيس جمعية سلام للتنمية عيدروس أحمد فارح أن الهذف الأساسي من هذا المشروع هو تحسين الرعاية الصحية الأساسية ورعاية حالات الولادة الطارئة في المجتمعات الريفية البعيدة عن المدن والمستشفيات. وأضاف أن هذا المشروع تستفيد منه شريحة كبيرة من المجتمع، وهي النساء والأطفال، كما يساهم في تخفيض نسبة وفيات الأمهات والمواليد. وأشاد الأستاذ محمد سعيد فارح مدير المشاريع في الجمعية جهود أبناء المنطقة في المهجر عموما وخاصة ما تقوم به رابطة علمدو النسائية من أنشطة والتى تهذف إلى تخفيف معانات المواطنين. كما ذكر أن القطاعات الاجتماعية مثل الصحة والمياه في المحافظة سيئة للغاية، مشيرا إلى أنه لا يوجد دعم تلك القطاعات من قبل المنظمات المانحة. والجدير بالذكر أن جمعية سلام للتنمية تنشظ في محافظة سناج (Sanaag) وتهتم بمجالات التعليم والصحة والإغاثة والرعاية الإجتماعية، وتعتمد في أنشطتها غالبا على تبرعات المحسنين من أبناء المنطقة في المهجر.
أجرى الحوار عبد الله الفاتح مراسل الصومال الجديد في جيبوتي تقـدمة نظمـت غرفـة تجـارة جيبـوتي في الفتـرة من ٣ إلى ٧ ديسمبـر الجاري، فعاليـات "المعـرض التجـاري الدولـي الأول" بمشـاركة محليـة وإقليميـة وعالميـة واسعـة، وهـذا الحـدث يعـد الأهـم والأشـهر من نوعـه في جيبـوتي، وقـد شكـل منصـة دوليـة تفاعليـة تتيـح للشـركات المحليـة والعـربية والعالميـة من عـرض منتجـاتها وخـدماتها وتبـادل المعـارف والخبـرات فيمـا بينهـا إلى جانـب عقـد الصفقـات التجـارية. وعلى هامـش المعـرض أجـرينا الحـوار التالي مع السيـد يوسـف موسـى دواليـه رئيـس غرفـة تجارة جيبـوتي، لتسليـط الضـوء على العـديد من الأمـور المتعلقـة بالمعـرض والتبـادل التجـاري والاقتصـادي، وهـذا نـص الحـوار الصـومال الجـديد حـدثنا في البـدايـة عن أهميـة هـذا المعـرض التجـاري الدولي... جـواب هـذا المعـرض هو الأول من نوعـه في البـلاد، وله بالـغ الأهميـة في الجـانب الاقتصـادي والتجـاري أو الاستثمـاري بالنسبـة لجيبـوتي ودول المنطقـة، وطبعـاً فإن تنظيـم معـرض دولـي بهـذا الحجـم، قـد ظـل حلمـاً بالنسبـة لنـا وللقيـادة السيـاسية المتمثلـة بفخـامة رئيـس الجمهـورية السيـد إسمـاعيل عمـر جيلـه، الذي تبنـى رؤيـة استـراتيجيـة شـاملة من أجـل تحقيـق أهـداف التنميـة المستـدامة في البـلاد من خـلال التفكيـر الإبداعـي لاستجـلاء فـرص الاقتصـاد في النمـو والتعـامل مع كافـة معـوقات التنميـة بصـورة متجـددة، وبالتـالي إعطـاء الأولـوية لتطـوير مشـاريع البنيـة التحتيـة وجعلهـا قادرة على جـذب الاستثمـارات وتحفيـز القطاعـات الاقتصـادية الواعـد في البـلاد. الصـومال الجـديد بما أنكـم أشـرتم إلى أن تنظيـم هـذا المعـرض كان حلمـاً طموحـاً، فكيف كانت بدايـة الفكـرة؟ وكيف تـم تحقيق هـذا الحلـم؟؟ جـواب بدأت بلـورة الفكـرة في منتصـف عام ٢٠١٦م، مع استعـدادات البـلاد باحتفـالات العيـد الوطنـي الـ(٤٠) الذي تزامـن بالذكـرى الـ(١١٠) لإنشـاء غـرفة تجـارة جيبـوتي، ومن ثـم بـدأت مرحلـة أخـرى لدراسـة كافـة الترتيبـات المتعلقـة بتنظيـم فعاليـات المعـرض وتحـديد الأهـداف والموارد والخطـط المنظمـة للعمليـة. وبعـد استكمـال الدراسـات قمنـا بإعـداد الخطـة التنفيـذية من ثـم تقـديمها إلى رئيـس الجمهـورية السيـد إسمـاعيل عمـر جيلـه، في ينـاير ٢٠١٧م، للموافقـة عليهـا، ومنـذ ذلك اضطلعـت "غـرفة التجـارة" بالعبء الأكبـر في تنظيـم المعـرض وإخراجـه بهـذا الشكـل الرائـع الذي فاق كـل التوقغـات. الصـومال الجـديد وبعـد هـذه الإطلالـة، نرجـو أن تحـدثنا أكثـر عـن أهـداف المعـرض؟ وما يمكـن أن يحققـه من الناحيـة الاقتصـادية والسيـاسية؟؟ جـواب يمثـل هـذا المعـرض منصـة دوليـة تفاعليـة ويتيـح للشـركات المحليـة والعربيـة والعالميـة فتـح أسـواق جـديدة لمنتجـاتها وصناعاتها وتبـادل الخبـرات وتعـزيز روح الشـراكـة فيمـا بينهـا، إضـافة إلى تعزيـز التعـاون الاقتصـادي ورفـع مستوى التبادل التجـاري بيـن جيبـوتي والدول المشاركـة. كمـا يشكـل المعـرض فرصـة سـانحة لتعـريف رجـال الأعمـال والمستثمـرين وكـذلك الدول المشـاركـة بالمزايـا والفـرص الاستثمـاريـة والاقتصـادية الهـائلة التي تزخـر بها جيبـوتي، بحكـم موقـعها الاستـراتيجي الفـريد الذي تتمتـع بهـا البـلاد، كحلقـة وصـل بيـن إفريقيـا والوطـن العـربي وبيـن القارات الثـلاثة بشكـل عـام. الصـومال الجـديد ما أهـم النتـائج الإيجـابيـة المتوقـعة من هـذا المعـرض؟ تحـديداً على مستـوى التعاون الاقتصـادي بين دول المنطقـة؟ جـواب لا شـك أن هـذا المعـرض سيعطـي زخمـاً قـوياً للجهـود الراميـة لتحقيـق التكـامل الاقتصـادي بيـن دول المنطقـة، من خـلال تعميـق أواصـر التعـاون في شتـى المجالات الاقتصـادية وتنشيـط التبـادل التجـاري بيـن هـذه الدول. الصـومال الجـديد أعلنت الحكـومة مؤخـراً عن اتخـاذ حزمـة من التسهيـلات الجـديدة لاستقطـاب الاستثمـارات الأجنبيـة، ما هي تلك التسهيـلات؟ جـواب نعـم قـررت الحكـومة تقـديم حـزمة جـديدة من الحـوافز شملـت تقديـم مزيـد من الضمـانات والتسهيـلات لرجـال الأعمـال والمستثمـرين، وهـذه الحـوافز المتخـذة تسـاهم بشكـل مباشـر في تعـزيز الثقـة مع الشـركاء المحلييـن والدولييـن واستقطـاب مزيـد من الاستثمـارات العـربية والأجنبيـة. الصـومال الجـديد ما تقييمكـم للتعـاون الاقتصـادي بيـن جيبـوتي ودول المنطقـة؟ وكيف ترى واقـع ومستقبـل هـذا التعـاون؟؟ جـواب ترتبـط جيبـوتي بعـلاقات مميـزة مع دول القـرن الإفريقـي، خاصـة وأنها تعتبـر المنفـذ البحـري الرئيـسي لإثيـوبيا والإقليـم ولذلك تسعى جيبـوتي للعـب دور محـوري في مجـال التجـارة وتقـديم خـدمات النقـل لمنطقـة شـرق إفريقيـا بكاملهـا. وتجـدر الإشـارة بأن التعـاون الاقتصـادي بيـن جيبـوتي وإثيـوبيا، يشهـد تطوراً نوعيـاً ودخـل مرحلـة متقـدمة من الشـراكة الاستـراتيجية، ويمكـن أن يشكـل نـواة حقيقيـة لتأسيـس التكـامل الاقتصـادي بيـن دول القـرن الإفريـقي.