الصومال الجديد

مقديشو يتزايد القلق على المستويين الرسمي والشعبي حيال أوضاع المهاجرين الصوماليين المقيمين في ليبيا الذين يواجهون أوضاعا إنسانية صعبة. وأعلنت وزارة الخارجية الصومالية في بيان صحفي تكليف السفير علي سعيد فقيه سفير الصومال لدى الاتحاد الأوروبي بمتابعة أوضاع المهاجرين الصوماليين في ليبيا. وورد في البيان أن رئيس الجمهورية محمد عبد الله فرماجو أصدر أمرا بإعداد خطة لإعادة المهاجرين الصوماليين في ليبيا إلى بلادهم. ومن المقرر أن يتوجه وفد من الاتحاد الأفريقي، من اعضائه السفير محمد علي نور سفير الصومال لدى الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا لاحقا لمتابعة أوضاع المهاجرين الأفارقة في ليبيا. وأشارت تقارير واردة إلى أن المهاجرين الأفارقة في ليبيا بينهم الصوماليون يتعرضون لانتهاكات حقوقية بما في ذلك الضرب والتعذيب الجسدي وتعتبر ليبيا معبرا للمهاجرين الأفارقة الذين يقومون برحلات محفوفة بالمخاطر للوصول إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل وفرارا من الحروب والبطالة في أفريقيا.
الخرطوم أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السوداني الهادي آدم حامد، استعداد بلاده لاستضافة قواعد عسكرية روسية على ساحله على البحر الأحمر، في إطار التعاون الاقتصادي والعسكري المتقدم بين البلدين. وأكد حامد أن الرئيس السوداني عمر البشير الذي زار موسكو هذا الأسبوع طلب من الجانب الروسي إقامة قواعد عسكرية بحرية في البحر الأحمر "لحماية حدود سواحل البحر الأحمر السودانية"، وأضاف أن السواحل البحرية للسودان طويلة وممتدة، مشيرا في الوقت نفسه إلى رصدر بلاده الكثير من الانتهاكات، تتمثل في دخول جرافات بحرية للمياه البحرية البحرية تقوم بجرف الثروة السمكية، وأيضا انتهاكات لقوارب صيد أخرى وقال حامد "أعتقد أنه عين العقل والصواب أن توافق القيادة في روسيا على إنشاء قاعدة روسية عسكرية على ساحل البحر السوداني، وهذا بلا شك يقع في إطار التعاون بين البلدين في مجالات التعاون الاقتصادي والعسكري. أؤكد أننا على استعداد لاستقبال مثل هذه القواعد العسكرية الروسية". ووصف حامد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير الأخيرة إلى روسيا بـ "التاريخية"، كما اعتبر التعاون السوداني مع روسيا في المجال العسكري، وفي تنويع الأسلحة بأنه "يزيد من فرص وإمكانيات السودان حتى لا يخضع للضغوطات الخارجية، في حال ظل معتمدا على جهة واحدة. المصدر وكالات
انتهت الانتخابات الرئاسية في صوماليلاند بفوز مرشح الحزب الحاكم موسى بيحي عبده، وقد شهدت الانتخابات منافسة توصف بأنها الأقوى من نوعها منذ إعلان الإقليم انفصاله عن باقي أقاليم جمهورية الصومال من طرف واحد في بداية تسعينيات القرن الماضي. وقد جرت منافسة شديدة بين مرشح حزب "وطني" عبد الرحمن عرو ومرشح حزب كلميه موسى بيحي. وعلى الرغم من حدوث مناكفات سياسية رافقتها احتجاجات وأعمال شغب أدت الى مقتل مواطنين في بعض الأقاليم، وكذلك اتهام المرشح عرو لجنة الإنتخابات بالتزوير، إلا أنه بعد أربع ساعات من إعلان النتيجة الرسمية التي قبلها عبد الرحمن عرو على مضض عاد كل شيء إلى طبيعته، وأصبحت الأنظار متجهة في مرحلة ما بعد الانتخابات. والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه هنا ما هي دلالات فوز موسى بيحي؟ والإجابة عن هذا السؤوال هو ما سيتناوله هذا التقرير التحليلي الموجز. في البداية لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة هنا، وهي أن بيحي ليس رجلا غريبا في البيئة السياسية في صوماليلاند، فقد كان جزءا من صانعي القرار السياسي في الإقليم حتي وهو في طور التشكل؛ حيث كان يشغل منصب وزير الداخلية في عهد الرئيس الأسبق محمد ابراهيم عقال، ولذلك كان الناخب في صوماليلاند على دارية تامة لمن يصوتونه عند الانتخابات، ثم إن هناك جملة من الحقائق والمعطيات كان يستوعبها الناخب في الإقليم، وهي التي أدت الى فوز بيحي على منافسه الأقوى عرو، ويمكن إشارة بعض تلك الحقائق والتي منها كون الرجل من قيادات الثورة في صوماليلاند الرامية إلى انفصال الإقليم ونيل حريته عن الحكومة العسكرية، فقد انضم بيحي إلى الجبهة الوطنية لتحرير الصومال في وقت مبكر، ثم أصبح وزيرا للداخلية في عهد الرئيس عقال؛ حيث عرف عنه إخلاصه للصوماليلاند. الحقيقة الثانية هي التحالفات التي جرت بين بعض القبائل، خاصة وأن عامل الجغرفيا والجوار بين تلك القبائل أدى الى فوز بيحى؛ الذي ينحدر من عشير هبر أول التي لها تداخل مع عشائر سمرون القاطنة في شمال الإقليم؛ بحيث إن معظم الأصوات التي فاز بها بيحى من منطقتي أودل ومرودى جيح، بالإضافة إلى منطقتي سناغ والساحل. يدل فوز بيحي في الانتخابات الرئاسية في الإقليم على استمرار النظام والسياسة السبابقة في الإقليم. ومن المحتمل أن يحقق الإقليم استقرارا داخليا، كما يتوقع أن يحقق تقدما في ملف المصالحة بين خاتمو وإدارة صوماليلاند. واذا ما تمكن من تهدئة جبهة سول وسناغ والتوصل الى تسوية سياسية مع القبائل القاطنة هناك، فإن احتمال تجدد المواجهات بين بنت لاند وصوماليلاند في تلك الأقاليم ستتضائل. وفيما يخص بملف المفاوضات بين الحكومة الاتحادية وصوماليلاند فإنها قد تستأنف، بحيث إن المفاوضات بين الجانبين قد بدأت في ظل نظام حزب كلميه، لكنها قد لا تحقق ما يطمح اليها الرئيس فرماجو من التوصل الى تسوية سياسية شاملة؛ بحيث إن هذا الأمر يتطلب وقتا وجهدا ليس بمقدور الطرفين بذلهما في ظل الأوضاع الراهنة. أما على صعيد العلاقات الخارجية فمن المتوقع أن تشهد علاقة صوماليلاند مع الدول العربية، خاصة الدول المؤثرة مثل الامارات والسعودية ومصر انفتاحا، وخاصة أن الرئس المنتخب أعلن عزمه على تقوية علاقة الإقليم مع الدول العربية السالفة الذكر، كما يتوقع أن تشهد علاقة صوماليلاند مع بعض الدول الأفريقية تقدما ملموسا، ويتوقع كذلك أن تشهد علاقة صوماليلاند بالمجموعة الأوروبية تحسنا ملحوظا، بحيث إن المجموعة الاوروبية أشادت بإجراء الانتخابات الرئاسية في الإقليم. ويشار إلى أن صوماليلاند ستشهد في ظل رئاسة بيحي تطورا ملحوظا في مجال العلاقات الخارجية، إلا أنه من المستبعد أن تحصل على اعتراف دولي في ظل الوضع القائم في الصومال، ومن ثم لابد من التركيز على تطوير الإقليم وتنمية الحياة السياسية فيه، بدل الجري ورء الحصول على الاعتراف الذي دونه خرط القتاد.
مقديشو ثمن معالي حسن علي خيري رئيس الوزراء الصومالي دعم دولة الامارات لبلاده من خلال المشاريع التنموية والإغاثية والانسانية ومختلف المجالات الآخرى ذات الصلة. وأعرب رئيس الوزراء الصومالي خلال استقباله سعادة محمد أحمد عثمان الحمادي سفير دولة الإمارات لدى مقديشو بمقر رئاسة الوزراء في العاصمة الصومالية عن شكره وتقديره لدولة الامارات لمساهمتها الفعالة في مساعدة الشعب الصومالي في تخفيف معاناته ودعم الأمن والاستقرار في الصومال. جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصومال الفيدرالية وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة . كما ناقش الجانبان سبل فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين والدعم الذي تقدمه دولة الإمارات للصومال في مختلف المجالات التنموية والإنسانية والاقتصادية. وأعرب سعادة السفير الحمادي عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء الصومالي على جهوده في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين. المصدر وام
مقديشو أعلن مصرف أبوظبى الإسلامى و"تومسون رويترز" عن فوز الشركة الصومالية "كاه الدولية لخدمات التمويل الأصغر الإسلامى" (KIMS) بجائزة المركز الأول البالغة قيمتها ١٠٠ ألف دولار ضمن حفل "جوائز تكريم الإبداع والابتكار فى مجال استلهام القيم الأخلاقية فى القطاع المالى والمصرفى". وتُعد "كاه الدولية لخدمات التمويل الأصغر الإسلامى" مؤسسة التمويل الأصغر الوحيدة المملوكة للقطاع الخاص فى الصومال. ومنذ إطلاقها فى عام ٢٠١٤، قدمت الشركة تمويلات متوافقة مع الشريعة الإسلامية بقيمة تتجاوز ٦ ملايين دولار لمشاريع صغيرة فى جميع أنحاء الصومال، كما تقوم بتوفير حلول ادخار مُصغرة لدعم اللاجئين. فيما ذهبت "جائزة الإنجاز على مدى الحياة" إلى الدكتور أحمد محمد على، رئيس مجموعة البنك الإسلامى للتنمية، تكريماً لدوره البارز فى تعزيز قطاع التمويل الإسلامى. وقال خميس بوهارون، الرئيس التنفيذى بالإنابة ونائب رئيس مجلس إدارة مصرف أبوظبى الإسلامى "يأتى فوز الشركة الصومالية "كاه الدولية لخدمات التمويل الأصغر الإسلامى" (KIMS) تكريماً لالتزامها المتواصل بتوفير حلول مالية قادرة على صنع أثر إيجابى وملموس فى المجتمعات المحلية بالصومال، وهى تؤكد الدور الحيوى الذى يمكن أن تضطلع به الشركات المالية فى دعم قطاع روّاد الأعمال والشركات الصغيرة للتغلب على التحديات فى بداية مشوارها، بما يسهم فى خلق فرص عمل وبالتالى تعزيز الاقتصاد المحلى". وشهد الحفل السنوى للجوائز إطلاق تقرير بعنوان "التكنولوجيا المالية مصدر للتغييرات الإيجابية"، لدعم انتشار التكنولوجيا فى الخدمات المصرفية المختلفة. المصدر المصري اليوم
يختلف البعض في مفهوم الصوملة، وكأنها كلمة اتت على لسان الا ستعمار الأوروبي وبحدوده المصطنعة. ويخلط آخرون بين الصومال الكبير وجمهورية الصومال. ولابد من توضيح المصطلحات باستعانة علمي الاجتماع والسياسة. الصومال اجتماعيا تتمثل في مجموعة إثنية معينة تتحدث بلغة واحدة، وتقطن في قرن إفريقيا، ومعظم سكانها رعاة ، وكانت ولا تزال تشترك بعادات وتقاليد موحدة ودين واحد (الدين الإسلامي). ورغم تقسيم الصومال من قبل الاستعمار إلى كيانات متعددة لكن الصوماليين في كل دولة ينتمون اليوم من الناحية السياسية إلى كيانات مختلفة، ومع ذلك لا يزالون يمارسون نفس العادات واللغة والدين والانتماء والروح المشترك . الصوملة سياسيا تعني الحدود المصطنعة التي رسمها الاستعمار لتقسيم القومية الصومالية إلى خمسة كيانات. ولكن الصومال سياسيا تعني اليوم جمهورية الصومال ذات الخريطة رقم سبعة، والتي تكونت باتحاد الصومال الايطالي والصومال البريطاني في عام ١٩٦٠ بعد الاستقلال مباشرة. ذكرني هذا الموضوع بمحادثة دارت بيني وبين أخ جيبوتي سياسيا لكنه صومالي اجتماعيا، قال لي يوما لست صوماليا ولكني جيبوتي، قلت له كنت صوماليا قبل أن تصبح جيبوتيا؛ لأن السياسة جزء من الاجتماع، والسياسة عبارة عن تطور تشكيلة اجتماعية، ولذلك انتماؤك للصومال هو تكوينك اللغوي والديني والثقافي والوجداني وكذا التاريخي، وبالتالي فإن صوملتك لا تتغير بتغير الحدود والعوامل الخارجية. وبذلك ندرك أن الرابط الاجتماعي دائما أقوى من الرابط السياسي؛ حيث لا يمكن تغيير الإرث والثقافة والوجدان والدين كما يمكن تغيير اسم الدولة أو مكوناتها حسب الظروف والاتفاق السياسي؛ لأن الدول في العالم معظمها تتشكل بأعراق وإثنيات مختلفة. وفي فترة سابقة شاهدت من قناة الجزيرة برنامج لقاء خاص مع الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر جيلي قائلا أنا صومالي، وصوملتي لا تتعارض مع أن أبقي جيبوتيا، لابد من أن نختار بين أمرين أن نصدق مقولات ومؤامرة التقسيم الاستعماري الذي شق الصف الصومالي وشتتهم علي حسب العشائر أو أن نرجع ونتمسك بتاريخ أجدادنا ونضالاتهم، والذين كافحوا من أجل الصوماليين جميعا، ومن منطلق قول الشيخ الشاعر والمناضل الصومالي السيد محمد عبد الله حسن " “Dunijigeedba soomaali baa deyrka ka ahaaye “ ، وهو ما معناه أن الإطار الصومالي العام يجمعنا. لا يمكننا أن نخجل من صومالتنا؛ لأن المحن تنتهي، والهوية الصومالية تبقي، وأنا أخجل عندما استمع إلى مغني صومالي يقول"أغني وأمثل المتحدثين باللغة الصومالية" وهو لا يعرف أن المتحدثين باللغة يندرج تحتهم غير الصوماليين الذين تعلموا اللغة الصومالية. وقد نرى آخر يقول أمثل وأغني للصوماليين، وهذا بدوره يخلط بين الصومالي السياسي والصومالي الاجتماعي. إني كمواطن من جمهورية الصومال (سياسيا) وصومالي اجتماعيا أرى أن الصوملة أقوي وأكبر وأثقل من أن يتحمل عبء وزنها جنوب جمهورية الصومال(سياسيا) وذلك علما أن الصوملة (اجتماعيا) لا تتغير بتغير الحدود ولا الأسماء؛ لأنها في القلوب، وليست فقط ترابا ولا خرائط في الأوراق . كل شيء بيد الله، عسي الله أن يبعث قادة تحيي شعور الأخوة والانتماء والوحدة بين أبناء الصومال علي الأقل اجتماعيا كما نري في جيبوتي أو أكثر. ولا أستبعد في المستقبل القريب أن نكوِّن كيانا قويا يلعب دورا سياسيا واقتصاديا رائدا في منطقة القرن الأفريقي؛ وذلك بدءا من جمهورية الصومال، ومرورا بثقلنا السياسي والاقتصادي في كينيا، وتأثيرنا الجيوسياسي في إثيوبيا، وموقعنا الاستراتيجي في جيبوتي، وانتهاءً بثروتنا الاقتصادية وقادتنا السياسيين القوميين الأجلاء في كل أنحاء العالم.