الصومال الجديد

يختلف البعض في مفهوم الصوملة، وكأنها كلمة اتت على لسان الا ستعمار الأوروبي وبحدوده المصطنعة. ويخلط آخرون بين الصومال الكبير وجمهورية الصومال. ولابد من توضيح المصطلحات باستعانة علمي الاجتماع والسياسة. الصومال اجتماعيا تتمثل في مجموعة إثنية معينة تتحدث بلغة واحدة، وتقطن في قرن إفريقيا، ومعظم سكانها رعاة ، وكانت ولا تزال تشترك بعادات وتقاليد موحدة ودين واحد (الدين الإسلامي). ورغم تقسيم الصومال من قبل الاستعمار إلى كيانات متعددة لكن الصوماليين في كل دولة ينتمون اليوم من الناحية السياسية إلى كيانات مختلفة، ومع ذلك لا يزالون يمارسون نفس العادات واللغة والدين والانتماء والروح المشترك . الصوملة سياسيا تعني الحدود المصطنعة التي رسمها الاستعمار لتقسيم القومية الصومالية إلى خمسة كيانات. ولكن الصومال سياسيا تعني اليوم جمهورية الصومال ذات الخريطة رقم سبعة، والتي تكونت باتحاد الصومال الايطالي والصومال البريطاني في عام ١٩٦٠ بعد الاستقلال مباشرة. ذكرني هذا الموضوع بمحادثة دارت بيني وبين أخ جيبوتي سياسيا لكنه صومالي اجتماعيا، قال لي يوما لست صوماليا ولكني جيبوتي، قلت له كنت صوماليا قبل أن تصبح جيبوتيا؛ لأن السياسة جزء من الاجتماع، والسياسة عبارة عن تطور تشكيلة اجتماعية، ولذلك انتماؤك للصومال هو تكوينك اللغوي والديني والثقافي والوجداني وكذا التاريخي، وبالتالي فإن صوملتك لا تتغير بتغير الحدود والعوامل الخارجية. وبذلك ندرك أن الرابط الاجتماعي دائما أقوى من الرابط السياسي؛ حيث لا يمكن تغيير الإرث والثقافة والوجدان والدين كما يمكن تغيير اسم الدولة أو مكوناتها حسب الظروف والاتفاق السياسي؛ لأن الدول في العالم معظمها تتشكل بأعراق وإثنيات مختلفة. وفي فترة سابقة شاهدت من قناة الجزيرة برنامج لقاء خاص مع الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر جيلي قائلا أنا صومالي، وصوملتي لا تتعارض مع أن أبقي جيبوتيا، لابد من أن نختار بين أمرين أن نصدق مقولات ومؤامرة التقسيم الاستعماري الذي شق الصف الصومالي وشتتهم علي حسب العشائر أو أن نرجع ونتمسك بتاريخ أجدادنا ونضالاتهم، والذين كافحوا من أجل الصوماليين جميعا، ومن منطلق قول الشيخ الشاعر والمناضل الصومالي السيد محمد عبد الله حسن " “Dunijigeedba soomaali baa deyrka ka ahaaye “ ، وهو ما معناه أن الإطار الصومالي العام يجمعنا. لا يمكننا أن نخجل من صومالتنا؛ لأن المحن تنتهي، والهوية الصومالية تبقي، وأنا أخجل عندما استمع إلى مغني صومالي يقول"أغني وأمثل المتحدثين باللغة الصومالية" وهو لا يعرف أن المتحدثين باللغة يندرج تحتهم غير الصوماليين الذين تعلموا اللغة الصومالية. وقد نرى آخر يقول أمثل وأغني للصوماليين، وهذا بدوره يخلط بين الصومالي السياسي والصومالي الاجتماعي. إني كمواطن من جمهورية الصومال (سياسيا) وصومالي اجتماعيا أرى أن الصوملة أقوي وأكبر وأثقل من أن يتحمل عبء وزنها جنوب جمهورية الصومال(سياسيا) وذلك علما أن الصوملة (اجتماعيا) لا تتغير بتغير الحدود ولا الأسماء؛ لأنها في القلوب، وليست فقط ترابا ولا خرائط في الأوراق . كل شيء بيد الله، عسي الله أن يبعث قادة تحيي شعور الأخوة والانتماء والوحدة بين أبناء الصومال علي الأقل اجتماعيا كما نري في جيبوتي أو أكثر. ولا أستبعد في المستقبل القريب أن نكوِّن كيانا قويا يلعب دورا سياسيا واقتصاديا رائدا في منطقة القرن الأفريقي؛ وذلك بدءا من جمهورية الصومال، ومرورا بثقلنا السياسي والاقتصادي في كينيا، وتأثيرنا الجيوسياسي في إثيوبيا، وموقعنا الاستراتيجي في جيبوتي، وانتهاءً بثروتنا الاقتصادية وقادتنا السياسيين القوميين الأجلاء في كل أنحاء العالم.
قـام الرئيـس الجيبـوتي إسماعيـل عمـر جيلـة خـلال الفتـرة ما بيـن الـ٢٢ ـ ٢٤ نوفمبـر الجاري، بزيـارة رسميـة إلى العاصمـة الصيـنية بكيـن، على رأس وفـد حكـومي رفيـع المستـوى يضـم وزير الخارجيـة والتعاون الدولي السيـد محمـود على يوسـف، وزير الرئاسـة المكلف بالاستثمـارات السيـد علي جيلـه أبو بكـر، وزير الصحـة الدكتـور جامـع علمي عكيـه، ورئيـس سلطـة الموانـئ والمناطـق الحـرة السيـد أبو بكـر عمـر حـدي، ومسـؤولون أخـرون. وأقـام الرئيـس الصينـي جيـن بينـغ، بعـد طهـر الخميـس الـ٢٣ نوفمبـر، مراسيـم استقبـال رسميـة للرئيـس الجيبـوتي والوفـد المرافق لـه، وذلك في سـاحة خـارج البوابـة الشـرقيـة لقـاعة الشعـب الكبـرى وسـط بكيـن. كمـا أجـرى الرئيـس جيلـه لقـاءا مطـولاً مع نظيـره الصيـني جيـن بينـغ وكبـار المسـؤولييـن الصينييـن، بحـث فيها الجانبـان حـول سبـل تعـزيز العلاقـات الثنـائية وتطـوير التعـاون المشتـرك القائـم بيـن البـلدين، وقـد اتفق الجانبـان خـلال اللقـاء على تعـزيز أوجـه التعـاون المشتـركة من أجـل إقـامة شـراكة استـراتيجيـة شـاملة بيـن البـلدين. وكـان الرئيـس الصينـي شـدد على أهميـة عـلاقات التعـاون القائمـة بيـن البـلدين، مؤكـداً أن الصيـن تولي اهتمـاماً كبيـراً لتنميـة هـذه العـلاقات في كافـة المجـالات. ومن جانبـه أعـرب الرئيـس جيلـه عن رضـائه بتطـوير العـلاقات الثنـائية بيـن البـلدين، وقـد أشـار إلى أن الصيـن أعادت لجيبوتي الأمـل، مشيرا إلى أنها أحدثت تغييـرات كبيـرة في بـلاده خـلال ثلاثـ سنـوات فقط، وهـو ما لم تحققـه الدول الغـربية منـذ أكثـر من مئـة عام. دلالات الزيارة ونتائجها جـاءت زيـارة الرئيـس إسمـاعيل عمـر جيلـة إلى الصيـن، تلبيـة لدعـوة رسميـة تلقـاها من نظيـره الصينـي جيـن بينـغ الرئيـس، بهـدف تطـوير العـلاقات والتعـاون المشتـرك القائـم بين البـلدين. هـذا ويعـد الرئيـس جيلـة أول رئيـس إفريـقي يزور الصيـن منـذ تجديـد الثقـة للرئيـس الصيني وانتخـابه أمينـاً عامـاً للحـزب الشيـوعي في أكتـوبر المناضـي. ونالـت هـذه الزيـارة حظـاً كبيـراً من الاهتمـام السيـاسي والإعـلامي من قبـل وسـائل الإعـلام المحليـة والصينيـة وحتـى الدوليـة، رغـم أنهـا ليـست أول زيـارة يقـوم بهـا الرئيـس جيلـه إلى الصيـن، بل سبـق له عـديد من الزيارات الممـاثلة خـلال السنـوات الأخيـرة. وفيما اعتبـر السفيـر الجيبـوتي في بكيـن السيـد عبد الله عبـد الله ميجيـل، بأن الزيـارة تمثـل نقلـة نوعيـة في عـلاقات التعـاون الاستـراتيجي المتنـامي بيـن البـلدين، كمـا تشكـل فـرصـة سانحـة لبنـاء شـراكة اسـتراتيجية شـاملة في مختلـف مجالات التعـاون. يـرى كثيـر من المراقبـين بأن الزيـارة لـ(هـذا التـوقيت) تحمـل دلالات عـديدة، تتجـاوز الأبعـاد السيـاسية والاقتصـادية إلى اعتبـارات أخـرى أمنيـة وعسكـرية، تمهـد الطـريق أمام الصيـن لتعـزيز وجـودها العسكـري من أجـل تحقيق الهيمنـة والنفـوذ في البـلاد، وبالتالي تعـديل موازيـن القـوة في منطقـة القـرن الإفريـقي لصـالحها. يذكـر أن هـذه الزيـارة تأتي بعـد أيام قليلـة من التوقيـع على مـذكرة تفـاهم بيـن وزيـر الطـاقة والموارد الطبيعيـة الجيبـوتي يونـس علي جيـدي مع مدير شـركة (GCL Poly) الصينيـة لبنـاء مصنـع لتسييـل الغاز الطبيـعي في جيبـوتي، وبتكلفـة تصـل إلى ٤ مليـار دولار. طبقـاً للبيـان الختمامي الذي أصـدره الرئيـسان عقـب اجتمـاع بكيـن في الـ٢٣ نوفمبـر الجاري، يمكـن إيجـاز نتائـج الزيـارة كالتـالي • على مستـوى العـلاقات الجيبـوتية ـ الصينيـة، اتفـق الجانبـان رفـع مستـوى علاقات التعـاون بيـن البـلدين إلى شـراكة استـراتيجيـة شـاملة. • التوقيـع على عدة اتفاقيـات تعاون تشمـل مجالات التعـاون الاقتصـادي والفنـي والزراعـي، ومجال الإسكـان والتكنوجيـا. • الاتفاق على برنامج عمـل للإسـراع بتنفيـذ نتـائج قمـة جـوهانسبـرج.
مقديشو تبرعت الحكومة الصينية بمليوني دولار أمريكي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يوم ٢١ نوفمبر الحالي، لمساعدة الأطفال المتضررين من الجفاف في الصومال، وحضر حفل تسليم المساعدات الإنسانية الذى أقيم فى العاصمة الصومالية مقديشو، ممثل اليونيسف في الصومال ستيفن لوريير،السفيرالصيني لدى الصومال تان جيان وإلمي عمر إلمي نائب وزير الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في الصومال وغيرهم من الضيوف. وقد تعرضت معظم المناطق في الصومال لنقص هطول الأمطار لعدة مواسم أمطار متتالية، ما أدى إلى جفاف شديد ونقص الأغذية وسوء تغذية الأطفال فيها. وفي الوقت الراهن، هناك ٦.٢ مليون شخص في الصومال في حاجة ماسة إلى الإغاثة الإنسانية، بمن فيهم ٤ ملايين طفل. وخلال الحفل، قال لوريير "ان هذه التبرعات المالية المقدمة من الحكومة الصينية سوف تستخدم لشراء الغذاء لإنقاذ ١٥ ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد". كما أعرب عن شكره للمساعدات الكريمة من الحكومة الصينية، قائلا "ان اليونيسف تتطلع إلى تعزيز التعاون مع الصين فى المستقبل بشأن معالجة الجفاف والمجاعة والقضايا الأخرى." من جانبه، قال إلمي عمر إلمي "بالإضافة إلى المساعدات التى تم تسليمها اليوم، قدمت الصين ٢٨٠٠ طن من المساعدات الغذائية الإنسانية الطارئة للصومال من خلال برنامج الغذاء العالمي منذ العام الحالي، كما وفرت مليون دولار أمريكي من أموال الإغاثة فى العديد من المجالات للصومال عبر المنظمة الدولية للهجرة." المصدر الشعب اليومية
ابوظبي جدد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التزام الإمارات بمسؤولياتها الإنسانية تجاه المتأثرين من الأوضاع في الصومال ، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال سموه إن دولة الإمارات لن تدخر وسعا في سبيل تقديم كل ما من شأنه أن يحد من تداعيات الأحداث الجارية هناك على حياة الشعب الصومالي ، مؤكدا سموه على أن الوضع في الصومال يواجه تحديات كبيرة تتطلب تقديم المزيد من الدعم و المساندة وتضافر الجهود الإنسانية للحد من وطأة المعاناة عن كاهل النازحين و المتضررين . وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد في تصريح بمناسبة إصدارهيئة الهلال الأحمر تقريرا يتضمن جهوده الإنسانية والتنموية خلال أكثر من عقدين على الساحة الصومالية إن المرحلة القادمة ستشهد تنفيذ العديد من البرامج و المشاريع التي يتم تقديمها وفقا للاحتياجات الفعلية للمتأثرين في الصومال مؤكدا سموه إن جهود الهيئة وتحركاتها في الصومال تجد الدعم و المساندة من قيادة الدولة الرشيدة التي تولي عملية تخفيف معاناة الأشقاء الصوماليين وتحسين ظروفهم الإنسانية و الوقوف بجانبهم اهتماما كبيرا . ونوه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلى أن الهيئة تعمل بقوة على الساحة الصومالية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي لمساندة المتأثرين على تجاوز الظروف الإنسانية عبر برامجها الممتدة لجميع السكان هناك . وأضاف سموه تعتبر هيئتنا الوطنية من أوائل المنظمات الإنسانية التي تواجدت على الساحة الصومالية وذلك بفضل توجيهات قيادة الدولة الرشيدة التي تمكنت برؤيتها الثاقبة من استقراء خطورة الأوضاع على الإنسان في الصومال و الذي ظل يكابد شظف العيش وقسوة الحياة بسبب كوارث الجفاف والتصحر والمجاعات والأزمات والنزاعات المسلحة . وقال سموه إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قادت خلال السنوات الماضية حملات متتالية لمكافحة الجوع والفقر في دول القرن الأفريقي في مقدمتها الصومال ، وذلك انطلاقا من مسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعوب الأفريقية التي عانت مرارة التهميش و الحرمان ، مشيرا إلى أن تلك الحملات عملت على تعزيز قدرة المتأثرين على مواجهة ظروفهم الراهنة ، وساهمت بشكل كبير في تحسين حياتهم . وأكد سموه أن الهيئة عززت وجودها في الصومال عبر تنفيذ المشاريع التنموية التي تنهض بمستوى الخدمات الأساسية في المجالات الصحية و التعليمية و الخدمية ومشاريع توفير المياه الصالحة للشرب خاصة وأن الصومال مرت بفترات طويلة من القحط والجفاف والتصحر مما فاقم من قضية النزوح داخليا والهجرة إلى الدول المجاورة التي تواجه أيضا نفس المصير . وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن الهيئة تعمل بقوة وسط المخيمات وتجمعات النازحين الفارين من بؤر النزاع وكوارث الطبيعة لتحسين واقع الحياة لسكانها الذين يواجهون ظروفا أقل ما توصف بأنها مأساوية. وفي المجال الصحي أشارسموه إلى أن الهيئة أقامت العديد من العيادات الميدانية التي ساهمت في تحسين الأوضاع الصحية للنازحين ، وحفرت مئات الآبار لتوفير المياه التي هي عصب الحياة ، كما ساهمت في عمليات إصحاح البيئة لتفادي الأمراض و الأوبئة التي قد تنجم في مثل هذه الظروف . وشدد سموه على أهمية الدور الذي يضطلع به الخيرون و المتبرعون في الدولة على الساحة الصومالية عبر الهلال الأحمر مضيفا ان هذه المشاريع ما كان لها أن ترى النور وينعم بها الأشقاء في الصومال لولا الدعم السخي الذي يقدمه المحسنون لإخوانهم في الإنسانية الذين شاءت أقدارهم أن يتعرضوا لهذه النكبات و المحن ، معربا سموه عن تقدير الهيئة لهذه الجهود التي تعزز دور الدولة الرائد في ساحات العطاء الإنساني. و بلغت قيمة البرامج الإنسانية و المشاريع التنموية التي نفذتها هيئة الهلال الأحمر في الصومال في الفترة من ١٩٩٣ وحتى العام الجاري ٢٠١٧ ٣٥٠ مليونا و ٥٧٣ ألفا و ٦٩٢ درهما ، تضمنت تكلفة العمليات الإغاثية التي بلغت ١٢٤ مليونا و ٤٤٦ ألفا و ٦٩١ درهما والمشاريع الإنشائية و التنموية بقيمة ٨٢ مليونا و ٦١٩ ألفا و ٢٩٦ درهما ، إلى جانب المشاريع الموسمية التي بلغت تكلفتها ٢٠ مليونا و ٥٢٠ ألفا و ٣٠٣ دراهم ، وبرامج كفالة الأيتام بقيمة ٨٠ مليونا و ١٢٢ ألفا و ٤٩٠ درهما ، و المساعدات المقطوعة بتكلفة بلغت ١٠ ملايين و ٧٦٤ ألفا و ٩١٢ درهما ، إضافة إلى ٣٢ مليونا و ١٠٠ ألف درهم تم رصدها لعدد من المشاريع التنموية يجري تنفيذها حاليا في عدد من المجالات الحيوية ضمن حملة لأجلك يا صومال التي أطلقتها الهيئة مؤخرا . إلى ذلك تتواصل مبادرات الهلال الأحمر التنموية في الصومال ، وتجري حاليا عمليات تنفيذ المرحلة الأولى من المشاريع التنموية المقترحة في الصومال بمناسبة عام الخير الإماراتي في عدد من المجالات الحيوية ، وتتضمن إنشاء ١٠٠ وحدة سكنية ومسجدا و سوقا تجارية بقيمة ٥ ملايين و ٧٠٠ ألف درهم ، وإنشاء ٣ سدود على مجاري السيول لتجميع مياه الأمطار واستغلالها خلال فترات الجفاف بتكلفة ٤ ملايين و ٤٠٠ ألف درهم ، إضافة إلى حفر ٢٠ بئرا ارتوازيا بقيمة ١٠ ملايين و ٦٠٠ ألف درهم ، وإنشاء دارين للأيتام بتكلفة تبلغ مليونين و ٨٠٠ ألف درهم ، وإنشاء ٣ مزارع أعلاف لتربية المواشي بقيمة ٣ ملايين و ٦٠٠ ألف درهم ، إلى جانب توفير مستلزمات طبية للتطعيم ضد الأمراض و الأوبئة بقيمة ٥ ملايين درهم . المصدر وام
ابوظبي اكدت نشرة اخبار الساعة ان دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" لاتألو جهداً في الحفاظ على استقرار الدول العربية وتنميتها ومساعدتها على تجاوز الأوضاع الصعبة التي تواجهها على المستويات كافة. واضافت فى افتتاحيتها تحت عنوان "دعم إماراتي متواصل للصومال" ان الامارات تولي في هذا السياق أهمية خاصة لدولة الصومال الشقيقة، التي تواجه مجموعة من التحديات الأمنية والإنسانية والتنموية، تتطلب التضامن معها لمواجهتها من أجل وضعها على طريق الاستقرار والتنمية. وهذا ما عبَّر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدى استقباله الرئيس محمد عبدالله محمد فرماجو، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، في قصر الشاطئ مؤخراً، حيث أكد سموه «مواصلة دولة الإمارات العربية المتحدة نهجها في مساعدة ودعم جمهورية الصومال وشعبها في بناء مؤسساته الوطنية، والحفاظ على أمنه واستقراره. وقالت "وينطلق الدعم الإماراتي المتواصل للصومال، إنسانياً وسياسياً وإنمائياً، من مجموعة من الاعتبارات، أولها الإيمان الراسخ منذ عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بضرورة الوقوف مع الأشقاء العرب، وتقديم أوجه الدعم المختلفة إليهم في أوقات المحن والأزمات، بما يحافظ على وحدتهم وسيادتهم، ويعزز استقرارهم في مواجهة أي تحديات أو مخاطر مهما كان مصدرها، وهذا النهج يسير عليه ويعزِّزه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. ولا شك في أن دعم الصومال يُعَدُّ تجسيداً واضحاً لهذا النهج؛ فدولة الإمارات العربية المتحدة قدمت خلال الآونة الأخيرة الكثير من المبادرات لمساعدة الصومال، التي لم تقتصر على المساعدات الإنسانية من توفير المواد الغذائية والصحية ومواد الإيواء وإمدادات مياه الشرب الأساسية، وإنما تضمنت كذلك المساهمة في بناء مؤسسات الدولة الصومالية من جديد، وخاصة إعادة بناء الجيش الوطني الصومالي من أجل استعادة الأمن والسلام على أراضيه، فضلاً عن تنسيقها مع الكثير من دول العالم لتقديم المساعدات اللازمة إلى دولة الصومال لمساعدتها على الخروج من الأزمات المختلفة التي تواجهها. ثانيها أن دعم دولة الصومال والحفاظ على استقرارها يمثلان مصلحة عربية ودولية؛ بالنظر إلى أهمية موقع الصومال الجغرافي للأمن القومي العربي، وحركة التجارة العربية والعالمية؛ فالبحر الأحمر وخليج عدن المطلان على أجزاء من الصومال يعدَّان من أهم طرق التجارة العربية والعالمية؛ ولهذا فإن العمل على استقرار الصومال يضمن تأمين الملاحة في هذه الممرات المائية المهمة، خاصة إذا ما تم الأخذ في الاعتبار أن دولة الصومال كانت قد شهدت قبل سنوات تصاعداً لظاهرة القرصنة البحرية التي هدَّدت الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن. ثالثها أن استقرار الأوضاع في الصومال يؤدي إلى إغلاق الباب أمام التنظيمات المتطرِّفة التي تسعى إلى تعزيز وجودها هناك، وخاصة تنظيمي «داعش» والقاعدة»، وغيرهما من الجماعات المتطرِّفة، التي تعمل على استغلال مناطق الأزمات وبؤر التوتر في المنطقة العربية من أجل التمدُّد والانطلاق لتنفيذ عملياتها الإرهابية في العالم العربي؛ لهذا فإن التحرك الإماراتي والعربي بوجه عام لدعم الصومال في هذه المرحلة من شأنه التصدي لخطر التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تسعى إلى تحويل الصومال إلى مركز لنفوذها في المنطقة، وخاصة بعد الهزائم التي منيت بها في كلٍّ من العراق وسوريا". وخلصت النشرة الى ان الدعم الشامل، الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة للصومال على المستويات كافة، يحظى دوماً بالتقدير والإشادة؛ لأنه يسهم ليس في مساعدة الشعب الصومالي على مواجهة الظروف الصعبة، الإنسانية والتنموية والأمنية فقط، وإنما في إعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية كي تؤدي واجبها في تحقيق تطلعات الشعب الصومالي أيضاً، وهذا ما أكده الرئيس الصومالي، الذي رأى أن دعم دولة الإمارات العربية المتحدة المتواصل لدولة الصومال وشعبها أسهم بشكل واضح في عودة الحياة إلى طبيعتها في الكثير من المناطق الصومالية، سواء من ناحية الاستقرار أو التنمية. المصدر وام
بدأت مساع دبلوماسية تهدف إلى تسوية الخلافات السياسية العالقة بين إدارة ولاية غلمدغ وإدارة تنظيم أهل السنة والجماعة في العاصمة الكينية نيروبي بداية الأسبوع الحالي. وذلك برعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) التي تعد من المنظمات الإقليمية المؤثرة على المشهد السياسي في الصومال. وتسيطر إدارة تنظيم أهل السنة والجماعة غير المعترفة بها رسميا على مدينة طوسمريب عاصمة ولاية غلمدغ ومدن استراتيجية أخرى، وهو الأمر الذي يشكل تحديا كبيرا على إدارة ولاية غلمدغ المعترفة بها رسميا؛ والتي كما يبدو فشلت في بسط سيطرتها على مناطق الولاية بالكامل. المساعي الجديدة التي تقودها منظمة إيغاد ترمي الى حلحلة الأزمة السياسية الراهنة بين الفرقاء بطرق سلمية تحمل في طياتها آمالا كبيرة يتطع إليها سكان الولاية الذين أنهكتهم الحروب وأتعبتهم الخلافات السياسية. فإذا نجعت هذه المساعي فستكون البداية الحقيقية لبناء إدارة قوية وقادرة على إحداث تغير حقيقي في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية، ومن ثم الإستفادة مما تتمتع به الولاية من مقدرات وموارد مادية وبشرية التي تزخر منها الولاية. ويعتقد أن أي تفاهم يؤدي إلى انضمام تنظيم أهل السنة والجماعة بكل ما له من ثقل عسكري وشعبي الى إدارة غلمدغ يزيد من فرص حكومة الولاية في بناء قوة أمنية رادعة تستطيع إستتاب الأمن والاستقرا الداخلي للولاية، وكذا سيكون التنظيم –الذي كما يعتقد له الخبرة في مواجهة حركة الشباب شريكا مهما في الحرب الذي أعلنته الحكومة على الحركة. يضاف إلى ذلك إنخراط السياسيين المعارضين للولاية في العملية السياسية، وهؤلاء السياسيين يعملون حاليا تحت عباءة التنظيم وفي دائرة الظل، وعند التوصل الى اتفاق فعلي بين الطرفين فإن إدارة غلمدغ حتما ستستفيد من خبراتهم. هذا فيما يتعلق بالفرص السانحة والآمال التي بدت تلوح في الأفق بعد الكشف عن التحركات السياسية الجارية في نيروبي. أما عن التحديات الماثلة أمام الفرقاء فيمكن تلخيصها في النقاط التالية أولا مطالب أهل السنة المرتفعة السقف، وهي من أكبر التحديات التي تواجه مساعي إيغاد، بحيث تختلف رؤية التنظيم في حلحلة الأزمة عن رؤية حكومة ولاية غلمدغ، فمسألة تقاسم السلطة وتوسعة البرلمان الولائي القائم على الأساس العشائري وحصة التنظيم في المجلس الوزاري الولائي وكفية توزيع تلك المقاعد التي يحصدها أهل السنة على قيادات التنظيم التي ينحدر معظمها من عشيرة واحدة، ثم إن معظم المراكز الحساسة للتنظيم ظلت محتكرة لتلك العشيرة بعينها وهو ما يثثير حفيظة العشائر الأخرى في المنطقة. ثانيا العاصمة وعلى الرغم من أن دستور الولاية ينص على أن مدينة طوسمريب هي عاصمة الإدارة، الا أن نقلها عمليا من مدينة عدادو أمر بالغ الصعوبة بالنسبة لسكان عدادو، فهذه المسألة تبدو شكليا من القضايا السهلة لكنها في الحقيقة من التحديات التي ستواجه المفاوضات والمصالحة بين الجانبين، وهي إشكالية موجودة في معظم الولايات التي تأسست فترة الرئس السابق حسن شيخ محمود. ثالثا إرتباط التنظيم بجهات داخلية وأخرى خارجية ذات مصالح مختلفة يشكل عقبة كأداء أمام المفاوضات، إذ أن الرجوع الى كل تلك الجهات والخروج بنتيجة تحل المشكلة وتستجيب لمصالحها في آن واحد أمر في غاية الصعوبة، فما تطمح به بعض الجهات المؤثرة وتقتنع به لاتقبله بعض الجهات الأخرى بكل الأحوال، وهذه التناقضات معروفة في المؤتمرات التصالحية بين الكيانات المرتبطة بجهات مختلفة المصالح. وكيفما يكن الأمر فإن المسألة متوقفة في النهاية على تصرف الأطراف المعنية واستشعار ممثلي الجانبين بالمسؤلية الملقاة على عاتقهم وتقديم مصالح الشعب على نزواتهم ومصالحهم الخاصة.
أبوظبي زار فخامة محمد عبدالله محمد فرماجو رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية اليوم واحة الكرامة؛ المعلم الوطني والحضاري الذي تمت إقامته تخليداً لبطولات شهداء الإمارات وتضحياتهم في سبيل الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته ومنجزاته. ورافق فخامته أثناء الزيارة الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، مدير مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي، حيث بدأت الزيارة باستعراض مراسم حرس الشرف، ثم قام فخامته بوضع إكليل من الزهور أمام نصب الشهيد الذي يتكون من ٣١ لوحاً من ألواح الألمنيوم الضخمة، والتي يستند كل منها على الآخر كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن في مشهد يعبر عن أسمى معاني الوحدة والتلاحم بين القيادة والشعب والجنود البواسل. وتجول فخامة رئيس جمهورية الصومال في أرجاء واحة الكرامة، واطلع على ميدان الفخر واستمع إلى شرح من الشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان عن أهم عناصر الواحة وما تتضمنه من رموز ودلالات وطنية جليلة. وفي نهاية الزيارة، سجل فخامته كلمة في سجل الشرف عبر فيها عن تقديره لأبطال الإمارات البواسل. المصدر وام