الصومال الجديد

القاهرة دعت جامعة الدول العربية الى تقديم دعم دولي وعربي للمؤسات الامنية بالصومال لتمكينها من مكافحة الارهاب وتثبيت الأمن في البلاد بعد التفجيرات الاخيرة التي اودت بحياة المئات. وأعرب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في بيان يوم الاثنين عن شعوره بالصدمة والحزن من الارتفاع الهائل في أعداد الضحايا الذين سقطوا من جراء التفجيرين الارهابيين اللذين ضربا العاصمة الصومالية مقديشيو السبت الماضي. كما اعرب عن حزنه للدمار الذي الحق التفجيران بالمباني والمنشآت في المناطق التي وقعت فيها هذه الهجمات المشينة. واكد أبو الغيط تضامنه الكامل مع الرئيس الصومالي محمد عبد الله وحكومته في كل ما تبذله من أجل مكافحة الارهاب واجتثاث حركة الشباب وغيرها من التنظيمات الارهابية من كامل أراضي البلاد. ووجه أبو الغيط كافة أجهزة الجامعة العربية بالاسراع في تقديم كل ما يمكن من دعم ومساندة للحكومة الفيدرالية والشعب الصومالي وبخاصة في المجالات الانسانية والتنموية لتمكينها من تنفيذ خططها المختلفة الرامية الى تحقيق الاستقرار المجتمعي والتعافي الاقتصادي. وأشار في هذا الصدد الى المساعدات العاجلة التي خصصها مجلس وزراء الصحة العرب لصالح وزارة الصحة الصومالية والاستعدادات التي تقوم بها الأمانة العامة للجامعة لتنظيم وعقد مؤتمر عربي لاعادة اعمار وتنمية الصومال وفق ما نصت عليه قرارات القمة العربية الأخيرة التي عقدت بالأردن في مارس ٢٠١٧. المصدر كونا
مقديشو – اتهم النائب أحمد معلم فقيه عضو مجلس الشعب الصومالي دولة قطر بمحاولة نقل الصراع الخليخي الخليجي إلى الصومال و"تبرئة الجماعات الإرهابية"، وذلك في تغريدة طويلة عبر حسابه على الفيسبوك. وردّ فقيه بشدة على تصريحات لوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، بشأن التفجير الدموي الذي شهدته العاصمة الصومالية مقديشو يوم السبت الماضي، وأسفر عن مقتل وإصابة مئآت أشخاص صوماليين. وقال فقيه في تغريدته عبر صحفته على الفيسبوك إن تصريحات وزير الخارجية تبرز محاولة "نقل الصراع الخليجي الخليجي إلى الصومال وتبرئة حركة الشباب والجماعات الإرهابية الأخرى" على حد تعبيره. واضاف فقيه "الوزير القطري كأنه لم يلتفت إلى الفاجعة والكارثة التي حلت على مئآت من مواطنينا الصوماليين". وتابع فقيه "يحاول صرف أنظارنا عن أعدائنا الإرهابيين الذيين يحاربون ضد عقيدتنا وشعبنا وكياننا". ونفى فقيه في تغريدته استهداف البعثة القطرية في الصومال، ردا على تصريح لوزير الخارجية القطري، وأشار فقيه في هذا الصدد إلى أن مقر السفارة القطرية في مقديشو يبعد عن موقع الحدث "مسافة كيلومترا واحدا". وتأتي تصريحات فقيه ردا على ما تداولته وسائل الإعلام العربية نقلا عن وزير الخارجية القطري الذي أشار في مقابلة صحفية إلى أن "الصومال يتعرض لأعمال انتقامية" من قبل الدول المقاطعة لبلاده، وغرّد الوزير القطري كذلك على صفحته في "تويتر"، قائلًا "استهداف البعثة الدبلوماسية القطرية في مقديشو لن يثنينا عن دعم الأشقاء في الصومال في مسيرتهم نحو الديمقراطية وإعادة الأمن والاستقرار". وكانت شاحنة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت مساء السبت الماضي في تقاطع كلم٥ بالعاصمة مقديشو، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئآت أشخاص صوماليين وانهيار عدد من الفنادق والمطاعم والمباني القريبة من موقع الحدث، وأشار مسؤولو الحكومة الصومالية بأصابع الاتهام إلى حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. تغريدة فقيه باللغة الصومالية
عواصم – تتواصل التنديدات بالتفجير الإرهابي والدموي الذي شهدته العاصمة الصومالية مقديشو يوم السبت الماضي، وأودى بحياة مئآت مواطنين صوماليين،. وجه رئيس الجمهورية المورتيانية السيد محمد ولد عبد العزيز، يوم الاثنين برقية تعزية إلى نظيره محمد عبد الله محمد ، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية . وقال الرئيس الموريتاني في البرقية "بهذه المناسبة الأليمة نتقدم إليكم بخالص عبارات التعزية والمواساة ومن خلالكم الى الشعب والحكومة الصوماليين الشقيقين ، وإلى أسر الضحايا، سائلين الله سبحانه وتعالى، أن يتغمد القتلى بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل". ومن جانبه أدان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بشدة الاعتداء المروع. وقال رئيس الوزراء، عبر حسابه في تويتر "نحن في حداد اليوم مع المجتمع الصومالي في كندا". ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء الماليزي ـ عبر حسابه على موقع التدوين المصغر (تويتر) وفقا لوكالة الأنباء الماليزية (برناما) عن خالص تعازيه لأسر الضحايا، قائلا" أشعر بالأسف الشديد من مقتل الأبرياء في الصومال، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى، لكن علينا ألا نستسلم أمام الإرهاب". وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن صدمتها إزاء الهجوم الإرهابي في العاصمة الصومالية مقديشو. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، اليوم الإثنين، في برلين، إن "هذه المجزرة تطل علينا بوجهها القبيح"، مؤكداً أن "بلاده ستواصل دعمها للصومال في الطريق نحو عملية ديمقراطية واستقرار داخلي رغم كافة الانتكاسات". وأوضح زايبرت، أن "استمرار الدعم ينطبق أيضا على المهام العسكرية للاتحاد الأوروبي في الصومال، بالإضافة إلى التعاون التنموي والمساعدات الإنسانية الماسة". ومن جهتها أكدت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان يوم الاثنين التزامها الراسخ بدعم السلطات الصومالية في حربها على الارهاب ومساعيها لتحقيق السلام والاستقرار والتحول الديمقراطي في الصومال. ونقل البيان تعازي إسبانيا العميقة لأسر الضحايا وأصدقائهم ولشعب الصومال وسلطاته متمنية الشفاء العاجل للجرحى. ومن جهته أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ، عن تعازى الصين حكومة وشعبا فى ضحايا تلك الفاجعة وعن تعاطفه الشديد مع أسر القتلى والمصابين. وقال كانغ إن الصين تعارض بشدة الإرهاب بكل أشكاله وتدعم الجهود التى تبذلها الصومال فى محاربة الإرهابيين وحماية أمن البلاد واستقرارها. كما أكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية بما فيها الصومال من أجل مواجهة التحديات التى يمثلها الإرهاب والقيام بدور بناء فى الحفاظ على السلام والأمن فى ربوع إفريقيا. ومن جانبها أعلنت عمدة باريس، آن إيدالجو، على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن أنوار برج إيفل سيتم إطفاؤها مساء اليوم حدادًا على أرواح هجوم السبت بسيارة مفخخة في العاصمة الصومالية مقديشو. المصدر وكالات
مقديشو – قام رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية محمد عبد الله فرماجو صباح اليوم الأحد بتفقد الجرحى في المستشفيات بالعاصمة الصومالية مقديشو جراء "التفجير الإرهابي" الذي أودي بحياة عشرات أشخاص مدنيين. وتبرع الرئيس فرماجو خلال زيارته التفقدية بالدم، كما دعا في وقت سابق المواطنين الصوماليين إلى التبرع بالدعم لإنقاذ المصابين المكتظين في المستشفيات في مقديشو. وزار رئيس الجمهورية تقاطع كلم٥ في مقديشو الذي وقع فيه التفجير، حيث انهارت الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية والمباني القريبة من موقع الانفجار. ولم تصدر حتى الآن إحصائية رسمية حول الخسائر، إلا أن بعض التقارير تشير إلى أن التفجير الذي وصف بأنه أعنف تفجير شهدته مقديشو في تاريخها خلف مئآت من القتلى والجرحى، كما لا يزال عدد من المواطنين الصوماليين في أعداد المفقودين. وأشار مسؤولو الحكومة الفيدرالية الصومالية في تصريحات صحفية بأصابع الاتهام إلى حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
مقديشو أصيب القائم بالأعمال القطري لدى الصومال بجروح في التفجير الذي وقع السبت أمام فندق في مقديشو وقتل فيه ٢٠ شخصا على الاقل، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية القطرية في بيان الأحد. وقالت الوزارة إن مبنى سفارتها في العاصمة الصومالية تعرض “لاضرار جسيمة” جراء التفجير الناتج عن انفجار شاحنة مفخخة السبت عند تقاطع “الكيلومتر ٥″ في منطقة هودان، الحي التجاري الحيوي في العاصمة الصومالية ويضم الكثير من المتاجر والفنادق والمكاتب. وأضافت الوزارة أن العاملين في السفارة لم يتعرضوا لاصابات باستثناء القائم بالاعمال الذي تعرض “لاصابة طفيفة”، مشيرة الى انها قامت بالتواصل مع السلطات الصومالية “لاتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتأمين سلامة اعضاء السفارة”. ومن جانبه أكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مبنى بعثة جامعة الدول العربية الذي يقع على مقربة من موقع التفجيرات تعرض لبعض الأضرار، معربا عن خالص التعازي للحكومة الصومالية ولأسر الضحايا، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى. المصدر وكالات
القاهرة أدان أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأقوى العبارات التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا يوم السبت، منشآت بوسط العاصمة الصومالية مقديشيو، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين، بالإضافة إلى تدمير فندق بوسط المدينة، وتعرض مبنى بعثة جامعة الدول العربية الذي يقع على مقربة من موقع التفجيرات لبعض الأضرار، معربا عن خالص التعازي للحكومة الصومالية ولأسر الضحايا، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى. وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، في بيان اليوم، بأن أبوالغيط جدد بهذه المناسبة التزام الجامعة بمواصلة دعمها للجهود الحثيثة التي تقوم بها المؤسسات الأمنية الصومالية من أجل مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار في ربوع البلاد. وأعاد المتحدث الرسمي التأكيد على الثقة الكاملة للجامعة في قدرة الحكومة الصومالية على مواجهة الإرهاب والتهديد الذي يمثله في ظل ظروف شديدة الصعوبة، مطالباً في الوقت نفسه المجتمع الدولي بمضاعفة الدعم الذي يقدمه للحكومة الفيدرالية لمساندة مؤسساتها الأمنية ولجهود الصومال في بناء مؤسساته. المصدر وكالات
مقديشو – أعلن رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية محمد عبد الله فرماجو تنكيس علم الجمهورية حدادا لمدة ثلاثة أيام على ضحايا "التفجير الوحشي" الذي وقع في مقديشو أمس السبت، وأودي بحياة أكثر من ٣٠ شخصا. وقدم الرئيس فرماجو تعازيه للشعب الصومالي عامة ولأسر ضحايا التفجير خاصة، واصفا التفجير بأنه "هجوم حشي أستهدف مواطنين أبرياء" مشيرا بأصابع الاتهام إلى حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. ودعا الرئيس فرماجو الشعب الصومالي إلى التحرك للوقوف إلى جانب أهالي ضحايا التفجير، كما حث المواطنين على التبرع بالدماء لإنقاذ أشقائهم المصابين في مستشفيات مقديشو. وتذكر التقارير الوادرة إلى اتفارع عدد ضحايا التفجير إلى ٣٠ قتيلا وأكثر من ٥٠ جريحا، بالإضافة إلى فقدان عدد من المواطنين. ونفذ التفجير انتحاري يقود سيارة شاحنة مفخخة، مما أدى إلى انهيار عدد من الفنادق والمطاعم والمباني على جانب الشارع واشتعال النار في نحو ٢٠ سيارة كانت بالقرب من موقع الحدث. وتذكر التقارير أن عدد ضحايا التفجير مرشحة للازدياد، حيث فقد عدد من المواطنين الصوماليين، ويعتقد أن جثثا لا تزال تحت أنقاض المباني المنهارة. ووصف سكان العاصمة مقديشو التفجير بأنه أعنف تفجير شهدته العاصمة في تاريخها، وقد تعذر التعرف على هوية بعض الجثث التي تعرضت للاحتراق.
نيروبي قال مسؤول محلي بارز في كينيا إن الشرطة قتلت شخصين وأصابت ثالثا يوم الجمعة عندما حاول حشد من المتظاهرين اقتحام مركز للشرطة أثناء احتجاج للمعارضة ضد إعادة التصويت في الانتخابات الرئاسية. وقال جوزيفين أونونجا مفوض مقاطعة سيايا بجنوب غرب كينيا إن مجموعة من ٢٠ شابا حاولوا اقتحام مركز شرطة بوندو وإن ضباطا اضطروا لإطلاق النار عليهم لمنعهم، مشيرا إلى أن التجمع كان سلميا فيما عدا تلك الواقعة. وقال شهود من رويترز إن الشرطة الكينية استخدمت الغاز المسيل للدموع يوم الجمعة في أكبر ثلاث مدن بالبلاد لتفريق متظاهري المعارضة الذين يطالبون بإصلاحات انتخابية على الرغم من أن الحكومة حظرت يوم الخميس المظاهرات في الأحياء التجارية بوسط العاصمة نيروبي ومدينة مومباسا الساحلية ومدينة كيسومو في الغرب. وألغت المحكمة العليا في كينيا نتائج انتخابات الرئاسة التي جرت في أغسطس آب بسبب مخالفات في الإجراءات مما أبطل بدوره فوز الرئيس أوهورو كينياتا بولاية جديدة وأدى لقرار بإعادة التصويت في ٢٦ أكتوبر تشرين الأول. لكن زعيم المعارضة رايلا أودينجا رفض المشاركة فيها وقال إن إعادة الانتخابات لا يجب أن تتم قبل تطبيق إصلاحات واسعة النطاق لمنع تكرار الفشل. إلا أن لجنة الانتخابات قالت إن التصويت سيتم في كل الأحوال للاختيار بين كينياتا أو أحد ستة مرشحين آخرين لم يتمكن أيهم من الحصول على أكثر من واحد بالمئة من الأصوات في اقتراع أغسطس آب. وقال أودينجا لرويترز إنه قد يفكر في العودة للمحكمة العليا لطلب إيضاحات بشأن مدى قانونية التصويت في ٢٦ أكتوبر تشرين الأول. وقال أودينجا خلال زيارة إلى لندن "ما يخصنا هو أن (الحكم الأصلي من المحكمة العليا) لا يزال ساريا... ما نطلبه هو أن تحترم مفوضية الانتخابات المحكمة العليا وأن تجري الانتخابات بما يتسق مع الحكم". وقال مارتن كيماني مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب إن المعارضة تريد خلق أزمة. وأضاف "الكثير من تلك الاستفزازات أو المظاهرات التي تجري هي محاولة لخلق مناخ أزمة... هناك عملية واضحة بشأن كيفية التجمع.. الأمر متعلق بالحفاظ على القانون والنظام". المصدر رويترز
مقديشو – أعلن كل من وزير الدفاع عبد الرشيد عبد الله محمد وقائد الجيش الجنرال محمد جمعاله عرفيد الصوماليين عن استقالتهما اليوم الخميس، في خطوة تمارس ضغوطا على الحكومة الفيدرالية. وقدم وزير الدفاع الصومالي استقالته إلى رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، وذلك خلال الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء الصومالي مساء اليوم الخميس. ولم يكشف عن الأسباب وراء استقالة وزير الدفاع الصومالي إلا أن مصادر في مكتب رئيس الوزراء أشارت إلى أن استقالة وزير الدفاع تعود لأسباب شخصية. وتأتي استقالة وزير الدفاع الصومالي عبد الرشيد عبد الله محمد بعد ساعات من استقالة قائد الجيش الصومالي الجنرال محمد جمعاله عرفيد. وتتزامن استقالة المسؤولين في وقت يتصاعد فيه الخلاف السياسي بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية في البلاد. ويعتقد أن خطوة استقالة المسؤولين تمارس ضغوطا على الحكومة الفيدرالية، كما يخشى المراقبون من استقالة مسؤولين آخرين.
بمناسبة يوم العلم الصومالي تختار أسرة الصومال للقراء الكرام إعادة نشر مقال "في ذكري يوم العَلَم دعوة لردّ الجميل!" للكاتب والصحفي الصومالي علي حلني؛ الذي نشر في الموقع في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٥. وإلكم نص المقال، وهو كالتالي يحتفل الصومال حكومة وشعبا اليوم (١٢ أكتوبر٢٠١٥) بالذكرى الـ ٦١ لرفع العلم الصومالي لأول مرة في تاريخ البلاد. ويرجع الفضل في ذلك الي رجلين عظيمين، أحدهما صومالي وطني، والثاني مصري مناضل تغمدهما الله برحمته. الأول هو الحاج محمد عوالي ليبان ( ٢٠٠١) الذي كان عضوا في برلمان الإدارة المحلية أثناء الاستعمار الإيطالي. والثاني هو محمد كمال الدين صلاح (١٩١٠ – ١٩٥٧) ممثل مصر في المجلس الاستشاري للأمم المتحدة الذي كان يشرف على مسيرة نيل الصومال استقلالها، وكان هذا المجلس يتكون من الأمم المتحدة ومصر والفلبين وكولومبيا. وكما تذكر مصادر تاريخية متطابقة، دعا المندوب المصري كمال الدين صلاح قيادات الأحزاب الصومالية آنذاك وأعضاء في البرلمان المحلي تحت الاحتلال الي مأدبة غذاء في منزله في مقديشو، وكان ذلك في بداية أكتوبر ١٩٥٤، وقال لهم " "إن الصومال سينال الاستقلال بعد عدة سنوات كما هو المخطط، غير أن الصوماليين ليسوا على علم بما يجري، ولذلك أري أن يتم زرع بذور الأمل في نفوس هذا الشعب وتصميم علم خاص بالبلاد ليرفع إلى جانب العلم الإيطالي في كل مكان في الصومال ليعرف الشعب بذلك لتعزيز تطلعهم الي حلم الاستقلال القادم". وأوصى كمال الدين القادة الصوماليين في ذلك العهد بعقد "اجتماعات تشاورية لاختراع العلم الذي يكون شعارا للصومال بعد الاستقلال". وقال لهم "أمامنا أسبوع واحد لنلتقى مرة أخرى على مأدبة غذاء ثانية في هذا المنزل للبت في هذا الأمر المهم". وبدأ الناشطون الصوماليون وقيادات الأحزاب في ذلك الوقت مشاورات حثيثة حول شكل العلم المقترح. وبعد انقضاء مدة الأسبوع، اجتمع الساسة الصوماليون في منزل المندوب المصري كمال الدين صلاح، وعرض كل حزب علما يحمل شعاره الخاص ليتم اعتماده علما للصومال، إلا أن السفير المصري لم يقتنع بواحد من هذه التصاميم المعروضة لأنها كانت تعبر عن أحزاب وليست عن الصوماليين وعن بلدهم جميعا. وخلال الأيام التي أعقبت مأدبة الغذاء الأولي التي أقامها السفير المصري للسياسيين الصوماليين، انعقد لقاء آخر بين السفير المصري كمال الدين صلاح والحاج محمد عوالي ليبان والذي كانت تربطه علاقة صداقة خاصة بالسفير المصري، وكانت عنده فكرة أبدعها حول العلم الصومالي المستقبلي. وبالحقيقة رحب السفير المصري بفكرة الحاج عوالي، حيث اقترح أن يكون "العلم ذا لون أزرق كالسماء تتوسطه نجمة بيضاء ذات خمسة أضلاع " في إشارة إلى الأقاليم الصومالية الخمسة التي مزقها الاستعمار عند احتلاله للأراضي الصومالية، وقال كمال الدين للحاج عوالي "إن هذا تصميم رائع ويمكن أن يعبر عن جميع الصوماليين، واقترح عليك أن تعرضه في الاجتماع حين تقدم الأفكار حول المسألة ليرى الآخرون فكرتك". حضر السياسيون الصوماليون منزل السفير في الموعد، وكان بحوزة كل حزب علم خاص كان يفضل أن يقع عليه الاختيار كعلم للصومال، وجرت مناقشات ومداولات حول جميع التصاميم التي قدمها الأحزاب، إلا أنه لم يكن هناك علم نال ثقة الحاضرين، وبعد ذلك قام كمال الدين صلاح وقال للقيادات الذين حضروا الاجتماع "إن عند الحاج محمد عوالي فكرة عن العلم وأري أن نناقشها" فقال الجميع مرحبا بالحاج محمد. وقف الحاج محمد عوالي ليبان وسط القاعة وأخرج من جيب سترته العلم الذي أبدعه وعرضه على الحاضرين واحدا تلو الآخر، وشرح دلالات الألوان وما تستند إليه من معاني وطنية. وعند انتهاء الحاج عولي من العرض، وقف له جميع الحاضرين وصفقوا له بحرارة، واقترح المندوب المصري نقل الأمر الي البرلمان المحلي للتصويت عليه تمهيدا لاعتماده رسميا. وفي مثل هذا اليوم ١٢ أكتوبر من عام ١٩٥٤ تم تقديم فكرة العلم الجديد إلى البرلمان المحلي، ووقف محمد عوالي ونشر العلم أمام أعضاء البرلمان المحلي صفا بعد صف وتم التصويت عليه بالموافقة بالإجماع. وتذكر بعض المصادر التاريخية بأن أعضاء البرلمان المحلي صفقوا لمدة خمسة دقائق دون انقطاع، وقد غلب عليهم الحماس وانهمرت الدموع من بعض الأعضاء تأثرا بهذا الحدث. وبعد ذلك اليوم رفع العلم الصومالي في كل مكان إلى جانب العلم الإيطالي، ولاح للصوماليين في الافق آمال الاستقلال، وأصبح للصومال شعار يعرف به ويميزه من الآخرين. وقد استقيت معظم هذه المعلومات التاريخية من كتاب غير مطبوع بعد وضعه الكاتب الصومالي الشاب الصديق العزيز "أحمد علي أغاس" والذي جمع فيه مذكرات الحاج مختار محمد حسين (١٩١٢ – ٢٠١٢) رئيس البرلمان الصومالي في الفترة من ١٩٦٥ – ١٩٦٩، وقد كنت جالسا الي جنب الكاتب عندما كان يروي عن الحاج مختار قصة العلم. كما تشرفت بمرافقة الكاتب في جلسات أخري عندما كان يسجل المذكرات عن الحاج مختار، في منزله الكائن بحي هودن بمقديشو. وأعتقد أن مرور الذكري الـ٦١ علي رفع العلم الوطني في سماء هذه البلاد، وفي شتي أنحاء العالم هي مناسبة مهمة لمراجعة ما آلت اليه بلادنا وما يمثله هذا العلم الرائع. انها مناسبة للتأمل والترحم على كل من ساهموا في حماية هذا الوطن وشعبه ليكونوا بالمكانة اللائقة بين الأمم والشعوب، إنها مناسبة لرد الجميل والاعتراف بالرجلين العظيمين الصومالي محمد عوالي ليبان، والمصري محمد كمال الدين صلاح، وكل من ساندوهما في تحقيق هذا الإنجاز، رحمة الله على الجميع، وكل عام وأنتم بألف خير. وأختم مقالتي بالأغنية الخالدة التي ألفها الأديب الصومالي حسين أو فارح وغناها الفنان العظيم عبد الله قّرشي (١٩٢٤ – ١٩٩٤) رحمة الله عليهما. وتقول الأغنية لكل شعب علم بألوان خاصة. وعلم شعبنا بلون السماء بدون غيوم أحبوه! أيتها النجمة البيضاء أنت نصر لنا أنت رمز بلادي وشعبي كوني كشمس الضحى لا يمكن حجبها أبدا!