مهدي علي

مهدي علي

مهدي علي (مواليد ٢٠ أبريل ١٩٦٥) هو مدرب كرة قدم إماراتي وحالياً يدرب منتخب الإمارات لكرة القدم.قاد منتخب الإمارات للفوز في كأس الخليج ٢٠١٣ في البحرين حيث أصبح الإمارات بطل خليجي ٢١ في البحرين.أعلن الإتحاد الإماراتي لكرة القدم بأنه تم تجديد عقد مهدي علي حتى عام ٢٠١٨استقالته من تدريب المنتخب استقال مهدي علي من تدريب المنتخب بعد الخساره من أستراليا ٠/٢ يوم ٢٠١٧/٣/٢٨ ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمهدي علي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن مهدي علي
أحمد علي يكتب في كلمة صدق رباعية قطرية على إيقاع «الدان الحضرمي» ......................................................... في خضم الحصار .. «قلبي من الفرقة كما الريشة» .. هكذا تكلم المحضار ......................................................... الفوز على اليمن ليس مقياساً .. والاختبار الحقيقي يبدأ اليوم مع العراق ........................................................ لم تكن مباراة منتخبنا «الأدعم» مع نظيره اليمني الشقيق في بطولة «خليجي ٢٣»، المقامة حالياً في دولة الكويت الشقيقة مجرد مواجهة كروية عابرة، بل كانت واجهة رياضية عامرة بكل شيء، بدءا من أهدافها الأربعة التي شهدتها، مروراً بأبعادها الأخوية، وصولاً إلى معانيها الحضارية والحوارية والثقافية والسياسية والإنسانية والتراثية وغيرها! .. ولعل ما يزيد من قيمتها أنها تمت في زمن الحصار المفروض على اليمنيين وأشقائهم القطريين، ودارت أحداثها في ذلك المضمار، على أنغام المزمار، عبر إحياء تراث وميراث شاعر اليمن الراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار! لقد نظم منتخبنا خلال مباراته مع اليمن جلسة من جلسات الحوار الكروي لا تنسى، على إيــــقاع «الـــدان الحــــضرمي» فــــي «المقيل اليمني»، التي يشتهر بها «شاعر الشحر». .. ومثلما تضم تلك الجلسات رباعية الشعر والموسيقى والغناء والرقص، فقد حرص منتخبنا على تسجيل رباعية الإبداع والامتاع والاشباع والإقناع، التي ظهرت ملامحها عبر الإسراع في تسجيل الهدف الأسرع في البطولة! .. ورغم فوزنا بالرباعية الكرويـــة، ينبغي عدم الإفراط في الثقة، وعدم المبالغة في ذلك الفوز، لأن المشوار للمحافظة على لقبنا الخليجي ما زال صعباً، وينبغي أن يكون منتخبنا صلباً في مباراته اليوم أمام نظيره العراقي الشقيق، لأنها تمثل الاختبار الحقيقي لفريقنا «الأدعم»، الطامح للاحتفاظ بلقبه المستحق، الذي كان به هو البطل الأحق. أقول هذا لعدة أسباب، أبرزها أن فــــوزنا الســـهل على المنتخب اليمني الشقيق ليس مقياساً على مستوى منتخبنا، حيث لا يوجد في اليمن أكاديمية للتفوق الرياضي اسمها «اسباير»، وليــــس عــــندهـــــم ملعب فخم مكيــــــف على مدار شـــهور الســـــنة مـــثل اســـتاد جاسم بن حمد في نادي السد، ولا يوجـــــد في منتخبهم لاعب محترف واحد يتقـــاضى أجـــــوراً عالـــية، لكــــن في بلادهم طفلة تم اختطاف طفـــولتها اسمها «بثينة الريمي» نـــالــــت شهرة عالمية واسعة، ربما أشهر من بلقيس ملكة سبأ! .. والسبب أن هذه الطفلة البائسة أصبحت يتيمة الأبوين، وعمرها لا يتجاوز الخمسة أعوام، حيث فقدت والديها، جراء غارة طائشة من غارات «التحالف العربي»، استــــهدفت مجمعا سكنيا في منطقة عطان بالعاصمة اليمنية صنعاء! لقد اشتهرت هذه اليتيمة اليمنية بحركة يدها، وهي تحاول أن تفتح إحدى عينيها المتورمتين، وما زالت تــــــلك الطفــــلة تغـــني بكل بـــراءة «بابا وماما نور عيوني» رغم مأساتها، التي تعكس مأساة بلادها. .. ولأنــــــــه يكــــاد لا يخلـــــو منتـــــخــــــب اليمـــن مــن وجــــــود لاعب له صلة قرابة مع أحد ضحايا الحرب العبثية المفروضة على بلادهم، منذ أكثر من ٣ سنوات، أستطيع القول إن المأساة اليمنية كانت حاضرة في مباراة منتخبنا ونظيره اليمني في بطولة «خليجي ٢٣». .. وكيف لا تحضر تلك المأساة؟ .. وكيف لا تظهر وتطل برأسها في أوساط «دورة الخليج»، بعدما تحول اليمن أرضاً وسماء، وإنسانا وحيواناً، ونباتا وجماداً، إلى ساحة وغى، وأضحى مساحة للفوضى يسيطر عليها الغوغاء، حيث الغاية تبرر الوسيلة، على وقع الحرب العبثية التي تقودها «دول التحالف»! .. وفي خضم عدم تحقيق أهداف الحـــــرب، وهي ما يسمونها «استعادة الشرعيـــــة» أصبـــــحت الحرب المفروضــــة على اليمن غير شرعية، بل غير مشروعة، بعدما توسعت رقعتها، وزادت مساحتها، واشتعلت نيرانها في مختلف أنحاء البلاد، وتم في إطارها ارتكاب انتهاكــــات مروعة لحــــقوق الإنســــان، مما تسبـــب فــــي مأساة إنسانية لا حدود لها. .. ومنذ أكثر من ١٠٠٠ يوم، يجد اليمنيون أنفسهم في أتون حرب مستعرة دائرة في بلادهم، مدمرة لهم، يتصاعد فيها منسوب العنف الدموي، حيث يتواصل القتل، وتتسع دائرة نزيف الدم، ويزداد الدمار، وتنتشر الأمراض. .. وبعيداً عن مشاركة اللاعبين اليمنيــــين في مـــباريــــات «خليجي ٢٣»، فقد تحول اليمن إلى ملعب للصراع الإقليمي بين لاعبين محليين ودوليين يمثلون كل الجهات, وينوبون عن كل الاتجاهات، ويعبرون عن كافــــة التوجهــــات السياسيــة، في ذلك البلد العربي المدمر، الذي يعاني شعبه من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحرم أكثر مـــن ١٤ مليــــون شـــــخص مـــــن الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي! .. وحيث القصف الجوي الذي تشنه «قوات التحالف» بلا هوادة، وحيث غارات الطائرات الحربية، وإطلاق الصواريخ الباليستية تثير الكثير من الانتقادات لخرقها قواعد الحرب. .. وحيث وصل عدد المصابين بوباء «الكـــوليرا» إلـــى أكـــــثر من مليون مصاب، وفقاً لتقارير اللجان المختصة، عدا وجود الملايين الذين يعانون من آثار الحرب المدمرة. .. ولكــــل هذه الظــــروف المأســــاويـــــة، يكفــــي منتـخــــب اليــــمن حضــوره إلى الكويت، للمشاركة في «خليجي ٢٣». .. ويكفيه مشاركته في مباريات «دورة الخليج». .. ويكفيه حرصه على إنجاح البطولة، رغم ظروفه المأساوية. .. وما من شك في أن انتصار المنتخب اليمني الشقيق على كل هذه الظروف الصعبة، يعد بطولة في حد ذاتها. .. ولهــــــــذا يمــــكن القـــــــــول إن منتـــخـــــب اليــــمــــن هـــــــو الفـــائـــز الحقيقي بالبطولة. .. وقد يكون من الإنصاف أيضاً، الاعتراف بأن منتخب اليمن، رغم هزيمته بأربعة أهداف أمام منتخبنا الوطني، كان فريقاً «مقاوماً» حتى الرمق الأخير من المباراة غير المتكافئة. .. ووسط ذلك اللقاء غير المتكافئ، كان منتخبنا خلال النصف الأول من مباراته مع اليمن يطير في سماء المنتخب اليمني، ويحلق في فضاء اللقاء «كما الريشة»، دون حــــضور الراحل الكبير أبو بكر سالم! لقد نجح منتخبنا في اختراق دفاعــــات نظيره اليمــني، مثـــل موجات متلاحقة السيول الجارفة، التي جرفت «سد مأرب» ذلك الصرح التاريخي، الذي يعتبر واحداً من أهم السدود اليمنية، ويعود تاريخ بنائه الأول إلى بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد. .. كان الولوج إلى مرمى المنتخب اليــمني يشـــبه الدخول إلى كتاب تاريخ مفتوح على مصراعيه، ولهذا جاء الهدف الأول لمنتخبنا مثل حراك زائــــر قطــري لأحد الأحـــياء العتيقــــة فــــي صنــــعــــــاء القديمـــة، حيــــــث الأبواب والــــنوافذ والشـــــرفـــــات المطلة على التاريخ! .. ولم يكن منتخبنا في حاجة إلى استخدام «الجنبية اليمنية»، وهي إحدى أنواع الخناجر العربـــية، التي تـــربط بحـــزام، لفك عقدة الدفاع اليمني، الذي كان مفككا بلا تعقيد في بــــدايات المـــــباراة، عنــــــدما انطـــلق إسماعيل محــــمد من الجهة اليمنى، «على ضو ذا الكوكب الساري» ولا أحد في المنتخب اليمني بمقصده داري، غير الذي يعلم الأسرار، ورفع الكـــرة عرضــــية متقــــنة في عمق المرمــى، لتجـــد أكــــرم عفــــيف يستـــقبلها بــــرأسه، ويزفها إلى الشباك وكأنها عروس, على إيقاع «الدان الحضرمي» محرزاً الهدف الأول والأسرع في البطولة. .. وجاء الهدف الثاني سريعاً بعده، وبالتحديد في الدقيقة الخامسة، عندما أرســـــل أكرم عفيف كـــــرة طائـــــرة وهو يــــغني «يا طائرة طيري على بندر عدن», قابلها المهدي علي برأسه وحولها في الشباك! .. وفي الدقيقة الثامنة عشرة بدأ حسن الهيدوس هجمة قطرية منظمة، ومرر الكرة إلى «اسماعيل محمد»، الذي لعبها بدوره عرضية على إيقاع العود الصنعاني رباعي الأوتار، سددها «المعز علي» قوية في المرمى اليمني. .. وعبر هجماتـــــه المتلاحقـــة، خلال الشــــوط الأول تمـــكن منتــــخــــبنا من اجتياز «باب اليمن»، متجهاً إلى أكثــــر مــــــن ألـــف عام من الحــــضارة اليمنـــية، مطلاً من خلال ذلك البــــــاب العتيـــق على جملة من الأحـــــداث التــــاريخـــــية، محققا أهدافه الكروية. لقد دلف منتخبنا عبـــر ذلـــك الباب التاريـــــخي إلى داخــل صنعاء القديمة، حيث توجد حاراتها، وتنتشر أزقتها، وتفوح أجــــواؤهـــا التي تفوق في تفــــاصيلها كل الحكايات المكدسة في ذاكرة التاريخ! .. ومع اقتـــــراب المبــــراة من نهايتهـــــا، أضـــــاف «بيدرو ميجيل» الهدف الرابع لمنتخبنا «الأدعم» في الدقيقة الخامسة والثمانـــين، عـــــندما حـــــول كرة رأسية نحو المرمى، بدأت من ركلة ركنية. هكذا تم إحراز الرباعية القطــــــرية فـــي مـــرمى منتخب اليمن الذي لم يعد سعيداً كما كان يشتهر من قبل، وسط خصومات الــــحرب وضغائنها وجروحها وأوجاعها وجياعها! .. ولأن في اليمــــن حرباً ونــزيــف دماء ودماراً، ولأنـــنا في قطر نعـــــانــــي مــــــن حــــصــار جــــائـــــر، وفجـــور فــــي الخـــصومة من دول الجوار، سنبقى نردد مع أشقائنا اليمنيين كلمات شاعــــرهم الــــراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار «القلب على الأوطان يتحرق» «والعين من جور الجفا تبكي» «والراس عادة فيه تنغيشة» «قلبي من الفرقة كما الريشة»! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب رباعية قطرية على إيقاع «الدان الحضرمي» في خضم الحصار .. «قلبي من الفرقة كما الريشة» .. هكذا تكلم المحضار الفوز على اليمن ليس مقياساً .. والاختبار الحقيقي يبدأ اليوم مع العراق لم تكن مباراة منتخبنا «الأدعم» مع نظيره اليمني الشقيق في بطولة «خليجي ٢٣»، المقامة حالياً في دولة الكويت الشقيقة مجرد مواجهة كروية عابرة، بل كانت واجهة رياضية عامرة بكل شيء، بدءا من أهدافها الأربعة التي شهدتها، مروراً بأبعادها الأخوية، وصولاً إلى معانيها الحضارية والحوارية والثقافية والسياسية والإنسانية والتراثية وغيرها! .. ولعل ما يزيد من قيمتها أنها تمت في زمن الحصار المفروض على اليمنيين وأشقائهم القطريين، ودارت أحداثها في ذلك المضمار، على أنغام المزمار، عبر إحياء تراث وميراث شاعر اليمن الراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار! لقد نظم منتخبنا خلال مباراته مع اليمن جلسة من جلسات الحوار الكروي لا تنسى، على إيــــقاع «الـــدان الحــــضرمي» فــــي «المقيل اليمني»، التي يشتهر بها «شاعر الشحر». .. ومثلما تضم تلك الجلسات رباعية الشعر والموسيقى والغناء والرقص، فقد حرص منتخبنا على تسجيل رباعية الإبداع والامتاع والاشباع والإقناع، التي ظهرت ملامحها عبر الإسراع في تسجيل الهدف الأسرع في البطولة! .. ورغم فوزنا بالرباعية الكرويـــة، ينبغي عدم الإفراط في الثقة، وعدم المبالغة في ذلك الفوز، لأن المشوار للمحافظة على لقبنا الخليجي ما زال صعباً، وينبغي أن يكون منتخبنا صلباً في مباراته اليوم أمام نظيره العراقي الشقيق، لأنها تمثل الاختبار الحقيقي لفريقنا «الأدعم»، الطامح للاحتفاظ بلقبه المستحق، الذي كان به هو البطل الأحق. أقول هذا لعدة أسباب، أبرزها أن فــــوزنا الســـهل على المنتخب اليمني الشقيق ليس مقياساً على مستوى منتخبنا، حيث لا يوجد في اليمن أكاديمية للتفوق الرياضي اسمها «اسباير»، وليــــس عــــندهـــــم ملعب فخم مكيــــــف على مدار شـــهور الســـــنة مـــثل اســـتاد جاسم بن حمد في نادي السد، ولا يوجـــــد في منتخبهم لاعب محترف واحد يتقـــاضى أجـــــوراً عالـــية، لكــــن في بلادهم طفلة تم اختطاف طفـــولتها اسمها «بثينة الريمي» نـــالــــت شهرة عالمية واسعة، ربما أشهر من بلقيس ملكة سبأ! .. والسبب أن هذه الطفلة البائسة أصبحت يتيمة الأبوين، وعمرها لا يتجاوز الخمسة أعوام، حيث فقدت والديها، جراء غارة طائشة من غارات «التحالف العربي»، استــــهدفت مجمعا سكنيا في منطقة عطان بالعاصمة اليمنية صنعاء! لقد اشتهرت هذه اليتيمة اليمنية بحركة يدها، وهي تحاول أن تفتح إحدى عينيها المتورمتين، وما زالت تــــــلك الطفــــلة تغـــني بكل بـــراءة «بابا وماما نور عيوني» رغم مأساتها، التي تعكس مأساة بلادها. .. ولأنــــــــه يكــــاد لا يخلـــــو منتـــــخــــــب اليمـــن مــن وجــــــود لاعب له صلة قرابة مع أحد ضحايا الحرب العبثية المفروضة على بلادهم، منذ أكثر من ٣ سنوات، أستطيع القول إن المأساة اليمنية كانت حاضرة في مباراة منتخبنا ونظيره اليمني في بطولة «خليجي ٢٣». .. وكيف لا تحضر تلك المأساة؟ .. وكيف لا تظهر وتطل برأسها في أوساط «دورة الخليج»، بعدما تحول اليمن أرضاً وسماء، وإنسانا وحيواناً، ونباتا وجماداً، إلى ساحة وغى، وأضحى مساحة للفوضى يسيطر عليها الغوغاء، حيث الغاية تبرر الوسيلة، على وقع الحرب العبثية التي تقودها «دول التحالف»! .. وفي خضم عدم تحقيق أهداف الحـــــرب، وهي ما يسمونها «استعادة الشرعيـــــة» أصبـــــحت الحرب المفروضــــة على اليمن غير شرعية، بل غير مشروعة، بعدما توسعت رقعتها، وزادت مساحتها، واشتعلت نيرانها في مختلف أنحاء البلاد، وتم في إطارها ارتكاب انتهاكــــات مروعة لحــــقوق الإنســــان، مما تسبـــب فــــي مأساة إنسانية لا حدود لها. .. ومنذ أكثر من ١٠٠٠ يوم، يجد اليمنيون أنفسهم في أتون حرب مستعرة دائرة في بلادهم، مدمرة لهم، يتصاعد فيها منسوب العنف الدموي، حيث يتواصل القتل، وتتسع دائرة نزيف الدم، ويزداد الدمار، وتنتشر الأمراض. .. وبعيداً عن مشاركة اللاعبين اليمنيــــين في مـــباريــــات «خليجي ٢٣»، فقد تحول اليمن إلى ملعب للصراع الإقليمي بين لاعبين محليين ودوليين يمثلون كل الجهات, وينوبون عن كل الاتجاهات، ويعبرون عن كافــــة التوجهــــات السياسيــة، في ذلك البلد العربي المدمر، الذي يعاني شعبه من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحرم أكثر مـــن ١٤ مليــــون شـــــخص مـــــن الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي! .. وحيث القصف الجوي الذي تشنه «قوات التحالف» بلا هوادة، وحيث غارات الطائرات الحربية، وإطلاق الصواريخ الباليستية تثير الكثير من الانتقادات لخرقها قواعد الحرب. .. وحيث وصل عدد المصابين بوباء «الكـــوليرا» إلـــى أكـــــثر من مليون مصاب، وفقاً لتقارير اللجان المختصة، عدا وجود الملايين الذين يعانون من آثار الحرب المدمرة. .. ولكــــل هذه الظــــروف المأســــاويـــــة، يكفــــي منتـخــــب اليــــمن حضــوره إلى الكويت، للمشاركة في «خليجي ٢٣». .. ويكفيه مشاركته في مباريات «دورة الخليج». .. ويكفيه حرصه على إنجاح البطولة، رغم ظروفه المأساوية. .. وما من شك في أن انتصار المنتخب اليمني الشقيق على كل هذه الظروف الصعبة، يعد بطولة في حد ذاتها. .. ولهــــــــذا يمــــكن القـــــــــول إن منتـــخـــــب اليــــمــــن هـــــــو الفـــائـــز الحقيقي بالبطولة. .. وقد يكون من الإنصاف أيضاً، الاعتراف بأن منتخب اليمن، رغم هزيمته بأربعة أهداف أمام منتخبنا الوطني، كان فريقاً «مقاوماً» حتى الرمق الأخير من المباراة غير المتكافئة. .. ووسط ذلك اللقاء غير المتكافئ، كان منتخبنا خلال النصف الأول من مباراته مع اليمن يطير في سماء المنتخب اليمني، ويحلق في فضاء اللقاء «كما الريشة»، دون حــــضور الراحل الكبير أبو بكر سالم! لقد نجح منتخبنا في اختراق دفاعــــات نظيره اليمــني، مثـــل موجات متلاحقة السيول الجارفة، التي جرفت «سد مأرب» ذلك الصرح التاريخي، الذي يعتبر واحداً من أهم السدود اليمنية، ويعود تاريخ بنائه الأول إلى بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد. .. كان الولوج إلى مرمى المنتخب اليــمني يشـــبه الدخول إلى كتاب تاريخ مفتوح على مصراعيه، ولهذا جاء الهدف الأول لمنتخبنا مثل حراك زائــــر قطــري لأحد الأحـــياء العتيقــــة فــــي صنــــعــــــاء القديمـــة، حيــــــث الأبواب والــــنوافذ والشـــــرفـــــات المطلة على التاريخ! .. ولم يكن منتخبنا في حاجة إلى استخدام «الجنبية اليمنية»، وهي إحدى أنواع الخناجر العربـــية، التي تـــربط بحـــزام، لفك عقدة الدفاع اليمني، الذي كان مفككا بلا تعقيد في بــــدايات المـــــباراة، عنــــــدما انطـــلق إسماعيل محــــمد من الجهة اليمنى، «على ضو ذا الكوكب الساري» ولا أحد في المنتخب اليمني بمقصده داري، غير الذي يعلم الأسرار، ورفع الكـــرة عرضــــية متقــــنة في عمق المرمــى، لتجـــد أكــــرم عفــــيف يستـــقبلها بــــرأسه، ويزفها إلى الشباك وكأنها عروس, على إيقاع «الدان الحضرمي» محرزاً الهدف الأول والأسرع في البطولة. .. وجاء الهدف الثاني سريعاً بعده، وبالتحديد في الدقيقة الخامسة، عندما أرســـــل أكرم عفيف كـــــرة طائـــــرة وهو يــــغني «يا طائرة طيري على بندر عدن», قابلها المهدي علي برأسه وحولها في الشباك! .. وفي الدقيقة الثامنة عشرة بدأ حسن الهيدوس هجمة قطرية منظمة، ومرر الكرة إلى «اسماعيل محمد»، الذي لعبها بدوره عرضية على إيقاع العود الصنعاني رباعي الأوتار، سددها «المعز علي» قوية في المرمى اليمني. .. وعبر هجماتـــــه المتلاحقـــة، خلال الشــــوط الأول تمـــكن منتــــخــــبنا من اجتياز «باب اليمن»، متجهاً إلى أكثــــر مــــــن ألـــف عام من الحــــضارة اليمنـــية، مطلاً من خلال ذلك البــــــاب العتيـــق على جملة من الأحـــــداث التــــاريخـــــية، محققا أهدافه الكروية. لقد دلف منتخبنا عبـــر ذلـــك الباب التاريـــــخي إلى داخــل صنعاء القديمة، حيث توجد حاراتها، وتنتشر أزقتها، وتفوح أجــــواؤهـــا التي تفوق في تفــــاصيلها كل الحكايات المكدسة في ذاكرة التاريخ! .. ومع اقتـــــراب المبــــراة من نهايتهـــــا، أضـــــاف «بيدرو ميجيل» الهدف الرابع لمنتخبنا «الأدعم» في الدقيقة الخامسة والثمانـــين، عـــــندما حـــــول كرة رأسية نحو المرمى، بدأت من ركلة ركنية. هكذا تم إحراز الرباعية القطــــــرية فـــي مـــرمى منتخب اليمن الذي لم يعد سعيداً كما كان يشتهر من قبل، وسط خصومات الــــحرب وضغائنها وجروحها وأوجاعها وجياعها! .. ولأن في اليمــــن حرباً ونــزيــف دماء ودماراً، ولأنـــنا في قطر نعـــــانــــي مــــــن حــــصــار جــــائـــــر، وفجـــور فــــي الخـــصومة من دول الجوار، سنبقى نردد مع أشقائنا اليمنيين كلمات شاعــــرهم الــــراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار «القلب على الأوطان يتحرق» «والعين من جور الجفا تبكي» «والراس عادة فيه تنغيشة» «قلبي من الفرقة كما الريشة»! احمد علي
أحمد علي يكتب في كلمة صدق رباعية قطرية على إيقاع «الدان الحضرمي» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في خضم الحصار .. «قلبي من الفرقة كما الريشة» .. هكذا تكلم المحضار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفوز على اليمن ليس مقياساً .. والاختبار الحقيقي يبدأ اليوم مع العراق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لم تكن مباراة منتخبنا «الأدعم» مع نظيره اليمني الشقيق في بطولة «خليجي ٢٣»، المقامة حالياً في دولة الكويت الشقيقة مجرد مواجهة كروية عابرة، بل كانت واجهة رياضية عامرة بكل شيء، بدءا من أهدافها الأربعة التي شهدتها، مروراً بأبعادها الأخوية، وصولاً إلى معانيها الحضارية والحوارية والثقافية والسياسية والإنسانية والتراثية وغيرها! .. ولعل ما يزيد من قيمتها أنها تمت في زمن الحصار المفروض على اليمنيين وأشقائهم القطريين، ودارت أحداثها في ذلك المضمار، على أنغام المزمار، عبر إحياء تراث وميراث شاعر اليمن الراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار! لقد نظم منتخبنا خلال مباراته مع اليمن جلسة من جلسات الحوار الكروي لا تنسى، على إيــــقاع «الـــدان الحــــضرمي» فــــي «المقيل اليمني»، التي يشتهر بها «شاعر الشحر». .. ومثلما تضم تلك الجلسات رباعية الشعر والموسيقى والغناء والرقص، فقد حرص منتخبنا على تسجيل رباعية الإبداع والامتاع والاشباع والإقناع، التي ظهرت ملامحها عبر الإسراع في تسجيل الهدف الأسرع في البطولة! .. ورغم فوزنا بالرباعية الكرويـــة، ينبغي عدم الإفراط في الثقة، وعدم المبالغة في ذلك الفوز، لأن المشوار للمحافظة على لقبنا الخليجي ما زال صعباً، وينبغي أن يكون منتخبنا صلباً في مباراته اليوم أمام نظيره العراقي الشقيق، لأنها تمثل الاختبار الحقيقي لفريقنا «الأدعم»، الطامح للاحتفاظ بلقبه المستحق، الذي كان به هو البطل الأحق. أقول هذا لعدة أسباب، أبرزها أن فــــوزنا الســـهل على المنتخب اليمني الشقيق ليس مقياساً على مستوى منتخبنا، حيث لا يوجد في اليمن أكاديمية للتفوق الرياضي اسمها «اسباير»، وليــــس عــــندهـــــم ملعب فخم مكيــــــف على مدار شـــهور الســـــنة مـــثل اســـتاد جاسم بن حمد في نادي السد، ولا يوجـــــد في منتخبهم لاعب محترف واحد يتقـــاضى أجـــــوراً عالـــية، لكــــن في بلادهم طفلة تم اختطاف طفـــولتها اسمها «بثينة الريمي» نـــالــــت شهرة عالمية واسعة، ربما أشهر من بلقيس ملكة سبأ! .. والسبب أن هذه الطفلة البائسة أصبحت يتيمة الأبوين، وعمرها لا يتجاوز الخمسة أعوام، حيث فقدت والديها، جراء غارة طائشة من غارات «التحالف العربي»، استــــهدفت مجمعا سكنيا في منطقة عطان بالعاصمة اليمنية صنعاء! لقد اشتهرت هذه اليتيمة اليمنية بحركة يدها، وهي تحاول أن تفتح إحدى عينيها المتورمتين، وما زالت تــــــلك الطفــــلة تغـــني بكل بـــراءة «بابا وماما نور عيوني» رغم مأساتها، التي تعكس مأساة بلادها. .. ولأنــــــــه يكــــاد لا يخلـــــو منتـــــخــــــب اليمـــن مــن وجــــــود لاعب له صلة قرابة مع أحد ضحايا الحرب العبثية المفروضة على بلادهم، منذ أكثر من ٣ سنوات، أستطيع القول إن المأساة اليمنية كانت حاضرة في مباراة منتخبنا ونظيره اليمني في بطولة «خليجي ٢٣». .. وكيف لا تحضر تلك المأساة؟ .. وكيف لا تظهر وتطل برأسها في أوساط «دورة الخليج»، بعدما تحول اليمن أرضاً وسماء، وإنسانا وحيواناً، ونباتا وجماداً، إلى ساحة وغى، وأضحى مساحة للفوضى يسيطر عليها الغوغاء، حيث الغاية تبرر الوسيلة، على وقع الحرب العبثية التي تقودها «دول التحالف»! .. وفي خضم عدم تحقيق أهداف الحـــــرب، وهي ما يسمونها «استعادة الشرعيـــــة» أصبـــــحت الحرب المفروضــــة على اليمن غير شرعية، بل غير مشروعة، بعدما توسعت رقعتها، وزادت مساحتها، واشتعلت نيرانها في مختلف أنحاء البلاد، وتم في إطارها ارتكاب انتهاكــــات مروعة لحــــقوق الإنســــان، مما تسبـــب فــــي مأساة إنسانية لا حدود لها. .. ومنذ أكثر من ١٠٠٠ يوم، يجد اليمنيون أنفسهم في أتون حرب مستعرة دائرة في بلادهم، مدمرة لهم، يتصاعد فيها منسوب العنف الدموي، حيث يتواصل القتل، وتتسع دائرة نزيف الدم، ويزداد الدمار، وتنتشر الأمراض. .. وبعيداً عن مشاركة اللاعبين اليمنيــــين في مـــباريــــات «خليجي ٢٣»، فقد تحول اليمن إلى ملعب للصراع الإقليمي بين لاعبين محليين ودوليين يمثلون كل الجهات, وينوبون عن كل الاتجاهات، ويعبرون عن كافــــة التوجهــــات السياسيــة، في ذلك البلد العربي المدمر، الذي يعاني شعبه من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحرم أكثر مـــن ١٤ مليــــون شـــــخص مـــــن الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي! .. وحيث القصف الجوي الذي تشنه «قوات التحالف» بلا هوادة، وحيث غارات الطائرات الحربية، وإطلاق الصواريخ الباليستية تثير الكثير من الانتقادات لخرقها قواعد الحرب. .. وحيث وصل عدد المصابين بوباء «الكـــوليرا» إلـــى أكـــــثر من مليون مصاب، وفقاً لتقارير اللجان المختصة، عدا وجود الملايين الذين يعانون من آثار الحرب المدمرة. .. ولكــــل هذه الظــــروف المأســــاويـــــة، يكفــــي منتـخــــب اليــــمن حضــوره إلى الكويت، للمشاركة في «خليجي ٢٣». .. ويكفيه مشاركته في مباريات «دورة الخليج». .. ويكفيه حرصه على إنجاح البطولة، رغم ظروفه المأساوية. .. وما من شك في أن انتصار المنتخب اليمني الشقيق على كل هذه الظروف الصعبة، يعد بطولة في حد ذاتها. .. ولهــــــــذا يمــــكن القـــــــــول إن منتـــخـــــب اليــــمــــن هـــــــو الفـــائـــز الحقيقي بالبطولة. .. وقد يكون من الإنصاف أيضاً، الاعتراف بأن منتخب اليمن، رغم هزيمته بأربعة أهداف أمام منتخبنا الوطني، كان فريقاً «مقاوماً» حتى الرمق الأخير من المباراة غير المتكافئة. .. ووسط ذلك اللقاء غير المتكافئ، كان منتخبنا خلال النصف الأول من مباراته مع اليمن يطير في سماء المنتخب اليمني، ويحلق في فضاء اللقاء «كما الريشة»، دون حــــضور الراحل الكبير أبو بكر سالم! لقد نجح منتخبنا في اختراق دفاعــــات نظيره اليمــني، مثـــل موجات متلاحقة السيول الجارفة، التي جرفت «سد مأرب» ذلك الصرح التاريخي، الذي يعتبر واحداً من أهم السدود اليمنية، ويعود تاريخ بنائه الأول إلى بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد. .. كان الولوج إلى مرمى المنتخب اليــمني يشـــبه الدخول إلى كتاب تاريخ مفتوح على مصراعيه، ولهذا جاء الهدف الأول لمنتخبنا مثل حراك زائــــر قطــري لأحد الأحـــياء العتيقــــة فــــي صنــــعــــــاء القديمـــة، حيــــــث الأبواب والــــنوافذ والشـــــرفـــــات المطلة على التاريخ! .. ولم يكن منتخبنا في حاجة إلى استخدام «الجنبية اليمنية»، وهي إحدى أنواع الخناجر العربـــية، التي تـــربط بحـــزام، لفك عقدة الدفاع اليمني، الذي كان مفككا بلا تعقيد في بــــدايات المـــــباراة، عنــــــدما انطـــلق إسماعيل محــــمد من الجهة اليمنى، «على ضو ذا الكوكب الساري» ولا أحد في المنتخب اليمني بمقصده داري، غير الذي يعلم الأسرار، ورفع الكـــرة عرضــــية متقــــنة في عمق المرمــى، لتجـــد أكــــرم عفــــيف يستـــقبلها بــــرأسه، ويزفها إلى الشباك وكأنها عروس, على إيقاع «الدان الحضرمي» محرزاً الهدف الأول والأسرع في البطولة. .. وجاء الهدف الثاني سريعاً بعده، وبالتحديد في الدقيقة الخامسة، عندما أرســـــل أكرم عفيف كـــــرة طائـــــرة وهو يــــغني «يا طائرة طيري على بندر عدن», قابلها المهدي علي برأسه وحولها في الشباك! .. وفي الدقيقة الثامنة عشرة بدأ حسن الهيدوس هجمة قطرية منظمة، ومرر الكرة إلى «اسماعيل محمد»، الذي لعبها بدوره عرضية على إيقاع العود الصنعاني رباعي الأوتار، سددها «المعز علي» قوية في المرمى اليمني. .. وعبر هجماتـــــه المتلاحقـــة، خلال الشــــوط الأول تمـــكن منتــــخــــبنا من اجتياز «باب اليمن»، متجهاً إلى أكثــــر مــــــن ألـــف عام من الحــــضارة اليمنـــية، مطلاً من خلال ذلك البــــــاب العتيـــق على جملة من الأحـــــداث التــــاريخـــــية، محققا أهدافه الكروية. لقد دلف منتخبنا عبـــر ذلـــك الباب التاريـــــخي إلى داخــل صنعاء القديمة، حيث توجد حاراتها، وتنتشر أزقتها، وتفوح أجــــواؤهـــا التي تفوق في تفــــاصيلها كل الحكايات المكدسة في ذاكرة التاريخ! .. ومع اقتـــــراب المبــــراة من نهايتهـــــا، أضـــــاف «بيدرو ميجيل» الهدف الرابع لمنتخبنا «الأدعم» في الدقيقة الخامسة والثمانـــين، عـــــندما حـــــول كرة رأسية نحو المرمى، بدأت من ركلة ركنية. هكذا تم إحراز الرباعية القطــــــرية فـــي مـــرمى منتخب اليمن الذي لم يعد سعيداً كما كان يشتهر من قبل، وسط خصومات الــــحرب وضغائنها وجروحها وأوجاعها وجياعها! .. ولأن في اليمــــن حرباً ونــزيــف دماء ودماراً، ولأنـــنا في قطر نعـــــانــــي مــــــن حــــصــار جــــائـــــر، وفجـــور فــــي الخـــصومة من دول الجوار، سنبقى نردد مع أشقائنا اليمنيين كلمات شاعــــرهم الــــراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار «القلب على الأوطان يتحرق» «والعين من جور الجفا تبكي» «والراس عادة فيه تنغيشة» «قلبي من الفرقة كما الريشة»! احمد علي مديرعام صحيفة الوطن القطرية
قارن مهدي علي مع:
شارك صفحة مهدي علي على