محمد مرسي

محمد مرسي

محمد محمد مرسي عيسى العياط (٨ أغسطس ١٩٥١ – ١٧ يونيو ٢٠١٩)، مهندس فلزات، وأستاذ جامعي، وسياسي وهو الرئيس الخامس لجمهورية مصر العربية والأول بعد ثورة ٢٥ يناير وهو أول رئيس مدني منتخب للبلاد وأول رئيسٍ ذي خلفية سياسية إسلامية، أُعلن فوزه في ٢٤ يونيو ٢٠١٢ بنسبة ٥١.٧٣ % من أصوات الناخبين المشاركين بدأت فترته الرئاسية مع الإعلان في ٢٤ يونيو ٢٠١٢ عن فوزه في انتخابات الرئاسة المصرية ٢٠١٢، وتولّى مهام منصبه في ٣٠ يونيو ٢٠١٢ بعد أدائه اليمين الدستورية. رفض مرسي العيش في القصور الرئاسية كباقي رؤساء مصر السابقين وقال أنه يسكن في شقة إيجار على حسابه، شهدت فترة رئاسة محمد مرسي العديد من الاحتجاجات والمظاهرات، أزيح عن السلطة في انقلاب ٣ يوليو ٢٠١٣ في مصر والذي جاء بعد مظاهرات ٣٠ يونيو من نفس العام بعد حدوث عدة أزمات أقتصادية منها ازمة انقطاع الكهرباء وعدم توفر وقود السيارات واسطوانات البوتجاز وأزمة القمامة والإنفلات الأمني، في حين رأى البعض أنها كانت مفتعلة. وبقي معتقلاً منذ تاريخ عزله، حتى وفاته في ١٧ يونيو ٢٠١٩. بعد توجيه عدة تهم إليه من ضمنها التخابر مع قطر وحركة حماس وإفشاء أسرار الأمن القومي أثناء فترة رئاسته. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمحمد مرسي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن محمد مرسي
رابعة الإيمان ما كان كان شهادة غير مكتملة حول اعتصامي النهضة ورابعة ــــــــــــــــــــــــــــــــــ دنـيا عزت ١٥ أغسطس ٢٠١٧ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ «حد يكلم البوليس ييجوا يشيلوا الحيوانات دول من هنا، مش هيسيبوا رابعة وييجوا يعششوا لنا هنا»، بهذه الكلمات يعلو صوت نجلاء، السيدة اﻷربعينية، بينما تغطي وجهها المكسو بمساحيق التجميل تظهر بوضوح مع حجابها الكامل ملامح غضب شديد. وهي تقف وسط مجموعة من السيدات القاطنات في محيط شارع مكرم عبيد بمنطقة بمدينة نصر. فيما تتردد من بين المتجمعين جمل مثل «مشوهم من هنا»، «مش عايزين زبالة هنا»، «إحنا مش هنخلص منهم»، «إحنا مش هنسكت»، «ندخل نمشيهم لو الشرطة ما جتش تشيلهم». تزامن هذا المشهد مع غروب شمس الخميس ١٥ أغسطس ٢٠١٣، اليوم التالي على فض قوات اﻷمن اعتصامًا استمر ستة أسابيع، في محيط ميدان رابعة العدوية، بالتوازي مع فض مماثل، أقل دموية حسب كل المشاهدات والروايات، في ميدان النهضة بمحافظة الجيزة، وهما الاعتصامان اللذان رفض المجتمعون فيهما إنهاء حكم الرئيس اﻷسبق محمد مرسي على يد وزير دفاعه وقتذاك، والرئيس الحالي للبلاد، عبد الفتاح السيسي، مدعومًا بعدد من ممثلي القوى المدنية والدينية. قبل المشهد السابق بأربعة أسابيع، وفي ثاني أسابيع الاعتصام في رابعة، كانت سيدة ثلاثينية في طريقها لمنزلها سيرًا على الأقدام بعد نزولها من سيارة أجرة لجأت إليها بعد أن تعذر عليها استخدام سيارتها الخاصة للتحرك من محيط منزلها القريب من اعتصام رابعة، بفروغ صبر قالت السيدة «الحقيقة الناس دي صعبة قوي، قفلوا كل الأماكن المؤدية للدخول والخروج حول الجامع (رابعة) ومش عايزين يتحركوا، لدرجة إن والدتي كانت تعبانة وكنت عايزة أجيب لها الإسعاف، والإسعاف ما عرفش يدخل فجوزي شالها على كرسي مع البواب علشان ننزلها». قبل أن تضيف وهى تعيد ضبط غطاء رأسها الملون «وبعدين يعني كويس كده شتيمة المسيحيين اللي طول الوقت؟، أنا في نفس الدور معايا جارتي مسيحية وست زي الفل، الواحد بس يبص في وشها إزاي وهي بتسمع شتيمتها ليل ونهار». في إشارة إلى هتافات من نوعية «إسلامية إسلامية رغم أنف النصرانية» التي تعلو من الاعتصام من حين لآخر. عند «بوابة الاعتصام» يتأكد مجموعة من الشباب والفتيات من هوية المواطنين الراغبين في المرور، ليتأكدوا من كونهم من سكان المنطقة، وفي حالة كون الراغب في المرور صحفيًا، يطلبون الاطلاع على بطاقة الصحافة ويقومون بتدوين الاسم في كراس مسطر، يبدو أنه يحمل أسماء كل الصحفيين الذين مروا من هذه البوابة. حين يستوقف الموجودون على البوابة زائرًا لا يفصح اسمه أو مظهره عن هويته الدينية، يبدأون في سلسلة من اﻷسئلة الساعية بوضوع للتعرف على تلك الهوية، وإن أعيتهم الحيل، يطلبون الاطلاع على بطاقته الشخصية «الرقم القومي» حيث الهوية الدينية مسجلة. «سامحينا، أصل إحنا بصراحة شوفنا كتير من المسيحيين»، تقول رحمة، الفتاة العشرينية، أثناء سيرها وسط جموع متناثرة جلسوا يتقاسمون أرغفة من الخبز البلدي مع قطع صغيرة من الجبن الأبيض وبعض ثمرات الطماطم. وتستكمل «المسيحيين مش عايزينا يا أستاذة، علشان همّا مش عايزين الإسلام يحكم، بس الإسلام حكم بالديمقراطية وإحنا جينا بالصندوق، وبعدين طبعا (نجيب) ساويرس و(البابا) تواضروس ما عجبهُمش فاتفقوا مع السيسي الخاين القاتل». يتوافق ما تقوله رحمة مع الجمل المكتوبة بالحبر اﻷسود على حوائط البنايات السكنية الموجودة داخل محيط الاعتصام، والتي تهاجم بابا الكنيسة المرقسية، جنبًا إلى جنب مع عبارات مثل «السيسي خائن، السيسي قاتل» الأكثر تعبيرًا عن شعور المتعاطفين مع الإخوان المسلمين من قيام عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المختار من قبل مرسي، بما أسموه بحسم «قيادة الانقلاب على الرئيس المنتخب». *** كان مرسي قد اختار السيسي، أصغر أعضاء المجلس اﻷعلى للقوات المسلحة سنًا في ذلك الحين، وزيرًا للدفاع في ١٢ أغسطس ٢٠١٢، مطيحًا بقيادات عسكرية أقوى وأقدم كانت ولايتهم ممتدة منذ فترة حكم حسني مبارك المنتهية في فبراير ٢٠١١. قبل أن يعود الرئيس ليصف وزير دفاعه الجديد بأنه واحد من «الرجالة اللي زي الذهب»، قبل أيام قليلة من انطلاق تظاهرات ٣٠ يونيو ٢٠١٣ المطالبة بإنهاء حكم مرسي نفسه، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، والتي كان السيسي أحد أهم محركيها. «السيسي لم يخن مرسي، إنما ذكاء مرسي هو من خانه عندما كان يبلغ مكتب الإرشاد أن السيسي هو رجل الإخوان في القوات المسلحة»، يقول أحد القيادات الشابة في جماعة الإخوان المسلمين، والذي كان مسؤولًا لأمانة إحدى المحافظات الكبرى في ذلك الوقت، وهو موجود حاليًا خارج مصر. ويكمل القيادي الشاب حديثه المتزامن مع اعتصام رابعة، قبل فضه، قائلًا «مرسي صدق، صدق أن السيسي ميوله إخوانية علشان بيصلي الوقت بوقته، وبيصوم الإثنين والخميس، وبيصلي خلف مرسي، ومش لابس دبلة (خاتم زواج) ذهب وبيقرأ قرآن وأوردة... مرسي كان مفهم مكتب الإرشاد إن السيسي معاه لما جابه». ويضيف «لطالما حذرنا في اجتماعات جمعتنا مع القيادات أن الأداء الرئاسي الذي لا يحظى بأي قبول شعبي خاصة مع مواقف الإعلاميين الرافضة لرئاسة مرسي والتي كانت تروج لشفيق منذ اليوم الأول لا يمكن استمراره اعتمادًا على دعم السيسي، وما كان يقوله لمرسي من أن الجيش لا يمكن أبدًا أن ينقلب على الرئيس المنتخب». كانت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التعددية التي جرت في نهاية ربيع ٢٠١٢ شهدت إعلان فوز مرسي، بعد كثير من التكهنات والتسريبات وتأخير إعلان النتائج، على أحمد شفيق، القائد العسكري السابق وآخر رؤساء وزراء مبارك الذي تم تكليفه بالوزارة في الأسبوع الأول من ثورة يناير سعيًا لاحتواء المد الثوري المتصاعد في ذلك الوقت. «أظن أن مرسي والإخوان عمومًا فاتهم أن قبول الجيش بفوز مرسي في عز الثورة في ٢٠١٢ لم يكن يعني أن الجيش سيقف خلف الإخوان، لقد راهن مكتب الإرشاد من البداية على التنسيق مع الجيش فخسر كثيرًا، وخسرنا جميعا» ، يقول أحد شباب الإخوان السابقين، والمنشق عن الجماعة في الأسابيع التالية لثورة يناير احتجاجًا على الحوار الإخواني مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعيدًا عن باقي تيارات الثورة في يوم «موقعة الجمل». *** بعد خمسة أيام من إعلان السيسي، الواقف بين قيادات عسكرية جنبًا إلى جنب مع محمد البرادعي، أيقونة ثورة يناير في أيامها الأولى، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الكنيسة المرقسية تواضروس، وبينما المساعي السياسية المحلية والدولية جارية لإيجاد مخرج لمأزق سياسي شديد الوطأة، تحرك عدد من شباب المعتصمين في ميدان رابعة مرورًا بشارع الطيران وطريق العروبة وصولًا لأحد مقار الحرس الجمهوري في نطاق منشية البكري في مصر الجديدة، حيث كان الشباب الغاضب يعتقد بوجود مرسي «محتجزًا من قبل السيسي» في هذا المكان، آملين في إخراجه. «كانت الساعة السابعة صباحًا عندما اتصل بي أحد المعتصمين في رابعة ليبلغني بالمقتلة الواقعة في منطقة الحرس الجمهوري»، يقول شادي، شاب متعاطف مع الإخوان، انتخب مرسي في الجولة الثانية للانتخابات، بعدما اختار الإخواني المنشق عبد المنعم أبو الفتوح في الجولة اﻷولى. ويستكمل «لم أكن أبيت في الاعتصام لأنه كان ينبغي عليّ رعاية أمي المسنة المريضة، والتي تركتها وحيدة قبل ساعات من وصول السيدة التي ترعاها في غيابي، وتوجهت لنطاق الحرس الجمهوري، وهالني ما رأيت من دماء وإصابات، فهرعت إلى مستشفى رابعة المقام في وسط الاعتصام فوجدت حالة واسعة من الاضطراب بسبب صعوبة الإصابات والخشية من نقل المصابين إلي أي مستشفى حيث يمكن توقيفهم». كانت الرواية الرسمية للأحداث، والتي وردت على لسان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة آنذاك العقيد أحمد علي، أنها تصدي من الدولة لمحاولة مجموعة من المعتصمين المسلحين اقتحام أحد مباني القوات المسلحة بالقوة. كان المستشفى الميداني في الاعتصام يشهد عادة حركة كثير من الطبيبات والصيدلانيات حديثات التخرج، بل وطالبات في كليات الطب والصيدلة، الذين كن يحضرن لمدد تصل إلى ١٨ ساعة يوميًا، لتوفير الخدمة الصحية لاعتصام اتسع على مدار اﻷيام. «نحن ليس لدينا القدرة هنا على التعامل مع حالات شديدة الصعوبة من إصابات بالرصاص، نحن نتعامل مع إصابات مختلفة وحالات إعياء تصيب المعتصمين بسبب ظروف الاعتصام وحرارة الجو»، تقول مها، طالبة الصيدلانية المتطوعة، في اليوم التالي لحادثة «الحرس الجمهوري»، وبعد انتهائها من عشر ساعات عمل متواصلة تابعت خلالها كثير من اﻷطفال الذين أصابتهم حالة إعياء شديدة. وتضيف «نعم هناك الكثير من الأطفال، يجلسون طوال اليوم في هذا الحر وينامون في العراء، اللهم إلا من يحتمي بخيمة ضعيفة. الإعلام يقول إنهم هنا كدروع بشرية، لكنهم هنا لأن أهاليهم حضروا بالكامل فأين يمكن لهم أن يتركوا أبنائهم؟». في اليوم نفسه، يقول وليد، أحد أعضاء قوات إنفاذ القانون، الذي شارك في «التعامل مع محاولة اقتحام الحرس الجمهوري» إنه لا يمكن «للدولة أن تترك الاعتصام ده كده كتير، دي ما تبقاش دولة ولا ده يبقي جيش، وإحنا الراجل بتاعنا شديد ومش سهل... مين الراجل بتاعنا؟، القائد، السيسي، الراجل ده سمعته جامدة قوي في الجيش من سنين، ومن سنين وإحنا عارفين إنه جاي جاي»، ثم يضيف «على العموم همّا النهارده اختبروا صبرنا وأخدوا علقة على الماشي علشان لو كانوا فاكرين إننا هنقعد نتفرج عليهم كده وخلاص، وبعد كده بقى كل واحد ذنبه على جنبه». *** داخل الاعتصام، يستمر سيد، رجل خمسيني يصف نفسه بأنه سلفي غير منتمٍ ﻷي حزب، ولكن منتمٍ للفكر السلفي «السليم»، في تشجيعه لمجموعة من الأطفال على المساعدة في تنظيف مساحة من الاعتصام بجوار المستشفى الميداني، حتى يسهل على المتطوعين من الأطباء أداء مهمتهم، ويقول الرجل، الذي حضر مع زوجته وأولاده من الإسماعيلية مستقلًا عن أي تنظيم لمجرد أن يضيف وجوده دعمًا «للناس اللي صامدة هنا في الاعتصام»، إنه يتابع كل يوم ما يبثه الإعلام عن «وجبات فاخرة وأموال توزع على المتواجدين في الاعتصام» وهو يشعر بأسى بالغ من «الافتراءات البشعة»، ولكنه يشعر أيضًا بتحسب لما هو قادم «لأنهم أكيد مش بيعملوا كده إلا علشان يكرهوا الناس فينا، وده معناه إنهم ناويين لينا على نية». وفيما يصر سيد على الاستمرار في الاعتصام «إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا»، يعرب طارق، المهندس الإخواني الموجود في اعتصام النهضة، عن قلقه مع انتصاف شهر يوليو. يقول «واضح إن القيادات، حسب الكلام اللي بنسمعه هنا في الاعتصام، كانت مقدّرة إن العالم هيتدخل بسرعة وكل شيء هيرجع يمكن مع تكوين حكومة وحدة وطنية، لكن كل ما الوقت بيطول الواحد لازم يفكر بالعقل ويعرف إن ده مش هيحصل، دلوقتي الإعلام بيروِّج إن الاعتصامات فيها أسلحة وتعذيب للمعارضين، ده معناه إيه غير إن الجيش ناوي يفض الاعتصامات دي؟». بينما تقول حنان، إحدى الفتيات التي تقوم بتفتيش ومصاحبة الصحفيات المترددات على الاعتصام المتاخم لجامعة القاهرة «همّا بيقولوا إن الاعتصام مليان سلاح، فين هو السلاح ده، هل فيه حماية وتأمين للقيادات اللي بتتردد على الاعتصام؟ طبعًا أكيد، لكن هل ده معناه إننا في اعتصام مسلح، ده اعتصام من لا حول له ولا قوة، إحنا هنا ومش عارفين إيه اللي ممكن يحصل لنا في أي وقت، بييجي لنا كلام من برة إن في نية لفض الاعتصام بالقوة من الجيش، بس أيًا كان السلاح الموجود لتأمين القيادات فده مش سلاح يدافع عن اعتصام زي ده فيه آلاف». *** قبل شهور قليلة من هذا التاريخ، كان القيادي الإخواني عصام العريان يجلس في مكتبه في مجلس الشورى، ويقدم القهوة والشيكولاته لزائريه من الصحفيين والمعنيين بالشأن العام، وهو يقلل بكلمات حاسمة لا تتسق مع صوته الذي يحمل نبرات قلق واضحة من الحديث الجاري «واللي بيردده (نجيب) ساويرس عن إن الجيش هينقلب»، مضيفًا «الجيش مصالحه مضمونة ومالوش سبب ينقلب لأنه وضعه في الدولة مستقر ولم يمسه أحد وهمّا عارفينّا كويس». تبدل الحال بعد أيام من واقعة «الحرس الجمهوري» حين بدا صوت العريان منزعجًا بشدة وهو يتساءل «هو الجيش ناوي على إيه بقى في الآخر؟، مش معقول هينقلبوا كده على العملية الديمقراطية ولا يفتكروا إن الشعب هيسكت ولا إن العالم هيسكت». في حين تأتي إجابة مقتضبة من أحد وزراء تلك الفترة، ممن طالبوا بضمانات للالتزام بالمعايير الإنسانية في فض الاعتصام، في مكالمة هاتفية طلب أن تكون سريعة للغاية «نعم هناك نقاشات حول فض الاعتصام، طبعًا طبعًا بنتكلم عن فض سلمي، بس أكيد مش قبل العيد، بس نتمنى إن المفاوضات الجارية تؤدي لفضه من قبل الإخوان علشان نتحرك للأمام ونشوف هنعمل إيه». في الوقت نفسه، وبعد انتهائه من توديع وفد من الاتحاد اﻷوروبي زار القاهرة برئاسة الدبلوماسي برناردينو ليون، مندوبا عن مفوضة العلاقات الخارجية للاتحاد كاثرين آشتون، التي كانت تسعى لإيجاد مخرج سياسي للأزمة في مصر، يقول دبلوماسي أوروبي كان يعمل في بعثة الاتحاد بمصر في ذلك الوقت إن «المسؤولون في مصر لا يسعون للوصول لحل سياسي توافقي يأخذ في الاعتبار أن مرسي هو رئيس منتخب لمدة ٤ سنوات، وأن إزاحته كانت يجب أن تكون بناء على استفتاء شديد النزاهة، وأن تكون متبوعة على الفور بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، هم لا يريدون التعاون، وأعتقد أنهم يخشون فض الاعتصام بالقوة، ولكن الجنرال (السيسي) يتحدث كثيرًا عن هيبة الدولة وضرورة ضمان الاستقرار في العاصمة (القاهرة)». فيما يقر قيادي في حزب النور السلفي، لا يزال يشغل منصبًا قياديًا بالحزب، بوجود جهود حثيثة للتوصل لاتفاق سياسي يأمل أن يحول «دون تدهور الأمور سريعًا إلى مدى لا يعلمه إلا الله»، ويضيف الرجل الذي كان رئيس حزبه يونس مخيون ممثلًا في فريق الساسة المحيطين بالسيسي يوم ٣ يوليو عند إعلانه عزل محمد مرسي «الأمر الآن يعتمد على رجاحة تقدير قيادة الإخوان، فإما أن يقرروا الاعتراف بالفشل السياسي ويحمون دماء أبنائهم وإما أن يصروا على العناد ويسعوا سعيهم المعتاد إلى مظلومية جديدة وكربلاء جديدة يخفون بها فشلهم الذريع أمام قواعد غاضبة ولا يبقيها دون الإعراب عن الغضب سوي لحظة الابتلاء». قلق القيادي السلفي لا يقابل بنفس التوجس من قبل أحد المقربين من البرادعي، الذي يصر أن «الدكتور لا يمكن أن يقبل بفض بالقوة، وأن الأمور ستأخذ وقتها ليتم التوصل لحل ما، المهم الإخوان يعرفوا إنهم خسروا الشارع ويدركوا أن قواعدهم مش كفاية لإقامة دولة من دون الشارع، والمهم أن يبدأوا يتصرفوا على هذا الأساس». ويضيف أن «السيسي أكد للدكتور البرادعي إن مفيش فض بالقوة.. آه طبعًا، مش معقول يعني يكون بيضحك علي الدكتور البرادعي»، وكان البرادعي مشاركًا في عملية صناعة القرار في أعقاب عزل مرسي وكان من المفترض أن يترأس الوزارة لولا ما أبلغه الرئيس المؤقت عدلي منصور له عن «فيتو سلفي» أدى به لأن يقبل بمنصب نائب رئيس الجمهورية. فيما يتذكر القيادي السلفي نفسه، قبل أيام من حلول الذكرى الرابعة لفض اعتصامي رابعة والنهضة، قائلًا «أظن للأسف أن الأسبوع الأخير السابق لفض الاعتصام كان يمكن أن يشهد انفراجه، ولقد قمنا في حزب النور بالتوافق مع قيادات سياسية من غير الإسلاميين وبالحديث مع الجيش بالاتفاق على أن تعلن قيادات الإخوان للمعتصمين التوصل لاتفاق سياسي ينهي الأزمة بخروج مرسي من محبسه إلى مكان آمن على أن يتحرك المعتصمين من تلقاء أنفسهم عائدين لمنازلهم في انتظار انتخابات رئاسية تجري خلال أقل من شهر كان من حق الإخوان أن يدفعوا فيها بمرشح لهم ربما شخص غير مرسي. وقد تم التشاور حول هذا الاتفاق مع آشتون وليون وحصلنا على موافقة مبدئية من كل الأطراف شملت تفاصيل ترك أسلحة تأمين القيادات في مكانها، مع إعلان رسمي موجه للمعتصمين بإسقاط أي اتهامات قانونية بحق أي منهم أيًا كانت التهم سعيًا نحو عملية سياسية جديدة». ويضيف «ولكن بعد أيام قررت القيادات الإخوانية تغيير رأيها قائلة إن ليس لديها سبب في أن تثق في السيسي مجددًا، ولكن البادي أن قيادات الإخوان تصورت أن اﻷمر سيتحرك لصالحها خاصة مع زيادة عدد المتواجدين في الاعتصامين، خاصة رابعة، حيث توافد الكثيرون حتى من رافضي الإخوان لتكثيف التواجد البشري في الاعتصام مما يعيق فضه، ومع أنباء تلقاها (جهاد) الحداد (ابن القيادي السياسي عصام الحداد) من واشنطن عن أن هناك إجراءات لتخفيض المعونة الاقتصادية ووقف المعونة السياسية لمصر. ولكن كان ما كان». *** في الساعات الأولى من صباح ١٤ أغسطس ٢٠١٣، أعلن التلفزيون المصري عن تحرك قوات «الشرطة» لفض اعتصامي النهضة ورابعة «الملسحين». لكن الطريق إلي رابعة كان قد أُغلق، واستحال الدخول لمن لم يكن هناك بالفعل قبل وصول قوات الفض، سواء من الصحفيين أو المتعاطفين. «لكن الطريق كان مغلقًا أيضًا لمن يريد الخروج، هم يقولون إنهم طالبوا الناس بالانصراف، ولقد سعيت أنا وأختي للانصراف خشية على أمنا وأبينا المسنين ولكننا لم نستطع، كنا نجري في كل الاتجاهات وتمكنا بصعوبة من الوصول لإحدى البنايات السكنية القريبة ولكن البوابة كانت مغلقة، أخذنا ندق على الباب بشدة لندخل ولكن من خلف الباب سمعنا صوت سيدة تقول لنا روحوا موتوا علشان مرسي يرجع»، كانت هذه شهادة راوية، إحدى المعتصمات، بعد أسابيع من الفض. توافقت شهادة راوية مع العديد من الشهادات التي كانت إحدى الناشطات، تدعى ولاء، تسعى لجمعها وتوثيقها مع إحدى المنظمات الحقوقية المصرية، والتي قالت بعد مرور عام كامل على الفض «ده ما اسموش فض ولا كان فض، دي كانت مجزرة، مفيش أي تحذيرات حقيقية ولا وقت كافي حصل علشان الناس تمشي ولا كان في ممرات آمنة علشان الناس تمشي، وكان في ضرب نار على الناس وهى واقفة وهى نايمة وهى بتحاول تقف، ودون تمييز.. وأخذ الناس يجرون ويهرولون ويبحثون عن أقاربهم». لا ينكر سكان في نطاق الاعتصام تحدثوا في أعقاب الفض أنهم تلقوا تحذيرات من أجهزة الشرطة بصور عديدة قبل البدء في العمليات، تطالبهم التزام منازلهم وإغلاق نوافذهم، كما لا ينكرون أنهم سمعوا إطلاق رصاص وصرخات تتعالى على مدار اليوم كله، وخاصة في النصف الثاني من اليوم قبل الانتهاء الكلي من عملية الفض بنحو ٣ ساعات. مساء الخميس ١٥ أغسطس، كان مسجد الإيمان، في قلب شارع مكرم عبيد القريب من ميدان رابعة العدوية، قد تكدس بأكياس مبعثرة تحمل في داخلها جثثًا وأشلاء متناثرة لموتى، رجال ونساء، سقطوا في فض اعتصام رابعة الذي بدأ في السادسة من صباح اليوم السابق، بعد أيام قليلة من عيد الفطر. «إحنا مش عارفين دول جثث مين، مش عارفين إذا كانوا أجزاء لنفس الجثث ولا جثث مختلفة ومش عارفين إذا كانوا جثث نساء أم رجال، ربنا يغفر لنا لو أخطأنا، ولكن المساحة ضيقة وما عندناش أكياس كافية رغم إن في ناس اتبرعت في السر وجابت أكياس وأكفان»، يقول أبو بكر، شاب دون العشرين، يرتدي شورتًا ويضم شعره المجعد الطويل في ذيل حصان. يوضح أبو بكر أنه لا انتماء له من «قريب أو بعيد للإخوان» وأن ما أتى به إلى مسجد الإيمان هو ذلك «الفزع» الذي انتابه عندما سمع من أحد جيرانه في منطقة عين شمس، عن «ما حدث أمس من قتل ودماء أثناء الفض وأن الجثث في كل مكان وأن في جثث أشلاء». شعر أبو بكر أنه يجب أن يساعد «لأن ستر الموتى أكبر ثواب، ده مالوش علاقة بإني يمكن مش بـ أصلي بانتظام كل الوقت، أو ساعات باشرب وكده.. دي ناس ماتت دلوقتي، وماتت موتة بشعة، مش مهم بقى همّا مين». لم تستكمل ولاء مشروع توثيق ما جرى يوم الفض، إذ اضطرت للتوقف عن المشروع بأكمله بعد «ملاحقات وتهديدات أمنية» بحسب ما تقول. تضيف «لم تكن الدولة تريد سوى رواية واحدة عما كان؛ أن الاعتصام كان دمويًا وأن المعتصمين بادروا بقنص رجال الشرطة فاضطرت الشرطة للرد، ولكن هذه ليست الرواية الحقيقية، لأن الحقيقة أنهم جاءوا، ونحن لا نعلم إذا ما كانوا شرطة أو غيرها، مدججين بالأسلحة ويسعون للقنص والقتل وكان ما كان». *** رواية الدولة رددها مصطفي حجازي، المستشار الاستراتيجي للرئيس المؤقت عدلي منصور، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الرئاسة، سعى فيه للترويج لأن المعتصمين كانوا يريدون جر البلاد لحرب أهلية وسعوا لاختصام المسيحيين والنيل منهم بأعمال حرق طالت العديد من الكنائس. وبينما كان مراسلو الصحف الأجنبية والمصرية المصطفون في قاعة في قلب قصر الاتحادية يسألون حجازي عن ملابسات فض رابعة «الدموي» والسبب الذي جعل فض النهضة «أقل دموية» وتقديرات عن عدد من سقطوا قتلى من المعتصمين ورجال إنفاذ القانون، وعما إذا كانت عملية الفض تمت كلية على يد جهاز الشرطة أم بمعاونة أجهزة أمنية أخرى، كان حجازي يردد على مسامع الصحفيين عبارة متكررة «ألم تروا الكنائس التي حُرقت؟»، دون تقديم دليل، بحسب ما علق بعض الصحفيين المشاركين في المؤتمر الصحفي لاحقًا، عن تورط الإخوان المسلمين أو غيرهم من الإسلاميين في تنفيذ أعمال الحرق التي نالت بالفعل من مساحات واسعة من المنشآت القبطية خاصة في محافظة المنيا، كما تسببت في فرض حصار شبه كامل على بعض القرى في ذات المحافظة حيث تتركز تجمعات مسيحية. في تعليقه على المؤتمر الصحفي آنذاك، يقول ناشط مسيحي يساري مستمر حتى اﻵن في المطالبة بحقوق الضحايا المسيحيين الذين قتلوا في أحداث ماسبيرو في ٢٠١١ «ألم تكن الدولة تعلم أن الكنائس قد تُحرق، ألم تكن الدولة تعلم أن الإخوان أو المتعاطفين معهم ربما يعبرون عن غضبهم تجاه الأقباط بالهجوم على كنائسهم ومنازلهم، لماذا لم تؤمّنا الدولة حينها، ولماذا لم تستجب لمناشدات كهنة كنائس المنيا الذين أجرى بعضهم اتصالات عديدة مع مسؤولين كبار في الدولة ولم يجدوا أي استجابة». فيما يعلق شاب مسيحي آخر، كان عضوًا فيما عرف قبل تظاهرات يونيو بمجموعة «البلاك بلوك» (مجموعة معارضة ظهرت في يناير ٢٠١٣، في مواجهة حكم الإخوان المسلمين، وطاردتها الشرطة قبل أن تعلن عن انسحابها من المجال العام في يناير ٢٠١٦)، يقول «الحقيقة أن الأجهزة استغلت المسيحيين وخوفهم، خاصة مع الهجوم الذي وقع على الكاتدرائية في أبريل، والذي لم نعلم أبدا من كان وراءه أو لماذا لم تتحرك الدولة بفاعلية للحيلولة دون حدوثه أو لوقفه فور حدوثه، لمخاطبة الرأي العام، لكن في الحقيقة لا أظن أن أحدًا يهتم بنا كثيرا بعد أن تخلصوا من مرسي». ويضيف «قبل العزل كان قائد المجموعة يسهل عليه الوصول لقيادات أمنية للتنسيق بشأن التحركات التي كنا نقوم بها في الشارع أما بعد العزل فلم يعد أحد يهتم باتصالاتنا، وأصبحنا نحن (المسيحيون) الملامون على فض رابعة». *** في اليوم التالي لفض الاعتصامين، وصلت عربات النظافة لتقوم برفع مخلفات اعتصام رابعة، وركام ما تهدم أو حرق. وفي عصر اليوم نفسه وقف سائق أحد أوناش الرفع وطلب من أحد العاملين معه أن يتاكد من عدم وجود جثث في المنطقة التي كان بصدد رفع ركامها، ليجيبه معاون النظافة «يا عم ارفع وخلَّص، إحنا مش هنبات هنا، ولو في جثث، ما كله من التراب وكله في التراب، ارفع يا عم، الريحة صعبة خلينا ننظف الدنيا دي ونمشي قبل الليل». ومع حلول الليل كان بعض سكان المنطقة قد نزلوا إلى الشوارع لتفقد تلفيات حلت بسياراتهم أو نالت من مداخل العقارات التي يسكنونها، وكان بعضهم يتحرك باتجاه ساحة مسجد الإيمان، حيث كانت بعض القوات تعمل للتأكد من عدم وجود أي جثث بداخل المسجد الذي تعرض لدرجة كبيرة من الدمار. وبينما الأهالي يتحدثون عن بالغ سعادتهم بإنهاء الاعتصام الذي وصفوه بـ «الهمجي» و«القذر» و«المرعب»، خرج اثنان من رجال الأمن يحملان جثة متفحمة سقطت أصابع من يدي صاحبها أو صاحبتها، وأخرى متفحمة فُقدت أطراف منها، فإذا بسيدة سبعينية تستند إلى عصاها تصرخ فرحًا وتغني «تسلم الأيادي، تسلم يا جيش بلادي»، بينما تتجمد نظرات أعين اﻷفراد القائمين على استخراج الأشلاء المتفحمة ويعلو مزيج من الرعب والحزن وجه أحد الجنود. وعبر امتداد طريق النصر من موقع مسجد رابعة العدوية مرورًا بالتقاطع مع شارع عباس العقاد ثم شارع مكرم عبيد حيث مسجد الإيمان، يسير رجال ونساء حضروا من بلدات ومحافظات بعيدة بحثًا عن ذويهم المفقودين في الاعتصام، والذين كانوا يوالون الاتصال بهم حتى يوم الفض، ثم عجزوا عن التواصل معهم، كانوا يسألون عن موقع جامع الإيمان، الذي سمعوا من بعض سكان محيط رابعة أن المصابين والقتلى نقلوا إليه بعد انتهاء عملية الفض في مساء الأربعاء. في قلب مسجد الإيمان يتحرك الشباب والفتيات بسرعة لتسجيل أسماء قتلى تعرفوا على جثثهم وتم التواصل مع ذويهم، ثم يدونون في قوائم أخرى أسماء آخرين لم يتم بعد التوصل إلى ذويهم، بينما تتحرك أعداد أخرى من الشباب يحملون ألواح من الثلج أو يجلبون مراوح كهربائية ومواد عطرية خشية من أن تنال الحرارة والرطوبة من الأجساد الممددة على أرض الجامع قبل أن يصرح لها بالدفن. وبينما يتحرك أحدهم، اسمه عبد الله، عند باب الجامع بسرعة لإدخال ألواح الثلج يستوقفه رجل ليصرخ في وجهه «امشوا من هنا، غوروا، امشوا، خدوهم وروحوا المشرحة، إحنا مش عايزين أوبئة وميكروبات».. ينظر إليه عبد الله في صمت، ويغشى عليه من الإعياء وتقع ألواح الثلج، فيسارع بعض الشباب لإسعاف عبدالله، وأيضًا للحيلولة دون خسارة ألواح الثلج التي يحتاجونها بشدة. وبينما رائحة الموت تتزايد والأكفان تغادر الجامع مع من وصل من الأقارب، تعلو أصوات عربات الإسعاف، ويتحرك أحد العاملين بالمسجد نحو سيدة متقدمة في العمر تحمل في يدها كيسًا مليئًا بالنفتالين توزعه بين الأكفان المتراصة ليخبرها أن عربات الإسعاف قادمة وأنه سيكون عليهم أن ينقلوا الجثث إلى خارج المسجد باتجاه مشرحة زينهم. «حرام عليكم، خافوا ربنا، نروح فين بموتانا، نروح فين، دول أهلهم غلابة، هييجوا يتوهوا في البلد علشان ياخدوا ولادهم يدفنوهم، حرام عليكم، حرام عليكم ده إحنا جبناهم متشالين فوق بعض من رابعة زي الدبايح، حرام عليكم»، قبل أن تسقط بجسدها المنتفض من فرط البكاء بالقرب من بعض الجثث المسجاة.. لتنهار في نوبة بكاء حاد تدفع أسرة أتت لنقل جثة أحد أبنائها الذي قضى في الفض لترك جثمان الشاب العشريني الذين كانوا ينتحبون قربه، ليتجهوا لمساعدة السيدة التي لم تتوقف عن البكاء والدعاء. تصل سيارات الإسعاف، ويدخل العاملون ليتحركوا بسرعة ودون أي التفات لتقسيمات حرص عليها القائمون على إدارة الكارثة؛ من فصل جثث النساء عن الرجال وجثث من تم التعرف عليهم عن الجثث التي لم يجر بعد التعرف عليها، ليراكم المسعفون الرسميون الجثث، الواحدة فوق الأخرى في قلب سيارات الإسعاف باتجاه مشرحة زينهم، بينما عربات أخرى تحمل رجالًا ونساءً أتوا من الصعيد والدلتا لنقل جثث ذويهم تصل إلي مدخل مسجد الإيمان فلا يجدوا أجسادًا أتوا لحملها لمثواها الأخير. تقول ولاء، التي عملت على توثيق ما جرى في الفض والأيام التي تلته «ما حدث في رابعة كان جريمة، ولكن ما حدث في جامع الإيمان كان أيضًا جريمة، لأن في رابعة انتهكت حياة الناس وأجسادهم، بينما في مسجد الإيمان انتهكت حرمة الموت نفسها».
قارن محمد مرسي مع:
شارك صفحة محمد مرسي على