محمد قطب

محمد قطب

محمد قطب إبراهيم حسين شاذلي، كاتب إسلامي وأستاذ جامعي مصري له عدة مؤلفات وهو شقيق سيد قطب، كان يقيم قبل وفاته بمكة المكرمة وأستاذا جامعيا في جامعة أم القرى إذ يعتبر علامة فكرية وحركية بارزة بالنسبة للحركة الإسلامية المعاصرة، فهو صاحب مؤلفات هامة تؤسس للفكر الإسلامي المعاصر من منطلق معرفي إسلامي مخالف لنظرية المعرفة الغربية، يُعتبر أحد منظري فكر التوقف والتبين وهي إحدى التيارات القطبية. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمحمد قطب؟
أعلى المصادر التى تكتب عن محمد قطب
هي مرت ساعة كاملة ولم يرفع بصره عن الجهاز، يبدو بأنه أمام معضلة تستحق منه هذا التفكير الطويل والعميق الذي جعله لا يشعر بوجودي أمامه كل هذا الوقت، لكن متى شعر هو بوجودي حتى أضع له بساط التبرير لكي أقنع نفسي بأحقية تصرفه، (معضلة) أي معضلة، يا للسخرية، الأفكار التي تراودني، آه كم أنا ضعيفة أمام أخطائه الكثيرة، وجروحه المريرة، وأفعاله المعدومة، فقد جعلني في حياته صورة صامته يُعلقها في الصالون ليراها عندما يخرج ويتفقدها عندما يلج. لكن حتى هذا الصورة اليوم مهدورة منسية لم تخضع لاختبارها اليومي، فلم تحظى بتلك النظرة الخاطفة ، فبقيت باهتة بكل ألوانها المُشعة، ياليته تفقدني مثل عادته، ويثلج صدري المحروم بنظرته، يا للخسارة على النقود التي أنفقتها على فستاني الجديد، الذي ظل يتيم المدح والثناء كغيره من الفساتين التي تملىء الخزانه، أحدثت ما يكفي من الأصوات، وما زال مستغرقا في عالمه البعيد، الصامت ، لا يكسره ضجيج الأبناء ولا يقطعه سخونة أنفاسي المسموعة، فهو ليس لنا ، ليس معنا بالأصح هو ليس لي، هو لهن فقط، أما لدي فهو كضيف عابس، لا يمازح لا يُضاحك، بارد كثلج ، يُشابه المومياة في تعابير وجهه الساكنة، فجُلُّ وقته معي يقضيه وحيداً إلا مع أوراقه وجهازه المحبوب ، لا يتكلم مع أحد في المنزل إلا نادراً ، نادراً ، ناديت أحد أبنائي بصوت يشبه الصرخة مـحمـد ، قطب جبينه، وغاص أكثر بجهازه بظهر منحني تذكرت ظهر أمي رحمها الله عندما رأيته هكذا رُورقت عيناي، فهو أبن أخيها المحبوب، من حبها قدمتني له كهدية، رحب هو بالهدية مُرغماً، ولم يُنسيني يوماً بأنه مرغماً، وأصبحت عروسه في غضون أيام، و نقلني من القرية إلى المدينة. كرهت المدينة ورغبت العودة إلى القرية بحجة شوقي لأمي، غضبت أمي كثيراً عندما رأتني عائدة إليها ، أمسكت أمي بيده، وقالت لا تسير وفق هوى أنثى فتضيع، فأنت الرجل والسيد المطاع، أين أمي اليوم بعد عشرين سنة لتشاهد ماذا فعل السيد المطاع ، أتاني بضرّة بدل الواحدة اثنين، وطعنني بغرور، وناداني بالجاهلة ، وعندما تعلّمت قال بأني لا أتأنق، وعندما تأنّقت قال تأنق القرويات الفاشل ، وعندما أشتكيت قِيل لي أحمدي ربك أنتِ أحسن من الباقيات ، ولا تنسي إن للبيوت أسرار ، وإن كثرة الشكوة تنقص الأعمار، قضيت عمري معه حزينة ليس هذا كافياً بأن ُينقص ، رفعت بصري إليه ووجدته على حاله،حينها أدركت بأني أحارب في معركة خاسرة ومنتهية منذ زمن. هو ذهبتُ أخيراً، يالهي ما هذا إلى متى أتحمل سواط نظراتها المتسائلة، لقد مللتُ وربي مللت ليس هناك رجل في الدنيا يتحمل عتابها الصامت والناطق، فأنا مثال حي للصبر الذي لا ينتهي ، أعترف بأني رجلاً صامت غير متكلم ، فكل ما يخرج مني هي كلماتً مختصرة، و أحرُف مبتورة غير مكتملة ،لا يشبع مسمعها ، ولا يروي عطشها للكلام ، وهي محقه عندما تغضب و تصرخ وتتذمر، لكن ماذا عليّ أن أفعل هذا أنا إنسان صامت بامتياز ، لكن بقيت حواسي تعمل كما يجب وأكثر ، فأنا أرى كل جديد تعمله ، وأسمع كل همس تهمهم به، وأشم كل روائحها، حاولت أن أخاطبها بهن ففشلت ، فهي لا تنظر لعيني لتفهم ، ولا تقرا على مسمعي ما يوازي شغفي ، ولا دتغدغ أنفي بنسائم الحياة فهي تنبذ العطور والبخور، وعندها اعتقاد بأن كثرة العطور يُمرضها ، هي حزينة في كل وقت وتندب حظها الذي جعلها معي ، يخدعها هدوئي فتتجراء أكثر وتجرح ، ويُغريها حبي لأمها فتقتلني بكلماتها، وتقدح ، فأنا لم أنسى يوم قالت لولا أمي ما نظرت بوجهك ثانية واحدة، وأن ليس هناك أمراة تقبل بي زوجاً ، أصبتني تلك الكلمة بمقتل ، تزوجت عليها انتقاماً لكبريائي، وأحطم غرورها الفاني ، لكني فشلت في إسعادهن أيضاً ، فأنا سيد لحياة واحدة لا أتقسم ، لكن العيش مع إنسان حزين وفقير الأفكار والمشاعر لسنوات يجعلك تفكر في كل شيء. طلقت واحده وجعلت الثانية في مدينة أخرى ، أما هي فبقيت على ذمتي ، حاولت أن أسعدها بما أستطيع فبنيت لها منزلاً وجعلته بأسمها ، وأشتريت لها ما تتمناه النساء ، مع ذلك لم أستطيع أن أكسر الحواجز التي بيننا ، فأنا مهما فعلت تبقى تلك الأشياء ناقصة بنظرها ، وهي مهما فعلت لا تروق لي ، فكرت كثيراً في الانفصال فلم أستطيع الرحيل، فكل ما نظرت إليها أترجل وأمتهل، وأقول هناك أمل و الزمن لم ينتهي بعد.
قارن محمد قطب مع:
شارك صفحة محمد قطب على