محمد عبده

محمد عبده

هذا الإسم ينتمى لأكثر من شخص طبقأ لويكيبيديا، يرجى الأخذ فى الإعتبار ان جميع البيانات المعروضة فى تلك الصفحة قد تنتمى لأى منهم.

محمد عبده، مطرب سعودي . محمد عبده، عالم دين مصري. محمد عبده يماني وزير الثقافة السعودي (١٣٩٥ هـ - ١٤٠٣هـ). محمد عبده صالح الوحش لاعب كرة قدم مصري ومدرب والرئيس السابق للنادي الأهلي.. محمد عبده (مغني) ويكيبيديا

محمد عبده (١٢٦٦هـ – ١٣٢٣هـ / ١٨٤٩م – ١٩٠٥م) عالم دين وفقيه ومجدد إسلامي مصري، يعد أحد رموز التجديد في الفقه الإسلامي ومن دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي، ساهم بعد التقائه بأستاذه جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية تجديدية إسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تهدف إلى القضاء على الجمود الفكري والحضاري و إعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر. ويكيبيديا

محمد عبده (مواليد ١٢ يونيو ١٩٤٩) مغني وملحن سعودي وُلِدَ في محافظة الدرب في منطقة جازان جنوب السعودية. يُعتبر من أشهر الفنانين العرب على مستوى الوطن العربي الذين عاصروا الجيل القديم والحديث. معروف بلقب «فنان العرب» ويحظى باحترام كبير في الساحة الفنية. شارك كثيرًا بالغناء في المسارح العربية الكبرى في دول الخليج العربي والشام وشمال أفريقيا وأقام العديد من الحفلات في مسارح العالم، أبرزها في كرنفال جنيف، لندن، واشنطن ولوس أنجلوس. ويعتبر محمد عبده من أبرز فناني السعودية. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمحمد عبده؟
أعلى المصادر التى تكتب عن محمد عبده
الأقباط في مناهج التاريخ المصرية (٢) المناهج الحالية وجواهر مخبأة في المناهج السابقة إيهاب عبده ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ من المهم في البداية الاعتراف بأن كتب التاريخ المدرسية صارت، على مدار العقدين الماضيين، تولي المزيد من الاهتمام للحقبة القبطية، التي تعرّفها بأنها تلك الفترة الممتدة من عام ٣٠ إلى ٦٤١ بعد الميلاد. ويتضمن ذلك ذكرًا لبعض المساهمات القبطية، مثل الأدب والفن القبطي القديم، وهي تطورات مهمة في الاتجاه الصحيح. وكما ذُكر في الجزء الأول من هذا المقال، فبالإضافة إلى أهمية مراجعة السردية التاريخية برمتها، لوقوعها تحت هيمنة منظور عربي إسلامي، فمن المهم أيضًا أن نسكتشف على وجه الدقة أي تاريخ قبطي يُقدّم في المساحة المحدودة المخصصة للأقباط في كتب مناهج التاريخ. عادةً ما يُقدَّم تاريخ المسيحية في مصر تحت القسم الفرعي الخاص بـ«الحكم الروماني لمصر»، مُقتَصرًا في صفحات قليلة، بما لا يتناسب مع حجمه الحقيقي، وبالمقارنة بحقب أخرى. ووفقًا لتحليلي لمكانة الأقباط والحقبة القبطية في الكتب المدرسية لمنهج التاريخ منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، تظهر بعض الموضوعات الرئيسية، أسلط الضوء أدناه على ثلاثة موضوعات محورية منها. أما البحث عن سبل التقدم للأمام، فلا يعني فقط تبني إطار جديد بالكامل، بل قد يُستلهم أيضًا من النماذج الأفضل عبر أكثر من مائة عام من المناهج المدرسية. لذا أدرجت بعض البدائل المُستلهَمة من محتوى ونهج بعض كتب التاريخ المدرسية الأقدم. وفي نهاية المقالة، أقترح نهجًا بديلًا قائمًا على هذه الكتب. وتستند هذه المقالة إلى تحليل كل كتب التاريخ المدرسية المتوافرة في أرشيف متحف التعليم التابع لوزارة التربية والتعليم بالقاهرة، والتي تعود إلى العام ١٨٩٠. ١ المساهمات القبطية تُقدَّم في حدود دنيا وبصورة متقطعة تحتوي الكتب المدرسية المصرية على بعض الإشارات الموجزة للرهبنة وأديرة الصحراء، وللشهداء الأقباط في نضالهم ضد الرومان، ولبعض الحِرَف التي برع فيها الأقباط مثل ورق البردي وغزل المنسوجات القبطية المعروفة بالـ«قباطي»، مع إشارات أخرى وموجزة للأدب والفن القبطيين. غير أن هذه المساهمات القبطية لا تُقدَّم بطرق توضح أهميتها أو استمراريتها. وربما تمكن ملاحظة أحد أوضح الإغفالات عن المساهمات القبطية في كتاب منهج الدراسات الاجتماعية للعام ١٩٥٧، والذي خصص أقسامًا كبيرة لتطور حرف الزجاج والأخشاب والجلود والورق والمعادن والمنسوجات عبر التاريخ المصري. في كل من هذه الحرف، يناقش المنهج أشكالها المصرية القديمة وتطورها خلال الحقبة العربية الاسلامية. ومع إشاراته الغزيرة لكل من «العهد الفرعوني والعصور الإسلامية»، لا يأتي الكتاب المدرسي على أي ذكر لأي مساهمات من الحقبة القبطية (ر.م ١٤٧ صفحة ٨٢). وعلى نحو مشابه، يقدم منهج العام ١٩٩٤ ست شخصيات مصرية هامة؛ الملك مينا، وصلاح الدين، ومحمد علي، وسعد زغلول، والرئيسين عبد الناصر والسادات (ر.م ٦٤ صفحة ٩٧ إلى ١١٨). وبصرف النظر عن الملك مينا، فإن الشخصيات الأخرى كلها من المسلمين، وكلها من الرجال. وفي الكتب المدرسية الحالية، وفي ما يتعلق بالمساهمات الحديثة، فباستثناء ثورة ١٩١٩، وبعض الإشارات الموجزة لأهمية انتفاضتي ٢٠١١ و٢٠١٣ في توكيد الشعور بالوحدة الوطنية، لا نقرأ إلا القليل للغاية عن المساهمات القبطية الحديثة. وبالتالى، فمن البديهي أن اقتصار الأقباط وإسهاماتهم، بصورة تكاد تكون حصريةً، في المساحة المحدودة بالأصل والمخصصة لـ«الحقبة القبطية»، يعطي انطباعًا خاطئًا بعدم وجود إسهامات هامة لاحقة جاءت من جانب الأقباط في الأزمنة التالية، بما فيها العصر الحديث. أمثلة ملهمة من الكتب المدرسية الأقدم بشكل عام، يجب تضمين المساهمات القبطية، سواء القديمة منها أو الحديثة، في مناهج التاريخ بطريقة أكثر اتزانًا. وقد يكون التوسع في بعض المساهمات المذكورة في المناهج السابقة بدايةً جيدة. على سبيل المثال، فمنهج العام ١٩٣٤ قدّم دور الأقباط في ثورة القاهرة الثانية ضد الحملة الفرنسية بزعامة نابليون عام ١٨٠٠، متضمنًا قائمة بأسماء بعض من «أكابر الأقباط» (ر.م ٣٩٠ صفحة ٣٢). كما أوضح منهج العام ١٩٥٤ أيضًا أن البريطانيين، ردًا على ثورة ١٩١٩، عاقبوا واضطهدوا القادة المسلمين والأقباط على حد سواء (ر.م ٩٧ صفحة ١٣٦). وكذلك ذكر منهج ١٩٧٧ أن وفد سعد زغلول إلى مؤتمر السلام في فرنسا، عام ١٩١٩، اشتمل على شخصيات قبطية (ر.م ٢٣١ صفحة ٩٥). وفي وصفه للمقاومة ضد المستعمر البريطاني عام ١٨٨٢، استشهد منهج العام ١٩٧٠ بما ذكره الزعيم والمفكر الإسلامى الشهير محمد عبده من شغف واستعداد كل من المسلمين والأقباط، وقادتهم، للكفاح ضد البريطانيين (ر.م ٢٢٦ صفحة ١٢٠). ٢ الأقباط يُصوَّرون باعتبارهم مضطهدين وسلبيين إلى حد كبير كما ذكرنا، التغطية التفصيلية الوحيدة للأقباط تظهر في القسم الخاص بـ«مصر تحت الحكم الروماني»، وفيها يُصوَّر الأقباط إلى حد كبير باعتبارهم ضحايا طالما تحملوا التعذيب والإذلال. وما يضفي تأثيرًا دراميًا على ذلك هو استخدام صور مرسومة يدويًا لمسيحيين يلقي بهم الرومان للأسود. ويمكن تتبع هذه الصور بالعودة إلى مناهج الستينيات، بل وتستمر هذه الصور في الظهور في كتب المناهج الحالية. ورغم إدراج صور أخرى لأديرة مصرية في الصحراء، وبعض الأيقونات القبطية، فإن هذه الصور المرسومة الناضحة بالعنف، تترك على الأرجح أثرًا عاطفيًا قويًا وعميقًا لدى الطلاب، من شأنه التكريس لصورة الأقباط كضحايا. في ما يتعلق بتصوير سلبية الأقباط، لا تأتي الكثير من كتب المناهج المدرسية، في وصفها للفتح العربي الإسلامي مثلًا (حوالي العام ٦٤١ ميلاديًا)، على ذكر الأقباط أو أي دور قد يكونون اضطلعوا به، فتصوّر هذا الفتح ببساطة بوصفه صراعًا بين الجيوش العربية المحرِّرة وجيوش الرومان المستعمرة. وفي مسعاها لتعزيز الهوية العربية تذهب كتب المناهج الدراسية في الستينيات لأبعد من ذلك حيث تدّعى أن المصريين كانوا عربًا بالفعل قبل الفتح، وبالتالي فإن قلوب المصريين مالت لـ«الانضمام الى الدولة الفتية»، كما أنهم «عملوا على مساندة إخوانهم العرب ضد الحكم الروماني» (ر.م ١٤٥، سنة ١٩٦٠ صفحة ٢٤١)، ولذلك فقد «رحب المصريون بإخوانهم العرب» (ر.م ١٥٢، سنة ١٩٦٧ صفحة ٨٥). الكثير من كتب التاريخ الخاضعة للتحليل هنا، بما فيها الكتب الحالية، تتضمن ذكرًا لبعض استراتيجيات الاحتجاج، الإيجابية والسلبية، التي استخدمها الأقباط في مقاومة الرومان، وهكذا تنسب للأقباط شيئًا من القدرة على أخذ زمام المبادرة. غير أنه حين يتعلق الأمر بمقاومة الفتح العربي الإسلامي والحكام المسلمين والانتفاضات ضدهم، تخلو المناهج من أي ذكر لأي دلالة للأقباط كجماعة وطنية ذات مصالح جماعية، ولديها القدرة على المقاومة أوالتنظيم أوعرض مطالبها. أمثلة ملهمة من الكتب المدرسية الأقدم وبينما تنقل كتب المناهج الأحدث، والحالية أيضًا، قصة احتضان الأقباط للفتح العربي الإسلامي والترحيب الكامل به، تلمّح بعض المناهج الأقدم إلى سرديات قد يكون من المهم إدراجها. بعض هذه السرديات يدور حول الموقف المحايد الذي اتخذه الأٌقباط، وتشرح كيف أن الأمر استغرق من الأقباط وقتًا لتقرير ما إذا كانوا سينحازون للعرب أم الرومان (على سبيل المثال ر.م ٣٣٦ صفحة ٣٥. ر.م ٢٨٥، سنة ١٩٤٠ صفحة ٢٤٨. ر.م ٢١٠، سنة ١٩٥٧ صفحة ٣٨. ر.م ٣٧٦، سنة ١٩٩٠ صفحة ٥٦). بل وتذهب بعض المناهج الأقدم إلى أبعد من ذلك، لتصف الغضب الذي شعر به الأقباط تجاه المقوقس، الحاكم البيزنطي لمصر، نظرًا لجور الاتفاق الذي وقعه مع العرب المسلمين على حقوقهم، ومن ثم تشير إلى استمرار المقاومة من قبل سكان الإسكندرية، وغيرها من المدن، ضد الفتح (ر.م ٢٦٢، سنة ١٩٢٨ صفحة ٤٤٣ و٤٤٧). ٣ حذف الإشارات إلى مظاهر الظلم أو التوترات في ما يتعلق بالنقطة المطروحة أعلاه، تخلو الكتب المدرسية الحالية لحد كبير من أي ذكر للظلم الذي وقع على الأقباط، إلا خلال الحقبة الرومانية والبيزنطية. وعلى نحو مشابه، حيث تحذف الكتب الحالية التوترات أو الصراعات التي دارت بين المسلمين والأقباط. وبينما تظهر بعض التوترات ومظاهر الظلم التي فرضها الحكام المسلمون الأوائل في كتب المناهج الأقدم، فقد صارت تُحذَف بشكل كبير منذ الستينيات. وكذلك، بينما كانت بعض التوترات الطائفية في فترة ما قبل ثورة ١٩١٩ تُذكر في كتب المناهج الأقدم، إلا أنه يجري التغاضي عنها حاليًا. أمثلة ملهمة من الكتب المدرسية الأقدم تشير بعض الكتب المدرسية الأقدم إلى مظاهر الظلم خلال فترة حكم الخليفة العباسي المأمون، والتي أدت إلى اندلاع انتفاضات قام بها كل من «الأقباط والقبائل العربية» على حد سواء في منطقة الدلتا، وقُمعت بعنف (على سبيل المثال ر.م ٢٦٦، سنة ١٩١٢ صفحة ١٠٢. ر.م ٢٥٩، سنة ١٩٢٣ صفحة ٩٣. ر.م ٣٣٧، سنة ١٩٢٥ صفحة ١٠٩. ر.م ٣٣٦، سنة ١٩٣٤ صفحة ٩٦ و٩٧. ر.م ٣٤٢، سنة ١٩٤٩ صفحة ٨٦ و٨٧. ر.م ٢١٠، سنة ١٩٥٧ صفحة ٧٧). ولكن في مقابل هذه السردية، التي اختفت في أوائل الستينيات، تشير بعض كتب المناهج الحالية، بشكل عابر وموجز جدًا، إلى «اضطرار» الخليفة المأمون «لقمع بعض الانتفاضات والصراعات» (على سبيل المثال الصف الثاني الإعدادي (٢)، سنة ٢٠١٣ صفحة ٤٢ و٤٥). وفي ما يتعلق بالتوترات والصراعات الأحدث من ذلك، تذكر بعض كتب المناهج الأقدم النجاح الأوّلي لاستراتيجية الاحتلال البريطاني «فرّق تسدْ»، التي دشّنها السير إلدون جورست، والتي أدت لاحتقان كبير و«تنابذ بالقول» أشعل نزاعًا بين الأقباط والمسلمين (ر.م ٤٦٠، سنة ١٩٣٣ صفحة ٢٥٩. ر.م ٤٨، سنة ١٩٣٧ صفحة ٩٣. ر.م ٤٥١، سنة ١٩٤٨ صفحة ٢٩٦. ر.م ٢٤٣، سنة ١٩٥٩ صفحة ١٧٤). غير أن الكتب المدرسية، بدلًا من ذلك، قد بدأت منذ أوائل السبعينيات في استخدام ثورة ١٩١٩ بشكل حصري من أجل التأكيد على الوحدة الوطنية، متجنبةً ذكر أي من الصراعات أو التوترات الأولية (على سبيل المثال ر.م ٢٣٠، سنة ١٩٧٣ صفحة ٧٢. ر.م ٤٢٣، سنة ١٩٨٤. ر.م ٤٣١، سنة ١٩٩٣ صفحة ١٥٢ و١٥٣. الصف الثالث الإعدادي (١)، سنة ٢٠١٣ صفحة ٩١. الصف الثالث الإعدادي (١)، سنة ٢٠١٦ صفحة ٨٣). يحتاج الطلاب للتعرف على مظاهر الظلم الماضية والحالية، والتوترات وأسبابها وجذورها، للتعلم منها، بالإضافة إلى النماذج التاريخية للتسامح والتعايش السلمي لاستلهامها. على سبيل المثال، تشرح بعض الكتب المدرسية الأقدم، بتفصيل كامل، كيف شارك المصريون بنشاط وعلى اختلاف أديانهم، بالذات خلال حكم الفاطميين والإخشيديين، في بعض أعياد المسلمين والمسيحيين، مثل عيد الغطاس، الذي تضمن النزول معًا إلى نهر النيل، واستقلال القوارب، وإضاءة المشاعل، وارتداء الملابس الجميلة، والإعداد لمآدب طعام جماعية (على سبيل المثال ر.م ٣٤٢، سنة ١٩٤٩ صفحة ١٠٥. ر.م ٨٧، سنة ١٩٧٦ صفحة ٥٥ و٥٦. ر.م ٩٠، سنة ١٩٨٦). إرساء نهج بديل لعل توفير مساحة أوسع للحقبة القبطية، علاوة على تضمين بعض من المادة المحذوفة المشار إليها أعلاه، يمثلان تحسنًا كبيرًا، لكنه لن يكون كافيًا بأي حال، إذا كنا نتطلع إلى تاريخ شامل يحفز على التفكير النقدي أيضًا. في ما يلي محاولة لتقديم نهج بديل ممكن، وإطار سردي مستلهم جزئيًا من بعض كتب المناهج الأقدم. يشدد النهج المُقترح هنا على الاستمرارية الثقافية للشعب المصري على مر التاريخ، ودراسة تطور جوانب معينة من الثقافة، أو استمرارها، أو تغيرها مع الوقت في ظل عوامل متعددة مثل توالي الحكام المختلفين، ونشوء أووفود ديانات جديدة، وتفاعلات المصريين مع الشعوب والحضارات الأخرى، تلك التفاعلات التي تسهّلها ظواهر مثل التجارة والهجرة. للتوضيح، فهذا النهج لن يتوقف عند عرض التأثيرات في اتجاه واحد؛ تأثير الفن والعمارة عند قدماء المصريين على الفن القبطي مثلًا، وإنما سيحاول أيضًا إظهار استمرارية مثل هذه التأثيرات الثقافية، من خلال تسليط الضوء على التأثير القبطي على الأشكال اللاحقة من الفن والعمارة الإسلاميين. من شأن مثل هذا النهج أيضًا أن يسلط الضوء على القواسم المشتركة ذات المعنى والأهمية بين المصريين، مع عدم إنكار الاختلافات الحقيقية. على سبيل المثال، تُبرز الكتب المدرسية الحالية بعض العادات المشتركة والمستمدة من استمرارية الحضارة المصرية القديمة، مثل لعبة السيجا المصرية القديمة، والتي لا تزال تُمارس في بعض مناطق الريف المصري، أو احتفالات شم النسيم السنوية (على سبيل المثال ر.م ٢٨٥، سنة ١٩٤٠ صفحة ١٩٦. الصف الأول الثانوي، سنة ٢٠١٣ صفحة ٦١. الصف الأول الثانوي، سنة ٢٠١٦ صفحة ٤٨). وسارت كتب مناهج الثلاثينيات والأربعينيات، بتوجهاتها القومية المصرية، أبعد من ذلك، عبر تركيزها على أبعاد أهم وأكثر أساسية، مثل الأصول المشتركة للنظم العقائدية والممارسات الدينية لدى المصريين على اختلاف أديانهم الحالية. ولم يقتصر هذا التركيز فقط على تمرير تعليقات تهدف إلى إبراز الممارسات التي استمرت منذ عهود قدماء المصريين، والتى نجدها فى إشارات مثل «كمثل الشيخ والقسيس عندنا» (على سبيل المثال ر.م ٧، سنة ١٩٣٦ صفحة ٥٢. ر.م ٢٥، سنة ١٩٤٩ صفحة ٤٠)، بل أنه سلط الضوء كذلك على تشابه واستمرارية الكثير من المعتقدات الأساسية عبر هذه الأديان، مثل الإيمان المصري القديم بالحياة الأخرى ويوم الحساب، والذي أشار إليه منهج مدرسي للعام ١٩٣٦ بـ«يوم القيامة»، مستخدمًا نفس الكلمة التى يتداولها المسيحيون والمسلمون المصريون المعاصرون (ر.م ٧ صفحة ١٠٥ و١٠٦). لكن هذه السردية تتعارض مع بعض الكتب المدرسية الحالية مثل كتاب الصف الأول الإعدادي (١) للعام ٢٠١٦، التي تقدّم منطق «الحياة الأخرى» كسبب دفع المصريين القدماء لتبني المسيحية، بينما لا تبرز مثلًا أنه كان بالفعل جزءًا أساسيًا من معتقدات المصريين القدماء، وربما كان سببًا هامًا في جاذبية المسيحية واعتناقهم لها. ولكن خطر نهج الاستمرارية الثقافية المقترح هنا يكمن في إمكانية تعزيزه الشعور بالتعالي والفوقية بين الطلاب المصريين في مواجهة آخرين، أو في مواجهة أقليات غير ذات أصول مصرية، مثل اللاجئين أو المهاجرين القادمين حديثًا إلى البلاد. لذلك، لابد أن يقترن هذا النهج بتطوير المهارات البحثية التاريخية والممارسات النقدية. ويعتمد تطوير المهارات التاريخية النقدية بصورة كبيرة على الطريقة التي يُدرّس بها التاريخ. ونظرًا لمركزية الكتب الدراسية في الفصول المدرسية المصرية، فإن الأمر يعتمد على الطريقة التي تُقدم بها السرديات التاريخية في تلك الكتب إن كانت حقائق نهائية تُدرّس وتُحفظ بشكل سلبي، أم سرديات مصحوبة بتفسيرات ورؤى متنافسة. كتب مناهج التاريخ الحالية تسرد ، إلى حد كبير، منظورًا واحدًا للتاريخ بصوت سلطوي نادرًا ما يحفز الطلاب على التساؤل والبحث بأنفسهم عن سرديات تاريخية بديلة. ولمعالجة ذلك، يمكننا هنا، مرةً أخرى، الاستلهام من المناهج المدرسية الأقدم. على سبيل المثال، وعلى النقيض من المناهج التي تُرجع الفضل في توحيد مصر للملك مينا بمفرده، فمنهج التاريخ للعام ١٩٣٠ مثلًا يشير لصعوبة إقرار إذا ما كان مينا وحده هو المسؤول عن توحيد مصر العليا والسفلى، أم أنها كانت عمليةً تدريجيةً تطلبت جهود العديد من الملوك المتعاقبين، ليلقي المنهج بذلك ببعض ظلال الشك على تلك السردية الهامة، وبالتالي يساعد الطلاب على تقييم ديناميكية التاريخ وبنيانه وتفسيراته (ر.م ٢٧٢، سنة ١٩٣٠ صفحة ٢٩). وأخيرًا، كان المفكر المصري البارز طه حسين قد شارك في كتابة بعض مناهج التاريخ، التي قدّم فيها المؤلفون للطلاب قائمةً من المصادر التاريخية الأولية، لتشجيعهم على الاشتباك النقدي مع هذه المصادر، وتفسيرها، وربما استخلاص سردياتهم التاريخية الخاصة (على سبيل المثال ر.م ٣٩٩، سنة ١٩٥٤). ومن شأن تقديم بعض السرديات التاريخية المتنافسة، أو حتى التشكيك بمهارة في بعض السرديات التاريخية، أن يساعد الطلاب على البدء في تطوير مهارات التفكير النقدي، ورؤية ما هو أبعد من التصور الواهم والمتلخص في كون السرديات التاريخية حقيقة واحدة غير قابلة للنقد أو التشكيك. فيسمح ذلك للطلاب بالبدء في تفهم وجود سرديات متنافسة في غالب الأحوال، وأن هذه السرديات إلى حد كبير هي من بناء المؤرخين، الذين استندوا فيها لبحثهم التاريخي، بالإضافة لاجتهاداتهم الشخصية والتي لابد وأن تتأثر برؤاهم وانحيازاتهم الفكرية. بل ويسمح هذا أيضًا للطلاب بأن يكونوا أكثر تقديرًا وتقبلًا واحترامًا للرؤى ووجهات النظر المختلفة. لكتابة هذا المقال، بجزئيه، أتيح لي الوصول إلى الأرشيف بين يناير ومارس ٢٠١٧، وأود التعبير عن امتناني للفريق العامل هناك لحسن ضيافته ودعمه الاحترافي. كما أتوجه بالشكر لهيئة تحرير «مدى مصر»، وأيضًا للأشخاص التالية أسماؤهم، على رؤاهم المفيدة للغاية وردودهم النقدية على نسخ أقدم من هاتين المقالتين فريدة مقار وهديل غنيم ومنى مكرم الله ومها بالي وجويس رفلة. صورة الموضوع القطعة رقم ٣٧٩٧ بالمتحف القبطي بالقاهرة
بقلم عرابى وعَوْدةُ التوتونجى فى الوقت الذى كان فيه جَدُّنا العظيم أحمد عرابى يتعرض لتطاولٍ بذئٍ فى ألفاظه ومُريبٍ فى توقيته فى أحد الحوارات التليفزيونية هذا الأسبوع، قَفَزَتْ إلى ذهنى واقعةُ التوتونجى .. وقبل سرْد الواقعة لا بد من تعريف طرفيها .. أما التوتونجى فهو ذلك الخادم المسؤول عن علبة دخان الخديوى (لَفّاً ورَصّاَ وتقديماً)، وكان يحظى بمكانةٍ فى القصر مشابهةٍ لمكانة راعى الكلب فى فيلم غزل البنات لنجيب الريحانى. أما أحمد عرابى، فهو ذلك الفلاح المصرى الذى وجد فيه المصريون تجسيداً لآمالهم .. وسُمِّيَت بِاسمِه واحدةٌ من أعظم ثورات المصريين .. كاتب هذه السطور ممن يقدسون كل ثورات المصريين بلا استثناء ويعتبرها مشاعل النور وأدِّلة الحياة لهذا الوطن الأزلى .. ولكن هذه الثورة لها المكانة الأعلى فى قلبى لِعِّدَة أسباب. أنها كانت ثلاثية الأبعاد .. ثورة من أجل إرساء قواعد الحياة النيابية والدستورية (فى هذا الوقت المبكر قبل أكثر من قرنٍ من الزمان) .. وضد استبداد الحاكم وإسرافه .. وضد تدخل الأجانب عبر وزرائهم فى الحكومة المصرية .. وتشعبت منها ثوراتٌ فرعيةٌ أخرى .. فى الصحافة .. وفى الشعر والأدب .. وفى الخطاب الدينى .. وفى الجيش للتخلص من طبقية الضباط الشراكسة ورفع الظُلم عن الجنود والضباط المصريين وكسر القيود التى فُرِضت على عدد وتسليح الجيش المصرى بعد هزيمة محمد على .. وانخرط فيها المصريون بكل فئاتهم وخلفياتهم وظهرت أسماء صارت علاماتٍ كالبارودى وعبد الله النديم ومحمد عبده و محمد عبيد وغيرهم .. وتُوِّجت أحداثها بالدفاع بشرفٍ فى وجه الاحتلال .. والهزيمة ليست عاراً وإنما العار فى الخيانة أو التفريط .. وأجمعت كل المراجع المعاصرة لها (لا سيما الأجنبية) على صحة وقائعها .. ومن السخف أن يختصرها البعض فى قضية هل كان عرابى ممتطياً صهوة جواده فى حضرة الخديوى أم مترجلاً .. لم يخذل عرابى شعبه وإنما كافح معهم .. فلما انهزم الجيش بفعل الخيانة أو عدم التكافؤ أو قِلّة الكفاءة (أو كل ذلك معاً) كان طبيعياً أن يدفع الثمنَ سجناً وعزلاً ومُصادرةً ونفياً لأن قيمة أى موقفٍ هى أن تدفع ثمنه .. لكن غير الطبيعى أن يظلمك ذوو قُرباك ويتنكر لك أولئك الذين ضحيتَ ودفعت الثمن من أجلهم (وظُلمُ ذوى القُربى أشّدُ مَضاضةً .. على النفس من وَقْع الحسامِ المُهَنّدِ) وهو ما حدث للأسف .. هى الثورة المصرية الوحيدة التى نُكِّل بقياداتها ولم يُحتَفَ بهم كباقى الثورات .. وُلِد عرابى عام ١٨٤١ وحوكم عام ١٨٨٢ أى وهو بعدُ فى الحادية والأربعين من عمره .. وحُكِم عليه مع قيادات الثورة بالنفى المؤبد ومصادرة أملاكهم وأموالهم وحرمانهم من حق امتلاك أى مِلكٍ فى الديار المصرية بطريق الإرث أو الهبة أو البيع أو بأى طريقةٍ كانت، وبيعت أملاكهم وخُصِص ثَمَنُها لسداد التعويضات لمن أُضيروا من حوادث الثورة (من الخونة طبعاً) .. أمضى جدُنا تسعة عشر عاماً فى منفاه بجزيرة سيلان (سيريلانكا حالياً) .. ذهب إليها مع أجدادنا من قيادات الثورة الذين كانت كل جريمتهم أنهم دافعوا عن شرف مصر واستقلالها .. ذهب وهو فى الحادية والأربعين وعاد وهو فى الستين .. أى أنه أمضى سنوات الرجولة والحصاد بعيداً عن وطنه الذى أَحَبّه، وكانت حياتهم فى المنفى حياة بؤسٍ وشقاءٍ وألمٍ وحزن .. إذ انقطعت صلتهم بالناس وطال اغترابهم عن الوطن وبَعُدت الشُقة بينهم وبين أهلهم وذويهم وتعاقبت السنون عليهم بلا عملٍ مطلقاً فى ظل مناخٍ ردئٍ لم يتعودوه من قبل .. عاد عُرابى كهلاً فى الستين بعد أن زال الخديوى الخائن وعفا عنه الخديوى الجديد .. عاد وقد أصبح الاحتلالُ صريحاً بلا مواربة وتبَّوَأَ عملاؤه أعلى المناصب وصاروا يجاهرون بعمالتهم .. وعاش عرابى بعد عودته عشر سنواتٍ يتعرض لتطاول الدهماء والنخبة إلى أن لقى ربه، لدرجة أن شوقى الذى كان شاعر القصر وقتها هجاه بقصيدة .. كان هذا قبل أن يتحول شوقى إلى شاعر الوطن ويُنفَى هو نفسه لاحقاً (ولكن لأسبانيا). عودةٌ إلى واقعة التوتونجى .. عقب دخول الانجليز للقاهرة وأَسْرِهم لعرابى وعودة توفيق لقصره، توسّل التوتونجى (كان اسمه إبراهيم أغا) إلى سيده الخديوى أن يأذن له بالدخول إلى عرابى في مَحبَسه ليبصق عليه فأذن له الخديوى فَفَعَل .. ما رَفَعَت البصقةُ من شأن التوتونجى ولا حَطّت من قدْر عرابى .. ولكننى أتمزّق عندما أتخيلُ مشاعر الأسد الأسير إذا قفز عليه فأر .. مات إبراهيم أغا منذ قرنٍ ونصف بعد أن أقطعه الخديوى قطعة الأرض المُسمّاة حالياً بحدائق حلوان ثمناً للبصقة (!) .. مات ولكن يبدو أن ذريته من التوتونجية الصغار قد شَبّوا عن الطوق بعد أن هجروا مهنة الدخان إلى الكتابة والشاشات، وبدلاً من لقب التوتونجى أطلقوا على أنفسهم ألقاباً أكثر شياكة مثل (الإعلامى الكبير) و(الكاتب الكبير) واتخذوا من التطاول على الكبار (الحقيقيين) مِهنةً خُرافية الدخل .. لم يتركوا شريفاً إلا تطاولوا عليه .. ومَن نجا من تسافلهم آثر السلامة وتوارى عن الساحة اتقاءً للبهدلة .. وهاهُم يبصقون على عرابى من جديد .. إنهم يبصقون علينا.
قارن محمد عبده مع:
شارك صفحة محمد عبده على