محمد جواد ظريف

محمد جواد ظريف

محمد جواد ظريف (١٩٦٠) وزير الشؤون الخارجية والممثل الدائم السابق لجمهورية إيران الإسلامية لدى الأمم المتحدة. اختاره حسن روحاني رئيس جمهورية إيران الإسلامية وزيراً للخارجية في ١٥ أغسطس ٢٠١٣.شغل جواد ظريف مناصب دولية ومحلية أخرى: مستشارًا وكبير مستشاري وزير الخارجية، ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، وعضوًا بارزًا في مبادرة حوار الحضارات، ورئيس لجنة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة في نيو يورك، ومشاركًا بارزًا في الحوكمة العالمية، ونائبًا للشؤون الدولية في جامعة آزاد الإسلامية.ظريف ولِد في ٧ يناير ١٩٦٠ في طهران. ووفقاً لمجلة ذا نيو ريببلك "ولِد ظريف في عائلة ثرية ومتدينة ومُحافظة سياسياً، لأب تاجر في طهران". وتلقى تعليمه في في المدرسة العلوية الخاصة في طهران. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمحمد جواد ظريف؟
أعلى المصادر التى تكتب عن محمد جواد ظريف
نعوّل على أصحاب الحكمة في «مملكة دلمون» إسداء النصح لوزير خارجيتهم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تأشيرة البحرين .. حلقة من مسلسل «طفاش» ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا يخرج الموقف البحريني الأخير ضد الدوحة، عن إطار حلقات مسلسل «طفاش»، نظراً لجرعة «الفانتازيا» الهائلة التي يتضمنها، خصوصاً بعد دعوة المنامة لتجميد عضوية قطر في «مجلس التعاون» لدول الخليج العربية، الذي ساهمنا مثلهم في تأسيسه في الخامس والعشرين من مايو عام ١٩٨١، ثم قيامها بفرض تأشيرة دخول على القطريين، في موقف لا يخلو من الكوميديا السوداء! .. ورغم هذا الموقف «الفانتازي»، ولن أقول العدائي، سأبقى مثل غيري من الإعلاميين القطريين، ملتزماً بالتوجـــيه الصادر عن وزارة الخارجية، بعدم التصعيد ضد الأشقاء في البحرين وغيرهم، حفاظاً على مصالح الأجيال المقبلة، وهي الحقوق التي تتطلب منا جميعاً لملمة الجراح التي سببتها الأزمة الخليجية المفتعلة، بيننا وبين أشقائنا، الذين تربطنا بهم وشائج القربى والصلات الأخوية المصيرية. .. وتقديراً واستجابة للدعوة الحكيمة الكريمة، التي أطلقها سمو الشيخ صباح الأحمــد أميــــر دولــة الكويــت الشقيــقة، فإنــــنا لن ننساق، ولن ننزلق في مستنقع الإساءة لرموز وقادة الخليج، بل سنحرص ــ كل الحرص ــ على عدم الانجرار، أو الانجراف وراء ما تروجه دول الحصار الجائر في وسائل إعلامها ضد قطر، حفاظاً على كيان «مجلس التعاون» الواهن حالياً. .. وستبقى البحرين عزيزة على قلوبنا، وسيبقى شعبها شقيقاً لنا، حيث تربطنا بهم صلات القربى، وصلة الرحم، التي لا يمكن لأي سياسي متهور، قطعها أو المساس بها. .. ولا أبالغ عندما أقــــول إنــــه فــــي كل أسرة قطــريـــة يوجد خال بحريني، أو العكس، ولا يمكن أن تنعكس المواقف بيننا وبينهم على المستوى الشعبي إلى الأسوأ، أو تنقلب العلاقات رأساً على عقب. .. ولأن التوجيه، أو التوجه الرسمي الصادر عن وزارة خارجيتنا، لا يمنعنا من أن «نتغشمر»، ولا أقول «نتنغشر» مع أشقائنا في البحرين، يسرني أن أخوض فاصلاً من «الغشمرة الدبلوماسية» مع صديقي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني، الذي أعــــرفـــه منذ أكثر من عقدين، عندما كان منسقاً في مكتب الوزير، قبل أن يصبح وزيراً لخارجية بلاده، وقبل أن يتضخم، ويتورم، ويتوهم في مواقفه المتورمة ضد قطر! لقد دعا سعادة الوزيــــر البحريــــني لتجميد عضــوية قطـــر في «مجلس التعاون»، واستغرب كيف يطلق رئيس الدبلوماسية البحرينية هذه الدعوة، التي لا تمت بأي صلة إلى قواعد الدبلوماسية، خاصة أننا شركاء في ذلك المجلس التعاوني، حيث ساهمنا في تأسيسه عام ١٩٨١، ولنا نفس الحقوق والواجبات، ولا يوجد في نظامه الأساسي ما يشير إلى حق أي دولة في تجميد عضوية أخرى، ولا تملك أي واحدة من أعضائه الحق في إلغاء مشاركات شريكتها الأخرى، علماً بأن قرارات «مجلس التعاون» تتم بالإجماع، وليس بالأغلبية. .. وينبغي أن يطلع وزير خارجية البحرين على «النظام الأساسي» لمجلس التعاون قبل إطلاق تصريحاته الرنانة, وتغريداته الطنانة، الداعيـــــة لتجـــميـــد عـضـــــوية قطــــر في مجلســـنا التعاوني، ومـــن بيــنــهــا «المادة التاســـــعـــة» الـــــتي تحـــــمـــل عنـــــوان «التـــصويــــت في المجلس الأعلى» وتنص على ما يلي «يكون لكل عضو من أعضاء المجلس الأعلى صوت واحد، تصدر قرارات المجلس الأعلى في المسائل الموضوعية بإجماع الدول الأعضاء الحاضرة المشتركة في التصويت». .. وأريد تنشيط ذاكرة الوزير البحريني بأن «المادة العاشرة» في النظــــــام الأســاسي لمجــــلــس التعـــاون تحــمل عـــنـــــوان «هيئة تسوية المنازعات»، وتنص على ما يلي «يكون لمجلس التعاون هيئة تسمى «تسوية المنازعات»، وتتبع المجلس الأعلى, ويتولى تشكيلها في كل حالة على حدة, بحسب طبيعة الخلاف، حول تفسير أو تطبيق النظام الأساسي، وإذا لم تتم تسويته في إطار المجلس الوزاري أو المجلس الأعلى يتم إحالته إلى هيئة تسوية المنازعات، التي ترفع تقريرها, متضمناً توصياتها أو فتواها, لاتخاذ ما يراه المجلس الأعلى مناسباً. .. واحتراما لكل هذه المواد القانونية الضامنة والضابطة لسير العمـــــل في مسيرة التعاون الخليـــجي المشــتــرك، ينـــبغي عـــلى وزير الخارجية البحريني احترام ما رسخه الجيل المؤسس من قادة مجلس التعاون، بدلاً من إثارة الضجيج في حسابه «التويتري»، وإساءة استخدام تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي! .. ولعل الأمر الآخر الذي يشكل خروجاً على قواعد الدبلوماسية، ولهذا يستحق التوقف عنده، بل الرد الحاسم الحازم عليه، هو ما أطلقه وزير الخارجية البحريني في تغريداته «الفانتازية» عندما «غرغر» عفواً، أقصد «غرد» قائلاً «نحن أكثر من عانى من تآمر وشرور قطر منذ انسلاخها ككيان منفصل عن البحرين قبل عقود من الزمن»! .. وأقل ما يمكن أن يقال عن هذه التغريدة إن صاحبها يمارس لعبة خطرة ــ ولن أقول قذرة ــ عندما يغمز من قناة ما يدعى أنه «كيان انسلخ وانفصل عن البحرين»! .. ومــــــن الواضــــــح أن الــــوزيـــر البحريـــني، عبــــر إطـــــلاق تغريداته غير المسؤولة ضد قطر، يسعى عبر شحنات الانفعال التي يطلقها، إلى افتعال مناخ من التوتر المتصاعد في المنطقة، سيسبب الضرر لبلاده قبل غيرها، حيث لا تيأس طهران من تذكير المنامة بين الفينة والأخرى بتبعيتها لها! .. وما من شك في أن ما يروّجه رئيس الدبلوماسية البحرينية ضد قطر، يعيد إلى السطح ما تدعيه إيران بأحقيتها في ذلك «الأرخبيل»، حيث تزعم طهران أنها كانت المسيطرة على تلك الجزر المتناثرة في معظم القرون الماضية! .. ومن المؤكد أن المنامة تعي هذا الأمر جيداً، مثلما تعيه وتدركه عواصم دول الخليج الأخرى، ولـهــذا ينــــبغي توجـــيه النصـــــح إلى وزير الخارجية البحريني، بأن لا «يخربط» في تغريداته. .. وينبغي أن يعلم رئيس الدبلوماسية البحرينية، أنه يوجد على الضفة الأخرى من الخلــــيج كثيــــــرون يتحسسون جـــــدار «مجلس التعاون»، من أجل اكتشاف المناطق الرخوة، التي تمكنهــــم مـــن الولــــوج إلى داخله باتجاه العمق الخليجي، والبحرين واحــــدة مـــن تلك المناطـــق الهــشة، التي يمكن أن تكون معبراً سهلاً لهم! .. وأخشى ما أخشاه، أن يستغل أولئك ما يروجه الوزير البحريني عن «انسلاخ الكيانات»، ليطالبوا مجدداً بتبعية «الكيان البحريني» لهم! .. ولا أعتقد أن موقف وزير خارجية البحرين «الفانتازي» ضد قطر، يعكس توجهات الشعب البحريني الشقيق العزيز على قلوبنا، المحب لأشقائه القطريين, ولهذا فنحن نبادله نفس الدرجة من المحبة الصادقة. .. ومن هنا أعوّل كثيراً على أصحاب الحكمة في «مملكة دلمون»، بعيداً عن أسطورة «جلجامش»، لإسداء النصح لوزير خارجيتهم، بأن يلتزم بالأداء الدبلوماسي الناضج, ولا يقوم بتهييج المشاعر, بشكل لا يتفق مع طبيعة الموقع الوزاري الذي يشغله، خاصة أن تغــــريـــداتـــه لا تخــــرج عــــن إطــــار الســلـــوك الصبــــياني، وهــــذا لا يليق بوزير ينتــــمي إلى الأســـــرة الحاكـــمة البحرينـــية، التي نحترمها كل الاحترام، ونقدر بالإجلال أفرادها فرداً فرداً ، وعلى رأسهم «حكـــيم البـــحريــــن» صاحــــب الســــمو الملكـــــي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حفظه الله. .. وعندما أذكر هذه الشخصية القيادية الخليجية، لا أنسى دورها في توطيد العلاقات القطرية ــ البحرينية، التي يشكك فيها حالياً الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة! .. وتأكيــــــداً علـــى حـــــرص «صاحــــب السمــــو الملـــكي» عـــــلى تطوير علاقات بلاده مع قطر، أستعرض واحداً من تصريحاته الكثيرة التي تتناول بالإيجاب العلاقات بين المنامة والدوحة، حيث يؤكد دائماً على عمق علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، منوهاً سموه بما تشهده العلاقات من نماء مطرد، يعكس روابط الأخوة الوثيقة التي تربط الدولتين الشقيقتين. .. ولا أنسى أنه يشيد مراراً وتكراراً في تصريحاته الرسمية التي تبثها وكالة أنباء البحرين (بنا) بالجهود التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على صعيد تطوير التعاون الخليجي المشترك. لقد شـــــدد «صاحــــب السمـــــو الملــــكي» في أكثـــــر من اجتـــــماع لمجلـــس الوزراء البحـــرينــــي، التئــــم بــرئــــاســـته، على أهمية العلاقات القطرية ــ البحرينية، وأشاد بها، باعتبارها تصب في صالح تعزيز مسيرة مجلس التعاون. .. ولا أريـــــد القــــول، بعد اتخــــاذ وزيـــر خـــارجية البحــــريــــن مواقف غير أخوية ضد قطـــــر، إن المنــــامة تمــــارس نوعـــــاً من الازدواجية في مواقفها المعلنة مع الدوحة، بشكل لا ينسجـــــم إطلاقاً مع التصريحــــات والمواقف الإيجـــابية التي أعـــــلنها أكــثر من مـــــرة رئيــــس الحكـــــومة البحـــرينية، حيـــــث ينـــــوه دائما بعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين. .. ومن المؤسف حقاً أن يشكل وزير خارجية البحرين، في تغريداته ضد قطر، خروجاً على مواقف رئيس حكومته، التي لم يمض عام على إطلاقها، عبر وكالة الأنباء البحرينية، عندما قام سموه في شهر فبراير الماضي بزيارة تاريخية إلى الدوحة، حظي خلالها باستقبال يليق بمكانته ومحبته الراسخة في قلوبنا. .. وما من شك في أن وزير الخارجية البحريـــني من خلال تغريداته «الفانتازية» ضـــــد الدوحـــة، يعطــــــي انطــــباعاً للمــــراقــــبين بأن بــــــلاده تــــمـــارس الخــــــداع عــــلى شعبهـــا، لأنــــها تتـــــبنــــى موقفاً متناقضاً في سياساتها، مزدوجاً في مواقفها، بين الموقف الإيجابي الذي يعلنه رئيس حكومتها، المشيد بالعلاقات القطرية ــ البحرينيـــة، والموقـــف الـــسلبي الذي يتبناه وزير خارجيتها، زاعما من خلاله أن قطر تدور في فلك إيران! .. وأريد تذكير وزير الخارجـــية البحـــــريني، أن في أرشيفه الكثير من الاجتماعات واللقاءات والمصافحات و«الابتــــسامات الموناليزية» المتبـــادلة مــــع نظيــره الإيـــــرانــــي محـــمد جــــــواد ظــــريــــف، فـــــلا داعي أن يعــــطي قطــــــر دروســـــاً فـــــي القـــــومية العــــربـــيـــة، ويطالب الدوحة بوقف تعاملاتها مع طهران، ويوجهها بطريقة فوقية للابتعاد عن الدولة التي يصفها بأنها «عدو الخليج الأول»، مشيراً إلى أنها «تتآمر على دول المنطقة للهيمنة عليها» على حد قوله. .. وأود تذكير «رفيجي» الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة, أن له تسجيلاً صوتياً مصوراً بحضور نظيـــره الإيراني، يؤكــــد فيـــــه أن بلاده وإيران تنتميان إلى منطقة واحدة لا ينبغي إثارة الصراع فيها .. قائلاً «نحن أشقاء إيران، نحن أصدقاء إيران، ونحن سنكون دائماً في موقف السند لإيران في كل جانب». .. وحتى يسترجع صديقي وزير خارجية البحرين من ذاكرته أبعاد تصريحاته ومواقفه السابقة، يبقى التعليق على قيام بلاده بفرض تأشيرة دخول على القطريين! .. ووفقاً لهذا التوجه «الفانتــــازي» ولا أقول الإنتهازي لن نستغرب أن تفرض السلطات البحرينية على كل قطري يرغب بالسفر إلى المنامة أن يحضر «كفيلاً بحرينياً»! .. وفي حال تطبيق هذا الإجراء المتوقع, ليس أمامي من خيار سوى اختيار «طفاشوه»، ليكون كفيلي في البحرين! وإن تعذر سأختار صديقه «جسوم» كفيلاً، أو «بوداود»، وربما يوافق «بو عذاري» على كفالتي! .. وأريد التأكيد أنني لن أقبل بأي حال من الأحوال أن يكون «غلومي» هو كفيلي في البحرين! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قراءة في الرسائل الواردة في حوار الأمير ............................................... سيادتنا الوطنية خط أحمر .. ولن نغلق الجزيرة ..................................................... عاشت قطر فجر اليوم، بمواطنيها ومقيميها، وساكينها المسكونين بحبها، المصطفّــين خلـــف قائدها ورمزها الوطني «تميم المجد» حدثاً إعلامياً مهماً، من خلال متابعة مختلف أوساطها ووسائطها، الحوار التليفزيوني الذي أجراه المذيع الأميركي صاحب الشهرة العالمية «تشارلي روز»، الإعلامي المخضرم في شبكة (C.B.S) الأميركية، مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. لقد جـــــاء الحـــوار صـــريحــاً في أسئلته من جـــانب المحاور، صادقاً في أجوبته من طرف أميرنا القطري التميمي العربي، الذي عرفنا الصدق في كل أقواله، ولمسناه في أفعاله, وعشناه وعايشناه في جميع مواقفه. .. ولكل هذا لم يكن الحوار المتلفز حواراً عادياً عابراً، وإنما كان حافلاً بالكثير من الرسائل القطرية الموجهة إلى الخارج والداخل، خاصة أنه جاء في ظروف استثنائية تعيشها البلاد، في ظل الحصار الجائر المفروض عليها من دول «التآمر الرباعي». .. ولعل ما زاد من أهمية الحوار، دخول الأزمة الخليجية المفتعلة منعطفاً جديداً، بعـــــد إعـــلان أمير دولة الكويـــت الشــقيـــقة ســـمو الشــــــيخ صبـاح الأحمد الجابر الصباح ــ صــاحــب الوساطة الكويتية ــ في خطابه أمام «مجلس الأمة»، أن الأزمة تحمل في طياتها احتمــــالات التـــطور، محـــــذراً من أن تصعــــيدها ســــتكون له نتائــــج بالغـــة الضـــرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها. .. وفي إطار هذا التطور، من الواضح أن الأزمة لا تتجه إلى تسوية قريباً، حـــيث لا يبــدو ما يشــــير ــ حــــتى الآن ــ إلى ظــهور بوادر لانفراجها، مما يؤشر إلى أن الجميع خاسرون فيها، وفي مقدمتهم الذين افتعلوها وأشعلوها، وهو الأمر الذي يخدم في نهاية الأمر، مصالح غيرهم في المنطقة. لقد اعتقدت دول «التحالف الرباعي» المتآمر على قطر، أن بإمكانها تحقيق مكاسب فورية على حساب الدوحة، من خـــــلال تبــني مواقـــــفـــها العدائيــة المبــــالغ فيــها ضــــدها، وبـعـــد فشـــــل الاستــــــراتيجيـــة الـــــتي اعتمــدتها فــــي مؤامـــرتها لإخضاع الـــــقـــرار القــطري المستقـــل، سعت الدول المأزومة إلى تأزيم الأزمة المتأزمة، اعتقاداً منها أن قطر ستضعف معنوياً وسياسياً واقتصادياً، وأنها ستستسلم لمطالبهم مع مرور الوقت! .. وعلى هذا الأساس، ليس مفاجئاً لي ولغيري من الإعلاميين المتابعين لتطورات الأزمة الخليجية، أن تختلف قراءاتهم لإجابات «صاحب السمو» على أسئلة المحاور الأميركي البارع، غيــــــر أن الذيــــن تابعــــوها بدقة يدركــــون جيـــداً أن ســـــموه ــ حفظه الله ــ أجــــاب عـــن الأســـئلة المطــــروحـــــة بــروح المسؤولية الوطنية، التي تدرك خطورة تحديات الحاضر، وتستشرف، من رحمها، طموحات المستقبل. .. وكان مهماً لنا ونحن موطن الحدث، ومصدر الحديث المتلفز، ودولتنا المستقلة مستهدفة من أطراف «التحالف الرباعي» أن نعيد قراءة ما جاء في حوار الأمير، الذي خاطب مُحاوره بلسان المواطن القطري الواعي، وإرادة الوطن القوي، الذي كان وسيبقى حراً مستقراً مستقلا. .. ويمكن للمتابع أن يلحظ أن «صاحب السمو» أجاب عن الأسئلة بصراحة فائقة، ولهذا تميز الحوار بنسيج شامل متكامل من الصراحة والوضوح والشفافية. لقد وضع سموه النقاط على حروف الأزمة الخليجية المفتعلة منذ الخامـــــس مـــن يونــيو الماضي، مجـــدداً التأكيــــد على ثوابت الموقف القطري الثابت، وتضمنت إجاباته الصريحة، توصيفاً دقيقاً للأزمة الراهنة، بكل مسبباتها الواهنة، كاشفاً ملابساتها، وموضحاً تحدياتها، ومبيناً تداعياتها الضاغطة على شعوب المنطقة في جميع شؤونهم الحياتية. .. ومـــــا مــن شــك في أن ما ورد في إجابات الأمير ينبغي تأمله بشكل عميق، حيث توحي القراءة المتأنية المتعمقة للأجوبة بالعديد من المواقف القطرية الثابتة، والكثير من الرسائل المباشرة الموجهة إلى الداخل والخارج القطري. .. ومن خلال قراءتي العميقة لما ورد في الحوار، وجدت الكثير من النقاط التي ينبغي الوقوف عندها، وإعادة قراءتها، لأنها جاءت عميقة في مبانيها، غنية في معانيها، واضحة في مراميها. .. وعندما أعدت قراءة ما ورد في أجوبة «صاحب السمو»، لأكثر من مرة، استرعى انتباهي (٣) رسائل مهمة، يمكنني التركيز عليها، والارتكاز فوقها، وبناء محاور مقالي على أساساتها أولها إن سيادتنا الوطنية خط أحمر، لا نقبل من أي جهة التدخل في سياستنا المستقلة، أو توجيه شؤوننا الداخلية. .. ويمثل مبدأ السيادة الوطنية ركناً أساسياً في منظومة العلاقات الدولية، وينص على حق الدولة المستقلة في مباشرة الأمور الداخلة في صلاحياتها، لتحقيق مصالحها، وليس لأي جهة أخرى الحق في التدخل في شؤون غيرها، عبر فرض الإملاءات الفوقية، لتغيير سياساتها. .. ووفقاً للطرح الكلاسيكي لمبدأ السيادة ومقتضياتها، يكون مرجع الدولة المستقلة في مخلتف شؤونها إرادتها وحدها، بحيث تكون إدارتها لها دون غيرها، ويعني ذلك، أن سلطتها على شؤونها في الداخل والخارج لا تعلوها أي سلطة خارجية متسلطة عليها، فلا يقيدها في الميدان الدولي إلا العهود والاتفاقيات الدولية التي عقدتها هي نفسها، ووقعت عليها، معبرة في ذلك عن سيادتها واستقلالية قرارها الوطني. .. واستناداً لكل ما سبق لا نقبل استباحة سيادتنا الوطنية، عبر محاولات توجيهنا لإغلاق قناة «الجزيرة»، أو قطع علاقاتنا مع إيران أو غيرها، أو محاولة انتزاع قرارنا الوطني المستقل، أو انتهاكه، أو الانقضاض عليه أو الانتقاص منه، وهو ما تسعى إليه حالياً دول «التآمر الرباعي» عبر محاولاتها المستميتة فرض إملاءاتها وشروطها وطلباتها غير المنطقية علينا. .. وما من شك في أن سلطة دولتنا المستقلة على أرضنا لا تتجزأ، ولا تقبل التصرف من غيرها، وغير خاضعة لإملاءات الغير، حيث تعد السيادة الوطنية أساساً جوهرياً في العلاقات الدولية، ويعد احترامها من الركائز الأساسية، التي أسس عليها صرح وبنيان القانون الدولي المعاصر. هـــــذه هــي تفاصــيل «الرســـالة الأولى» الواضــــحـــة، الــــــتي جــــــاءت في معـــرض إجــــابــــة «صـاحب الســــمو» عما إذا كانت قطر سوف تستجيب لمطالب الدول الأربع. .. وفــــــــي ســــياق هــــذه الرســــالة، أكـــد ســـــموه أن قـطـــر لم ولن تغلق قناة «الجزيرة»، واضعاً نقطة آخر السطر، على ثوابت موقف قطر، ويمكنني القول إن من لا تعـــجبه بـــــرامج هــــــــذه القـــناة القطرية أو تغطياتــها الإخبــــارية، يمكــــنــــه إدارة مؤشر التليفزيون على قناة «سكاي نيوز» أو «العربية»، أو القنوات المتخـــصصة في برامج الترفيه والموسيقى, و«الهشك بشك»! أما الرسالة الثانية التي يمكن الاستدلال عليها من خلال الحوار، فهي أن «الدوحة لا تدعم الإرهاب»، حيث شدد سموه على ذلك قائلاً «عندما يتحدثون عن الإرهاب فنحن لا ندعمه على الإطلاق»، مشيراً سموه إلى أن «السبب الحقيقي لحصارهم هو أنهم لا يريدون استقلالنا، حيــــث تـدعو قطــــر إلى حــــرية التعبـــــير، وهو مـــــا ترى فـــيه دول الحصار تهديداً لها»! .. وفي سياق ذلك الجواب الأميري المعبر، وجه «صاحب السمو» رســــــالتـه الثالثـــة التـــي يمكــنــــني وصـــفها بــــأنــــهـــــا رسالة قطرية حضارية حوارية موجهة إلى دول «التحالف الرباعي»، حيث أعلن سموه على شاشة شبكة (C.B.S) الأميركية قائلاً «أدعو للحوار منذ وقت طويل، وإذا ساروا متراً واحداً باتجاهي، فأنا على استعداد للمشي لمسافة (١٠) آلاف ميل نحوهم». .. وتعكس تلك الرسائل الثلاث الواردة في الحوار وغيرها، قدرة «صاحب السمو» على تشخيص الداء، ووصف الدواء، لمعالجة حالة العداء المنتشرة في الأوساط الخليجية، على وقع الأزمة، مثل انتشار وباء «الكوليرا» في اليمن! .. ولعل ما يحسب لسمو الأمير ــ حفظه الله ــ أنه اتسم في إجاباته بالقراءة الهادئة لمجريات الأزمة وتطوراتها، فلم يكن انفعالياً في ردوده، بل كان في قمة الهدوء، وهو يتناول القضية برؤية عقلانية. .. وفي إطار طرحه العقلاني، كشف سموه، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح عقد قمة في «كامب ديفيد» بين أطراف الأزمة، وأن قـطر رحبــت بالمشــاركة فيــها، بهدف وضع حل لها. .. وعن تفاصيل لقائه مع رئيس الولايات المتحدة، قال سموه إنه أبلغه بأنه لن يقبل باستمرار الحصار، ولن يســــمح بانجــــرار الأزمة نحو الاقــتتـــال، مشـــيراً إلى أنــــنا نتوقع تدخلاً عسكرياً ضد قطر قد يؤدي إلى الفوضى، ولهذا استقدمنا قوات من تركيا لحماية دولتنا المستهدفة. .. وبخصوص علاقة قطر مع الجمــــهورية الإيــــرانــــية قـــال «صاحب السمو» إن إيـــــران جارتــنا رغــــــم وجود الكثير من الاختلافات السياسية معها أكثر منهم، مضيفاً سموه «دعوني أقول أمراً واحداً عندما تقوم هذه الدول التي تعتبر إخوتنا بحظر كل شيء مثل الدواء والغذاء عنا، فالأمر الوحيد المتاح لنا توفير ذلك عبر إيران». .. وهكذا فقد تناول المحاور خلال حواره مع «صاحب السمو» الكثير من الأحداث التي تمر بها المنطقة، المرتبطة بتطورات ومستجدات الأزمة الخليجية. .. ولعل الأمر الذي ميّز الحوار، أن المحاور المخضرم على دراية كاملة بشؤون المنطقة وشجونها، وهو مطلع على ملفاتها المهمة، ومتابع لقضاياها الساخنة، بحكم حواراته العديدة التي أجراها مع قادة وزعماء الشرق الأوسط، منذ أكثر من عقدين من الزمن. .. ويعد المذيع اللامع البارع «تشارلي روز» المولود في الخامس من يناير عام ١٩٤٢، واحداً من أشهر المحاورين الإعلاميين في وسائل الإعلام الأميركية، حيث استضاف في برنامجه الشهير (٦٠ دقيقة) الذي يقدمه على شبكة (سي.بي.اس) العديد من الرؤساء والزعماء وقادة العالم. .. ولا أنسى أنه سبق له محاورة صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ــ حفظه الله ــ كما أجرى أكثر من حوار مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء السابق، وزير الخارجية الأسبق. .. ويملك المحاور الشهير الحاصل عام ٢٠١٣ على جائزة «بيبودي» المرموقة، التي تمنح للأعمال التليفزيونية المميزة، سجلاً حافلاً بالحوارات الناجحة، أذكر منها على سبيل المثال، حواراته مع الرئيس الأميركي الـسابق باراك أوباما، والرئيس الروســـي فلاديميــــر بوتيـــن، والرئيـس التـــركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني الأسبـــــق أحمــــدي نجــاد، فضلاً عن الزعيم الإفريقي الراحـــل نيلســون مانـــديـــلا، وهيلاري كلينــــتون، ومحمد جواد ظريف، وغيرهم من مشاهير وصناع القرار في العالم. .. واللافت أنه خلال تواجد الإعلامي «تشارلي روز» في الدوحة لإجراء حواره مع «صاحب السمو» قام المحاور بجولة في عدد من المواقع القطرية، لمس خلالها إصرار القطريين على كسر الحصار الجائر المفروض عليهم، وزار العديد من معالم العاصمة، من بينها «سوق واقف»، وتجول في «كتــــارا» حيـــث ســجل انطباعات إيجابية عن قطر ومواطنيها ومقيميها. .. وليت المذيع المصري المضطرب نفـــسياً، المتأزم عـــصبياً، أحمد موسى يتعلم أصول فن الحوار من الإعلامي الأميركي «تشارلي روز»، ليعرف أن التقديم التليفزيوني ليس زعيقاً ولا «نهيقاً»، ولكنه حوار حضاري ينبــــغي أن يتـــسم صاحبه بالأداء الراقي، وليس الخطاب العدائي، أو السلوك «البلطجي»! .. وليته يعلم أنه لا ينبغي على «المزيع»، عفواً، أقصد المذيع, استغلال منصات التليفزيون، و«استهبال» المشاهدين، لإثارة الضوضاء والبغضاء، وبث مشاعر العداء بين الأشقاء والأصدقاء على السواء! حتى لا يضطر المشاهد يوماً لاستخدام «عصا موسى» لتكسير شاشة التلفاز على رأس «مزيع» مريع فظيع اسـمه أحمد موسى!. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
سيادتنا الوطنية خط أحمر .. ولن نغلق « الجزيرة» .......................................................... قراءة في الرسائل الواردة في حوار الأمير ................................................................... «صاحب السمو» وجه عبر شبكة (C.B.S) حزمة من الرسائل حول مختلف المسائل .................................................................................................... عاشت قطر فجر اليوم، بمواطنيها ومقيميها، وساكينها المسكونين بحبها، المصطفّــين خلـــف قائدها ورمزها الوطني «تميم المجد» حدثاً إعلامياً مهماً، من خلال متابعة مختلف أوساطها ووسائطها، الحوار التليفزيوني الذي أجراه المذيع الأميركي صاحب الشهرة العالمية «تشارلي روز»، الإعلامي المخضرم في شبكة (C.B.S) الأميركية، مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. لقد جـــــاء الحـــوار صـــريحــاً في أسئلته من جـــانب المحاور، صادقاً في أجوبته من طرف أميرنا القطري التميمي العربي، الذي عرفنا الصدق في كل أقواله، ولمسناه في أفعاله, وعشناه وعايشناه في جميع مواقفه. .. ولكل هذا لم يكن الحوار المتلفز حواراً عادياً عابراً، وإنما كان حافلاً بالكثير من الرسائل القطرية الموجهة إلى الخارج والداخل، خاصة أنه جاء في ظروف استثنائية تعيشها البلاد، في ظل الحصار الجائر المفروض عليها من دول «التآمر الرباعي». .. ولعل ما زاد من أهمية الحوار، دخول الأزمة الخليجية المفتعلة منعطفاً جديداً، بعـــــد إعـــلان أمير دولة الكويـــت الشــقيـــقة ســـمو الشــــــيخ صبـاح الأحمد الجابر الصباح ــ صــاحــب الوساطة الكويتية ــ في خطابه أمام «مجلس الأمة»، أن الأزمة تحمل في طياتها احتمــــالات التـــطور، محـــــذراً من أن تصعــــيدها ســــتكون له نتائــــج بالغـــة الضـــرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها. .. وفي إطار هذا التطور، من الواضح أن الأزمة لا تتجه إلى تسوية قريباً، حـــيث لا يبــدو ما يشــــير ــ حــــتى الآن ــ إلى ظــهور بوادر لانفراجها، مما يؤشر إلى أن الجميع خاسرون فيها، وفي مقدمتهم الذين افتعلوها وأشعلوها، وهو الأمر الذي يخدم في نهاية الأمر، مصالح غيرهم في المنطقة. لقد اعتقدت دول «التحالف الرباعي» المتآمر على قطر، أن بإمكانها تحقيق مكاسب فورية على حساب الدوحة، من خـــــلال تبــني مواقـــــفـــها العدائيــة المبــــالغ فيــها ضــــدها، وبـعـــد فشـــــل الاستــــــراتيجيـــة الـــــتي اعتمــدتها فــــي مؤامـــرتها لإخضاع الـــــقـــرار القــطري المستقـــل، سعت الدول المأزومة إلى تأزيم الأزمة المتأزمة، اعتقاداً منها أن قطر ستضعف معنوياً وسياسياً واقتصادياً، وأنها ستستسلم لمطالبهم مع مرور الوقت! .. وعلى هذا الأساس، ليس مفاجئاً لي ولغيري من الإعلاميين المتابعين لتطورات الأزمة الخليجية، أن تختلف قراءاتهم لإجابات «صاحب السمو» على أسئلة المحاور الأميركي البارع، غيــــــر أن الذيــــن تابعــــوها بدقة يدركــــون جيـــداً أن ســـــموه ــ حفظه الله ــ أجــــاب عـــن الأســـئلة المطــــروحـــــة بــروح المسؤولية الوطنية، التي تدرك خطورة تحديات الحاضر، وتستشرف، من رحمها، طموحات المستقبل. .. وكان مهماً لنا ونحن موطن الحدث، ومصدر الحديث المتلفز، ودولتنا المستقلة مستهدفة من أطراف «التحالف الرباعي» أن نعيد قراءة ما جاء في حوار الأمير، الذي خاطب مُحاوره بلسان المواطن القطري الواعي، وإرادة الوطن القوي، الذي كان وسيبقى حراً مستقراً مستقلا. .. ويمكن للمتابع أن يلحظ أن «صاحب السمو» أجاب عن الأسئلة بصراحة فائقة، ولهذا تميز الحوار بنسيج شامل متكامل من الصراحة والوضوح والشفافية. لقد وضع سموه النقاط على حروف الأزمة الخليجية المفتعلة منذ الخامـــــس مـــن يونــيو الماضي، مجـــدداً التأكيــــد على ثوابت الموقف القطري الثابت، وتضمنت إجاباته الصريحة، توصيفاً دقيقاً للأزمة الراهنة، بكل مسبباتها الواهنة، كاشفاً ملابساتها، وموضحاً تحدياتها، ومبيناً تداعياتها الضاغطة على شعوب المنطقة في جميع شؤونهم الحياتية. .. ومـــــا مــن شــك في أن ما ورد في إجابات الأمير ينبغي تأمله بشكل عميق، حيث توحي القراءة المتأنية المتعمقة للأجوبة بالعديد من المواقف القطرية الثابتة، والكثير من الرسائل المباشرة الموجهة إلى الداخل والخارج القطري. .. ومن خلال قراءتي العميقة لما ورد في الحوار، وجدت الكثير من النقاط التي ينبغي الوقوف عندها، وإعادة قراءتها، لأنها جاءت عميقة في مبانيها، غنية في معانيها، واضحة في مراميها. .. وعندما أعدت قراءة ما ورد في أجوبة «صاحب السمو»، لأكثر من مرة، استرعى انتباهي (٣) رسائل مهمة، يمكنني التركيز عليها، والارتكاز فوقها، وبناء محاور مقالي على أساساتها أولها إن سيادتنا الوطنية خط أحمر، لا نقبل من أي جهة التدخل في سياستنا المستقلة، أو توجيه شؤوننا الداخلية. .. ويمثل مبدأ السيادة الوطنية ركناً أساسياً في منظومة العلاقات الدولية، وينص على حق الدولة المستقلة في مباشرة الأمور الداخلة في صلاحياتها، لتحقيق مصالحها، وليس لأي جهة أخرى الحق في التدخل في شؤون غيرها، عبر فرض الإملاءات الفوقية، لتغيير سياساتها. .. ووفقاً للطرح الكلاسيكي لمبدأ السيادة ومقتضياتها، يكون مرجع الدولة المستقلة في مخلتف شؤونها إرادتها وحدها، بحيث تكون إدارتها لها دون غيرها، ويعني ذلك، أن سلطتها على شؤونها في الداخل والخارج لا تعلوها أي سلطة خارجية متسلطة عليها، فلا يقيدها في الميدان الدولي إلا العهود والاتفاقيات الدولية التي عقدتها هي نفسها، ووقعت عليها، معبرة في ذلك عن سيادتها واستقلالية قرارها الوطني. .. واستناداً لكل ما سبق لا نقبل استباحة سيادتنا الوطنية، عبر محاولات توجيهنا لإغلاق قناة «الجزيرة»، أو قطع علاقاتنا مع إيران أو غيرها، أو محاولة انتزاع قرارنا الوطني المستقل، أو انتهاكه، أو الانقضاض عليه أو الانتقاص منه، وهو ما تسعى إليه حالياً دول «التآمر الرباعي» عبر محاولاتها المستميتة فرض إملاءاتها وشروطها وطلباتها غير المنطقية علينا. .. وما من شك في أن سلطة دولتنا المستقلة على أرضنا لا تتجزأ، ولا تقبل التصرف من غيرها، وغير خاضعة لإملاءات الغير، حيث تعد السيادة الوطنية أساساً جوهرياً في العلاقات الدولية، ويعد احترامها من الركائز الأساسية، التي أسس عليها صرح وبنيان القانون الدولي المعاصر. هـــــذه هــي تفاصــيل «الرســـالة الأولى» الواضــــحـــة، الــــــتي جــــــاءت في معـــرض إجــــابــــة «صـاحب الســــمو» عما إذا كانت قطر سوف تستجيب لمطالب الدول الأربع. .. وفــــــــي ســــياق هــــذه الرســــالة، أكـــد ســـــموه أن قـطـــر لم ولن تغلق قناة «الجزيرة»، واضعاً نقطة آخر السطر، على ثوابت موقف قطر، ويمكنني القول إن من لا تعـــجبه بـــــرامج هــــــــذه القـــناة القطرية أو تغطياتــها الإخبــــارية، يمكــــنــــه إدارة مؤشر التليفزيون على قناة «سكاي نيوز» أو «العربية»، أو القنوات المتخـــصصة في برامج الترفيه والموسيقى, و«الهشك بشك»! أما الرسالة الثانية التي يمكن الاستدلال عليها من خلال الحوار، فهي أن «الدوحة لا تدعم الإرهاب»، حيث شدد سموه على ذلك قائلاً «عندما يتحدثون عن الإرهاب فنحن لا ندعمه على الإطلاق»، مشيراً سموه إلى أن «السبب الحقيقي لحصارهم هو أنهم لا يريدون استقلالنا، حيــــث تـدعو قطــــر إلى حــــرية التعبـــــير، وهو مـــــا ترى فـــيه دول الحصار تهديداً لها»! .. وفي سياق ذلك الجواب الأميري المعبر، وجه «صاحب السمو» رســــــالتـه الثالثـــة التـــي يمكــنــــني وصـــفها بــــأنــــهـــــا رسالة قطرية حضارية حوارية موجهة إلى دول «التحالف الرباعي»، حيث أعلن سموه على شاشة شبكة (C.B.S) الأميركية قائلاً «أدعو للحوار منذ وقت طويل، وإذا ساروا متراً واحداً باتجاهي، فأنا على استعداد للمشي لمسافة (١٠) آلاف ميل نحوهم». .. وتعكس تلك الرسائل الثلاث الواردة في الحوار وغيرها، قدرة «صاحب السمو» على تشخيص الداء، ووصف الدواء، لمعالجة حالة العداء المنتشرة في الأوساط الخليجية، على وقع الأزمة، مثل انتشار وباء «الكوليرا» في اليمن! .. ولعل ما يحسب لسمو الأمير ــ حفظه الله ــ أنه اتسم في إجاباته بالقراءة الهادئة لمجريات الأزمة وتطوراتها، فلم يكن انفعالياً في ردوده، بل كان في قمة الهدوء، وهو يتناول القضية برؤية عقلانية. .. وفي إطار طرحه العقلاني، كشف سموه، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح عقد قمة في «كامب ديفيد» بين أطراف الأزمة، وأن قـطر رحبــت بالمشــاركة فيــها، بهدف وضع حل لها. .. وعن تفاصيل لقائه مع رئيس الولايات المتحدة، قال سموه إنه أبلغه بأنه لن يقبل باستمرار الحصار، ولن يســــمح بانجــــرار الأزمة نحو الاقــتتـــال، مشـــيراً إلى أنــــنا نتوقع تدخلاً عسكرياً ضد قطر قد يؤدي إلى الفوضى، ولهذا استقدمنا قوات من تركيا لحماية دولتنا المستهدفة. .. وبخصوص علاقة قطر مع الجمــــهورية الإيــــرانــــية قـــال «صاحب السمو» إن إيـــــران جارتــنا رغــــــم وجود الكثير من الاختلافات السياسية معها أكثر منهم، مضيفاً سموه «دعوني أقول أمراً واحداً عندما تقوم هذه الدول التي تعتبر إخوتنا بحظر كل شيء مثل الدواء والغذاء عنا، فالأمر الوحيد المتاح لنا توفير ذلك عبر إيران». .. وهكذا فقد تناول المحاور خلال حواره مع «صاحب السمو» الكثير من الأحداث التي تمر بها المنطقة، المرتبطة بتطورات ومستجدات الأزمة الخليجية. .. ولعل الأمر الذي ميّز الحوار، أن المحاور المخضرم على دراية كاملة بشؤون المنطقة وشجونها، وهو مطلع على ملفاتها المهمة، ومتابع لقضاياها الساخنة، بحكم حواراته العديدة التي أجراها مع قادة وزعماء الشرق الأوسط، منذ أكثر من عقدين من الزمن. .. ويعد المذيع اللامع البارع «تشارلي روز» المولود في الخامس من يناير عام ١٩٤٢، واحداً من أشهر المحاورين الإعلاميين في وسائل الإعلام الأميركية، حيث استضاف في برنامجه الشهير (٦٠ دقيقة) الذي يقدمه على شبكة (سي.بي.اس) العديد من الرؤساء والزعماء وقادة العالم. .. ولا أنسى أنه سبق له محاورة صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ــ حفظه الله ــ كما أجرى أكثر من حوار مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء السابق، وزير الخارجية الأسبق. .. ويملك المحاور الشهير الحاصل عام ٢٠١٣ على جائزة «بيبودي» المرموقة، التي تمنح للأعمال التليفزيونية المميزة، سجلاً حافلاً بالحوارات الناجحة، أذكر منها على سبيل المثال، حواراته مع الرئيس الأميركي الـسابق باراك أوباما، والرئيس الروســـي فلاديميــــر بوتيـــن، والرئيـس التـــركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني الأسبـــــق أحمــــدي نجــاد، فضلاً عن الزعيم الإفريقي الراحـــل نيلســون مانـــديـــلا، وهيلاري كلينــــتون، ومحمد جواد ظريف، وغيرهم من مشاهير وصناع القرار في العالم. .. واللافت أنه خلال تواجد الإعلامي «تشارلي روز» في الدوحة لإجراء حواره مع «صاحب السمو» قام المحاور بجولة في عدد من المواقع القطرية، لمس خلالها إصرار القطريين على كسر الحصار الجائر المفروض عليهم، وزار العديد من معالم العاصمة، من بينها «سوق واقف»، وتجول في «كتــــارا» حيـــث ســجل انطباعات إيجابية عن قطر ومواطنيها ومقيميها. .. وليت المذيع المصري المضطرب نفـــسياً، المتأزم عـــصبياً، أحمد موسى يتعلم أصول فن الحوار من الإعلامي الأميركي «تشارلي روز»، ليعرف أن التقديم التليفزيوني ليس زعيقاً ولا «نهيقاً»، ولكنه حوار حضاري ينبــــغي أن يتـــسم صاحبه بالأداء الراقي، وليس الخطاب العدائي، أو السلوك «البلطجي»! .. وليته يعلم أنه لا ينبغي على «المزيع»، عفواً، أقصد المذيع, استغلال منصات التليفزيون، و«استهبال» المشاهدين، لإثارة الضوضاء والبغضاء، وبث مشاعر العداء بين الأشقاء والأصدقاء على السواء! حتى لا يضطر المشاهد يوماً لاستخدام «عصا موسى» لتكسير شاشة التلفاز على رأس «مزيع» مريع فظيع اسـمه أحمد موسى!. احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن محمد جواد ظريف مع:
شارك صفحة محمد جواد ظريف على