محمد بن زايد آل نهيان

محمد بن زايد آل نهيان

الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان (١١ مارس ١٩٦١ -)؛ المعروف بالأحرف الأولى من اسمه الكامل باللغة الإنجليزية (MBZ)، هو الرئيس الثالث والحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيام الاتحاد عام ١٩٧١ والحاكم السابع عشر والحالي لإمارة أبو ظبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي كبرى إمارات الإمارات العربية المتحدة، تولى رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة في ١٤ مايو ٢٠٢٢ خلفًا لأخيه غير الشقيق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمحمد بن زايد آل نهيان؟
أعلى المصادر التى تكتب عن محمد بن زايد آل نهيان
أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم مسرحية «الزعيم» .. ولا يزال العرض مستمراً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ «السيسي» .. درس بالبيانات الدقيقة والاحصائيات الصحيحة في الجغرافيا السكانية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الإمارات .. نموذج صارخ يعكس الخلل الحاد بين تعداد المواطنين وأعداد المقيمين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، ونظيره البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وعدد من كبار المدعوين الخليجيين، قدم رئيس النظام المصري فصلاً جديداً من فصــــول مســـرحية «الزعيم»، دون مشاركة بطلها التقليدي عادل إمام، حيث أدى «عبدالفتاح السيسي» دور البطولة المطلقة، خلال افتتاح «قاعدة محمد نجيب العسكرية »، بمنطقة الحمام غرب الإسكندرية. .. وجــــاء «العـــرض الرئاسي» هزيلاً ولا أقول هزليا، ظهرت فيه عقدة الكبير من تفوق الصغير، ووصلت الكوميديا الساذجة ولا أقول الساخرة ذروتها عندما قال «انتو عاوزين تتدخلوا في مصر، دي فيها ١٠٠ مليون بيفطروا ويتغدوا وبيتعشوا في يوم، بأكل سنة من بعض الدول»! هذه الجملة الاستعراضية الاستعلائية جعلت ولي عهد أبوظبي يبدو منتشياً، حيث ارتسمت على وجهه ابتسامة لها معناها ومغزاها، ووفقاً لتعليق عمرو أديب فإن «الريس بتاعنا عمل حتة زغننة غالباً ما بيعملهاش، لأن مش من عوايده يتكلم عن دولة بالطريقة دي، لأنه دائماً متحفظ، بس النهاردة حط جملة هتفضل موجودة في التاريخ»! .. وكان نفسي في حاجة واحدة بس ــ والكلام لا يزال للمهرج المصري ــ أن يقول قطر، ومن منظور شخصي ده ضرب تحت الحزام، حتى شفتوا الابتسامة بتاعت محمد بن زايد واضحة خلاص، لما الريس بيتكلم عن ١٠٠ مليون بياكلوا وبيشربوا، هو بيقول حجم البلد عامل ازاي، خد بالك انت مش قدنا، ودي مش فتونة ده واقع الأمر، بس هي دي كل الحكاية، وكل ده علشان نقدر نغلوش على الفكرة نفسها. .. وبعيداً عن «الغلوشة» يخطئ عمرو أديب ورئيسه السيسي ــ أشد الخطأ ــ ومعهما رجال إعلام النظام المصري إذا اعتقدوا واهمين أن قلة عدد السكان هي معضلة قطرية، تعاني منها قطر دون غيرها من دول الخليج العربي الأخرى. فنحن نعترف أننا «دولة زغنطوطة»، لكن إنجازاتنا الاقتصادية والسياسية والإعلامية والتنموية أكبر من إنجازات غيرنا من كبار الدول، وما ننجزه في سنة، يعجز آخرون عن إنجازه في سنوات! .. وينبغي على بطل مسرحية «الزعيم» في ظهورها الجديد على المسرح السياسي المصري أن يراجع معلوماته الديمغرافية، ويطلب من مستشاريه تزويده بالبيانات الصحيحة، والأرقام الدقيقة المتعلقة بأعداد السكان في دول «مجلـــس التعـــاون»، قبــل الإدلاء بأي تعليقات كوميدية تمس الأقليات السكانية، حتى لا تنقلب تعليقاته الساذجة، المقصـــود منها الإســاءة إلى قطـــر، على حلفائه الذين يدعمونه ماليا وسياسياً، والذين كانوا في مقدمة الحاضرين لمراسم افتتاح قاعدته العسكرية. .. وكان ينبغي على «السيسي» قبل أن يطلق «نكاته الساخرة»، ويتفاخر بعدد ســكان بلاده أن يقــــف وقفة مطولة ومعمقة مع نفسه، ويراجـــع معلومــاته، ويطلب من جهـــاز «المخابـــرات المصريـــة» تزويده بالأرقـــــام والتقاريـــر والإحصــاءات الســـــكانية الدقيقــــة، المتعلقـــة بعدد سكان الإمارات، ليعرف حجم الكارثة التي تعاني منها حليفته، وبعدها من المؤكد أنه سيبلع لسانه، ويصمت حتى لا يحرج ضيفه المبتسم! .. وبعيداً عن المشهد الخارجي المبهر لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الصورة من داخلها تثير القلق، بل الدهشة، لأن شوارعها ومرافقها وميادينها وساحاتها ومراكزها التجارية تعج بكل الجنسيات باستثناء المواطنين! .. وتعكس التركيبة السكانية للدولة الاتحادية خللاً خطيرا، تكمن خطورته عند استعراض الأرقام الرسمية، حيث يبلغ عدد سكان الإمارات وفقاً لإحصاء صادر في شهر يوليو عام ٢٠١٦ نحو (٨.٢٦٤) ملايين نسمة، بينهم (٩٤٧.٩) ألف مواطن فقط، والباقي الذين يصل عددهم نحو (٧.٣١٦) ملايين جميعهم من الوافدين الأجانب، مما يؤشر إلى الاختلال، بل يشير إلى الاعتلال في التركيبة السكانية في البلاد. .. وتشكل هذه التركيبة الديمغرافية «قنبلة موقوتة»، في الإمارات باعتبار أن تعداد مواطنيها لا يزيدون عن ١١ % من إجمالي عدد السكان، في حين تزيد نسبة الوافدين عن ٨٥ %، وهذه أعلى نسبة مئوية للأجانب في دول الخليج، معظمهم من الهنود المقيمين في الدولة الاتحادية، الذين وصل عددهم إلى أكثر من (٣.١) مليون نسمة! .. وما من شك في أن هذه الأرقام الموثقة والموثوقة تدق ناقوس الخطر في الإمارات، حيث تشير إلى أن أبناء البلاد أصبحوا مجرد أقلية في وطنهم! بل صاروا مجرد جالية من الجاليات المقيمة هناك، لدرجة أن نسبتهم لن تزيد عن ٥ % من إجمالي عدد السكان عام ٢٠٢٥، مما يعكس شعور الكثيرين منهم بالقلق من هواجس الغربة، التي يشعرون بها في ديارهم، خوفاً على مستقبلهم، ومستقبل أجيالهم القادمة. .. وتبين تلك الأرقام الناطقة أن خلف العمارات الشاهقة، في الإمارات ثمة معضلة وطنية، ومشكلة قومية تعاني منها «الدولة الاتحادية»، التي تحولت إلى «مستوطنة آسيوية» ضخمة، من خلال الوجود الآسيوي الضخم، الذي ينخر الجسم الإماراتي، ويؤثر على هويته الوطنية، وثقافته العربية. .. وهذه المشكلة المتفاقمة وصلت إلى أعلى درجات الخطورة التي لا تسمح بتجاهلها، أو التباطؤ في إيجاد حلول جذرية لها، خاصة إذا علمنا أن الإمارات تواجه أزمة حادة تتمثل في انخفاض معدلات مواليدها المواطنين، بما يهدد مساعي «الدولة الاتحادية» لتحقيق أهدافها الإنمائية المستقبلية، التي تتطلب وصول مواطنيها إلى ٣ ملايين نسمة خلال العشر سنوات المقبلة. .. وأشار تقرير رسمي نشر في شهر فبراير الماضي في صحيفة «الاتحاد» الصادرة في أبوظبي إلى انخفاض معدلات الخصوبة من (٥٦) إلى (٢٣) طفل لكل إماراتية. .. ووفقاً لرسالة دكتوراه قدمها الباحث الياباني «كوجي هورينوكي» تمت مناقشتها مؤخراً في جامعة «كيوتو» اليابانية، أشار صاحبها إلى أن الإمارات تحتاج إلى ٥٠ عاماً لعلاج الخلل الحاد في تركيبتها السكانية! .. وكان صاحب الدراسة مقيماً في مدينة «العين»، وعزا سبب اختياره هذه القضيـــة لدراســتها إلى ما رصده خلال إقامته في الإمارات من غياب واضح للعنصر المواطن في جميع الأماكن التي زارها، مشيراً إلى أن عدد الإماراتيين لا يتجاوز (١١.٦ %) من إجمالي عدد السكان البالغ ثمانية ملايين تقريبا. .. ويكفي التوقف عند محاضرة ألقاها قبل سنوات الدكتور جمال سند السويدي، وهو واحد من أقرب المقربين إلى ولي عهد أبوظبي، حيث قال في محاضرته بصريح العبارة «إن الإماراتيين لن يستطيعوا العيش في بلادهم، إذا ما استمرت سياسات استقدام الأجانب كما هي»، ناصحاً أهل بلاده بالبحث عن جنسية أخرى! .. والأدهـــــــى من ذلـــــك أنه لـــــفت الانتبــــــاه إلــــــى أن «الحاكـــم بفعل هذه السياسات لن يجد من يحكم»، مشيراً في نفس الوقت إلى «فساد ٣ شيوخ من كبار المسؤولين في البلاد، قاموا ببيع ٣٠٠ ألف تأشيرة، واستولوا على أموالها»! .. وهذه المحاضرة موجودة على «يوتيوب» لمن يرغب في التأكد من صحة ما أكتب. .. وفي سياق الكتابة عن هذه القضية أسترجع أيضاً ما كتبه الدكتور عبدالخالق عبدالله في أحد مقالاته، التي رفضت صحيفة «الخليج» الصادرة في الشارقة نشرها، حيث أكد أن بلاده لا تعاني من خلل سكاني فحسب، بل من خلل تنموي، قائم على فكرة النمو من أجل النمو، وليس النمو من أجل الوطن والإنسان والمستقبل. ..ويضيف الكاتب الأكاديمي الإماراتي، الذي يعد حالياً واحداً من أكثر المؤيدين لاستمرار حصار قطر، أن «الإمارات دخلت في دوامة مرعبة من النمو من أجل النمو، والثروة من أجل الثروة، والثراء من أجل الأثرياء، والنمو من أجل تحطيم الأرقام القياسية التي تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا». .. ويقول الكاتب الإماراتي في مقاله الذي أهديه إلى المهرج عمرو أديب ليبني معلوماته عليه أن «الإمارات لم تعد تحتمل المزيد من هذا النمط من النمو الذي يتعارض مع أبجديات حب الوطن». .. ويواصل قائلاً أن «الإمارات لا تتحمل إقامة المشاريع العمرانية الضخمة كل الضخامة، التي لا تتناسب مع قدراتها السكانية الوطنية، ومع معطيات دولة صغيرة لا يزيد عدد سكانها من المواطنين، وفي أفضل الأحوال عن ٨٠٠ ألف مواطن»! .. ومن خلال كل تلك الأرقام والبيانات والاحصائيات والمعطيات السابقة، التي يعترف من خلالها أهل الإمارات أنفسهم بوجود خلل في تركيبتهم السكانية، يتضح أن «الدولة الاتحادية العربية» تعد النموذج الصارخ في قلة عدد سكانها المواطنين، مقارنة بغيرها من دول المنطقة! .. وبدلاً من أن يغمز «السيسي» من قناة عدد السكان في بلاده، الذين وصل عددهم الى (١٠٠) مليون نسمة، ويتباهى بهم أمام ضيوفه الخليجيين، ليته عقد مقارنة بين مستوى دخل الفرد المصري مع نظيره القطري، حيث حافظت قطر على المركز الأول عالمياً، في متوسط نصيب مواطنيها من الناتج الوطني، متفوقة على الإمارات والسعودية والبحرين وغيرها. لقد وصل متوسط دخل المواطن القطري إلى أكثر من ١٣٥ ألف دولار سنويا، ليصبح الأعلى على الإطلاق في العالم، ومن خلال هذا الرقم يسـتطيع (١٠٠) مواطــن قطـري تغطية موازنة (٣) محافظات مصرية، في حين لا يتجاوز متوسط دخل المواطن المصري ٣ آلاف دولار سنوياً، من الناتج المحلي الإجمالي في مصر! .. وبحسب الأرقام السابقة يتجاوز معدل دخل المواطن القطري سنوياً معدلات مداخيل العديد من مواطني الدول الأوروبية المتقدمة صناعياً، والمتطورة حضارياً، مما يعكس ســلامة الســـياسات التي تنتهجها الحكومة القطرية، التي حرصـــت علــى توظيــف ثـــروات البـــلاد لرفاهيـــة شـــعبها، فأصبـــح القطري هو الأغنى، والأعلى دخلاً، والأكثر خيرا، والأجود كرماً, والأكرم عملاً. لقد نسي «السيسي» وهو يتباهى بعدد سكان بلاده أن يقول بأن «الغلابة المصريين» يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة في عهده، منذ قرار حكومته تعويــم ســــعر صـــرف الجنــيه، الأمـــر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني. .. ونسي أن يقول إن «المائة مليون مصري» منهكون اقتصادياً بسبب سياساته الفاشلة، التي أدت إلى ارتفاع قياسي في معدلات التضخم، ليفقد الجنيه نصف قيمته، وترتفع الأسعار بنسب غير مسبوقة. .. ونسي أن يقول أن معدل التضخم في عهده واصل ارتفاعه المتضــخم، وبلـــغ مســـتوى ٣٢ %، لدرجـــة ان المـــواطن المصري متوســـط الحـــال، لم يعد قادراً على شراء وجبة إفطار لأولاده! .. ونسـي أن يقول أن المصرييـــن من ــ كل الطبقـــات ــ يجـــدون صعوبة في شراء احتياجاتهم الأساسية المتمثلة في السكر والشاي والزيت والرز ــ وما أدراك ما الرز ــ بسبب جنون الأسعار واختفاء السلع الأساسية. .. والواقع أن مصر تعيش الآن عصراً من أسوأ عصورها السياسية، قهراً وفقراً، حيث تعاني العديد من الأسر المصرية من عدم وجود ما يكفي لديها من الخبز لإطعام أفرادها، بل أن بعضها ليس لديها خبز على الإطلاق! .. ووفقاً للأرقام الرسمية فإن ٤٠ % من المصريين دخلوا منطقة الفقر في عهد «الرئيس الفقري»، وباتوا لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الضرورية، أو التكيف مع موجات الغلاء التي أغرقتهم، واستهدفت لقمة عيشهم، والسبب فشل السياسات الاقتصادية التي تتبناها الحكومة المصرية، وآخرها زيادة أسعار الوقود، التي أحرقت بوقودها مداخيل المصريين! .. وبدلاً من أن يسعى نظام السيسي للقضاء على الفقر، نجد أن سياساته تقضي على الفقير، حيث أضيف خلال العام الماضي (١٣) مليون مصري إلى خانة الفقراء، وفقاً لبيانات رسمية أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري. .. ولا أريد القول إن «المائة مليون مصري» أصبحوا في عهد السياسي «مش لاقيين حاجة ياكلوها، لا عيش ولا حتى زبادي»، لكن ما أريد قوله ماذا لو أن رئيسهم «الزعيم المزعوم» تولى ليوم واحد رئاسة دولة مثل الهند، وصل عدد سكانها حسب آخر الاحصائيات إلى (١٢٥٢٠٠٠٠٠٠) مليون نسمة؟ ماذا سيفعل السيسي لو كان رئيساً لوزراء الهند خاصة أن الوجبة المفضلة لدى الهنود هي «الرز» ؟ .. وبالمقاييس الســـكانية، والمعايير الديمغرافيــة التي تحـــدث عنها «الزعيـــم المــوهوم» أمـــام ضيـــوفه الخليجييــن، فإن عدد سكان الهنــد لو نظمــوا اعتصــاماً احتجاجيــاً في «ميـدان رابعــة» ضد سياساته، لن يستطيع جيشه ولا عساكره، اقتلاعهم من تلك الســـاحة، ولن يســـتطيع نظامه الحاكم المتحكم في مصائر الشعب المصري الشقيق، أن يتحكم في دخولهم أو خروجهم من ذلك الميدان! .. وربما يقول قائل إن مصر تخوض حالياً حرباً بلا هوادة ضد ما يسميه نظامها «الإرهاب»، وقبلها خاضت حروباً طاحنة ضد إسرائيل، أثرت على اقتصادها، وانعكست على أحوالها المعيشية، وأنهكت أحوال شعبها. .. وأرد عليه أن الهند خاضت ثلاث حروب شاملة ضد جارتها باكستان، انتهت الأولى بتقسيم كشمير عام ١٩٤٩، ولم تفلح الثانية في تغيير هذا الوضع عام ١٩٦٥، في حين أسفرت الثالثة عن تقسيم باكستان نفسها إلى دولتين، الشرقية منها أصبحت جمهورية بنغلاديش. .. ورغم أن الهند تخوض صراعاً تاريخياً مع جارتها اللدودة, لم نسمع أن رؤساء الوزراء الذين تعاقبوا على السلطة في «نيودلهي» تحدثوا عن «فطور وغداء وعشاء» مواطنيهم، ولم «يتفشخروا» ويعايروا غيرهم بعدد سكانهم الهائل! .. ورغم التحديات الأمنية التي تواجهها الهند فقد تمكنت من بناء نموذج ديمقراطي فريد من نوعه في العالم، ورغم مشاكلها ووجود التعصب الطائفي بين هندوسها ومسلميها فقد تمسكت بتجربتها الديمقراطية العريقة، فلم تجهضها، ولم تسحقها بجيشها القوي، صاحب القنبلة النووية، ولم تنقلب عليها بعسكرها كما فعل السيسي. لقد حرص زعماء الهند على ترسيخ روح الوطن الواحد، في نفوس مكونات شعبهم، وكان لهم الفضل في تحقيق شروط ومتطلبات التنمية في دولتهم، دون إقصاء «جماعة»، أو إخصاء غيرها، أو إلغاء مكون من مكونات الشعب الهندي، فأصبح الهندوس والمسلمون «إخوان» في وطنهم، شركاء في بلدهم، رغم الصراعات المتفاقمة، التي تندلع بين الحين والآخر بينهم، وتخرج أحياناً عن السيطرة، احتجاجاً على ذبح «بقرة»، تقدسها الطائفة الهندوسية، في حين أن لحمها يشكل غذاء لا يستغني عنه مواطنوها أتباع الديانة الإسلامية! .. وعلى العموم رغم أن ربع سكان الهند يعانون من الفقر المدقع، فقد تمكنت بلادهم من تطوير قدراتها التنموية، لتصبح قوة اقتصادية عالمية، يشار إلى صناعاتها المتطورة في جميع المجالات بالكثير من الإعجاب، لدرجة أن الصناعات القطنية الهندية صارت تغرق الأسواق المصرية، رغم أن مصر كانت تشتهر بأنها المصدر الأول لزراعة القطن وصناعته في الشرق الأوسط، خاصة أن قطنها «طويل التيلة». .. وأريد أن أطرح على السيسي من خلال هذا الدرس الذي لن ينساه في الجغرافيا السكانية، الموثق بالبيانات الدقيقة والأرقام الصحيحة نموذجاً براقاً من نماذج الدول الصغيرة في مساحتها، التي يسمونها في وسائل إعلامه «عقلة الإصبع»، وهي سنغافورة، التي لا تتعدى مساحتها (٧١٠) كيلومترات مربعة، وهي أصغر من قطر التي تكبرها بأكثر من (١٠.٨١١) كلم! .. ورغم أن هذه الدولة الآسيوية مجرد جزيرة صغيرة, تستلقي في جنوب شرق آسيا، حيث المضيق البحري الذي يحمل اسمها، بمحاذاة سواحل ماليزيا، ورغم قلة مواردها الطبيعية، استطاعت تحقيق معدلات متصاعدة في نموها الاقتصادي، لتتربع على عرش مجموعة «النمور الآسيوية». لقد ركزت سنغافورة على محاربة الفساد في نظامها السياسي، وحرصـــت على تطويــر إنسانها باعتبـــاره محـــرك التنميـــة، وبرعت في الاقتصـــاد المعــرفي، وليس اقتصاد الموارد الطبيعية، وتفوقت في صناعة الإلكترونيات، وغيرها من التقنيات، فصارت الدولة الأكثر علماً وعولمة في العالم. .. وأصبحت عاصمتها مدينة عالمية، تلعب دوراً مهما في الاقتصاد العالمي، حيث تعتبر رابع أهم مركز مالي في العالم، ويعد مرفأها خامس ميناء عالمي من حيث النشاط الحركي، علماً بأن عدد سكانها لا يتجاوز (٥.٦٧) مليون نسمة، وهم بذلك لا يزيدون في تعدادهم عن سكان محافظة «الدقهلية»، البالغ عددهم (٥.٨١٨) مليون نسمة! .. ويبقى أن أذكر «السيسي» ان «مملكة البحرين» حليفته المتآمرة معه ضد قطر, تعتبر أصغر دول المنطقة من حيث المساحة، وتبلغ مساحتها (٧٦٥٣) كيلومترا مربعا، يعني أنها أكبر قليلاً من «قاعدة محمد نجيب العسكرية»، التي افتتحها قبل أيام، وهي أصغر كثيراً من مساحة محافظة «القليوبية»، البالغة (١٠٠١) كم مربع. .. ويبلغ عدد سكان البحرين وفقاً للإحصائيات الرسمية (١.٤٢٣) مليون نسمة، منهم (٧٥٩) ألفا غير مواطنين، مما يعني أن مواطنيها يبلغ عددهم (٦٦٥) ألف نسمة منهم (٣٣٦.٨٣٤) ذكرا و (٣٢٧٫٨٧٣) أنثى دون التفريق بين سنتهم وشيعتهم، وهذا الرقم أقل من عدد سكان «دمياط» البالغ (١.٢٨٨) مليون نسمة! .. ولكــــل هـــذا أقــــول للزعيـــم المزعــــــوم عبدالفتــــاح السيــســي «خليــك في حــالك مشــغولا في عد حبـــات الــرز»، ولا تفتـــح الملفات الحساسة المتعلقة بعدد سكان الدول الأخرى، لأنك بذلك لن تحرج قطــــر، ولكنك تجرح حلفاءك الخليجيين، الذين حضروا افتتاح قاعدتك العسكرية الجديدة، و«ابتسموا» على تعليقاتك الساذجة، ولا أقول الساخرة، الخارجة عن النص! .. وأدعو «الزعيم الموهوم» الذي يقوم حالياً ببطولة فصل جديد من مسرحية «عادل إمام»، إلى فهم حقائق السكان على أرض المكان، وكيفيـــة تعاملهـــم مع البيـــئة الجغرافيـــة المحيـــطة بهـــم, مــن خـــلال القيـــام بجولة ميدانيـــة في شــوارع أبوظبي, خــلال إحـــدى زياراته إلى الإمارات، وســـيفاجأ أنـــه لــن يجــد من بين (١٠٠) شخص أو أكثر مواطنــاً واحداً, يتحدث معه باللهجة الإماراتية، ويقول له «مرحباً الساع»، وتعني باللهجة المصرية «منور يا باشا»!. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن محمد بن زايد آل نهيان مع:
شارك صفحة محمد بن زايد آل نهيان على