مالك بن الريب

مالك بن الريب

أبو عُقَبة مالك بن الرَّيْب بن حوط بن قرط المازني التميمي (١٧ هـ - ٥٧ هـ / ٦٣٨م - ٦٧٧م) شاعر وفارس من بني مازن بن مالك من بني تميم ويُعد من مشاهير فرسان وفتاك العرب في الإسلام، نشأة في خلافة عمر بن الخطاب في بادية بني تميم بالبصرة، قال أبو الفرج الأصفهاني في كتابه (الأغاني) "وكان شاعراً فاتكاً لصّاً ومنشؤه في بادية بني تميم بالبصرة"، وكان شجاعاً فاتكاً لا ينام الليل إلا وهو متوشحاً بسيفه قال محمد بن حبيب: . وكان مالك قد قاد عصابةً لقطع الطريق بين العراق والحجاز حتى خاف الناس منه وتجنبوا المرور في الطرقات التي يكمن فيها مع أصحابه والذين كان من أشهرهم أبو حردبة المازني، وشظاظ الضبي وغويث قال ابن قتيبة: . وكان مالك على فروسيته وفتكه من أجمل العرب وجهاً وأفصحهم لساناً قال معمر بن المثنى: . ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمالك بن الريب؟
أعلى المصادر التى تكتب عن مالك بن الريب
لا عتب أن تتجمع على محيّاك قطرات من العَرق عند تورطك في مشاكل مّا وبشكل مفاجئ لم تتخيل، أطلقتْ عليه الهمةُ [إسم طالب] ذاك الإسم الذي له وقع خاص في نفوس ذوو الهمم والحزم الذين يمسحون دائما {الهاء} من كلمة "الهزيمة" ليضعو بدلها {العين} لتظل "عزيمة"، وتجمعت له أطياف وأخيلة من وراء الزجاج طبعا بعد ارتدائه كلما تتطلب كلمة [الطالب] وتحقيقه جل ما تضم أحرفها من معان، هكذا خيّل إليه لينطلق إلى بلد شوارعه محاطة بالأشواك مأتزرة بالصعاب، تتهاداه العقبات والعوائق، لكنه واجه بعزم من يرتمي صعود الجبال الراسيات، ولأن حافزه ومحركه الوحيد عجز بيت العمريطي القائل "إذ الفتى حسب اعتقاده رُفع" الذي فسر له مرماه الواقع، فحول العجز مع إكماله إلى [إذ الفتى حسب اجتهاده رفع....وكل من لم يحترث لم يقتطع] فكيف يرتقي السلم نحو المعالي مربوط اليدين؟! سد أذنيه عن كل ما يدندن به الناس عنه وعن طموحاته وهواياته التي تثير السخرية والضحك عليه في نفوس الآخرين عند استجوابه إياهم ماذا يرغب أن يصبح في المستقبل، نظرا لحجم المحلوم به لدى هذا الطالب الذي لم يعرف المستحيل بما فيه الكفاية. عشقَ الدفتر في البداية لكونه يضم بين غلافيه قراطيسا حريّ أن يُسَود بها ما يمليه القلم من روائع الدرر، إلتحق بمدرسة مكونة من فصول لها نوافذ عريضة تنفذ منها أشعة الشمس المحرقة عند امتدادها، لتكوي جباه الطلبة من يمين في الصبح وشمأل في الأصيل، فاستهل تاريخه مع هذه المدرسة من أحد الفصول الإعدادية التي أهم ما يكتثر فيها المعلم حضور الطالب وتربعه على الطاولات المستطيله فترة الدوام، هشة الإدارة وهازلة الإمارة، لكنها لم تكن تخلو من أساتدة ثابرة، فكان أكثر ما يلفت إنتباهه ويسرق فؤاده جمال اللغة العربية عند تدريس صاحبه لمقرر مادة الأدب لهذه المرحلة، لأن من يشرف على تدريسها كان من أنشط وأعلم ضيف كانت تقريه الطلبة في فصولهم، تصحو الطلبة من سِنَةٍ طالما رافقتهم طوال دراسة المواد غير الأدب إضافة إلى البلاغة اللذان كانا ينتميان إلي مدرسة واحدة أقصد الأستاد، فأعتنق هذا الطالب العربية وجوهريتها وجمالية الأدب وبهائه، وتعلق بالعربية تعلق قيس بمحبوبته، وبدأ يتصفح أورقة كتب المقرارت من مادتي الأدب والبلاغة،والبلاغة. آنس مقررات هاتين المادتين في الفصل وفي البيت كأفضل ما يتوفر عنده من الكتب في تلك المرحلة، وعند اصطحابه بعضا من أبنا فصولته أيام التي يقترب فيها الإمتحانات كانو يقولون له عند مزاحهم معه تريد أن تتظاهر أن مادة الأدب تحتاج منك الإعداد والقراءة مثلنا؟! والله لن ننخدع بك مع عملنا مواكبتك عليها أيام الدراسة في الفصل حتي في حالة غياب أستادها! وكان أكثر ما يسرق وقته خلسة وبدون أن يشعر بعضا من النصوص المختارة في تلك المرحلة التي تنتمي إلى عيون الأدب الجاهلي وكان غالبيتها مراثي لفحول من الشعراء الجاهليين الذي أخصهم بالذكر أبو ذؤيب الهذلي في قصيدة المشهورة التي كان يرثي فيها أبناؤه الخمسة التي مطلعها من بحر الكامل أَمِـــنَ الـمَـنُـونِ ورَيْـبِـهـا تَـتَـوَجَّـعُ **والـدَّهْرُ لـيسَ بِـمُعْتِبٍ مَـنْ يَجْزَعُ قـالتْ أُمَـيْمَةُ مـا لِجِسْمِكَ شاحِباً ** مُـنْـذُ ابْـتُـذِلْتَ ومـثلُ مـالِكَ يَـنْفَعُ أَمْ مــا لِـجَـنْبِكَ لا يُـلائِمُ مـضْجَعاً ** إِلاَّ أَقَـــضَّ عَـلـيـكَ ذَاكَ الـمـضْجَعُ فـأَجَـبْـتُـها أَمَّــــا لـجِـسْـمي أَنَّـــهُ ** أَوْدَى بَـنِـيَّ مــنَ الـبـلادِ فَـوَدَّعُـوا أَوْدَى بَــنِــيَّ وأَعْـقَـبـونِـي غُــصَّـةً ** بَــعْــدَ الــرُّقَــادِ وعَــبْــرَةً لا تُـقْـلِـعُ سَـبَـقوا هَــوَيَّ وأَعْـنـقُوا لِـهَـواهُمُ ** فَـتُـخُرِّموا، ولُـكـلِّ جَـنْـبٍ مَـصْرَعُ فَـغَـبَرْتُ بَـعْـدَهُمُ بِـعَـيش ٍنـاصِـبٍ ** وأَخـــالُ أَنِّـــي لاَحِـــقٌ مُـسْـتَـتْبَعُ ولـقـد حَـرَصْتُ بـأَنْ أُدافِـعُ عـنهمُ ** فـــإِذا الـمَـنـيَّةُ أَقْـبَـلَـتْ لا تُــدْفَـعُ وإِذَا الـمَـنِـيَّـةُ أَنْـشَـبَـتْ أَظـفـارَهـا ** أَلْــفَـيْـتَ كــــلَّ تَـمِـيـمـةٍ لا تَـنْـفَـعُ هذه الصرخة الأبوية التي تنبثق من قريحة أب مفجوع بأولاده الخمسة، كان هذا الطالب يرتل هذه القصيدة ويرددها بحس صادق ونبرة حزينة التي تعتلى كل من طالعها بتأمل وتصور لمشهد الشاعر، بينما تحتل المرتبة الثانية من بين قصائد تلك المرحلة في نفس هذا الطالب من حيث قوة التأثير. قصيدة مالك بن الريب التميمي التي يرثي فيها نفسه بعد أن لذغته حية في طريقه إلى خراسان مع جيش الغزو بقيادة سعيد بن عثمان بن عفان كما هو معروف التي يستهل بها من بحر الطويل فـيا صـاحبيْ رحلي دنا الموت فانزلا ** بــرابــيّــة إنّــــــي مــقــيــم لــيــالـيـا أقـيـمـا عـلـيّ الـيـوم أو بـعـض لـيـلة ** ولا تـعـجـلاني قـــد تـبـيّـن مـــا بــيـا وقـومـا إذا مــا اسـتـلّ روحـي فـهيّئا ** لــي الـسّـدر والأكـفـان ثــم ابـكيا لـيا وخـطّـا بـأطـراف الأسـنـة مـضـجعي ** وردّا عــلــى عــيـنـيّ فــضـل ردائــيـا ولا تـحـسـداني بـــارك الــلّـه فـيـكـما ** من الأرض ذات العرض ان توسعا ليا كان يقتطف من هذه القرائح جمالية الأدب العربي مع ما لها من المشاهد الحزينة والتأثير المجلجل من معاني هذه الأبيات التي كان يطالعها طوال وجوده في الفصل عندما خلى الفصل من تواجد معلم يجبر عليه التكيف والإنسجام معه، بل وفي بعض الأحيان كان يخفي مقرر الأدب تحت طاولته ليطاله مع دراسة مادة أخرى، وكل هذا ميله وشغفه لجمال لغة الضاد، ومن القصائد التي كان يواكب عليها كافضل قصيدة ذبت اللغة العربية من أعدائها وذكرت محاسنها وقدرها وشرفها وبلاغتها قصيدة شاعر النيل حافظ إبراهيم من الطويل التي قال فيها رَجَـعتُ لِـنَفسي فَـاِتَّهَمتُ حَصاتي ** وَنـادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي رَمَـوني بِـعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني ** عَـقِمتُ فَـلَم أَجـزَع لِـقَولِ عُـداتي وَلَــدتُ وَلَـمّـا لَــم أَجِــد لِـعَرائِسي ** رِجـــــالاً وَأَكـــفــاءً وَأَدتُ بَــنـاتـي وَسِـعـتُ كِـتابَ الـلَهِ لَـفظاً وَغـايَةً ** وَمــا ضِـقـتُ عَـن آيٍ بِـهِ وَعِـظاتِ فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ ** وَتَـنـسـيـقِ أَســمــاءٍ لِـمُـخـتَـرَعاتِ تنحى الطالب مع الزمن إلى المرحلة الثانوية وبنفس السجية، وجمع واستعار كل ما توفر عنده مما له صلة بالأدب، وطالع وتأمل واستفسر، مما هو جدير بالذكر أن الصيد لفوائد الأدب ونوادره إدت هذا الطالب إلى الإعتناء بكتب لا تمت لمدرسة الشعر بصلة إلا عن طريق الشواهد بحثا عن ضالته، من تلك الكتب كتاب "الكواكب الذرية" الذي كان يتقلب بين غلافيه قارئ للأبيات التي يوردها المؤلف للإستشهاد على المسائل النحوية، وهو يدوم النظر فيها ويتحرى قائله ويحاول التأكد من بحر كل بيت على حده غير مبال للفوائد النحوية الغزيرة التي يحتفظها صاحبه في صحفات هذا الكتاب. آن الوقت الذي يتخرج فيه الطالب ليتفرغ لممارسة هوايته وإبتلاء قريحته في محاولة كتابة الشعر وتطبيقة في أرض الواقع، وما أجود القريحة في جو سباقي او إعتراضي في الشعر! وهذا ما بعث قريحة هذا الطالب السخاء الأدبي لهذه الأبيات التالية عندما استجوب أحدهم تحديا بقصيدة معارضة عن بيان ماهية الشعر عنده فقال مكسرا شوكة التحدي الـشّـعـر لـيـس حـذائـقا مـمـنوعة ** بــدخـولـهـا إلّاكـــــم(و) بـــأمــان الـشّـعر إحـسـاس يُــذاع بـأحرف ** ويُــقــال رغــم أنــوفـكـم بـمـعـان الــشّــعـر فــيــنـا لــوحــة فــنـيّـة ** ونـسـوغـهـا بـالـسّـبـك والألــحـان الــشّــعـر فــيــنـا نــغـمـة أدبــيّــة ** نُـــروى بــهــا كــقـلائـد الــمـرجـان هكذا ثقف نفسه في هذا المجال بالأخص باستعانة مجموعة من ذوي العطاء والإرشاد في ما أشكل عليه من الشعراء الصوماليين الذي قادوه إلى الإستنارة بنور الإدراك بإبداء ملاحظاتهم حول كل منشور أدبي تجود به يداه، ليشتد عضده رغم ما لهذا المجال من امتداد عمقه وتعدد شعبه. وهنا ونحن بصدد الختام أود ان أشير إلى نقاط ثلاث •هناك أقوال مأثورة ممن سلفو من أمثال وحكم بعضها تستثقل تطبيقها في أرض الواقع أحيانا لكن هذا الإستثقال خيال منك وهذه الأقوال المأثورة لم تستحدث من الهذيان ولا أن تكون تعقيدا أما مطبقيها في الواقع مثلها جملة "لا شيء مستحيل". • كل شيء يحتاج منك إلى شيئين رئيسين وهما الصبر والإصرار (اللزوم والتكرار) مهما إستصعبت حصوله فستراه غير حلم وأنت حققت أمنيتك منه وهذا معنى قولهم "ما ضاع حق وراءه مطالب". • قبل كل ذالك يجب أن تُقنع بنفسك أنك قادر على فعل هذا الشيء وأنك مؤهل لتحقيق هذا الأمر وهذا أيضا ما يسمى "العزم" وبدونه لن تستطيع تركيب جملتين ما لم تعتقد أنك قادر على كتابة أسطر فضلا عن تركيب جملتين مفيدتين.
قارن مالك بن الريب مع:
شارك صفحة مالك بن الريب على