عبد المجيد عبد الله

عبد المجيد عبد الله

عبد المجيد عبد الله (١٩٦٢ -)،<ref>--> </ref><ref>--> </ref> مغني وملحن سعودي. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بعبد المجيد عبد الله؟
أعلى المصادر التى تكتب عن عبد المجيد عبد الله
أحمد علي يكتب في كلمة صدق صنـاعـــة الـكراهــيــة .. أغنية «نابح صقر» نموذجاً شتائم تركي آل الشيخ ضد قطر .. عرض «شوفيني» محض .. وعمل عدائي محرض «النـازيـــون الخليــجيـــون» يحــرضـــــــون عـــــلى العــــداء عــن طريـــــــق الغــــنـــاء سأحترم «جوقة المطربين» لو قدموا أغنية تعبر عن تضامنهم مع مأساة الطفلة اليمنية فاقدة الأبوين متورمة العينين لم تعد الأزمة المفتعلة ضد قطر تقتصر على حصار الدوحة سياسياً واقتصادياً، وإغلاق الحدود في وجوه القطريين براً وجواً، وحرمانهم من التواصل مع أقاربهم في الرياض وأبوظبي والمنامة ذهاباً وإياباً، بل تبع كل هذه الإجـــراءات التعســـفية، استخدم وسائل غير مألوفة، وانتـــهاج سلــــوكيات ليســــت معــــروفـــة، في العلاقات الخليجية، من بينها الدعاية التحريضية، التي صارت جزءاً لا يتجزأ من محركات التأزيم في الأزمة المتأزمة! .. ولعل من أكثر الأمور اللافتة لجوء السعودية وتوابعها إلى ترويج خطاب الكراهية ضد قطر، الذي بلغ منسوباً لم يبلغه من قبل، ووصل مستوى فاق كل الآفاق، مــــنـذ ظهور هذا النوع من الأكاذيب المنسوجة، والدعاية الممجوجة في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما اعتلى الزعيم النازي «أدولف هتلر» السلطة في ألمانيا. .. وآخر ابتكارات «النازيين الخليجـــيين»، الذيـــن يمــــثلـــون اليمين المتطرف في المنطقة، إطلاق أغنية مسيئة بعنوان «علّم قطر»، شارك فيها «جَوقة» من المطربين، الذين سبق لهم المشاركة في معظـــــم المنـــــاســـبات القطــــرية، سواء كانت أعياداً أو أعراساً .. أفراحاً أو أتراحاً .. مهرجانات أو فعاليات وغيرها. .. ولم نجد واحداً من أولئك المسيئين الستة وسابعهم وليد الشامي، رفض المشاركة في مناسبة قطرية واحدة، احتجاجاً على ما يسمونه في وسائل إعلامهم «مؤامرات قطر». .. ولم نسمع أن أحدهم تحدث على مدى العشرين عاماً الماضية، عن «غدر القطريين»، بل إن معظمهم، إن لم يكن كلهم، لديه العديد من أغاني التمجيد، التي تتغنى في حب قطر، وتشدو بمكارمها، من بينهم «فرخ القريوي» المسمى عبدالمجيد! لقد وضعت الأغنية المسيئة التي كتبها تركي آل الشيخ، وتلقى «المكافأة الملكية» عليها بتعيينه رئيساً للهيئة العامة للرياضة في السعودية ــ أقول وضعت هذه الأغنية الهابطة المتلقي، فـــي حــــيرة وتناقضــــات، وأوقعــــته في متـــــاهـــات وتســـاؤلات لا مخــرج منها، فكيف يمكن للمستمع أن يصدق عبدالمجـــيد عبدالله، وهو يتحــدث عن «مؤامرات قطر»، في حين أنه صاحب أغنية «والله أحبج يا قطر»؟ .. وما من شك في أن الوقاحة وصلت إلى أقصى درجاتها عند أصحاب الأغنية الهابطة، لدرجة نسيان ماضيهم، ونكران أغنياتهم السابقــــة في مديـــــح قطـــر، المشــــيدة بكرمها، والمؤكدة على شهامة أهلها، والمادحة لسياسات قيادتها، مما يعكس حقيقة مستوى أخلاقهــــــم الهابـــط، ويؤــــشر إلى فنهم الساقط، وعدم احترام جمهورهم الساخط. لقد أكد المطربون السبعة المشاركون في الأغنية الهابطة أنهم بلا مبدأ، وبلا موقف، وبلا ضمير، وبلا أخلاق تستدعي احترامهم، وأثبتوا حقيقة مقولة إن «الإنسان حيوان ناطق»! .. ووفقاً لهذه المقولة التي أطلقها الفيلسوف الإغريقي أرسطو، فإن الإنسان إذا فقد المبادئ الكامنة في ضميره، وأضاعها على لسانه، وأفسدها في منطوقه غير المنطقي، صار حيواناً! بل إن الحيوانات أشرف من بعض البشر، ولعل في قصة الغراب الذي بعثه الله ليعلم الإنسان كيف يواري سوأة أخيه ما يثبت ذلك. .. ورغم هذا «الدرس الحيوانــــي»، الحافــل بالكثير من المعاني، يأبى الإنسان أن يتعلم بأن الحيوانات أصدق من بعض بني البـــشر، لأنـــها لا تنافق ولا تكذب، ولا «تهايط»، فالكلب رغم نباحه يرمز إلى الوفاء، والحصان رغم صهيله يرمز إلى الأصالة، والحمار رغم نهيقه يرمز إلى الصبر، والديك رغم صياحه يبشر بإشراق الصباح. لقد قدمت الأغنية الهابطة التي كتبها تركي آل الشيخ نموذجاً واضحاً على الإفك، ودليلاً ظاهراً على الكذب، ومثالاً بيناً على التضليل، وبرهاناً ساطعاً على التطبيل، وعـــلامة فــــارقة على الغش والاحتيال، وهي تدخل في إطار الدعاية السعودية المكشوفة، التي تركز على تكرار مجموعة من الادعاءات الباطلة ضد قطر، التي يتم الإلحاح عليها لترسيخها في الأذهان، عبر تكرارها على اللسان، لتثبيتها في ذاكرة الإنسان، حتى تصبح وكأنها «حقائق» يجب التسليم بها في كل زمان ومكان ! .. وتشكل الأغنية المذكورة النموذج الصارخ على خطاب الكراهية، الغــــــارق في العــــدائية، المحـــــرض عــــلى الـــعــــدوانيــة، عــــبــر التهديد والوعيد والسباب، والتلويح بالعودة إلى شريعة الغاب! لقد لجأ كاتب الأغنية إلى التضليل المركز، في إطار دعاية سياسية «ديماغوجية»، لتوجيه الرأي العام ضد قطر وتصويرها عدواً! .. ويمكن وصف الأغنية المسيئة بأنها تمثل حالة استعداء انفعالي، واستعلاء غنائي، واستغــــباء فنــــي، غايتــــــه التأثير سلبياً على الوحدة المجتمعية والنفسية والوطنية السائدة في أوساط القطريين. .. ومن المعيب حقاً تسييـــس العمـــــل الفـــــني، واستغلال الأغنية لأغراض سياسية محضة، من أجل اقتياد الجماهير مثل «المطايا» لتحقيق أيديولوجية دول الحصار المناهضة إلى قطر. .. وما من شك في أن العمل الفني الخاضع للأيديولوجية السياسية، هو عمل وقتي، مصيره هو وأصحابه مزبلة التاريخ، وغالباً ما يتم خلاله التضحية بالقيمة الإبداعية، أو القيم الفنـــية في سبيل تحقيق المصلحة السياسية. .. وليس غريباً أن يكون ملحن الأغنية «رابح صقر»، هو المتخصص في أداء «رقصة الراب»، التي ترمز إلى تعاطي الحشيش، وتشجع الجيل الجديد على السقوط في آفة المخدرات، لدرجة أن اللجنة السعودية لمكافحتها المسماة «نبراس» وجهت له تحذيراً شديد اللهجة، مؤكدة أن أي عمل يقدم على التحريض أو الدعوة لتعاطي المواد المخدرة، سواء عن طريق الحركات أو الرقصات سيتم اتخاذ اللازم ضده. .. وتوعدت اللجنة المذكورة رابح صقر باتخاذ الإجراء القانوني بحقه، فور عودته لأداء «رقصة التحشيش» على المسرح، وهي الرقصة التي أطلقها تجار المخدرات ومدمنوها في السبعينيات من القرن الماضي لترويج بضاعتهم. لقد أثبت صاحب «الحنجرة اللولبية» في أغنيته المسيئة إلى قطر، التي لحنها، وغنى واحداً من مقاطعها، أنه ليس «رابحاً» وليس «صقراً»، بل هو «مطرب خاسر» ومجرد «بيبي متوه»، وتعني ببغاء، يردد كلاماً مسيئاً على علاته وعيوبه وعواهنه! .. والمؤسف خلط الغاية بالوسيلة في الغناء، وتناسي حقيقة أن الفن الغنائي الراقي يتجاوز قيام المطرب بترديد كلمات أغنيته مثل ذلك «الطائر الأخضر»، ليصبح «بوقا دعائيا»، وليس فنانا غنائيا. .. والمثيــــر أن كــــاتب الأغنــــية تـــــركي آل الشـــيخ كــــان يعمل مستشاراً في الديوان الملكي السعودي، وتــــــم تعيـــينه مــــنذ أيـــام رئيساً لهيئة الرياضة، ومـــــــن المؤكـــد أنـــه «مهايطـي» بدرجة وزير، وهو يحتاج إلى جهة خبيرة، وشخصية حكيمة ليستشيرها، قبل أن يكتب أشعاره الصبيانية، التي تعكس مشاعره الطفولية! .. ولو افترضنا أن عمره حالياً ٣٥ عاماً، فهذا يعني أنه كان قبل ٢٠ عاماً طفلاً يلعب مع «البزران»، ويلهو مع «الورعان»، فكيف يصدر أحكاماً على قطر، ويقول في مقاطع أغنيته «عشرين عاما من الدسايس والغدر .. ومؤامرات عارفين أحوالها»؟! .. وتعكس أغنيته الفاسدة بكلماتها الفاسقة المسماة «علّم قطر» صبيانية السلوك، وتهور بل تدهور الخطاب، الذي يتبناه صاحبها «المستشار في ديوان الملوك»! .. وما دام «المستشار الملكـــي» أصـــبح «معلماً» نـــريــــده أن يعلمنا لماذا لم تنجح السعودية حتى الآن في حسم معركتها غير المتكافئة لإعادة الشرعية في اليمن، رغم دخول عاصفتها عامها الثالث، ورغم امتـــــــلاك «أصحــاب العاصـــفة» العـــــدة والعــــدد والعــــتاد، الذي يفوق الحوثيين أضعافاً مضاعفة؟! .. ولمـــاذا فـــــشـــــل التحـــــالــــــف الـــــــذي تـــقــــــوده «مملكـــة العـــواصف»، في تحقيق النصر العاصف على ميليشيات الحوثي؟ .. ولمـــــاذا زادت المخاطـــــر فـــي «الحد الجــــنوبي»، ولم تســـــتطع «المملكة» درء مخاطر تورطها في حربها الخاسرة ضد اليمن؟ .. ولمـــــــاذا لا يتــــجه تـــــركي آل الشيــــخ إلى الحــــدود الجــــنوبيــــة، ويقاتل دفاعاً عن وطنه، خاصة أنه «رجل أمن» بدرجة نقيب؟ .. وما دام يتفاخر بتوجيه ضرباته إلى الأعداء في الصدور، وليس في الظهور، لماذا آثر الانزواء، والاكتفاء بإلقاء القصائد في القصور؟! أم أن هذه استراتيجية جديدة في إدارة المعارك الخاسرة، عبر إطلاق «الأغاني المهايطية»؟ .. ولو كانت الانتصارات تتحقق بالأغاني، لكنا نجحنا في تحرير فلسطين منــــــــذ عقـــود، وقمـــنا بقــــــذف إسرائيـــل في البـــحـــر، لأننا نملك تراثا هائلاً من القصائد والأشعار، على غرار ما ينظمه «الشاعر المغوار، ولا أقول الغدار» تركي آل الشيخ. .. وبــــصــــــراحـــــــــة لــــم نســمـــــــع، عـــــلى مــــــرّ الأزمــــــان، أن دولة حسمت معاركها العسكرية عبر إلقاء القصائد، وإنشاد الأغاني التي يكتبها تركي آل الشيخ، ويلحنها «نابح صقر»! .. وكان يفترض من «جوقة المطربين» أداء أغنية إنسانية، تعبر عن تضامنهم مع مأساة الطفلة اليمنية، فاقدة الأبوين، متورمة العينين، بثينة محمد منصور الريمي (٦ سنوات)، التي فقدت جميع أفراد أسرتها، جـــــراء غـــــارة طائشــــة لطائــــــرات التحـــــالف بقيادة السعودية، استهدفت عمارة سكنية في صنعاء. لقد أثارت صور هذه الطفلة البريئة مشاعر الملايين، وهي تحاول جاهدة فتح عينها اليمنى بأصابعها، بعدما فقدت الأخرى المنفوخة من جراء الإصابة، وكأنها بذلك تؤشر إلى ضرورة أن يفتح الغافلون عيونهم على جرائم الحرب العبثية في اليمن. .. ورغم مأساة هذه الطــفلة اليتـيمة، فقـــد كانت تنشد بكل بـــــراءة «ماما وبابا يحـــبوني»، وهــــي لا تعلم أن والديها استشهدا، نتيــــجة الغـــــــــارة العــــشوائية، التي قادتـــــهـــا الســـعوديــــة، ممـــا زاد مــــــن مشاعر الألم والتعاطف العالمي، ولا أقول العربي مع مأساتها المحزنة. .. وكنـــــت وآلاف المتــــــابعيــــــــــن غـــــيـــــــري سنـــحــــتـــــرم تركي آل الشيخ ورابح صقر، وجوقتهما الغنائية لو وظفوا الفن لدعم القضايا الإنسانية العربية، وقدموا عملاً غنائياً غنياً بالمشاعر الصادقة، يدعو لإيقاف الحرب الخاسرة في اليمن، في إطار دعمهم لقضايا المواطن العربي المنكوب المسلوب المغلوب على أمره. .. ومن الملاحظ أن الأغنية المسماة «علّم قطر» تفتقد إلى اللباقة، وتفتقر إلى اللياقة، وترتكز على لغة سوقية صــــدامية صـــــادمة، ليس فيها مكان للعقل، ولا وجود فيها للحكمة أو الحنكة، لكنها تميل إلى الشقاق على حساب الوفاق، وتثير الاستهجان على حساب الاستحسان، وتحرض على الترهيب على حساب الترغيب. .. وأستطيع القول ــ بكل ثقة ــ إن كاتب الأغنية هو «أبو لهب» الأزمة، لأنه يسعى حثيثاً لإشعال نار العداوة والبغضاء والكراهية، بين الشعبين الشقيقين السعــــودي والقــــطري، بلهـــــبه المســـــتعـــر، وشرره المتطاير في أبيات الشعر، التي ينظمها ضد قطر! لقد تفرغ «المستشار»، الذي لا يستشار في الديوان الملكي السعودي، في تأجيج ألسنة النار، عبر لسانه المسعور، وتحريضه غير المستور ضد قطر. .. وما من شك في أن التحريض الذي يقوم به تركي آل الشيخ، أكبر من كونه جريمة سياسية، ينبغي أن يعاقب عليها، بل إن ما قام به لا يختلف عن الفعل الشيطاني الذي ظهر فجر التاريخ، عندما حرض الشيطان آدم على العصيان وأخرجه من الجنة! لقد لجأ كاتب الأغنية إلى استخدام التحريض، فوصل هو وأغنيته إلى الحضيض، ورغم ثقتي أن الهجمة التحريضية التي تدور في ماكينة الدعاية السعودية مصيرها الفشل، لكنها ستترك آثاراً سلبية على مستقبل العلاقات بين شعوبها. .. وتكمن مشكلة الأغنية في انحدار نوعية الرسالة السياسية التحريضية التي تريد إيصالها إلى الناس، وفي سقوط دوافعها ومن يستفيد منها، ومن يحركها، باعتبارها تقدم رواية مشوهة، ولا أقول رؤية صادقة عن قطر. .. وترتكز أغنية تركــــي آل الشــــيخ في كلـــــماتها عــــلى «الديماغوجيا السياسية»، و«الشوفينية» المريــــــضة، من خـــلال تضليل المستمع لها، غير المستمتع بها، عبر خلق صورة غنائية مشوهة عن قطر، مغايرة للواقع القطري، ولا تعكس قيم وأخلاقيات الشعب القطري، قيادة وشعباً، كما أنها لا تعكس أخلاق الأشقاء السعوديين، الذيـــن فرحنا لتأهلهم المستحق إلى مونديال روسيا ٢٠١٨، وأبارك لهم تحقيق هذا الانجاز الكروي المشرف، مستثنيا من التهنئة الرئيس الجديد لهيئتهم العامة للرياضة تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، صــــــاحب تلك الأغنية المسيــــئة، الذي تــــمت مكافــــأتــــه بتعيينه في هذا المنصب الذي لا يستحقه ! .. ويكفـــــــي للتعرف عــــلى مســــتـــــواه الفكـــــــري المتــــدني ومـــــــــدى انحـــــــداره الأخــــلاقي غير الســـــــوي، أنــــه صاحب تغريــــدة «شعبنا من أعبط الشعوب في العالم»، التي أساء فيها إساءة بالغة إلى الشعب السعودي الشقيق ! .. ولــــــو استــــعــــرضــــنا سيــــــرته الــــــذاتــــية ســــنجد أنـــــهـــا تخلو من أي مؤهلات علمية أو إدارية أو رياضية ! .. وربما الرياضــــة الوحيــــــدة التي يجـــــيد مــــمارســــتها هـــــي «قفز الحواجز»، عن طريق ممارسة النفاق السياسي، مما أهله لتخطي المراحل على حساب أصحاب الكفاءة ! .. وما دامت الأغاني وأصحابها قفزوا إلى مسرح السياسة، وصاروا ينافسون الجبير وقرقاش، ليس مستبعداً أن يتم تعيين رابح صقر وزيراً للإعلام، وتكليف عبدالمجيد عبدالله بتولي حقيبة وزارة البلدية، وتعيين أصيل أبو بكر مسؤولاً عن «إعادة الشرعية» في اليمن، وإعمار مناطقها المنكوبة، من جراء الحرب، بحكم جذوره اليمنية! .. ومن البديهي ضم راشد الماجد صاحب أغنية «المسافر» إلى التشكيل الغنائي، عفواً أقصد الــــوزاري، وتكلـــيفه برئــــاســــــة «هيئة السياحة»! .. ويمكن الاستعانة بالقدرات والمهارات الهندسية التي يملكها ماجد المهندس ــ كما يشير اسمه ــ وتعيينه وزيراً للأشغال العامة، حتى يتولى معالجة عيوب الطرقات وشبـــــكات المجــــاري في «جدة»، خلال مواسم هطول الأمطار! .. وليس هناك أفضل من تكليف وليــــد الشامي بتولي ملف المعارضة السورية، لأن اسمه مشتق ــ ولا أقول منشق ــ من الشام، رغم أنه مطرب عراقي يحمل الجنسية الإماراتية، ويستطيع بحكم مسماه «الشامي» إدارة الملف السوري الشائك، والبحث عن حل للقضية السورية، وهو يغني «يا مال الشام يالله يا مال»! .. أما محمد عبده فيستحق أن يتولى حقيبة وزارة التجارة، بحكم أنه أصبح من كبار تجار الأغاني، لدرجة أنه من الممكن أن يغني مادحاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ثم يصدر بعدها بساعات أغنية أخرى تمدح الرئيس الكوري الشمالي «كم جونغ أون» ! .. لقد حفلت الأغنية المسيئة التي كتبها تركي آل الشيخ ضد قطر بالكثير من الرسائل الهابطـــــــة، التي أراد صاحــــبها تمريرها، في زمن خليجـــــي رديء، اخـتلفـــت فيـــــه القيــــــم الحقيــقـــية، بــــل اختفت منه القيمة الإبداعية، فأضحى الغناء مطية الدعاية السياسية، وأصبحت «البربوغندا التحريضية» هي التي تحرك الفنان، في وقت يفتـــــرض أن يعلـو فيـــه الرمز الفنــي بفنه، ويسمو بســـلوكه، احتراماً لجمهوره، ويحاول أن يكون فناناً واعياً يحترمه الجميع، وليس مجرد «حيوان ناطق»، يؤذي الآخرين، بمنطوقه الغنائي غير المنطقي. .. والمؤسف أن هذا النوع من الغناء الهابط يصدر من فنانين كانوا يعتبرون قدوة في مجال فنهم، حيث تتجه إليهم أنظار المعجبين بهم، وتهفو إليهم نفــــــوس متابعيـــــهم، ومن بيــــنهم راشد الماجد، وأصيل أبو بكر، ووليد الشامي، ورابعهم ماجد المهندس! .. ولو سلمنا جدلاً أن أصحاب الأغنية من «نخبة المبدعين»، فقد أبدعوا «إبداعاً» لم يسبق له مثيل، ولكن في الكذب، الذي دفعوا به دفعاً إلى أعلى درجات التضليل، من خلال قلب الحقائق وتحريفها، وتوظيفها في التطبيل! لقد تـــــــم استخــــدام الأغنيـــــة في التعـــمية، واستــــعمالها فـــي التغطية على الحقيقة، والمؤسف أن «أبو نورة» الذي يوصف بأنه «فنان العرب» أحد المشاركين في ذلك النوع من الغناء الهابط، رغــــــــــم أنـــه يحـــــمــــــل في رصيـــده عـــــــدداً من الأغــــاني، الـــــتي يشيد فيها بمواقف قطر ورموزهـــا، مــــن بينـــها أغــــــنية «مملوحة الفال» و«دوحـــة الأمــــجاد» و«حبيبتي يا شاغلة كل العقول» وغيرها. .. ومن المعـــــيب حـــــقــــاً أن يـــــشارك «محـــــمد عبــــــده» فـــــي أغنية تسيء إلى قـــــطر، التـــــي احتضنــــته أكــــثر من بلده الســــعوديــــة في الكثير من المناسبات، مهما كانت أسبابه وظروفه، ومـــــهما كــــــانت شدة الضغوط التي مورست عليه. .. ولا جدال في أن أغنية «علّم قطر» المسيئة التي شارك فيها لا تضيف إلى رصيده سوى حقنة «بوتوكس»، لكي يستخدمها لإخفاء علامات الشيخوخة التي ظهرت على وجهه، أو حقنة «فيلر» لإزالة التجاعيد التي ملأت محياه، بعد انخفاض درجة «الكولاجين» الطبيعي في خلايا جسمه، حتى غدا بعد إجراء عملية «ليفتينغ» مثل أحد الشوارع المليئة بالمطبات، والتي تثير السخط والامتعاض، والمتفرعة من «شارع التحلية» في الرياض! أحمد علي مدير عام جريدة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في الوطن اليوم رسالة إلى وزير خارجية السعودية من وسط الحصار المفروض على قطر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كن عادلا يا "عادل" .. ولا تكن متجبرا يا "جبير" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لسنا بحاجه إلى مساعداتكم .. و"فوائضكم" أنفقوها على شعبكم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "إذا بليتم فاستتروا" .. ولا تنسوا أن "١٥" سعوديا نفذوا هجمات سبتمبر الإرهابية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حصاركم الجائر يقدم نموذجيا سيئا عن الإسلام في العالم المتحضر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السيادة ليست سجادة نطويها لتدسوا عليها كما داس ترامب على سجادتكم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شعوب العالم وحكوماته يعرفون من أين نبعت شرارة "الإرهاب" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ معالي «الأخ الفاضل» السيد عادل بن أحمد الجبير الموقر وزير الخارجية ــ المملكة العربية السعودية «الشقيقة» تحية بلون العلم القطري، أكتبها من وسط الحصار الجائر الذي تفرضونه على قطر .. وبعد أكتب إليكم هذه الرسالة من فــــوق صخــرة قطريـــة ثابتة في مكانها، لا تتزحزح من موقعها، ولن تتغير في موقفــــها، تعــــــودت عـــــلى مقاومة الرياح مثل سائر القطريين، ترمز في صمودها إلى الخلود، وفي صلابتها إلى الصمود، والدفاع عن الوجود في شبه الجزيرة القطرية. أكتبها بزخم حرية الكلمـــة، وعنــــفوان الكرامة، وعزة النفس، والرؤوس المرفوعة عالياً في قطر، أمس واليوم وغداً. أكتبها بوخزة الألم وخفقة الأمل، وأخاطبك من خلالها باللوعة ولا أقول الدمعة، وأرسلها إليك لتصل مباشرة إلى مكتبك في الرياض، فوق جناحي حمامة قطرية، تسافر في الفضاء الخليجي بلا قطيعة أو مقاطعة أو انقطاع، أو على ظهر جواد عربي أصيل يواصل الصهيل، ويسابق الريح كالقطار، متجاوزاً مرارة الحصار، في الليل والنهار. أكتبها من «دار التميمي تميم» بلسان وحنجرة «عبدالمجيد عبدالله» وهو يصدح «والله أحبك يا قطر، قد السما وقد البحر، وقد الصحاري الشاسعة، وقد حبات المطر». أكتبها بعرق جنودنا البواسل الذين سطروا ملحمة الدفاع عن المملكة في معركة «الخفجي»، ودافعوا بشجاعة عن سيادة السعودية، ثم جاء بعدهم جيل قطري آخر من المقاتلين القطـــريين الذيــــن دافعوا عن الحد الجنوبي ببسالة بكل قوة وصلابة. .. وفي خضم هذه الرسالة، المليئة بكل هذا الزخــــم العـــالي، من الثبات على الموقف، والقدرة على التحــــدي، لا أدري يا معالي الوزير يا عادل الجبير إن كنت تعرفني أم لا، أو تقرأ مقالاتي أم لا؟ .. وإذا كنت لا أحظى من «معاليك» بشرف أن تعرفني شخصياً، فأنا، على الأقل أعرف كل شيء عنك، وأعرف أنك مولود في «المجمعة» الواقعة شمال الرياض، في الأول من فبراير عام ١٩٦٢، وهذا يشجعني لإرسال «باقة ورد» لك، عندما تحل ذكرى عيد ميلادك المقبل، أرفقها بعبارة «هابي بيرث دي تو يو». .. ولأنني أعرف الأصول في التعامل مع أصحاب الإحساس المرهف مثلك، فهذا يجعلني أتحمس ولا أتحسس من مخاطبتك بهذه الرسالة، بكل «حماس» رغم أنني لست «إرهابياً» ولا أنتمي إلى حماس، التي ألصقتم عليها تهمة «الإرهاب» دون أن توضحوا بإسهاب حقيقة الأسباب. .. وها أنا أخاطبك على طريقة الأحباب، خطاباً «أخوياً» يدور بين «الإخوان»، في بيتهم الواحد كعادتهم في كل زمان ومكان! معالي الوزير عادل الجبير ما من شك في أن معرفتي بك، أو المعرفة المكونة في ذاكرتي عنك، هي جزء من صميم واجبات أي كاتب صحفي، يريد أن يكتب عن «العواصف» المحيطة به، فما بالك عندما تكون «العاصفة» داخل «بيته الخليجي»، الذي تــــصدعـــت قواعـــده، وتــآكـــلت أركـــــانه «وتشلخت جــــــدرانـــه»، من كثــــرة «العواصـــف»، التي كان أولها «عاصفة الصحراء» لإعادة الأمور إلى نصابها في دولة الكويت الشقيقة، وبعدها جاءت «عاصفة الحزم»، حتى وصلنا إلى «عاصفة العواصف» المتمثلة في حصاركم لشقيقتكم قطر، الخالي من العواطف. .. وأتمنى يا «معالـــــي الوزيــر» أن يتــــسع صــــــدرك قلـــيلاً لخطابي غير العاصف الموجه لكم، حتى تتيــــــح للقراء داخــــل قطر وخارجها ممارسة حقهــــــم في التنفس، واستنشاق عبوات من «الأوكســــجين»، وخصوصاً بعد قراركم الضاغط على الأنفــــــاس، المتمـــثل في حصاركم الجائر على قطر، بشكل يخالف تعاليم الإسلام، لدرجة أنكم قمتم بتجريم كل من يعبر عن تعاطفه الأخوي مع قطر، وقمتم بتحريم أي شكل من أشكال التعبير عن التضامن معها. .. وما من شك في أنكم بذلك الموقف غير الإنساني تقدمون للعالم المتحضر، ولا أقول المتحرر، نموذجـــــاً سيــئا عن الإســـلام، من خلال حصاركم الجائر لنا في شهر رمضان، الذي يخالف الشرائع السماوية، وينتهك كل القيم الأخلاقية والأخوية التي يحض عليها دين السلام. معالي الوزير عادل الجبير من المضحـــــــك ــ وشـــر البلية ما يضحــــك ــ أنكم أعلنتـــــم عن استعدادكم لإرسال مساعدات غذائية وطبية إلى قطر، وهذه محاولة خسيسة منكم، ولا أقول خبيــــثة، فحــــسب، لتصوير دولتنا التي تنعم بالرفاه الاقتصادي، وكأنها دولة فاشلة مثل النيجر وجزر القمر! .. وما أريد توضيحه لكم، أننا لسنا بحـــــاجة إلى مساعــــداتكم، لأن دخل المواطن القطري هو الأعلى بين كل شعوب العالم، بفضل سياسات قيادتنا الحكيــــــمة، وخطـــط حكومتـــــنا الرشيدة، التي استثمرت ثروات الوطن لصالح رفاهية المواطن، فغدا القطري هو الأغنى بين سكان الكرة الأرضية. .. وإذا كانــــت لديكــم فوائـــض في ميزانيتـكم المثقــوبــة أو المثقلة بأعباء الصفقات الخاسرة التي أبرمتموها مع طويل العمر نافذ الأمر، صاحب السمو الملكي «دونالد ترامب»، ينبغي إنفاقها على شعبكم، وتوجيهها لزيادة رواتب الموظفين السعوديين، وتحسين أوضاع المواطنين المعيشية، أولئك المحرومين في العديد من المناطق. .. ولا أضيف جديد عندما أقول أن رواتب السعوديين لا تتناسب مع تصاعد مستويات التضخم في أوساط المستهلكين، ولم تعد تكفي إطلاقاً للوفاء باحتياجات المواطنين، وهي ثابتة في مكانها منذ أكثر من ٣٠ عاما ولم يطاولها التغيير سوى مرتين وبنسبة ١٥ % في كل مرة. .. وبالطبع لا يمكن أن يعيش المواطن السعودي حياة كريمة مثل غيره من الخليجيين بحوالي ٨ آلاف ريال شهرياً، مع ارتفاع نسبة التضخم، الذي أثبتت الحكومة عدم قدرتها على لجمه، عدا أن السعودية تعتبر الأقل خليجياً في رواتب قطاعها الخاص. فلا داعي أن تزايد يا معالي الوزير عادل الجبير علينا ويمكنك توجيه مساعداتك إلى شعوب أخرى «غشيمة» لا تعرف الفارق بين «التمرة» و«البعرة»، ولا تعرف حقيقة السخط الشعبي المتصاعد في الداخل السعودي! .. والأجدر بكم ولكم، أن لا تكونوا مثل «عين عذاري»، التي إذا كنتم لا تعرفونها يمكنكم سؤال نظيركم وزير خارجية البحرين الشيخ «خالد بن أحمد آل خليفة،شريككم في التآمر ضد قطر، وسيقول لكم إنها تسقي الأطراف البعيدة، وتحرم الأرجاء القريبة، من مياهها العجيبة، لتظل تتضور عطشاً وجفافاً! معالي الوزير عادل الجبير ربما تستغرب من صراحتي في التعبير، غير أن هذا هو أسلوبي في الكتابة، وهو يشبه «جمرة غضى»، وهي النار المشتعلة التي لا تنطفئ، وهذا الأسلوب الحارق، ولا أقول المارق، أسكبه في قلمي، وأضمه «حيل» بين سطوري، حتى تحترق أوراقي! .. وهذا الأسلوب المشع، ولا أقول المشتعل بنار الحقيقة، لم ولن يتغير منذ دخولي عالم الصحافة عام ١٩٨١، قبل دخولك عالم السياسة، وقبل حصولك على درجة البكالوريوس عام ١٩٨٢ من جامعة شمال تكساس في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية، وقبل توظيفك في قسم الإعلام التابع للسفارة السعودية في واشنطن عام ١٩٨٦، وقبل تعيينك سفيرا لبلادك في الولايات المتحدة الأميركية في يناير عام ٢٠٠٧، وقبل تكليفك بتولي حقيبة وزارة الخارجية في أكتوبر عام ٢٠١٥. .. ووسط كل هذه القفزات لا داعي لتذكيركم أن ملفاً واحداً ساهم في تحقيق قفزتكم الدبلوماسية الهائلة، التي لا تقل في سرعتها عن سرعة العداء «بولت» في مضمار سباقات السرعة، والتي أوصلتكم إلى تولي حقيبة وزارة الخارجية السعودية. .. وهذا الملف الوحيد الواحد، هو ملف «أحداث سبتمبر الإرهابية»، التي قمتم خلالها بمحاولة امتصاص آثار وتداعيات الصدمة الأميركية، من جراء تلك الهجمات الإجرامية، التي انطلقت من «منابع الإرهاب»، حيـــــث ساهمتـــم في تلميـــع صــــورة «المنبــــع الإرهـــــابي» أمــــــام الرأي العام الأميركي، لإبعاد الشبهات عن الجهات المسؤولة عن الهجمات! .. ولا يعني كل ما فعلتموه لتحسين صورتـــكم المهــــــزوزة، أن الشعب الأميركي وغيره من شعوب العالم وحكوماته ومنظماته لا يعرفون من أين نبعت «شرارة الإرهاب»، وأين توجد منابع التطرف في المنطقة، ومن هي الجهات المتورطة في هذا الملف المفتوح، المتسبب في تأصيل وتدويل الظاهرة الإرهابية. .. ولا داعي لإظهار أنفسكم بمظهر «الذئب» البريء من دم «يوسف»، رغم أن مظهركم لا يوحي إلا بصورة «ظبي من «ظباء الدهناء»، حيث توجد «الأرطاء»! .. ولكـــــل هــــذا أقــــول لكــــم، يا أصحـــــاب التطــــــرف دون أي تطرف «إذا بليتم فاستتروا»، ولا تنسوا أن (١٥) سعودياً نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي أوقعت (٢٩٧٣) من الضحايا الأبرياء، وامتدت آثارها لتطال هيبة الولايات المتحدة ذاتها، وتنال من ذاتها، بعدما تسببت في إحداث شرخ عميق بين العرب والغرب. .. وأذكركم أن هذه الهجمات الإرهابية التي شارك فيها (١٩) إرهابياً، بينهم اثنان من الإمارات، لم يكن في صفوفهم قطري واحد. .. وكلنا نعلم والعالم يعلم، من شرقه وغربه إلى شماله وجنوبه، أن إشارة هذا الاعتـــداء الإرهابي المروع جاءت من زعيم «قاعدة الإرهاب»، وهو ليس قطرياً ، ولا يرتدي «عقالاً» تتدلى منه «الكراكيش» التي تعايروننا بها، وتشبهونها بأنها لا تختلف في شكلها عن أكياس «شاي ليبتون»! .. ولا أدري كيف تتهموننا بما تسمونه «التطرف»، وأنتم تنهلون من منابعه المنتشرة عندكم أكثر من آبار النفط وحقوله في بلدكم؟! معالي الوزير عادل الجبير في هذا الوقت العسير الذي تمر فيه المنطقة بمنعطف خطير، لم يسبق أن مرت به منذ احتلال دولة الكويت الشقيقة عام ١٩٩٠، لم تخلق تصريحاتكم المتطرفة ضد قطر سوى مزيداً من التطرف في العلاقات بين دول «مجلس التعاون»، الذي صــــار واجهة تعكــــس «التهــــاون» في إهدار القيم الأخوية، والتفريــــــط بالروابـــط الأســـرية، لدرجة أن أمينه العام ما زال «شارداً» ولا ندري أين اختفى وكأن الأزمة لا تعنيه! .. وألفت انتباهكم إلى أن تصريحاتكم التي «تثرثرون» بها عن قطر تنطوي على الكثير من الاتهامات الباطلة، والمغالطات الواضحة، والتناقضات التي لا سقف لها. .. ولعل أبرز تناقضاتكم المتناقضة أنكم تعتبرون حصاركم المفروض ظلماً وجوراً على بلدنا قطر «حقاً سيادياً» لكم، وهو الحصار الجائر الذي لم تشهد له المنطقة مثيلاً، دون إظهار أدنى احترام أو التزام بصيانة «حقوقنا السيادية» في دولتنا، المتمثلة في حقنا السياسي في اختيار السياسة التي تناسبنا، وحقنا الوطني في اتخاذ المواقف التي تنسجم مع مصالحنا، وحقنا الإعلامي في تحديد توجهات «جزيرتنا»، وحقنا السيادي في إدارة الملفات الخارجية ذات الصلة بسياستنا، حيث نجدكم تضغطون علينا من أجل تغييرها، لتكون وفقاً لمزاجكم وتبعاً لمناهجكــــــم، رغــــم أنها تدخـــــل في صمــــيم بل صلب سيادتنا الوطنية. أم أن السيادة أصبحت في قاموسكم مجرد «سجادة حمراء»، تريدون أن نطويها لكم، لتفرشونها على عتبة منزلكم، وتدوسوا عليها، كما داس على سجادتكم الرئيس المهيب «دونالد ترامب» صاحب الشعر الأشقر العجيب؟! .. ولا ننسى استقبالكم الأسطوري له، برفقة زوجـــته «ميلانيا»، التي لم تحترم تقاليد وعادات المجتمع السعودي، فوجدناها تطلق شعرها لينسدل على أكتافها، تعبيراً عن شعورها بالزهو، ولا أقول «الزبو» في بلد «الحرمين الشريفين»، في حــــين أنها التزمـــــت بارتــــداء فستان طويل أسود اللون، يغطي ذراعيها وما تحت الركبة، وقامت بوضع الغطاء على رأسها عند زيارتها إلى «الفاتيكان»، وكان يا ما كان، في غرائب هذا الزمان! .. والمؤسف أنكم بصفتكم تمثلون الدبلوماسية السعودية، لم نسمع أنكم طالبتم «البيت الأبيض» بضرورة التزام زوجة الرئيس الأميركي، باللباس المحترم، ولا أقول المحتشم عند زيارتها مع زوجها إلى عاصمتكم، التي ستظل دوماً عاصمة العروبة والشعب الأصيل، سواء كان وزير خارجتها «عادلاً» أو «عدولاً»، معدلاً أو معتدلاً، ولا أقول معتلاً! .. وبعيداً عن المهرجان الاحتفالي الذي تم في الرياض، ترحيباً بقدوم صاحب «الصولجان»، ألفت انتباهكم إلى أن «الحق السيادي» ليس امتيازاً خاصاً بكم، يجعلكم تصفون حصاركم الجائر المفروض علينا بأنه «حق سيادي» لكم، علماً بأن السيادة ليست «ملكاً جبيريا» خالصاً، وليست عقاراً مسجــــلاً باســـم «عـــــادل الجبـــــير» فــي السجل العقاري! معالي الوزير عادل الجبير أستغرب من اتهامكم قطر بالتدخل في شؤون دول المنطقة، ومطالبتكم الدوحة بالكف عن ذلك، كشــــرط من شـــــروطكم الفــوقية، لإنهاء الأزمة الأفقية! .. ومن الواضح أنكم تتجاهلون أن محاولة فرض الإملاءات على قطر أكبر دليل على تدخلكم في شؤونها الداخلية، وأكبر برهان على دس «خشومكم» في سياساتها الخارجية، وهذا ليس من حقكم ولا من حق غيركم. .. وإذا كانت «الجزيرة» تزعجكم، وبرامجها لا تعجبكم، يمكنكم إدارة مؤشر «الريموت كنترول» على قنوات أخرى غيرها، وأقترح عليكم متابعة قناة «فتافيت» المتخصصة في شوون الطبخ و«الطبيخ»! معالي الوزير عادل الجبير أعيـــــــــد عليكــــــم نـــــشر تصريـــحــــات ســــعــــادة الشــــيـــــــخ محمد بن عبدالرحمـــن آل ثانـي وزير الخارجــــية، في مؤتمره الصحفـــــــــي بالعاصــــــمــــة الفرنســـــية، الذي أكــــد خــــلالـــــه أن دولتنا قطر لا تقبل أي إملاءات خارجية، فيما يخص سياستها وسيادتها، وأنها مستعدة للحوار، باعتباره الخيار الاستراتيجي لحل الأزمة، وفق أسس ومعايير تحترم القانون الدولي. .. وأزيد عليها بأننا لا نقبــــل لأي أحــــد من الخارج أن يفرض علينا شكل وملامـــح وتفاصـــــيل المشــــــهد القطــــري في الداخل، ومن بــــين ذلــــك منــــــــاقشــــة ملـــف قــنــــاة «الجـــــزيـــــرة»، أو إدراجــهــــا ضـــــمـــن أي حــــــــوار يتعلــــــق بإنهاء الأزمـــة المفتعــــلة، فــــهـــــذا شـــأن داخلي لا نسمح لأحد بالتدخل فيه، مثلما لا نســـــمح لأنفســـــنا بالتدخــــل في طريـقـــــة إخـــراج نشرة الأخبـــــــار المطولــــة في التليفزيون السعودي، التي تركز على أنشطة «المسؤولين في المملكة» على حساب الأخبار الدولية المصيرية، مما يجعل المشاهدين يتثاءبون أمام الشاشة، ويغيرون المحطة لمشاهدة المسلسلات «التركية» وما أدراك ماذا تعني تركيا هذه الأيام بالنسبة للرأي العام؟! معالي الوزير عادل الجبير أراكم تتحدثون بكل حماس عن «حماس» بلا ذرة واحدة من الإحساس، حيث أصبحتم تعتبرونها «منظمة إرهابية»، وهي تصريحات تتقاطع مع مواقف المملكة العربية السعودية «الشقيقة»، التي عرفت طوال تاريخها بدعمها للقضية الفلسطيـــنية، وتأييدها حق الفلسطينيين في النضال ومقاومة الاحتلال، فلماذا هذا الاختلال في موقفكم الذي يسير جنباً إلى جنب على خطى «طويل العمر دونالد ترامب»؟! .. ويبدو واضحاً، من خلال تصريحاتكم أنكم تمنحون إسرائيل «شماغاً سعودياً» مقاس «٦٢» للتغطية على جرائمها، وتشجيعها لارتكاب المزيد من الجرائم بحق القدس زهرة المدائن، و«مسجدها الأقصى» الأسير، الذي لم تتخذوا أي إجراءات عملية فعالة لتحريره، بمشاركة الدول التي أعلنت مقاطعة قطر، حيث نراكم تستعرضون عضلاتكم الكلامية في غير مكانها، علماً بأن الطريق لتحرير المسجد الأقصى لا يبدأ من الدوحة، وأعتقد أن تحرير المقدسات الإسلامية من صميم واجباتكم، بصفتكم حامي حمى المسلمين، الذين كانوا عندما تصرخ امرأة بملء فمها وتقول «واإسلاماه» يهبون لنجدتها، فما بالكم لا تسمعون صراخات أخواتنا أمهات الشهداء وأخوات الأسرى في فلسطين؟! معالي الوزير عادل الجبير لا أحد يشك لحظة واحدة أنكم تقدمون وجهاً لامعاً ولا أقول ناعماً للدبلوماسية السعودية في الأوساط الغربية، باعتباركم شخصية مرموقة، نشأت في أحضان الحياة الأميركية، فأولعتم أو تولعتم بها، حتى أصبحتم، يا معالي الوزير، أميركياً في مواقفكم السياسية، أكثر من مواقف «إيفانكا» كريمة «طويل العمر ترامب»! لكن ذلك التأثير الغربي على شخصيتكم ينبغي ألا يؤثر على طريقة ارتداء «عقالكم»، حيث يبدو الارتباك واضحاً عليكم، كما ظهر في مؤتمركم مع نظيركم وزير الخارجية الألماني «زيجمار جابريل»، لمجرد أنه غمز لكم في قناة «الإرهاب» ومنابعه! .. وأخشى ما أخشاه، أن يكون «العقال» الذي ترتدونه فوق رأسكم «صناعة أميركية»، ونأمل ألا تدفعكم التقلبات في المنطقة لتغيير لونه ليصبح «وردياً», أو فسفورياً، بدلاً من اللون التقليدي الأسود! معالي الوزير عادل الجبير قبل أن أرسم نقطة الختام، أجدد السلام، واعتذر لكم على الدوام، بأنني كتبت رسالتي بطريقة علنية أمام أعين المتابعين والمراقبين والمحللين، ليقرأوا منها ما يحلو لهم، موضحاً أن المقاطعة التي فرضتموها على بلادنا، والحصار الجائر لم يسمح لي بالحصول على «ظرف بريدي» لأضعها داخله! .. ويطيب لي مجدداً، في ختامها، أن أعبر عن كامل احترامي لكم، لكن هذا الاحترام لا يعنـــــــي أن أنحنــــــي لكــــــم ولا لغيــــركم، لأن فـــي بلادنا قطر حتى شجرة «الســـــدر» ترفض الانحـــــناء، وعــــــندما تنحني قاماتنا لصاحب السمو «أميرنا تميم»، فهذا يعني التعبير عن الــولاء والوفــــاء والالتفاف حول قائد الوطن العظيم. .. وأريد أن أخبركم أن صورة «الأمير تميم» مرسومة على وجه كل طفل قطري، يمثل مستقبلنا البهي، وهذه الصورة محفورة في قلوبنا، وموجودة في كل موجة تأتينا من اللجة البعيدة، لتستلقي على شواطئنا، وصوت «صاحب السمو» يسمو في كل الحروف التي أكتبها لك الآن، بل صوته حاضر في تغريدة كل طائر، وترنيمة كل شاعر، وفي كل نسمة هواء تهب علينا في الصباح والمساء. فلا تثرثروا كثيراً يا معــــــالي الوزير يـــــا عادل الجبــــير، بقــــولكم إنكـــــم «لا تنوون تغيير نظامنا»، ووفروا كلامكم لتثبيت دعامات بيتكم المتصدع مـــــــن الداخـــــل، المتشـــــقــــق من الخـــــــارج، اســـــتناداً إلى مقـــــولة «إن الذي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة». .. وكعادة القطريين أقول لكم هذه العبارة، وأنا لست متردداً ولا متخــــوفاً ولا مرتبكاً، كن عادلاً يا «عادل»، ولا تكن متجبراً يا «ابن الجبير». احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن عبد المجيد عبد الله مع:
شارك صفحة عبد المجيد عبد الله على