عبد الفتاح السيسى

عبد الفتاح السيسى

عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي (١٩ نوفمبر ١٩٥٤)، هو الرئيس السادس والحالي لجمهورية مصر العربية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، تم انتخابه لمدة ٤ سنوات بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية ٢٠١٤، شغل سابقاً منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع الرابع والأربعين منذ ١٢ أغسطس ٢٠١٢ حتى استقالته في ٢٦ مارس ٢٠١٤ للترشح للرئاسة. تخرج في الكلية الحربية عام ١٩٧٧، وعمل في سلاح المشاة، وعين قائدًا للمنطقة الشمالية العسكرية، وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع. في ٣ يوليو ٢٠١٣ أطاح بالرئيس السابق محمد مرسي (أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة ٢٥ يناير) عقب مظاهرات طالبت برحيله وأعلن عن إجراءات صحبت ذلك عُرِفت بخارطة الطريق، عارضها المؤيدين لمحمد مرسي وقتها واعتبروها ومعهم جزء من المُجتمع الدولي والعربي انقلاباً عسكرياً بينما أيدها المتظاهرين والمعارضين لمرسي وقتها واعتبروا ذلك ثورة وتأييد لمطالب شعبية. في عام ٢٠١٦ احتل المركز الرابع في قائمة الزعماء والرؤساء الأكثر نشاطاً وظهوراً وتأثيراً بارزاً في مسار الأمور بالعالم التي أعدتها وكالة أنباء «سبوتنيك». ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بعبد الفتاح السيسى؟
أعلى المصادر التى تكتب عن عبد الفتاح السيسى
أسباب غياب "الأمين العام " عن الظهور لتوضيح موقفه من أخطر أزمات " التعاون" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم مطالب السعودية و«توابعها» لرفع الحصار عن قطر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الجيل الحالي يهدم ركائز «الجيل الباني» لمنظومة «البنيان الخليجي» لم أجد تفسيراً واحداً حتى الآن لتبرير أو تمرير الموقف السلبي الصادم، ولا أقول الصامت، الذي اتخذه معالي عبداللطيف الزيانــي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تجاه أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر، سوى أنه ربما يشكو ـ لا سمح الله ـ من أعراض «العنقز» أو «العنكز»! .. والمعروف أن هذه الحالة تصيب الصغار والكبـــار مرة واحــــدة غالباً في حياتهم، وتكون أكثر قوة إذا أصابت كبيراً، حيث تسبب للمصاب حكة جلدية، مصحوبة بطفح مؤلم، يعقبها ظهور فقاعات صغيرة، ترتكز على قواعد حمراء، مليئة بسائل يصب كالدمع! .. وبعيداً عن دموع الأمهات المحاصرات في قطر، اللواتي انتهكــــت حقوقهن الإنسانية، نتيجة الحصار الجائر، المفروض عليهن من دول «التحالف الثلاثي» وتابعهم «نظام السيــسي»، أود التوضــــــيح ـ رغم أنـــني لست طبيباً ـ أن «العنقـــــــوز» ينتــــشر بســــــرعة عن طريق التلامس أو التنفس أو العطس، ولم أكن أعلم أن عدم الادلاء بالتصريحات الصحفية من أعراض ذلك المرض، ولهذا يبدو ـ والله أعلم ـ أن «الأمين العام لمجلس التعاون» آثر الاعتكاف في مكتبه في الرياض، مفضلاً عدم الظهور أمام الرأي العام، للادلاء بدلوه في ذلك الأمر الهام. .. وتقديراً لهذه الحالة المَرَضية ـ ولا أقول المُرضية ـ فإننا ندعو له ـ ولا ندعو عليه ـ بالشفاء العاجل، ليستأنف نشاطه الحافل، الذي عودنا عليه، حيث برع معاليه في إصـــدار الكــــثير من بيانات الشجب والاستنكار، حول العديد من القضايا الإقليمية، سواء الأزمة اليمنية أو غيرها من الأزمات. .. ولأن علاج «العنقز» يتطلب الراحة التامة للمريض خلال فترة العلاج، فإننا نتفهم أسباب غياب «الأمين العام» عن الظهور العلني، لتوضيح موقفه تجاه أخطر أزمة تواجه «مجلس التعاون» الذي يتولى «أمانته»، وربما يعاني من حالة نادرة من حالات «الخاز باز» التي تمنعه من الكلام! .. وحتى تتضح تفاصيل الصورة حول أسباب الصمت المطبق الذي أصابه ليس أمامنا سوى الاعتقاد أن الأمور التبست على معالي «الأمين العام» وجعلته يعتقد أن قطر هي التي تحاصر السعودية والإمارات والبحرين، ولهذا آثر التروي، بانتظار أن يستأذن الرياض وأبوظبي والمنامة لتحديد موقفه من الأزمة! .. والمؤسف أن معالي السيد «عبداللطيف الزياني» لم يكلف نفسه حتى بزيارة الدوحة، للتعبير عن موقفه، سواء كان سلبياً أو إيجابياً. .. وكــــــنا ومازلنـــا على استــــعداد لإرســــال تذكرة ســــفر صادرة باســــمه ذهاباً وإيــــابـــــاً (الرياض ـ الدوحة ـ الرياض) بالدرجة الأولى على الخطوط الجــوية القطــرية، ليعود بعدهــا عزيزاً معززاً إلى مقره في «الأمانة العامة» الموجود في العاصمة السعودية. .. ويمكن لنا أيضاً إرسال طائرة خاصة له، لضمان عودته بسرعة، لمباشرة عمله، وإن تعذر ذلك كما هو متوقع بسبب إغلاق الأجواء السعودية في وجه الطائرات القطرية، يمكننا إرسال «سنبوك» أو «جالبوت» ينقله من المنـــامة عبر مياه الخليـــــج، وسيجدنا بانتــــظاره فـــــي «ميناء الدوحة» ونحن نغني له أغنية الفنان البحريني الكبير إبراهيم حبيب «دار الهوى دار.. متى نشوفك يا حلو نفرش لك الدار» .. وبعيداً عن الغناء، نتوقف عند البلاء الذي أصاب «مجلس التعاون»، وأثبت أن «أمينه العام» فشل فشلاً ذريعاً في التعامل مع أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر من شقيقاتها الثلاث أعضاء المجلس! .. وهذا الفشل الذريع لا يقل عن إخفاق نظيره «الأمين العام» الآخر المريع، وأقصد «أحمد أبوالغيط» الذي مازال جالساً بجلابيته في «الغيط»، يتابع تداعيات قيام البرلمان المصري بتمرير اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، الذي بمقتضاه ستنتقل السيادة المصرية على جزيرتي «تيران وصنافير» الاستراتيجيتين، الواقعتين بمدخل البحر الأحمر، من القاهرة إلى الرياض. .. ويبدو أن «أبوالغيط» لا يعلم أن قطر دولة عربية، تتعرض لحصار جائر من دول تدعي العروبـــــة، لكنــــها تفــــرض حصــــــاراً ظالماً لا مثيل له على دولة شـــقيقة لها، تشترك معها في اللغة والتاريخ والمصير الواحد، وفي التأثر عند سماع أنشودة «أمجاد يا عرب أمجاد»! .. وما من شك في أن «الأمانة القومية» تقتضي من «الأمين العام للجامعة العربية» أن يتحرك لمعالجة الأزمة، خصوصاً بعد قيام جزر المالديــــف والنيجر بقطع علاقاتهما الدبلوماسية مع دولة عربية اسمها قطر. .. ومـــــن المعيــب أن يكـــــون موقــــــف دول «الاتحــــــاد الأوروبــــي»، وفــــــي مقدمتها ألمانيا، أشرف من مواقف «الأمين العام» الخليجي ونظيره العربي، إلا إذا كان الأخير يعتقد أن قطر، لكونها دولة آسيوية، فهو غير مسؤول عن الدفاع عن حقوقها، لأنه «إفريقي» ولا أقول «فرعوني»! .. ولهذا ينبغي عليها أن تلجأ إلى «الآسيان»، وهو تحالف آسيوي نشأ عام ١٩٦٧، كنوع من الحلف السياسي، لمواجهة انتشار الشيوعية بين دول جنوب شرق آسيا، لكنه سرعان ما اتجه لتحقيق التكامل الاقتصادي بين أعضائه. .. وما من شك في أن هذا التكتل يحترم «الخصوصية السياسية» لكل دولة من دوله الأعضاء العشرة، دون تدخل إحداها لفرض موقفها على الأخرى، حيث يحترم كل عضو من أعضاء «الآسيان» الحقوق السيادية لكل أعضائه، وهذا ما دفعهم لوضع الآليات الكفيلة بتجنيب دول الرابطة أي صراعــــات أو نزاعـــــات، لضـــمان الاستـــقرار الســـياسي بينهم، حتى يتم التركيز على تسريع النمو الاقتصادي، وتحقيق التقدم الاجتماعي، من خلال عملهم المشترك، الذي يقوم على روح التعاون الحقيقي، وليس «التعاون الشكلي» الموجود في «مجلس التعاون الخليجي». .. ولطــــــالـما نظرنــــا إلـــى هــــذا «الميلـــــس» عـــــلى أنـــه الضـــــامن الأول لأمـــــننــــا، وجـــــاءت أزمة حصار دولتــــنا قطر لتصدمنـــــا، بعدما أزاحـــــت الــــستار عن حقيقتـــــــه، حيث كــــشفت الأزمــــــة الحاليـــــــة أن التهديــــدات لأمـــــن دول «مجــلـــــس التعاون» تصـــــــــدر مـــــــن داخـــــله، والمخــــاطـــر الأمنية تتصدر من بعضنا ضد بعضنا الآخر، ولا وجود لأي تهديد خارجي حقيقي، إلا ذلــك الأمن الداخلي المهدد من الداخل الخليجي! .. ولا جــــــــدال فـــي أن الجــــيل المؤسس لمجلس التـــــعاون، وهـــم المغفـــــور لهم بــــــإذن الله الـــشيخ خليفة بن حمد آل ثـاني، وزايد بن ســـلطان آل نهيـــان، وجــــابر الأحـــمد الجابر الصباح، وعيسى بن سلمان آل خليفة، والملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمهم الله جميعاً ـ سيشعرون بالصدمة لو كانوا أحياء، لما يفعله «جيل الأبناء» بشقيقتهم قطر، لأنهم يجدون أن ما بنوه بإصرارهم وعزيمتهم وتلاحمهم ينهار أمامــــهم، بعدما ســـــاهموا في ترســــيخ دعائم «البنيان الخليجي» في الخامس والعشرين من مايو عام ١٩٨١. .. وها هو «الأمين العام لمجلس التعاون» يفشل في ارتداء القناع الذي ارتداه كثيراً، ويخفق حتى في الظهور العلني، ولا أقول الإعلامي، لتوزيع ابتساماته الصفراء، وإطلاق تصريحاته الجوفاء، التي تحمل في مضمونها الكثير من الهراء. .. وأذكر فيما أذكر أن «معالي الزياني» سُئل ذات مرة في حوار نشرته عام ٢٠١٢ صحيفة «الشرخ الأوسع» عفواً أقصد «الشرق الأوسط» السعودية عن التباين في مواقف دول مجلس التعاون، فيما يتفق بالقضايا الإقليمية والدولية، ومدى اعتقاده أن ذلك يعد مؤشراً إيجابياً أم سلبياً.. وهل هناك آلية لتحديد المواقف.. فأجاب قائلاً بالحرف الواحد «التقييم بهذه الطريقة غير عادل، فنحن ككتلة واحدة نحرص على التنسيق المشترك في المواقف المهمة، والظهور بمواقف موحدة، ولا أذكر أن هناك قضية محورية تهم دول المجلس إلا إذا كان هناك اتفاق حولها». .. ومادام «مجلس التعاون» يسير على التوافق الذي يقوده الى الاتفاق وليس الانفلاق أو الانشقاق، لماذا تتطرف «دولة الأمانة العامة» وتريد قيادة المجلس، وفقاً لمزاجها السياسي، لدرجة منع «الأمين العام» من الادلاء بتصريح يحدد موقفه من أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر؟. .. ورغـــــــــم مــــرور أكـــــثر من أســــــبوعين على الأزمة المفتعلــة ضـــد الدوحـــة، التي تقصف بأركـــــــــــان «المجلس غيـــــر المتعــاون» لـــــم يظـــهــــــر أميـــــنه العام، ولم يبـــــادر حتى بتنفــــيذ ما جـــاء في الآيــــــة العـــــاشرة من ســـــورة «الحجـــــرات» التي يـــقــــول فيها تعالى «إنما المؤمنون أخوة، فأصلحوا بين أخويكم». .. وما من شك في أن هذه الآية الكريمة قلـــيل من لا يحفظـــها من المسلمين، لأنها تــــشير إلى قاعدة عظيمة، وتقرر أصلاً من ثوابت أصول الإسلام، وتؤكد أمراً على جهة التأكيد والإلزام، وهو أن الأخوة تمثل دعامة من دعائم الدين. .. وإذا كان النسب الذي يجمع دول «مجلس التعاون» وشعوبها يمثل اشتراكاً في الدم واللحم، فما بالك بذلك الارتباط الديني، الذي ينبثق من روابط الدين الحق؟ .. ولهذا لا ينبغي على الأخوة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن يتنازلوا ــ ولا أقول يتنازعوا ــ عن أخوة المكان، ولا شراكة الإيقان، والكيان الخليجي الواحــــد، إلى فرقة الهجـــــران، واتبــــــاع الشيطان والبحث عن الصولجان! .. ومن المعروف أن الإسلام يجمع ولا يفرق، يقرب ولا يبعد، يوحد ولا يعدد، لذلك نستغرب جميعاً، ونتساءل كيف تقوم «دولة الإسلام» ومهبط الرسالة السماوية بمقاطعة شقيقتها قطر، وتفرض حصاراً جائراً عليها في شهر رمضان، وتقوم بإغلاق المنافذ الجوية والبرية في وجه شعبها، وكل هذا الجور والبهتان يحدث في شهر القرآن؟ .. وإذا كان رب العالمين، الرحمن الرحــيم، مالك يــوم الدين يقول في كتابه الكريم (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ).. فكيف تتبنى «دولة القرآن» موقفاً متطرفاً، لا يعكس «الوسطية» في التعامل مع الأشقاء في شهر نزول القرآن، رغم أن «المصحف الكريم» هو كتاب السماء، وأحكامه أقوى من قوى البشر، وأعظم من كل تحالفات دول الشر؟ .. وكيف تقوم السعودية بقطع روابط الأخوة التي يحث عليها «الخطاب القرآني»، من خلال حصارها الجائر مع توابعها ضد أبناء قطر، الذين تجمعها بهم روابط الرحم الواحد، والدين الواحد، والرسول الواحد، والإقليم الواحد، والمجلس الواحد، والشعب الواحد، والمصير الواحد، و«البشت» الواحد؟ .. وكيف تقوم بارسال وزير خارجيتها غرباً، وتوجهه بعيداً، بدلاً من إرساله إلى شقيقتها قطر، التي لا تبعد عنها سوى مسافة كيلومترات معـــــدودة لبحث الســــبل الكفــــيلة بإنهـــــاء الخلاف المفتعل؟ .. ولماذا لم ترسل «جبيرها» إلى الكويت، بدلاً من واشنطن، حيث يوجـــد «أمير الإنسانية» الشيخ صباح، الصبوح بوجهه، صاحب المبادرات الصبوحة، الذي بادر بالوساطة لحل الأزمة، عــــــلى أســــــــاس لا غالـــب ولا مغلـــوب، وتمنحه شــــــرف إنــــــهاء أزمـــــة الحـــصار، تقـــــديـــــراً لمبادرته وإنسانيته وشيخوخته، وهو «شيخ الشيوخ» في المنطقة؟ .. ولماذا يقوم «الوزير الجبير»، ولا أقول الأجير، بتغيير استراتيجيات إدارة الأزمة المفتعلة ضد قطر، حيث تحولت «الشروط» إلى «مطالب»، لتتغير بعدها وتصبح «شكاوى» ومن يدري ربما تصبح قريبا مجرد «ملاحظات»! .. ورغم كل هذه المتغيرات في المسميات، أستطيع التأكيد أن «شكاواهم» أو شروطهم لن تخرج في نهاية الأمر عن النقاط التالية، التي تتضمن سقفاً عالياً من الاشتراطات الفوقية، أكثر من علو «برج خليفة» في الإمارات، أوردها فيما يلي ١) إلزام كل قطري باحضار شهادة موقعة من «ضاحي خلفان» تثبت أنه ليس «إرهابيا»! ٢) تغيير اسم «سوق واقف» إلى «سوق جالس»، مع ضرورة أن يكون جالساً على كرسي متحرك، بدلاً من وقوفه شامخاً! ٣) نقل «دورة الخليج» المقبلة من الدوحة إلى القاهرة، لتشجيع السياحة في مصر! ٤) منع القطريين من ارتداء «الغترة» على طريقة «الكوبرا»، لأنها تشجع على «الإرهاب»! ٥) تغيير اسم قنــــاة «الجزيـــــرة» لأنها تســــبب إحــــراجاً لأهلنـــــا في الإمـــارات، وتـــذكـــــرهم بـ «الجزر المحتلة» التي عجزوا عن تحريرها! ٦) إغلاق كل مطعم إيراني في قطر يبيع «جلو كباب»، كمؤشر لقطع العلاقات مع إيران، وبادرة على حسن النية تجاه «دول الحصار». ٧) منع إذاعة أغنية «الله يا عمري قطر» باعتبارها تحرض على «الإرهاب»، مع إجبار المستمعين القطريين على سماع أغاني «عتاب»! ٨) تسهيل بيع «الحلوى والمتاي» في المراكز التجارية القطرية، لدعم الاقتصاد البحريني! ٩) تأييد «حفتر» في ليبيا، لتغيير الانطباع السائد في أوساط القطريين أنه «جنرال حتر»! ١٠) تغيير اسم «فريجنا العتيق» المسمى «أم غويلينة»، وتحويله إلى اســــم ذكــــوري ليصبح «أبو غويلينة»، حتى يشارك بفاعلية في «مكافحة الإرهاب»! ١١) إغلاق الخطوط «القطرية»، وإجبار القطريين على السفر بالدرجة السياحية فقط على الخطوط «السعودية»، وفي حالة زيادة وزن الراكب شخصيا عن ٨٠ كيلو يتم تحويله على رحلات الشحن! ١٢) تعيين «مرتضى منصور» رئيساً للنادي «العربي»، لضمان هبوطه الموسم المقبل إلى دوري الدرجة الثانية! ١٣) منع القطريين من شراء «الخبز» من أي «خــــباز إيرانـــي» في الدوحة، والاكتفاء بشراء البضائع الإيرانية من الإمارات التي تغرق الأسواق الإماراتية! ١٤) مبـــــــادرة قطــــــر لترشيـــح «السيسي» لجـــائزة «نوبل» للسلام، وإغراق ــ ولا أقول إغراء ــ جيبوتي وجزر القمر بالمال السياسي لدعم هذا الترشيح! ١٥) فتح «منافذ آمنة» في شارع «٢٢ فبراير» لتسهيل حركة المرور في ساعات الذروة، مع إعطاء الأولوية للسيارات التي تحمل لوحات سعودية وإماراتية وبحرينية! ١٦) تسليم «بودرياه» زعيم «الإرهابيين» في الخليج، المختبئ حاليا في الذاكرة الشعبية، وتغيير التراث الشعبي القطري باعتباره يتضمن شخصيات «ارهابية». ١٨) إغلاق جميع مصانع «البطاطيل» في قطر، ومنع «العيايز القطريات» من ارتداء «البطولة»، وهي البرقع الذي يغطي الوجه، لأنه مظهــــــر من مظاهر «الإرهاب»، وعــــدم السمــــــاح لكل «عجوز قطرية» للتسوق أو «الشوبنغ» في «شبر بوش» في العاصمة البريطانية! ١٩) تخفيض سعر الريال القطري، وربطه بـ «الجنيه المصري»، بدلا من الدولار الأميركي! ٢٠) عدم التدخل في شؤون «مشيرب»، سواء بهدف تطوير المنطقة أو تعميرها، والإبقاء على النسيج الآسيوي الكثيف المتواجد فيها! ٢١) إجبار المشجعين القطريين على تشجيع الهلال السعودي والعين الإماراتي والمحرق البحريني، بدلاً من أندية السد والريان والعربي. ٢٢) إلزام المشاهدين القطريين بمشاهدة نشرة الأخبار في التليفزيون السعودي فقط، مع ضرورة الانصات إلى الموسيقى التصويرية المملة المرافقة لكل خبر حتى نهاية النشرة! ٢٣) تعييــــــن «أحمد الجارالله» رئيـــسا لتحـــــرير صحيفة «العــــربي الجـــديد»، رغـــم أنه ما يعرف يكتب اسمه! ٢٤) دعوة «نجيب ساويرس» للاستثمار في قطر، ودراسة امكانية افتتاح محل لبيع «البصارة» في «كتارا»! ٢٥) تعيين «عمرو أديب» رئيساً لتليفزيون قطر، باعتباره من رموز المصداقية الإعلامية! ٢٦) تكليف «الهيئة القومية لسكك حديد مصر» بإدارة مشروع «الريل» في قطر، للاستفادة من خبراتها الطويلة في وقوع حوادث تصادم القطارات الأليمة! ٢٧) تعليق صــــورة المنافــــق «مصطفـــــى بكري» في كل مجلـــــس قطري، حتى يقوم الزوار بالبصق على صورته عند دخولهم وخروجهم من المجلس. ٢٨) تعيين «أحمد موسى» رئيسا لقناة «الجزيرة للأطفال»، لقدرته الفائقة على «تخريعهم» .. أقصد تثقيفهم! ٢٩) الالتزام بشراء جميع الكميات المصدرة من «البخور الإماراتي»، تشجيعا للتجارة البينية بين الإمارات وقطر. ٣٠) منع القطريين من «الكشخة» المعروفة عنهم، وحظر قيامهم بشرب شاي «الكرك» في محلات «هارودز» في لندن. ٣١) تعيين «لميس الحديدي» مديرة لفريق «الجمباز» في نادي «باريس سان جيرمان» المملوك لدولة قطر، باعتبارها «جمبازية» من الطراز الأول في الشرق الأوسط! ٣٢) في حال عدم الالتزام بتنفــــــيذ هـــذه المطالب أو الشروط أو «الشـــــكاوى» ستـــقوم دول «التحالف الثلاثي» بتصعيد حصارها الجائر على قطر إلى المستوى الأعلى، مما يعني إجبار كل مواطن قطري على ارتداء «كندورة» لونها «كركمي»، في عيد الفطر المبارك، وكل «حصار» وأنتم بخير! احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم محاولة لتوضيح «المشهد المبتور» في قرار «المقاطعة« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لسنا «فقاقة عيارة» تطير في السرب..ولكننا دولة لها سياستها وسيادتها وسادتها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من يقرأ التعليقات الضالة، ويستمع إلى الأحاديث المضللة، في الكثير من وسائل الإعلام العربية، ويتابع الافتراءات الظالمة في العديد من الفضائيات «العربية»، حول ملابسات قرار «المقاطعة» الثلاثي الذي اتخذته البحرين والسعودية والإمارات ضد شقيقتهم قطر، يصاب بالغثيان، ونحن صائمون في شهر رمضان. .. ولعل من أبرز المغالطات التي يستند إليها المنظرون ـ وما أكثرهم ـ أن «قطر تغرد خارج السرب»، لدرجة أن هذه الإشاعة أصبحت أكثر شيوعاً بينهم، بعدما شاعت في أوساطهم، وعاشت، بل عشعشت في أذهانهم! .. وبعيدا عن «التسرب» المزعوم، ما داموا يعيشون في ذلك «السراب» الذي جعلهم يكررون حديثهم عن «السرب»، أقول لهم بوضوح العبارة، إننا لسنا طائراً مــــــغرداً أو «فقاقة عــــيارة»، ولكــننا دولة لها سيادتها وسادتها وسياسـاتها وقرارهـــا المســـتقل، وينبغي احــــترام مواقفـــنا داخل إطار «بيتنا الخليجي»، دون محاولة فرض الوصاية علينا، فنحن لسنا «إمارة» تابعة تنتظر الإشارة من هذا، أو «محافظة» متحفظة في خطواتها تتبع هذاك. .. ومع يقيني التام على الدوام بأن قادة مجلس التعاون الكرام لهم مكانتهم في قلوب القطريين جميعاً، لكن قطر أكبر من كل مقام، ومناقشة المؤامرة التي حيكت ضدها في الظلام، ضرورة وطنية لا يمكن تأجيلها، أو السكوت عنها، أو الصمت عليها، وبالتالي تستدعي الكلام. .. والمحزن في قرار «المقاطعة» أنه كشف لنا حقيقة صادمة، وهي أن علاقات دول مجلس التعاون وبعضها البعض أكثر نفوراً وفتوراً وجوراً، ولا أقول فجورا، من علاقاتها المتوترة مع إيران! .. ولو تم تطبيق الإجراءات الجائرة التي اتخذوها في الليل الدامس، أو الظلام «الخرمس» ضد شقيقتهم قطر على من يسمونهم «أعداء الأمة» لاستعادت أمتنا أمجادها الغابرة، حيث لم نشهد في العلاقات الدولية، اتخاذ مثل هذه القرارات غير المسبوقة ضد أي دولة أخرى في الإقليم الخليجي، وفي مقدمتها إيران، التي تحتل جزر الإمارات أو غيرها! .. ولو كان «الأشقاء» يديرون أزماتهم مع غيرهم بهذه الطريقة «العنترية» لانتصروا على أعدائهم، ولما تجرأ «الحوثيون»، ودبروا انقلابهم على الشرعية في اليمن، ولما انقلبت موازين القوى في لبنان، ولما وصل النفوذ الإيراني إلى حدود موريتانيا! .. وما من شك في أن قرار المقاطعة الذي تم بالتنسيق مع «نظام السيسي» وكيل منتجات «الرز» في الشرق الأوسط بكل أنواعه، سواء من النوع المصري «المتين» أو «البســــمتي» طويل الحبة، يعطي دلالة واضحة، ولا أقول فاضحة، على أن الصورة الحقيقية للعلاقات الخليجية التي توصف بأنها أخوية بين دول «مجلس التعاون»، هي في حقيقتها بعكس التي رسمناها في أذهاننا, وهي في واقعها ليست كتلك التي عرفناها طيلة العهود والعقود الماضية. .. ولا جدال في أن «المقاطعة» بحد ذاتها تشير إلى خلل، وإلى وقوع حدث جلل، وتشيع الكثير من الجدل، لكن ما يثير الوجل، انكسار ذلك البرواز اللامع، وانهيار ذلك الإطار الذهبي الساطع، الذي كان يحيط بالصورة البراقة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تجسد في تفاصيلها مبادئ الأخوة الخليجية، وتختزل في إطارها أسس النخوة العربية، وكنا نعلقها في مجالسنا، وتُظهر قادة المجلس في لقطة جماعية جامعة. .. والمؤسف أنه صار من العبث اليوم الادعاء بأن «مصيرنا واحد.. وشعبنا واحد» حيث لم تعد هذه الاسطوانة صالحة، ولا مقنعة لهذا الجيل القطري، الذي أفاق ليلة العاشر من رمضان، وهي الذكرى المتزامنة مع الخامس من يونيو، على صدمة قرار «المقاطعة الثلاثية»! .. ولعــــــل الأكثـــر إيــــــلاماً أن «مجـــلس التعاون» بعـــــد مضي أكثر من ٣٥ عاماً على إنشائه، فشل بجدارة في التعامل مع هذه الأزمة، مضحياً بانجازات الجيل المؤسس من قادته، في حين ظل «أمينه العام» صامتاً، دون أن ينطق بكلمة واحدة! .. ودون أن يبادر بـــــأي جهد أو مســــــــعى، أو تحـــرك لفـــظي أو كـــــلامي أو لســـــاني، لإطفاء الحريق المشتعل في «بشته»، حيث ظل متفرجاً على المشـــــــكلة منذ بدايتها، وكـــأنه يتابع بانهيار، ولا أقول انبهار، مباراة ريال مدريد ويوفنتوس في نهائي أبطال أوروبا! .. لقد كشفت الأزمة بجلاء، مأزق «الأمين العام» وضعف قدرته على الفعل، أو حتى التفاعل الإيــجابي، حيــــــــث لم يبــــادر بردم الهــــوة، ولا بجسر الفجوة، المتزايدة الاتســـــاع بين قطـــــر وشقـــيقاتها الثـــــلاث، أو تقريب وجهات النظر المتباعدة، مما يشير إلى أن منصبه لا يعدو أن يكون شرفياً، أو «ديكورياً»، لتمرير البيانات الموجهة، دون أن يملك القدرة على توجيه «خرطوم الماء» لإطفاء الحريق المشتعل داخل «الميلس»! .. والمذهل أن «منظمة التعـــــاون الإســــــلامي» التي يفـــترض أن تسعى للصلح، وتقدم نموذجاً على التسامح، انزلقت للخوض في هذه القضية، عبر إصدارها بياناً يؤيد قرار «المقاطــــعة»، بشـــكل يتـــقاطــــع مع أبسط حقوق المواطن المسلم! .. وبدلاً من إصدار ذلك البيان الصادم في شهر رمضان المعظم، كـــــــــان الأجــدر بتـــلك «المنظــــــمة» أن تسعى لتحسين الصورة النمطيــــــــة المشــــــوهة المكونــــة في الغــــرب عـــــن الإسلام والمسلمين، المشوشة في أذهان الكثيرين. أما ما يتعلق بموقـف القطريين من قرار «المقاطعة» التي فرضت علينا، فنحن لسنا أحسن حظاً من أشقائنا الفلسطينيين، المحاصرين في أرضهم منذ عشرات السنين، ومثلما صبر أولئك «المرابطون» سنصبر ولن ننكسر، ولن نخضع ولن نركـــع إلا لرب العالمين، وسنظل متمسكين بثوابتنا الوطنــــية، ومتحـدين حول قيادتــــنا القطـــــرية، ونـحـن نـردد عـــلى ألسـنتنا «كـلنـــا قـــطــــر.. كـــلنـــا تــمـيـــم». .. وها هو الشعب الفلسطيني الصابر، يقدم نموذجاً حياً على كيفية مقاومة الحصار الجائر، ولم يستسلم للتعليمات العلوية، ولا للسياسات الفوقية التي أرادت فرض إرادتها عليه. أما ما يتعلق بما يروجونه عن اختفاء السلع الغذائية من الأسواق القطرية، بسبب قيام المواطنين والمقيمين بتخزيــــــنها، تحســــباً لما هو أســــوأ، فإننــي أدعو أي مراقب منصف، لزيارة الدوحة على نفقتي الخاصة، التزاما بكرم الضيافة القطرية، وسأخصص له سيارة وسائقا، ليتجول في المراكز التجارية، وسيجد أن المواد الغذائية متوافرة في جميع الجمعيات، وخصوصا السلع التركية، التي تم توفيرها خلال ساعات، لتكفي احتياجات الجميع، ويمكننا إعادة تصدير الفائض منها إلى الدول التي أصدرت قرار «المقاطعة»! .. وأستطيع القول إن ثمة عنصرا تحريضيا حاضرا في مسألة قطع العلاقات مع قطر، وهذا يفسر قيام جمهورية «المالديف»، التي ليس لها علاقة بالشأن الخليــــجي، وليــــست من دول الجوار الجغرافي، بقطع علاقاتها! .. ولو ســـــألت أي مــــواطن «مالــــديفي» عــــن مقر «مجلـــــس التعـــــاون» أو اســـم «أميــــنه العام»، أو عدد دول المجلس، فإنه حتما سيهز رأسه يميناً ويساراً، وشمالاً وجنوباً، في إشارة إلى أنه لا يعرف. .. وعندما نعرف أن رئيـــــس «المالديف» يطـــــرق عـــــــلى الـــــــدوام أبـــــواب الــــدول المانحـــــة، سنـــعرف أسباب قرار المقاطعة الذي اتخذته حكومته ضد قطر. .. واستدراكا لهذه النقطة، ولمزيد من تفسيرها، أود التوضيح بأن الفساد مستشرٍ فــــــــي «الحكومـــة المالديفــــية»، ويكـــــــاد يغــــــرق جمــهوريتــهم، بعيداً عن مخاطر ظاهرة «الاحتباس الحراري» التي تواجهها جزرهم المرجانية. .. وتعد الجمهورية، بكــــل جزرها، مركزاً لغسيل الأموال، حيث توفر «المالديف» غطاء رسمياً لهذه الأعمال، من خـــــلال بعــــض أعضاء الحكومة الذين يديـــــرون تـــــــلك العمليـــات عـــــبـــر «البنك المركزي»، وتشير التقارير إلى إدخال ما يقارب ١.٥ مليار دولار وإخراجــــها مرة أخرى كمبالغ نظيفة! هذا عدا تورط رئيسهم في أكبر فضيحة فساد في البلاد، تم خـــــلالها اختلاس أكثر من ١٥٥ مليون دولار مـــــن عائدات الســـياحة، وتسليــــمها إلى رئيس الجمهورية! بالإضافة إلى سعي الرئيس لتأجير إحدى جــزر «المالديف»، لإحـــــدى الدول الخليجية المــــانــــحــــــة، وهـــي بالتحــــديـــــد المملكة العربية السعودية، مما سبب قلــــقاً في «نيودلـــهي» من تـــــنامي النفوذ الخليــجي فـــــي تلــــك البلاد، بشــــكل يهدد أمنها القومي، بحسب تقارير نشرتها صحيفة (Time of India). .. ولعل ما يدعو للضحك ـ ولا أقول الأسف ـ في مسألة قطع العلاقات مع قطـــر، هو قيام حكومة الرئيس اليمني المغلوب على أمره، المنزوعة شرعيته، بإصدار هذا الإجراء غير الشرعي! .. والمخجل أن الرئيس عبدربه منصور هادي ـ هداه الله ـ اكتشف متأخراً أن الدوحة تدعم «الحوثيين»، بعد سنوات كان يتردد فيها على بلادنا، وفي كل زيارة من زياراته، وكان آخرها في شهر يناير الماضي، يؤكد اعتزازه بمواقفها الداعمة لشرعيته، المشكوك فيها! .. ولو استعرضنا تصريحات المسؤولين اليمنيين قبل «نكسة الخامس من يونيو» نجد أنها تؤكد على دور قطر المحوري في حل الأزمة اليمنية، وجهودها الحثيثة لدعم وحدة اليمن، من خلال دعمها الأخوي السخي لوحدة التراب اليمني، ومساهماتها التي شملت جميع المجالات، سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية أو غيرها. .. ويكفي القول إن الجالية اليمنـــــية، التي تقارب ٣٠ ألفاً، تحـــظى باحترام كبير في بلادنا، واليمنيون في قطر يشعرون بأنهم جزء من نسيجنا الاجتماعي، وهناك روابط اجتماعية وتاريخية بين شعبي البلدين الشقيقين. .. وما من شك في أن مواقف قطر الداعمة للشرعية في اليمن تعكس انحيازها لإرادة اليمنيين، وتحقيق رغبتهم في الأمن والاســـــتقرار والسلام، والدفـــــاع عن عروبتـــــهم والمحافــــظة على سيادتهم الوطنية. .. وهذا الموقف الثابت تدعمه وتحصنه تصريحـــــات المسؤولين اليمنيــــين أنفسهم، ومن بيــــنهم الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، الذي أكد في أكثر من مناسبة أن مواقف قطر تجاه اليمن ظلت على الدوام محل إجلال وتقدير من الشعب اليمني الشقيق، وأن التاريخ سجلها في صفحاته المشرقة، باعتبارها في مقدمة الدول التي دافعت عن وحدة اليمن. .. ومنذ الساعات الأولى لعملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت في السادس والعشرين من شهر مارس ٢٠١٥ أرسلت قطر قرابة ١٠٠٠ جنــــــدي من قواتــــنا الباســـلة، دفاعاً عن عروبـــة واستقلالية ووحدة اليمن، ودعماً لحكومته الشرعية. .. ولا يمكن لقرار «المقاطعة» غير الشرعي، وغير المشروع، أن يمحي المواقف المناصرة، والسياسات المؤازرة التي تتبناها قطر، ولا أقول أبدتها، دعماً للوحدة اليمنية، واستجابة لنداء «هادي» هداه الله، وأصلح أحواله المعتلة، وأوضاعه المختلة! .. وفي خضم المشهد التصعيدي الملتهب داخل «مجلس التعاون»، مثل كرة متدحرجة من لهب، الذي قررت فيه سلطات ميناء «الفجيرة» منع رسو أي سفينة تحمل علم قطر، لم نسمع يوماً أن سلطات ذلك «البنــــــــدر» أصــــــــدرت قــــرارا يمـــنع مـــــرور أو عبور أي باخـــــرة تحمل عــــلـــم «الــدولة المحتلة» لجزر الإمارات الثلاث، رغم أن تلك الجزر العربية، التي انتهكت سيادتها، لا تبعد كثيراً عن ذلك الميناء! .. وفي محـــــــاولة لتفكـــيك ألغاز ذلك المشهد المتناقض، ولا أقـــــــول الغامــــض، لم نــسمع أن دولــة الإمارات العربية المتحدة، منعت مواطنيها من السفر إلى إيران، ولم تطالبهم بمغادرتها، أو عدم المرور من منافذها، مما يعني أن التعامل الإمــــــاراتي مع هذه الـــدولة يتـــــسم بحالة نادرة من حــــالات «انفصام الشخصية»، حيث تبدو الإمارات «صقراً» مع غيرها، و«حمامة قلابية» مع إيران! .. والأدهى من ذلك بل والأمرّ، أنه عـــلى خلـــــفية الاعتــــــداءات الغوغائية التي تعرضت لها سفارة وقنصلية السعودية في إيران، لم تقطع الإمارات علاقاتها مع «الدولة المعتدية»، رغم قيام دول المنطقة بقطع علاقاتها الدبلوماسية، حيث اكتفت بتخفيض مستوى تمثيلها الدبلوماسي إلى مستوى قائم بالأعمال! .. وبعد توقيع الغرب «الاتفاق النووي» مع إيران، أصبحت الإمارات متنفساً اقتصاديا لها في الخليج، وصارت الرحلات الجوية محجوزة بالكامل للمسافرين على مختلف الدرجات، حيث يسافر رجال أعمال إيرانيون لتسيير مشاريعهم التجارية هناك، لدرجة أن الدولة التي تشكو على منابر المحافل الدولية من احتلال جزرها الثلاث، أصبحت جسراً للإيرانيين الباحثين عن فرص تجارية على الساحل العربي! .. ولم نسمع أن «الإمارات تغرد خارج السرب»، سواء من خلال غناء حســــين الجسمي، أو أداء ميحد حمد، أو عيضة المنهالي، أو بصوت «فنان العرب» محمد عبده، أو «اخطبوط العود» عبادي الجوهر، أو صاحب «الحنجرة اللولبية» عفواً أقصد الذهبية رابح صقر! .. وعلى الرغم من احتلال إيران للجزر العربية الثلاث، وتمسكها بالسيادة عليها، إلا أن الإمارات تحاول أن تكون «براغماتية» قدر الإمكان فــــي مواقفــــها مع «الدولة المحتــــلة»، لدرجة أنها تحاول عدم الإضرار بعلاقاتها الاقتصادية المميزة معها! .. ووفقاً لبيانات «مجلس الأعمال الإيراني»، هناك، توجد أكثر من ٨ آلاف شركة إيرانية تعمل في الإمارات في مختلف المجالات، وتمثل الاستثمارات الإيرانية في «الدولة الاتحادية» المرتبة الثانية بعد الأميركية، وتتراوح ما بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ مليار، وتمثل ثروة «الخودموني» المتواجدة هناك حوالي ٣٠ % من حجم الأصول المادية هناك. .. ولا تخفي إيران التعبير عن سعادتها على أنغام رقصة «الدسمال بازي» لوجــــود ما يقــــارب نصف مليون من مواطنيها في الإمارات، بحسب ما يؤكده سفيرها المعتمد هناك، ولا جدال في أن هذا العدد الكبير للإيرانيين في الدولة الخليجية الشقيقة، يعمل على تغيير هوية مجتمعها العربي، ويساهم في ربطه بالثقافة الإيرانية المستورة! .. ووفقا لتصريحات وزير الاقتصاد الإماراتي فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين بلاده وإيران ١٦ مليار دولار، مؤكداً أن الجمهورية الإيرانية تأتي في المرتبة الرابعة بالنسبة للأهمية النسبية لحجم التجارة الخارجية للإمارات مع بقية دول العالم. .. وعلى خلفية الاحصاءات الرسمية الصادرة في الإمارات، فإن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وإيران بلغ (١٥.٧) مليار دولار عام ٢٠١٣، فيما كان (١٧.٨) مليار عام ٢٠١٢، و(٢٣) مليار عام ٢٠١١، و(٢٠) مليار دولار عام ٢٠١٠. .. ورغم اتهام إيران بالتدخل في شؤون المنطقة، والتخريب في الساحل العربي، ورغم الفتور السياسي في العلاقات معها، تسعى الإمارات لتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات الاستثمارية مع إيران، والعمل على الاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين لتشجيع المشاريع المشتركة. .. ويشكل قطاع الطيران مجالاً فسيحا، وفضاء رحباً، للتعاون بين البلدين، حيــــث تـــقوم «فلاي دبي» وغيرها بتسيير ٢٠٠ رحلة جوية منتظمة أسبوعيا بين البلدين، ولم نسمع أنها خفضت، أو أوقفت، احتجاجاً على استمرار احتلال «جزرهم»، مثلما فعلوا عندما أوقفوا رحلات الطيران من وإلى الدوحة، لمجرد الاختلاف في الموقف السياسي، وهي خطوة لن تسبب سوى الإضرار بمصالح الشعبين الشقيقين، لأن الآخرين لديهم طائراتهم الخاصة! .. وهكذا نجد من خلال «المشهد المبتور» في قرار «المقاطعة»، الذي تم اتخاذه ضد شقيقتهم قطر، أن المحدد الرئيسي في علاقاتهم لا يرتبط بمدى الاقتراب أو الابتعاد عن إيران، بقدر ما يريدون فرض الوصاية على القرار القطري المستقل، الذي لم ولن يتغيّر، مهما زادت حدة الضغوطات. .. وبما أنهم في الإمارات لديهم شغف جارف بأطول برج، وأعرض شارع، وأكبر عمارة، وأضخم «مدواخ»، وأوسع «داعوس»، وأحلى «كندورة» فقد قرروا دخول الموسوعة الدولية للارقام القياسية باتخاذ «أغرب قرار»، وهو الإيعاز لمواطنيهم بعدم السفر إلى الدوحة، وعدم المرور أو العبور من منافذها، وهي قرارات تتعارض مع أبسط «حقوق الإنسان» لدرجة أنه حتى دونالد ترامب «يستحي» أن يصدرها، بل يخجل أي زعيم في داخله ذرة من الإنسانية أن يتخـــــذها، مما يعــــني دعوتهم لقطع «صلات أرحامهم»، حيث لا تخلو أســـرة إماراتية من قريب قــــطري، ولا تخـــلو عائلــــة قطرية مـــــن «خال إماراتي»، وكأننا دولة مصابة بفـــــيروس «الكوليــــرا»، لكننا نريد أن نطــــمئنهم بأن الفيروس الوحيد المضاد للمؤامرات الذي ينتشر في داخلنا، هو قرارنا المستقل. .. ورغم قرارهم الجائر، سيظل ما يربطنا مع أشقائنا في دول «مجلس التعاون» أكبر من «المقاطعة» وسيظل ما يجمع القطريين وإخوانهم الإماراتيين والسعوديين والبحرينيين أعظم من مؤامرات المتآمرين. ولو توقفنا عند الموقف السعودي نجد أن المملكة يفترض أن تمارس دورها بصفتها «الشقيقة الكبرى» التي تبادر لتسوية الخلافات بين الأشقاء وليس «تصفية الحسابات» ويبنغي أن تسعى لرأب الصدع في الصف الخليجي ولا تكون طرفاً من أطراف التصدع! أما «البحرين نور العين أم الزين» فليس عليها حرج في كل هذا الهرج والمرج، لأن قرارها ليس بيدها ولكن عند غيرها، ويريدوننا أن نكون مثلها! ونأتي إلى الأردن التي انضمت إلى دول «المقاطعة» وهذا الأمر كان متوقعاً ولم يكن مستبعداً أو مستغرباً بحكم «الروابط» التي تربط الجانبين! .. عموماً لا ريب في أن قادة الخليج جميعهم لديهم قدر عالٍ من الإجلال والتبجيل والاحترام في نفوس جميع القطريين، وهذه الصورة البراقة لهم، والمكانة الرفيعة لشخوصهم، وضعناها داخل قلوبنا في «إطار أسطوري» لا يمكن لأحد خدشه، ولن نسمح لأحد بالتعرض له، أو النيل منه، أو الإضرار به. .. ويكفي أن شعوب المنطقة يعلمون جيداً أن الخطر الذي يهدد وحدتهم، لا يمكن أن يأتيهم من قطر، ولكن الضرر الذي يستهدف مجلسهم الخليجي يأتي من غيرها! .. أخيراً أقول بوضوح، وبوعي مفتوح، وقلب أكثر انفتاحاً على الآخر، وصدر يتسع لكل المواقف المتباينة بين الأشقاء، إننا بالحوار العاقل، البنّاء، الذي يحترم الرأي الآخر، والموقف الآخر، والقرار الآخر، يمكننا أن نتجاوز أزمة «المقاطعة»ونحافظ على وحدة «مجلسنا الخليجي». أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن عبد الفتاح السيسى مع:
شارك صفحة عبد الفتاح السيسى على