دي أو

دي أو

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بدي أو؟
أعلى المصادر التى تكتب عن دي أو
تتعد المجالس النيابية من حيث تكوينها ووظيفتها تبعا لاختلاف الأنظمة الدستورية في كل دولة؛ فهناك دول تتكون السلطة التشريعية فيها من مجلس واحد يقوم على الرقابة والتشريع ويطلق "نظام الفردي، أو المجلس الواحد". بينما تتبع دول أخرى ثنائية السلطة التشريعية لظروف سياسية، وتطورات تاريخية، و قد نشأ هذا النظام في "إنجلترا" في بداية أمره نتيجة ظروف ساسية، وتطورات تاريخية وليس وليدة نظريات فلسفية وقانونية. وهذا النظام أي " نظام المجلسين" ليس خاصا بشكل معين من أشكال الدول، فهو متبع في الدول الفيدرالية مثل الولايات المتحدة، وبرطانيا، والدول المركزية مثل مصر، وموريتانيا، والملكية مثل الأردن. وهناك دول تحولت من نظام المجلسين إلى نظام المجلس الواحد بعد تجربتهم مثل فنلندا، والنرويج، وأيسلندا، وهذا يدل أن الأمر يعود إلى ظروف سياسية، وإقتصادية، وكبر المسحاحة الجرافية، وتعداد السكاني، والتنوع الثقافي والعرقي لا غير. ولاشك أن النظام السياسي لشكل السلطة التشريعية يعكس رؤية خاصة في التمثيل الديمقراطي. شروط نظام المجلسين يجمع فقهاء القانون على أنه لا يمكن حصول نظام المجلسين الفائدة المرجوة منه إلى إذا اختلفا في هذه الجوانب أولا من حيث طريقة اختيار الأعضاء، فأكثر الدساتير المتبعة على نظام ثنائية السلطة تشترط أن يكون انتخاب مجلس البرلمان الشعب عن طريق الانتخاباب المباشر لأنه الممثل الحقيقي للشعب، بينما المجلس الأعلى الشيوخ يتم تكوينه على نمط مغائر مثل التعين بقوة القانون مثل دستور رومانيا لعام ١٩٢٣، والوراثة كما في مجلس اللوردات بانجلترا،أو التعين عن طريق السلطة التنفيذية سواء كان لدى الحياة كماكان في إيطاليا، وكندا، أومدة معينة كما كان الشأن في العراق الملكية وبعض الدساتير تجمع بين التعين والانتخاباب. ثانيا الاختلاف من حيث عدد الأعضاء، ويلاحظ دائما أن المجلس الأدنى الشعب أكثر دائما من المجلس الأعلى في جميع الدساتير. ثالثا الاختلاف من حيث مدة النيابة وطرقة التجديد، ويلاحظ دائما أن المجلس البرلمان الأدني الشعب أقصر مدة من المجلس الأعلى الشيوخ لأنه المممثل الحقيقي للشعب فلابد من رقابة الشعب عليه في الانتخابات المتجددة. رابعا الاختلاف من حيث السن وطبقة الانتماء، والحكمة في ذلك أن مجلس البرلمان يمثل الشباب بنشاطهم وحماستهم، بينما مجلس الشيوخ يمثل الرؤية والاتزان، فيجمع بين حماسة الشباب وحكمة الشيوخ. فمثلا يشترط الدستور المصري لعام ١٩٢٣ لعضو مجلس الشيوخ، أن يكون بالغا من العمر أربعين سنة، وأن ينتمي إلى طبقات الوزراء، ورؤساء مجالس النواب، ورؤساء ومستشاري المحاكم الاستئنافية، ونقباء الاطباء، وكبار الضباط من رتبة لواء فصاعدا، وكبار العلماء، والرؤساء الروحين، بينما لاتوجد شروط فعالة في مجلس البرلمان، وكذلك المجلس البلجيكي، والأردني وغيره. خامسا تساوى المجلسين في التشريع، بأن يكون لكل مجلس سلطة تشريعية حقيقية إلى جانب الوظائف المشتركة. الصومال بين النظام المجلس الواحد ونظام المجلسين لقد كان المجلس الواحد هو المتبع في الصومال بدءا بدستور ١٩٦٠م وانتهاء بالميثاق الفيدرالي الانتقالي لعام ٢٠٠٤م الذي نص في المادة " ٢٨" في فقرتها الثانية "أن المجلس الشعب الفيدرالي الانتقالي سيكون مجلسا واحدا" ولكن الدستور الفيدرالي الانتقالي الحالي الذي تم صياغته (٢٠١٢) يعد أول دستور أخذ بنظام المجلسين حيث نص في المادة "٥٥" أن البرلمان سيكون من مجلسين، مجلس الشعب ومجلس العليا" دون رؤية سياسية واضحة المعالم ووفق المعايير القواعد القانونية المتبعة في العالم الديمقراطي. لم يفرق الدستور بين المجلسين في شروط العضوية من الخبرة العلمية، والسن، والانتماء الطبقي فقد وضع شروطا عامة للبرلمان في المادة "٥٨" من بينها أن يكون العضو حاصلا على الشهادة الثانوية أو ما يعادلها، وأن يكون بالغا من العمر "٢٥ سنة"، فبعض الدراسات تشير أن النسبة الحاصلة للشهادات العلمية، والخبرات ضئلية في مجلس الشيوخ مقارنة بالنسب الأخرى، وهو ما يقلل الفائدة المرجوة منه. ولم يفرق الدستور بين المجلسين في مدة الحكم فقد إشترط للمجلسين أربع سنوات تبدء من يوم إعلان النتيجة وهو الدستور الوحيد الذي لم يفرق مدة الحكم بين المجلسين من بين الدساتير التي تأخذ ثنائية الحكم حسب قراءتي. أما في المهام التشريعية فالكل يشارك في الانتخابات الرئاسية، وعزل رئيس الجمهورية، وتعديل الدستور، واصدار التشريعات، وتعيين اللجان المستقلة، وتشكيل المحكمة الدستورية، والمهام الأخرى المنوطة في اللوائح فلا يوجد فروق تشريعية حقيقية فمجلس الشيوخ طبق الأصل للمجلس الشعبي، رغم اختلاف عدد المجلسين، ونوعية التمثيل كما ينص عليه الدستور ولكن هناك تداخل كبير بين مهمام المجلسين. مراجعة نظام المجلسين نظام المجلسين ليس وليد الفيدرالية كما أسلفنا، فهو يرجع إلى ظروف إقتصادية وسياسية، ويرجع اعتماده بحسب رغبة الدولة، فهناك دول تخلت عنه بعد تجربته ، وأخرى لا زالت في طور استفادته بمهام مختلفة. كان من المفترض أن يحقق مجلس الشيوخ دور الاستقرار السياسي في البلاد، وحل الخلافات التي تتجدد بين الولايات، والحكومة الاتحادية ولكنه فشل في أول تجربة له بعد اصطفافه مع الولايات، وتورطه في التوترات السياسية التي كان من المرجو حلها ، فإنه يقتقر الى مراجعته وفقا للمعايير القانونية. وأرى أن المجلس لا يتماشى مع الظروف الاقتصادية، والسياسية للصومال، فالمهام المنوطة في الدستور التي يحققها لا تتناسب مع المصروفات التي تتكبدها الدولة من عملية الانتخابات للمجلس، وعمل المجلس، ومكآفات الأعضاء، والعاملين، ومن الغباوة أن نقارن بين الدول التي تحتفظ نظام المجلسين مثل الولايات المتحدة وبين الصومال، فالمسألة لا تخضع للإعتبارات القانونية بقدر ما تخضع للظروف الإقتصادية، والسياسية، والمساحة الجرافية وتعداد السكاني. فأقترح أحد أمرين أولا تفعيل المجلس، ومراجعة الدستور، ووضع حد بين المجلسين كما تتطلب الدساتير والتجربة الديمقراطية من حيث عضوية المجلسين، وكيفية الاختيار ، والصلاحيات القانونية لتتحقق فائدة تتناسب مع النفقات المصروفة وهذا هو الراجح ثانيا حل المجلس الأعلى والاستفادة من هذه الميزانية في تحسين حال المواطن، وخلق فرص عمل لخريجي الجامعات، و بناء البنية التحتية، وفي النراع بين الولايات والحكومة الفيدرالية فإنها لا تحل بالطرق الدبلوماسية ولكن بالطرق القانونية كمحكمة الدستورية ، وهناك مجالس د ستورية كمجلس المستقل للمصالحة، ومجلس التعاون بين الولايات والحكومة الاتحادية بجور المجلس الأعلى.
الكتاب الأخضر من تأليف زعيم ليبيا السابق معمر القدافي في عام ١٩٧٥م، ويعتبر كتابا مقدسا عند المفكر القدافي، والذي يظهر للقارئ أنه الدستور غير المعلن للفكرة الجماهيرية العظمى عند القدافي. يعد "الكتاب الأخضر" موسوعة فكرية، تعطي للبحث بعدا سياسا، ويقع الكتاب حوالى ٢٠٠ صفحة من القطع الصغير بغلاف ذهبي، كتبت بصيغة دستور لا يعجز عنه القارئ عن قراءته، ينتقل من فكرة إلى أخرى بعبارات تعجز عنها الفصاحة. يتعرض الكتاب حول مسائل معقدة عجزت عنها البشرية بتقديم حلول لها، حول أنظمة الحكم وإشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكومين، وإشكالية أداة الحكم في الفكر السياسي، حول التجارب الإنسانية والمشكل الاقتصادي أو ثروة المجتمع وكيفية توزيعها "الإشتراكية ، الرأسمالية"، حول النظرية العالمية الثالثة" القبيلة، والأسرة، والمرأة، والفن، والأقليات". يتكون الكتاب الأخضر من ثلاثة فصول الفصل الاول الركن السياسي ويتناول فيه مشاكل السياسة والسلطة في المجتمع. الفصل الثاني الركن الاقتصادي حلول المشاكل الاقتصادية التاريخية بين العامل ورب العمل. الفصل الثالث الركن الاجتماعي وفيه طروحات عن الأسرة، والام ،والطفل، والمراة، والثقافة، والفنون. معمرالقدافي بين العبقرية والجنون القدافي سياسي عسكري ولد في مدينة سرت الليبية، ينتمي إلى قبائل القذاذفة كبرى القبائل الليبية، إستولى على السلطة في إنقلاب عسكري، تبني فكرة الوحدة القومية العربية، ألف "الكتاب الأخضر" الذي نقد فيه الديمقراطية النيابية من أساسها، وألف "الكتاب الأبيض"، الذي دعا فيه بناء دولة "إسراطين" تجمع بين فلسطين وإسرائيل كحل لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، وتخلى عن التقويمين الهجري والميلادي، بنى نظاما غريبا في ليبيا، ودعا إليه ليلا نهارا، وسماه "الجماهيرية العظمى"، ليس بالجمهوري ولا الملكي، لا يحكم البلاد بل يقود ويتزعم، لكنه عمليا جميع كل الصلاحيات في يديه، وامتد حكمه لأكثر من أربعة عقود، ، وتم الإطاحة بنظامه وقتله إثر ثورة ١٧ فبراير شباط ٢٠١١ حل إشكالية الديمقراطية عند المعمر القدافي إشكالية الديمقراطية أو ما يعرف بـ "جدلية الحاكم والمحكوم" لاتزال موضع نقاش بين المفكرين، وقد اتفق علماء القانون والسياسة على أن الحكام قلة من الأفراد أو فرد واحد يتولى زمام الأمة، وإن اختلفت إجراءت وصوله إلى الحكم، فلذلك لا يعقل أن يكون عدد الأصغر هو الحاكم بينما العدد الأكبر هو المحكوم، لأن الديمقراطية كما عرفوها حكم الشعب نفسه بنفسه وليس عن طريق واسطة. وهذا لا ينطبق إلا في الديمقراطية المباشرة التي هي شبه مستحيلة اليوم. ويرى القدافي أن الديمقراطية تعنى سلطة الشعب وتحرير الإنسان من الهيمنة، والمجتمعات التي تحكمها الصفوة "القلة" تعبر عن استلاب لسلطة الشعب، ومن ثم هي حكم الأقلية للأكثرية، ولا تتحقق فيها الحقوق الطبيعية. ويرى القدافي أن الانتخابات التي يفوز فيها مرشح بنسبة "٥١%" كما يقتضي النظام الديمقراطي النيابي المتبع في العالم كله تقريبا دكتاتورية في ثوب ديمقراطي مزيف، بحجة أن ٤٩% من الشعب لم ينتخبوها بل فرضت عليهم وهي عين الدكتاتورية. المجالس الشعبة تدجيل! ويرى أن المجالس النيابية تدجيل عن الديمقراطية ولا نيابة عن الشعب في الديمقراطية الحقيقية، لأن وجود النائب يغني غياب الأصلي ولا ديمقراطية بغياب الشعب. لا فرق بين حكم الأحزاب السياسية و القبائل! ويرى المقدافي أن الأحزاب السياسية دكتاتورية العصر، إذ إن الحزب هو جزء للكل والسيادة لا تتجزء، ويتكون الحزب عادة إما من ذوي المصالح الواحدة، أو الرؤية الواحدة، أو الثقافة الواحدة، أو المكان الواحد، أو العقيدة الواحدة، ويريدون تحقيق مصالحهم أو فرض رؤيتهم أو بسط عقيدتهم على المجتمع ككل، ولا يجوز ديمقراطيا أن يحكم هولاء كل الشعب الذي تختلف وتتباين أفراده، ومصالحه وآراءه، فبسط رؤية واحدة دكتاتورية حديثة. فإذا كانت القبيلة مجموعة تشترك في أصل واحد، فإن الحزب مجموعة تشترك في رؤية أو ثقافة واحدة، وكذلك الطبقة مجموعة من المجتمع ذات مصالح خاصة فلافرق بينهم، فالجتمع الذي يحكمه حزب واحد مثل المجتمع الذي تحكمه قبيلة معينة أو طبقة معينة ! الاستفتاء دخيل على الديمقراطية! إن الذين يقولون "نعم" والذين يقولون " لا" لم يعبرو عن إرادتهم، لأنه يجب أن يعبروا عن السبب؛ فالذي قال "لا" يجب أن يسبب لماذا لم يقل "نعم" والعكس، وماذا يريد كل واحد منهم. ويرى أن إبداع "نعم"، "ولا" ما هي إلا تغطية لفشل التجارب الناقصة في حل المشكلة الديمقراطية. المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية كحل بديل يرى القدافي أن الأسلوب الديمقراطي الوحيد هو أسلوب المؤتمرات ويقترح في كتابه تقسيم الشعب إلى مؤتمرات شعبية أساسية، يختار كل مؤتمر أمانة له، ومن مجموع أمانات المؤتمرات مؤتمرات شعبية غير أساسية، ثم تختار جماهير تلك المؤتمرات الشعبية لجانا شعبية إدارية، فتصبح كل المرافق تدار بواسطة لجان شعبية، وتصير اللجان الشعبية التي تدير المرافق مسؤولة أمام المؤتمرات الشعبية الأساسية. وأخيرا بعد هذه الجولة القصيرة من الجزء الأول للكتاب الأخضر يتبين لنا أن الديمقراطية بغض النظر عن تلفيقاتها لم تلب حاجات العالم، وأنها تؤيد حكم رجل واحد، والعالم يبحث اليوم رغم استعانته بالنظريات الليبريلية التي تدعو إلى المواطنة، و احترام حقوق الأقليات عن نظام بديل شامل عن الديمقراطية الزائفة وقد صدر عام ٢٠٠٩م كتاب "مجتماعات ما بعد الديمقراطية" لباحث أمريكي ويعد أول محاولة تفتح آفاقا أخرى. فرغم تناول الفكر الغربي مسألة جدلية الحاكم والمحكوم، وعقيدة المجتمع " الدستور" منذ قرون إلا أن الفكر المعمر القدافي المنادي للديمقراطية المباشرة له رؤية خاصة رغم صعوبة تطبيقها على أرض الواقع.
المحور الثاني خصائص الإعلام الجديد وأنماطه يتميز الإعلام الجديد بالعديد من الخصائص، وأن الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ذكرت خصائص كثيرة له، ولكن يبدو أن في تحديد بعضها خلطاً وعدم الاتفاق لدى الإعلاميين من حيث المفهوم والتعريف، أو من حيث التقسيم والتفريع حيث نرى أن بعض الظواهر المصاحبة لوسائل الإعلام الجديد جعلوها خاصية بينما جُعِلت بعض الخصائص ظاهرةً من الظواهر، ومهما يكن من أمر فإن وسائل الإعلام الجديد التي أفرزتها التقنيات الاتصالية الراهنة، تكاد تتشابه في عدد من السمات مع الوسائل التقليدية، إلا أن هناك سمات مميزة لوسائل الإعلام الراهنة بأنماطها المتعددة وبأشكالها المختلفة، هذا ونحاول ذكر وسرد أبرز هذه السمات التي تتصف بها وسائل الإعلام الجديد باختصار، بحيث أن المجال لا يسع لذكر جميع الخصائص التي أشار إليها الإعلاميون وتحدثوا عنها في دراساتهم، وهي كالآتي التفاعلية التفاعل هو قدرة وسيلة الاتصال الجديدة على الاستجابة لحديث المستخدم تماماً كما يحدث في عملية المحادثة بين شخصين. هذه الخاصية أضافت بعداً جديداً ومهماً لأنماط وسائل الإعلام الجماهيري الحالية، والتي تتكون في العادة من منتجات ذات اتجاه واحد يتم إرسالها من مصدر مركزي مثل الصحيفة أو قناة التلفزيون أو الراديو إلى المستهلك مع إمكانية اختيار مصادر المعلومات والتسلية التي يريدها متى أرادها وبالشكل الذي يريده. في السابق كانت قدرة المستخدمين على التفاعل تقتصر على دائرة رجع الصدى للمحتوى المنشور على المواقع الإلكترونية عبر إضافة التعليقات وتدوين الملاحظات على سجلات الزوار مثلا. ثم انتقلت بعد ذلك العلاقة إلى التحرر نسبياً مع وجود المنتديات ومجموعات الأخبار والقوائم البريدية، غير أنها لم تتح للجمهور حرية الممارسة الإعلامية المطلقة والتي لم تتوفر لهم إلا بعد ظهور المدونات وما تبعها بعد ذلك من ظهور لشبكات التواصل الاجتماعي، ومواقع الفيديو التشاركية كاليوتيوب والموسوعات الحرة مثل ويكيبيديا، وهذه المواقع تمثل عناصر الانتقال إلى مرحلة ما بعد التفاعلية. يقول أحمد محمد يوسف في هذه الخاصية "تعتبر التفاعلية من أهم وأبرز خاصية للإعلام الجديد حيث أن المجتمعات بحاجة إلى استخدام هذه الوسيلة المعاصرة التي قربت لهم المسافات، ووفرت لهم الوقت، وضمنت لهم السرعة الفائقة في تأدية وإيصال المعلومة إلى أبعد ما يمكن وإلى الكمية أو الأعداد الهائلة المرجوة في تواصلها، وتقديم خدمة إعلامية في مجال حياتهم المختلفة لأغراض اجتماعية وثقافية وسياسية وفكرية ودينية، لذا أن المستخدم يتلقى ويستقيل المعلومة، كما أنه يتفاعل معها بالمشاركة رداً أو تقديماً أو طرحاً لما يبدو له من فكرة ورأي، فإنه من الممكن أيضاً للمتلقي التفاعل مع كثير من تلك الوسائل في وقت واحد أو في أوقات مختلفة.([i]) اللاجماهيرية الجماهيرية كانت سمة الإعلام التقليدي أو القديم، أما الإعلام الجديد فقد اتّسم باللاجماهيرية والتي تعني أن الرسالة الاتصالية من الممكن أن تتوجه إلى فرد بعينه أو إلى جماعة بعينها، وليس إلى جماهير عامة كما كان وضع الإعلام سابقاً، وتعني أيضاً درجة تحكم في نظام الاتصال بحيث تصل الرسالة مباشرة من مصدر الرسالة إلى متلقيها، وأن خط السير والوصول إلى الجهة المعنية محدود ومعلوم. بهذا يمكن القول إن لها صفة الخصوصية حيث يمكن للمتلقي التعامل مع تلك الوسائل بخصوصية تامة، وفق ما يريده.() التخزين والحفظ هذه السمة تسهل على المتلقي تخرين وحفظ الرسائل الاتصالية واسترجاعها، كجزء من قدرات وخصائص الوسيلة بذاتها. وفي ظل وسائل الإعلام الجديد أصبح بإمكان المستخدم استرجاع الرسالة في أي وقت يريد، حيث أنها محفوظة في مكان ما على الشبكة يمكنه الدخول عليها في أي وقت، ومن أي مكان في العالم حتى أثناء تجواله. هذه الخاصية ليست متاحة بالنسبة لوسائل الإعلام القديم والتي إذا فات المتلقي جزءاً فإنه لا يمكن استرجاعه بسهولة. كما أن الفرد یمكن أن یختار ما یراه مطلوباً للتخزین بالبرید الإلكتروني، وذلك لأن النظام الرقمي بمستحدثاته یوفر أسالیب العرض والإتاحة ووسائل التخزین في أسلوب متكامل خلال وقت التعرض إلى شبكة الإنترنت ومواقعها المتعددة. وقد يشمل هذا الحفظ والتخزين على حفظ الوثائق والمستندات التاريخية التي يمكن الاستفادة منها لصالح التغيير في مراحل قادمة، فالإعلام الحديث إعلام وثائقي يوثّق الحدث بالصوت والصورة والكتابة، وللمؤسسات الإعلامية الحديثة ارشيفات مختلفة ومتنوعة، تكون عند البعض على شكل مكتبات كبيرة.() التنوع تعني خاصية التنوع في عناصر العملیة الاتصالیة التي وفرت للمتلقي اختیارات أكبر لتوظیف عملیة الاتصال بما یتفق مع حاجاته وميوله ودافعه للاتصال، وهذا التنوع أدى إلى ظهور ما يسمى بنظام الوكالة الإعلامية الذكية والوكيل الإعلامي الذي يقوم بناءا على برامج خاصة بمسح كافة الوسائل الإعلامية والمواقع بحثا عن المواد الإعلامية التي يختارها المتلقي، وتقديمها في حزمة واحدة يتم عرضها في الوقت الذي يختاره، والمكان الذي يتواجد فيه، ويلبّي حاجاته المتعددة والمتجددة. وتعني هذه الخاصية أيضاً أن المستخدم أو المتلقي يجد في الإعلام الجديد جميع الوسائل المقروءة، والمسموعة، والمرئية.() الوفرة والسرعة تعمل كثير من وسائل الإعلام الجديد على مدار الساعة، ولذلك فهي متوفرة للمتلقي في كل وقت، وتتيح له سهولة الاتصال بالمواقع الاخبارية وفورية الإعلام فيها في كل حين وآن، حيث تتوافر الآلاف من المواقع الإعلامية التي تقدم الوظيفة الإخبارية، وتنشر الوقائع والأحداث التي تتم في بقاع كثيرة من العالم في لحظة وقوعها.([v]) وتعتير هذه الخاصية أيضاً من أهم وأبرز سمات وسائل الإعلام الجديد، لأنها تقدم في هذا المنوال خدمة إعلامية نوعية وفريدة للمواطن أو المتلقي، وأينما حلَ في ربوع العالم يجد ويحصل على الخبر لحظة وقوعه وبأسرع زمن ممكن، وفي الوقت ذاته يحاول أن يتأكد من صحة هذا الخبر ومصدره الأساسي بحيث يتصل بجهات موثوقة من حيث الأمانة والمصداقية عبر الوسائل ذاتها. العالمية أصبحت وسائل الإعلام الجديد عالمية الطبع بكل المقاييس من حيث الاستخدام والانتفاع والتواصل والاستقبال. وعليه نرى أن التطور التقني الهائل ساعد على تجاوز هذه الوسائل الحدود الجغرافية بل السياسية والثقافية، بحيث أن الصحف المحلية والإذاعات وقنوات التلفاز بسبب الطفرة التقنية الإعلامية اجتازت حدود القارات والبلدان، وبدأت الأشخاص والمجتمعات تتواصل وتتعارف وبل تخلق علاقات من غير معرفة مسبقة وبمختلف الأجناس والأفكار والأديان، حيث لم تترك هذه الوسائل الإعلامية مجالاً لم تدخل فيه، فجميع المجالات بلا استثناء ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية صارت ميداناً لهذه الوسائل الإعلامية. وهذه إشارة إلى أن وسائل الإعلام الجديد عالمية، وخاصة مع شبكة الشبكات (الإنترنت) كما قال نسرين حسون "تلتقي فیها مئات الآلاف من الشبكات الدولیة والإقلیمیة التي تتزاید كل عام بنسبة كبیرة یصعب الآن بناء التوقعات حول أعدادها وتطویرها، ومعها یتزاید عدد مستخدمي الإنترنت في كل دولة من دول العالم بطریقة غیر مسبوقة، نتیجة توفر إمكانیات الاتصال ورخص تكلفتها. مما أدى إلى تجاوز الحدود الجغرافیة وتمیز وسقوط الحواجز الثقافیة بین أطراف عملیة الاتصال سواء الاتصال بالعالمیة أو الكونیة على المستوى الثنائي أو الجماعي الذي یحقق أهداف هذه الأطراف، أو على المستوى الجماهیري والثقافي من خلال مواقع القنوات التلفزیونیة وصحف الشبكات التي أصبحت یتعرض لها الملایین من سكان القارات الست على الرغم من اختلاف لغات البث والإذاعة".() وبهذا أصبحت بيئة الاتصال بيئة عالمية، تتخطى حواجز الزمان والمكان والرقابة. الحركة والمرونة حيث يمكن نقل الوسائل الجديدة بحيث تصاحب المتلقي والمرسل، مثل الحاسب المتنقل المزودة بطابعة، وحاسب الإنترنت، والهاتف الجوال، وتليفون السيارة، وهناك آلة تصوير المستندات وزنها عدة أوقيات، وجهاز فيديو الصغير، وجهاز فاكسميل والأجهزة الكفية، بالاستفادة من الشبكات اللاسلكية، كل هذه الوسائل التي تمّ الإشارة إليها لها قابلية التحريك من مكان إلى آخر، وأنه يمكن لمستخدمها الاستفادة منها في الاتصال أثناء حركته هذا غاية في المرونة أيضاً.() المعلوماتية إن وسائل الإعلام الجديد تعتبر من المصادر الأساسية والمنبع الرئيسي للمعلومات التي يبني عليها الفرد مواقفه، وتقوم عليها اتجاهات الجماعات حيال الأحداث الجارية سواء بالقبول أو الرفض، حيث تتولى وسائل الإعلام الجديد الدور الملموس في تشكيل موقف الجمهور المتلقي من القضايا المطروحة على الساحة المحلية والدولية، ولا يتوقف تغيير الاتجاه والمواقف على القضايا العامة أو الأحداث المثارة، بل يمتد إلى القيم وأنماط السلوك، فقد يحدث أن يتقبل المجتمع قيمًا كانت مرفوضة قبل أن تحملها الرسالة الإعلامية، أو يرفض قيمًا كانت سائدة ومقبولة مستبدلاً بها قيمًا جديدة. ويبقى الإعلام الجديد ووسائله من أهم عوامل نقل المعلومات والحضارة، وإشاعة الثقافة بين الأمم، ودعم الفكر، وبث القيم الصحيحة وغير الصحيحة في العادات والسلوك، وإصحاح البيئة الإنسانية والمجتمع البشري، وتحقيق التواصل الاجتماعي والثقافي بين الأفراد والجماعات والأمم وفق تلك المعلومات المتبادلة عبر الوسائل الحديثة المختلفة للإعلام الجديد. الاستمرارية وسهولة التواصل الاستمرارية في الاتصال وتقديم المعلومات أو الأخبار من السمة السائدة والبارزة لوسائل الإعلام الجديد بحيث تقدم بثاً مباشراً وغير مباشر عبر الوسائل المختلفة، إذ لا انقطاع ولا التوقف عن تقديم المعلومات على مدي الساعة إلّا لعلّة فنية قد تطرأ عليها من حين لآخر. هذا واعتبر الدكتور سلمان العودة أن تجربته مع الإعلام الجديد أضافت له الكثير من المعاني أبرزها الاستمرارية والتواصل اليومي والحميمي مع الناس والقدرة على معرفة الكثير من واقع المجتمع، وقال أثناء حديثه عن الإعلام الجديد " إنه حينما نكون وعاظاً أو خطباء أو محاضرين فإننا نحتاج الاقتراب من الناس أكثر وإلى معالجات يومية وأحاديث مباشرة معهم". ١٠ اندماج الوسائط تتكاتف وتتجمع الوسائط الإعلامية أو الأدوات المساعدة في الاتصال ونقل المعلومات من مكان إلى آخر، ومن جهة إلى أخرى لتقديم صورة واضحة متكاملة تؤدي الغرض المنشود إلى المتلقي، يتم في هذه العملية استخدام كل وسائل الاتصال، مثل النصوص، والرموز الدالة الرقمية أو الحرفية، والصوت، والصورة الثابتة، والصورة المتحركة، والخرائط، والرسوم البيانية ثنائية وثلاثية الأبعاد، أو الرسومات التوضيحية، كل ذلك جانب تكاملي لا تستغني عنه الوسائل الحديثة للإعلام الجديد لتقدم مادة إعلامية معبرة تحمل الخبر أو المعلومة مع الصوت والصورة تضع وتجعل المتلقي في موقف تفاعل مع الحدث الإعلامي وجها لوجه. كان هذا باختصار عن خصائص الإعلام الجديد وأنماطه، ورغم أن خصائصه التي ذكرها الإعلاميون في دراساتهم قد تكون أكثر مما أشرنا إليه في هذه الدراسة، إلا أن هناك تباين في تحديد تلك الخاصية لدى الإعلاميين، ومهما يكن من أمر فإننا حاولنا تناول أو سرد تلك الخصائص بصورة مبسطة، ودمج بعضها على بعض نطراً للعلاقة وارتباط بينها، حتى نشير إلى مضمون واحد. والجدير بالذكر أننا لم نتطرق إلى إيجابيات وسلبيات خصائص الإعلام الجديد في الموضوع، وإنما فضّلنا بل ورأينا مناسباً أن نتناولها ونتطرق لها أثناء تناولنا لظواهر الإعلام الجديد بين الإيجابية والسلبية خوفا من أن يكون الموضوع مكرراً أو حشواً إن صح التعبير ، طالما أن موضوع الظواهر يعطينا حيزاً كافياً لتناول تلك الجوانب الإيجابية والسلبية. الهوامش والإحالات [i] أحمد محمد يوسف، الإعلام الجديد مفهومه ومميزاته، مجلة الوفاق، العدد ٥٤، ٢٠٠٩م، ص ٢٩. عبد الرحمن علي أسماعيل، الإعلام الجديد المفهوم والخصائص، مجلة الوطن، العدد ١٢١، ٢٠١١م، ص ٤٤. عبد الله عبد الرَحمن محمود، ثنائية الإعلام والتغيير، الشاهد، مركز الشاهد للدراسات الإعلامية، ٢٠١٥م، ص ٣. سالم عبد القادر عيسى، الإعلام الجديد ..المفهوم والخصائص والأهمية، الأحداث، العدد ٦٣، ٢٠١٠م، ص ٣١. [v] محمد عباس المكي، مميزات الإعلام الجديد بين الإيجابية والسلبية، مجلة المعرفة، العدد١٢٩، ٢٠١٢م، ص ٥٢. الإعلام الجديد المفهوم والوسائل، ص ٢١. عبدالله أساي، الإعلام الجديد في عصر المعلومات، مجلة المعارف العلمية، العدد ٤٣، ٢٠١٢م ص ٥٥.
كثر في الآونة الأخيرة نقاشات حول مفهوم "الخروج المألوف"، وذلك في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، والنقاش الهادف في عمومه يثري العقل الصومالي وينميه، وهو أمر جيّد، وإذا كانت مخاطبة الرأي العام وتأثيره من الأهمية بمكان فلا بدّ من الإدلاء بالدَّلو في تأصيله، حتى لا نقع في مستنقع الخلافات والكراهية، وبين أمواج الأفكار المتلاطمة التي لا هدف سامية لها. في الأصل أن الإنسان يسعى إلى التجديد والإبداع، ويرفض التقليد والتبعية الأعمى، فالله سبحانه عندما أراد خلق آدم أعلم ملائكته بأنه سيخلق مخلوقا جديدا يجعله في الأرض خليفة، فاستغربت الملائكة لهذا الخروج عن المألوف، وقالت للرب عز وجل أتجعل فيها من يفسد في الأرض ويسفك الدماء، قال الرب إني أعلم ما لا تعلمون، وعلم آدم الأسماء كلها، وجعله مخلوقا مبدعا. وهكذا الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه أتَوْا للتجديد وكسر التبعية بالباطل، بدءًا من نبي الله نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى وعيسى وانتهاء بآخر الأنبياء وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم، فالقرآن أيَّـد هذا الفكر {وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}، يعني هل يتبعونهم؟!. في الأصل أن الإنسان يبحث عن الحقائق بالأدلة العقلية والنقلية والحجج ويدعمها، وهذا ما يدعو إليه القرآن الكريم {قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنّا أو إياكم لعلى هُدًى أو في ضلال مبين}، {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة}، {أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين * أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأيّ حديث بعده يؤمنون}، والقرآن مليء بهذا النقاش التجديدي، فنِعْم هو المصدر، ونعم الهادي. هؤلاء التجديدون خرجوا عن مألوف تلك العادات المتوارثة، ودعوا الناس إلى تجديد المفهوم، لكن باحترام العقول، احترام المجتمع، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو أكبر مجدِّد على وجه الأرض، وخارج عن المألوف، ومصحح للمفاهيم والتقاليد، لم يدعُ إلى السبّ والشتم، لم يدع إلى الاستفزاز، بل كان يتبع قواعد كتاب ربه {ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبُّوا الله عدوا بغير علم كذلك زيّنّا لكل أمة عملهم}، {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}. نعم .. نحتاج إلى التجديد في الفهم، نحتاج إلى النقد لموروثنا، نحتاج إلى البحث والاستقصاء، نحتاج أن نخرج عن كثير من المألوفات في عاداتنا، لكن بالطرق العلمية لا بالخطب النارية، هناك كثير مما ينبغي تركه، في كل أسبوع نكتب في صحفاتنا ظواهر سلبية ينبغي تركها في مجتمعنا المسكين المغلوب على أمره!، هناك قصور كبير في السياسة، فساد في الحكم، خلل في الإدارة، تراكمات كثيرة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، لكن ماذا؟! بالاحترام والتقدير، بالرفق والحكمة، أنت تخاطب شعوبا، وقبائل، تخاطب براميل بارود، حتما ستكون مصنَّفا، منبوذًا، ستكون قبليًّا مناطقيا. عندنا هناك خارجون عن المألف (صحيح) ولكنهم منبوذون،!! برز هناك في الولايات المتحدة يلعن قبائل بعينها في تسجيلات ويصرخ!، ويتكلم عن أشخاص بالشتم والسبّ، له جماهير، لكنه منبوذ!!، في أوروبا هناك صومالي منبوذ، خرج عن المألوف، يتكلّم على الهواء في الإنترنت، لا يبقى ولا يذر، شركة، حكومة، شيخ، تاجر، سياسي، يحرّض القبائل على بعضها من غير استحياء، يهاجم الناس بغير حق!. هناك امرأة كبيرة تتكلم عن الجنس وغرائب أخرى في الإنترنت على الهواء، هي في نظر المعجبين بها خارجة عن المألوف وناشطة ومربية بل ومجدّدة، لكنها منبوذة وتافهة في مضمون كلامها!، تصرخ وتصرخ وتلقى إعجابات، هذا هو كل شيء.!! في الإقليم الصومالي بإثيوبيا خرج هذا الشيخ الصومالي يلعن معاوية ابن أبي سفيان رضوان ربي عليه على الملأ، ويعتبر ذلك دينا وتقرّبا إلى الله وشجاعة وخروجا عن المألوف!!، نعم خرج عن المألوف، لكن بماذا؟!،، أنا كشخص (أنور) إذا أنا كتبت عن موضوع اختلاف الصحابة وبداية الفتن في بحث علمي، حتما سأتوصل إلى نتيجة علمية مفادها أن معاوية أخطأ خطأ كبيرًا بكذا كذا، لأجل هذا ولهذا، من دون تجريح وشتم ولعن، وباحترام الصحابة كلهم رضي الله عنهم. هناك شخص يسجل تسجيلات عن الإمام أحمد بن حنيل وأصحابه، وأن أصل التشدد والتطرف بدأ منه، طيّب، هذا خروج عن المألوف، لكن بدلا من هذا التحريض على الملأ كان يكفيك قول الإمام مالك (كلّ منّا راد ومرود إلا صاحب هذا القبر)، كلنا نعلم أن كل إمام من السلف عنده خطأ،، ولكن هل يقبل منك المجتمع والعامة أن أصل مشكلة التطرف والغلوّ من إمام أهل السنة وأحد الأئمة الأربعة؟!، وهل هذا الكلام كلام علمي ونتيجة علمية؟!. إن مجتمعنا الصومالي مرّ بأزمات متراكمة، وهو مقبل على تلك الهالات من الجدال العقيم، وإذا لم نقم نحن المثقفون بالدور الإيجابي، الذي يلملم المجتمع ويرشده، فإننا حتمًا سنزيد الطين بلّة، والأمر سوءًا، ونعمّق من جراحاتنا، وأمراض قلوبنا وما أكثرها! فلماذا نساهم في التفريق والانقسام، ولماذا لا نميز بين نقد المألوف، وتصحيح الخطأ، والحفاظ على الاحترام ومراعاة الحساسية!. نعَمْ، الإنسان بطبعة لا يقبل النقد، ويسعى أن يصنّفك ويجعلك مُعديًا مهما ظهرتَ وسطا ومحايدا، هذا مألوف، ولكن لتكن رسالتك رسالة عامة ومفيدة، النقَّاد لا بد وأن يتصف بصفات حميدة، تجعله ملائما مع بيئته، ومتفاهما معهم، وأن يبتعد عن السخرية والاستهزاء واستفزاز المشاعر وغير ذلك، فالناقد الساخر لن يجد القبول التام في المجتمع مهما كانت منزلته، إلا قبولا جانبيا بمعجبيه، وغدا يسخطون عليه، وهذا النهج مغاير لنهج التجديد الذي تحدثتُ عنه في وسط المقال.
قارن دي أو مع:
شارك صفحة دي أو على