خادم الحرمين الشريفين

خادم الحرمين الشريفين

قبة يوسف ويظهر النقش فيها ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بخادم الحرمين الشريفين؟
أعلى المصادر التى تكتب عن خادم الحرمين الشريفين
أحمد علي يكتب في كلمة صدق " أكاذيب الإعلام السعودي .. سـلـمــان الــدوســري نـمــوذجـــــاً " قطر بكل مكوناتها مع أميرها الآمر .. وليس «الشيخ المأمور» أصغر طفل قطري يعلم أن «تميم المجد» صمام الأمن والأمان .. .. وهو الضمان لاستقلالية القرار القطري ستبقى قطر الدولة المستقلة .. وليست " الدويلة الدمية " التي تدار من الرياض . للوهلة الأولى، يبدو أن هناك خيوطاً جامعة بين سلمان الدوسري، رئيس تحرير صحيفة «الشــــرق الأوسط» السابق، الذي خرج مطــــــروداً من منصـــبه فــي شــــهر نوفمــــبر الماضــــي، ونقيـــــــضه غانم الدوســــري، صــــاحب التعليـــــقات اللاذعة، في وسائل التواصل الاجتماعي، خلال برنامجه المسمى «فضفضة»، أولها أنهما «دوسريان»، باعتبارهما ينتميان إلى الدواسر، وثانيهما أنهما سعوديان. لكن الحقيقة أن هناك حدوداً مانعة تفصل بينهما، حــيث الأول محسوب على «الشعب السعودي»، بينما الثاني منسوب إلى «الشعب المُسَعود»! .. وفي الوقـــــــت الـــذي يمـــارس فــيه «ســـلمان» دوره كأحد الأبواق الإعلامية النافذة، المدافعة عن سياسات «المملكة» الناشزة، يقف «غانم» على الطرف الآخر، حيث يعتـــبر مـــن أكثر الناشطين المعارضين، الذين يهاجمون مواقف «المهلكة»، ولعلكم تتفقون معي في ذلك، أليس كذلك؟ .. وبعيداً عن «فضفضة» غانم الدوســــــــري، التي يمتد فـــضاؤها «فوق هام السحب»، اسمحوا لي أن «أفضفض» ما ينبغي «فضفضته» عــــــن سلمان الدوســـــــري، الذي مـــــارس هوايته فـــي التضليل، وســـار في مواكب التطبيل، فكتب مقالاً قبل أيام بعنوان «عبدالله آل ثاني .. الحل من قطر». لقد زعم الكاتب السعودي أن نجاح الوساطة المزعومة المنسوبة لصاحــــبهــــا «الشــــيخ القــــــطـــــــــري» فــــي موضـــــوع الحــــجــــــاج «هزّت أركان الدولة القطرية، وأثارت قلق النظام، وزادت حجم الضغوط السياسية»، زاعماً أن «الدوحة لا تعلم أين سيكون اتجاه الرياح في مقبل الأيام ضدها». .. ولعل التطور الأكثر تحريضاً في الأزمة الخليجية، هو ما تروّجه وسائل الإعلام السعودية، ومن بينها صحـــيفة «الـــــشرق الأوسط» أن «الشيخ القطري» ينوي إعلان حكومة، انطلاقاً من الرياض! .. وما من شك في أن الإقدام على هذه الخطوة التآمرية سيعيد إلى الأذهان الحكومة العميلة التي شكّلها صدام حسين في الكويت، لتشريع غزوه لها، وكانت مجرد حكومة شكلية تابعة للعراق، وكان مصير رئيسها «علاء حسين الخفاجــــي» الحكــــم عليــــه بالإعـــدام، بتهمة الخيانة العظمى، ثم خفف إلى السجن المؤبد، ليقضي بقية حياته خلف القضبان. .. وأعود إلى ما كتــــبه الكاذب السعودي سلمان الدوسري، الذي يقول «إن الدبلوماسية القطرية أخذت على حين غرة، من دخول ما سماها قوى سياسية جديدة على خط أزمة بلادها، بعد استقبال الرياض للشيخ عبدالله آل ثاني، وهذا يفتح باب المفاجآت مستقبلاً على مصراعيه داخل البيت القطري» ... إلخ هذه الخزعبلات! .. ولا عجب من كاتب كاذب، له سوابق عديدة في ترويج الأكاذيب، وتدليس الحقائق، أن يكون موقفه من الأزمــــة الخليـــــجية بـــــهذه الطريقـــــة التحريضـية، فليــــس جـــديـــداً على ســـلمـــان الدوسري أن يكتب بالكذب عن قطر، حيث ســــبق له عنــــدما كان رئيساً لتحرير «الشرق الأوسط» ممارسة التضليل الصحفي، والتلفيق الإعلامي، مما تسبب في خروجه مطروداً من منصبه، بعد تمريره تقريراً ملفقاً، أثار ضجة لا مثيل لها في العراق، منذ قيام التتار بغزو بغداد! لقد نسبت صحيفة «الشرق الأوسط» في شهر نوفمبر الماضي، عندما كان الدوسري يتولى رئاسة تحريرها إلى المتحدث باسم منظمة «الصحة العالمية»، تصريحاً حول «حدوث عشرات حالات الحمل غير الشرعي في الجنوب العراقي»! .. ونقلـــــــت الصحيفـــة الســـعوديـــــة عــــــن ذلك المــــسؤول قـــــولــــــه «إن المناسبات الدينية التي تقام جنوب العراق تشهد اختلاطاً غير منتظم بالوفود القادمة من الخارج، خصوصاً من إيران المجاورة، يصعب على القوات الأمنية السيطرة عليها، بسبب كثرة أعداد المشاركين، مما تسبب في حدوث حالات حمل غير شرعي لأكثر من ١٦٩ امرأة عراقية»! .. وانتشر الخبر الكاذب كانتشار النار في الهشيم، وخصوصاً بعدما سارعت المنظمة الدولية إلى نفي التقرير الملفق، المنسوب على لسان متحدثها الرسمي «غريغوري هارتل»، وأدانت بأشد عبارات الإدانة إقحام اسمها في تلك الإهانة الموجهة إلى العراقيات، والتي لا تمت لمبادئها بصلة، وهددت بمقاضاة الناشرين. .. وعلى وقع الضجـــــة الـــــتي أثـــــارها التقـــــرير الملــــــفق، طــــــالبت الأوساط البرلمانيــــة والسياسيـــــة العراقيـــة حكومة بلادها بمقاضاة الصحيفة الســـــعودية، وإغــــــلاق مكاتبــــها في الـــــعراق، كما طالب حيدر العبادي رئيس الحكومة بضرورة تقديم اعتذار عن التقرير الكاذب الذي كان مسيئاً للعراقيات. .. ولكل هذه السوابق الغارقة في السواد، في سجل سلمان الدوسري، الذي يعد واحداً من أكثر الصحفيين السعوديـــين هجــــوماً على قــــطر، لن أرد عليه بقلمي، بشأن ما كتبه بعـــنوان «عبدالله آل ثاني .. الحل من قطر»، ولكن سأترك الرد ينساب بقلم كاتب سعودي آخر، كتب مستنكراً فضيحة تلفيق التقرير المسيء ضد العراقيات. .. ويعكس المقال الذي كتبه جاسر دخيل الجاسر المدير العام لقناة الإخبارية السعودية، المنشور في السطور التالية صورة ثلاثية الأبعاد عن واقع الإعلام السعودي، والاستراتيجيات الإعلامية التي تتبناها المملكة في خلافاتها السياسية، وكيفية إدارة مؤسساتها الصحفية، سواء قبل الأزمة الخليجية أو خلالها. .. ولهذا حرصت على نشره، لأنه يكشف كيف تدار الحملات الإعلامية في «مملكة الأكاذيب» ضد من لا يتفقون مع السعودية في سياساتها، وهذا نص المقال, الذي نشر بعنوان «ليستقل الدوسري وتعاقب الشرق الأوسط» المنشـــــــــور يـــــــوم ٢١ نوفمبــــــر المـــــاضي، أي قبل ٣ أيــــام مـــــن إقالة خامس رؤساء التحرير الصحيفة السعودية «ما فعلته صحيفة الشرق الأوسط كان محرجاً جداً لنا، كذبت علناً بكل وقاحة، وظن صاحب القلم أن كذبته ستمر، وسيصدق الناس قوله. .. وعيب ما فعلته يا رئيس تحرير الشرق الأوسط سلمان بن يوسف الدوسري، أنت قبل أن تسيء إلى العراق، اقترفت عيباً بحق المملكة، وبحق خادم الحرمين الشريفين، وقيادة المملكة عموماً، التي تمول الصحيفة، وتدفع راتبك من مال الشعب السعودي. لقد أحرجتنا وأظهرتنا كاذبين أمام كل العالم، لا، بل جعلتنا نقف خجلين من أنفسنا، وكأننا نرمي محصنة بالزنا، دون دليل شرعي، فيرتد الأمر علينا، وبدل أن يقام عليها حد الزنا، يصير لزاما أن يقام الحد على من يرمي المحصنة بالكذب. وأنا لا أطالب بإقامة حد الرمي بالباطل عليك، لكن أقل ما يمكن أن تفعله قيادة المملكة، ووزارة الإعلام، هو أن تحاسب صحيفة الشرق الأوسط، بكامل مسؤوليها وعلى رأسهم الدوسري، لأنه لم يعد جديراً بها. فالإعلام والصحافة شهادة صدق، والدوسري لم يعد أهلا لشهادة الصدق، حيث يصف القرآن أمثاله بالفاسقين. إن أقل ما يمكن أن تفعله قيادة السعودية اليوم هو معاقبة الدوسري، وفق القوانين التي تسري علينا في المملكة، ويتوجب على دبلوماسية المملكة الاستجابة لطلب دولة العراق، وتقديم الاعتذار إلى الشعب العراقي الذي أسأنا إليه. ولا ضير من قيام وزير الخارجية عادل الجبير بالاعتذار من العراقيين، وهذا الأمر ربما يعيد إلينا بعض الماء إلى وجوهنا، ويرفع عنا كدولة مسؤولية الموافقة على نشر هذه الأكاذيب». هذا الاعتراف مكتوب بقلم كاتب سعودي معروف وليس بقلمي، أنشره رداً على الأكاذيب التي تلفقها وسائل الإعلام السعودية ضد قطر حالياً، وأريد القول إن أصغر طفل قطري يدرك حقيقة القصة الملفقة التي روجتها صحف المملكة، عن وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني المزعومة. .. وكل طفل في قطر يـــدرك أن الـــــسعودية وتوابعـــــها في دول الحصار فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها، رغم كل وسائل الضغط التي استخدمتها ضد الدوحة، ولهذا لجأت إلى حيلة عبر استدراج أحد أبناء العائلة الحاكمة القطرية لتمرير مخططاتها، بعـــدما تم إعــــداد تمثيلية الوســـــاطة بحبــــكة سيـــاسية ســــاذجة، تحمل في طياتها مضامين تآمرية رديئة. .. وكل طفل من أطفال قطر يعلم أن قصة استدراج الشيخ القطري تمثل قمة الغدر والخداع والتآمر على قطر، وتشكل تجاوزاً ما بعده تجاوز لكل الخطوط الحمراء المتعارف عليها في العلاقات بين الأشقاء. .. وما من شك فـــي أن كل طفل قطري يرفـــــض أن يكــــون مســــــتقبل بلاده رهيــــنة في أيدي الســــعودية وتوابعــــها، ويـــــدرك أن أي شخصية قطرية تتواطأ ضد وطنها ستصبح مكروهة وتضحى منبوذة وتصير ملعونة في أوساط القطريــــين إلى يــــوم الدين، مهـــما علا شأنها، ومهما بلغت مكانتها، ومهما كان حسبها، وأيا كان نسبها. .. ويعلم أصغر طفل من أطفال قطر أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ــ حفظه الله ونصره على كافة الأعداء ــ هو صمـــام الأمــــن والأمــــان لدولتـــنا قطر، وهــو الضمان لاستقلالية القرار القطري، وهو الضامن لحرية المواطن القطري، بعيداً عن الانجرار والانجراف أو الانحراف بالمسار الوطني إلى طريق التبعية. .. ولــــــن يقـــبــــل أي مواطــــــن قطـــــري باستنـــــــساخ تجـــربـــــة «عبدربه منصور هـــادي» فــــي قــــطر، ذلك «الرئيــــس الدمـــية» الــــذي استقـــــــــوى على أبــــناء شــــعبه بالســـعوديــــة، فاســـــتغلته، لتبرير عدوانها على اليمنيين، فأصبح يتلقى الأوامر التي تملى عليه من الرياض، لينفذها بحذافيرها دون تفكير، بل حتى التفكير لم يعد مسموحاً له به! .. وكل طفل من أطفال قطر يعرف ملابسات وجود الشيخ القطري، الذي تم احتجازه في السعودية، وإجباره على الظهور في المظهر الذي ظهر عليه. .. وكل طفل قطري يعلم أن الشيخ تلقى اتصالاً يفيد بوجود إشكاليات تتعلق بأملاكه في حائل، تستدعي ضرورة حضوره شخصياً لتسويتها، وبطيبته المعروفة، وشخصيته المتسامحة المعهودة، تعامل مع الاتصال بحسن نية، وتوجه إلى السعودية، وفور وصوله تم احتجازه، وقطعت الاتصالات معه. لقد تم استدراج الشيخ القطري لإحداث انقسام داخل مجتمعنا المتماسك، بهدف إعادة هيكلة العلاقات القطرية ــ السعودية، بما يتماشى مع توجهات الرياض، التي تسعى لإخضاع الدوحة، لتدور في فلك التبعية السياسية للملكة. .. ويعكس الاحتفاء السياسي والاحتفال الإعلامي السعودي بالشيخ القطري النوايا السعودية الخسيسة، والأهداف التآمرية الخبيثة، التي تحـــــاول المملكـــــة تحقيقـــها، عــــــبر محاولتــــها الشيطانية إلغاء الدولة القطرية المســـــتقلة، وإنـــشاء «دويلــــة» تابعــــة لهـــــا تؤتمر بأوامرها، وتنتهي بنواهيها، كأنها دمية يتم تحريكها من الرياض، مثلما يحركون «دميتهم» عبدربه منصور هادي! .. ويبدو واضحاً أن وسائل الإعلام السعودية تحاول من خلال إظهار الشيخ القطري، المحتجز في المشهد السياسي، ولا أقول عبره ظهوره الإرادي، إحياء أحداث تاريخية أصبحت جزءاً من تاريخ قطر، وماضيها الذي مضى. .. وما من شك في أن استحضار تواريخ الأسر الحاكمة في المنطقة، يفتح ملفات كثيرة تم تسويتها، ولا داعي لنبشها، لأن حقائقها ستوجع «النابشين» قبل غيرهم. .. وما دام «إخوان نورة» يريدون نبش وقائع التاريخ وأحداثه، والتوقف عند تقلباته ولا أقول انقلاباته، ليس في مصلحتهم فتح ملف «الانقلاب الملكي»، الذي أدى إلى عزل الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود عن الحكم، وهو الملك الثاني في سلسلة ملوك السعودية، على يد شقيقه «الأمير فيصل» في الثاني من نوفمبر عام ١٩٦٤. لقـــــــد تمـــت خطـــوات الانقلاب عــــلى «الملك سعود» من خلال تجريده من صلاحياته الملكية، بحيث يكون ملكاً بلا سلطة، على أن يقوم أخوه «الأمير فيصل» في ذلك الحين، بتصريف شؤون المملكة الداخلية والخارجية، سواء بوجوده في البلاد أو غيابه عنها. .. وعلى إثر ذلك شهدت المملكة صراعاً حاداً على السلطة بين الشقيقين بدأ عام ١٩٥٨، حسمه «الفيصل» لصالحه، وقام بخلع أخيه «الملك سعود» عن الحكم رسمياً، لكن الملك المخلوع لم يستسلم، وظل يطالب بحكمه بصفته «الملك الشرعي»، حتى بعد انتقاله إلى القاهرة كلاجئ سياسي، رغــــــــم أنـــــه كــــان قـــد أرســـل في الثــــالث من يــــناير عـــام ١٩٦٥ كتاب مبايعة للملك فيصـــل، وظهر ذلك جــــليا خــــلال الزيارة التي قــــــــام بــــها الى صنــــعاء في ابــــــريل عام١٩٦٧، والقى خلالها خطابا ضد أخيه الملك فيصل،الذي قام بعزله، ندد فيه بمواقفه المناهضة للجمهوريين في اليمن، وسياساته العدائية ضد الجمهورية اليمنية. .. ومن يدري ربما تم تزييف أو تزوير الكتاب المنسوب للملك سعود، مثلما يقومون الآن بتزييف مواقف الشيخ القطري، الخاضع حالياً للإقامة الجبرية، ولا أحد يعرف مكان تواجده، حيث يقومون بنشر تغريدات منسوبة له، من المؤكد أنه آخر من يعلم بها، وربما لا يتاح له حتى قراءتها بعد إرسالها!. لقد نسبوا للشيخ المحتجز، في حساب «تويتري» تم تسجيله باسمه، يدار بأصابع سعودية تحركها لجانهم الإلكترونية، لجوءه إلى «إخوان نورة»، وهذه مقولة لها دلالاتها في التراث الشعبي السعودي، نسبة إلى الأميرة نــورة بنــــــت عبدالرحـــــمن آل ســـعـود، شـــــقيـــقـــة «الملك المؤسس»، التي كانت تشجع شقيقها على خوض معاركه ضده الآخرين! لكن ينبغي أن يعلم من يحرض على انتهاك سيادة قطر، أن أهلها «إخوان شما»، نسبة إلى الشمم، وهو المكان المرتفع، تعبيراًعن شهامتهم واستناداً إلى عزتهم، وحرصهم على صعود قمم المجد والسؤدد. .. وهذه صفات القطريين جميعاً، الذين يتصفون بكرامتهم الغالية، وعزيمتهم الصلبة العالية التي لا يمكن لأحد كسرها، أو الوصول إليها. .. ولن يتلكأ قطري واحد في الدفاع عن سيادة بلاده، ووجودها وحضورها وحقوقها وثوابتها وأهدافها ومكتسباتها، وسندافع جميــــــعاً عـــن الســــيادة القطــــريــــة، والدبلــــوماسية القطرية، والتجربة القطرية، بكل نجاحـــــاتها، ولــن نسمح لكائن من يكون أن يقمع حريتنا، ويسعى لإلحاق الدوحة بالرياض، أو يحاول سعودة قطر. .. ووفقاً للمنطق الانقلابي السعودي، الذي يروجونه ضد قطر في وسائل إعلامهم، فإن أبناء وأحفاد «الملك سعود» هــــم أصحاب «الحق الشرعي» في حكم «المملكة»، باعتبارهم من ذرية أول أبناء «الملك المؤسس»، الذي تولى الحكم بعد وفاة والده عام ١٩٥٣، لمدة ١١ عاماً وتم عزله عام ١٩٦٤. .. وفي إطار حديثهم عن التقلبات والمتغيرات التي شهدتها قطر عبر تاريخها السياسي، لإثارة الفتنة داخل الأسرة الواحدة، لا بد من التوقف أيضاً عند الانقلابات الدامية التي شهدتها إمارة أبوظبي، مطلع القرن الماضي، حيث تنقل الحكم بين أبناء «زايد الكبير» بأسلوب دموي، ولم تكن طبيعة الانتقال السلمي للسلطة واردة بينهم على الإطلاق، بعدما تكرر ذلك مراراً في تاريخ العائلة الحاكمة! لقد تصارع على الحكم أبناء زايد بن خليفة آل نهيان، الذي حكم خلال الفترة من (١٨٥٥ ١٩٠٩)، وهـــــو جد المغــــــفور له الشــــيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، طيب الله ثراه. .. وبعد رحيل «زايد الكبير» انزلقت الإمارة في تصفيات جسدية بين أبنائه الإخوة المتصارعين على السلطة، وهم طحنون وحمدان وسلطان وصقر. لقد تولى حمدان بن زايد الكبير الحكم سنوات معدودات، ليتم اغتياله على يد أخيه سلطان بن زايد عام ١٩٢٢، الذي تولى الحكم لمدة ٤ سنوات فقط، انتهت بأن شرب من نفس الكأس المعتادة بين آل نهيان، حيث اغتيل عــــلى يد أخيــه صــــقر عام ١٩٢٦، فتولى الحاكم القاتل حكم الإمارة لمدة عامين فقط، وكالعادة تم اغتـــياله وهو في الحادية والأربعين من عــــمره، في إطــــار سلسلة الاغتيالات السوداء بين الأخوة والأشقاء! .. والمتابع لفترات حكم هؤلاء «الإخوة الأعداء» يعلم جيداً أن الانقلابات الدموية بلغت مبلغاً فالتاً، ولا أقول ملفتاً فحسب، حيث لم يتوقف سيل الدماء بينهم حتى عام ١٩٢٨، عندما تم اغتيال صقر، الذي سبق له قتل شقيقه سلطان، والد الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات، وتــــــــم تسلـــيم السلطــــة في شـــهر يناير من ذلك العام إلى شخبوط بن سلطان آل نهيان، فأصبح الحاكم الحــــادي عشر للإمارة، بعدما كان منفياً هو وإخوته في الشارقة، ويقال إنه تم تهـــــريبه إليـــــها بسبب إهدار دمه! .. واستمر هذا الشيخ حاكـــماً لإمارة أبوظبي لمدة ثمانية وثلاثين عامــــاً، حتى الســـادس من أغــسطــــس عام ١٩٦٦، تاريخ خلعه من الحكم، على يد شقيقه الشيخ زايد، بانــــقلاب أبـــيض تم بدعم بريطاني، وبعدها نفي إلى بيروت، ثم انتقل إلى لندن، قبل أن يسمح له بالعودة، ليقضي بقية حياته قيد الإقامة الجبرية في مدينة العين، حتى وفاته عام ١٩٨٩. لقد كان السبب في عزل هذا الحاكم المخلوع رفضه منح امتيازات في أبوظبي للشركات البريطانية، رغم أن عهده شهد تصدير أول شحنة من النفط عام ١٩٦٢، وكان يعرف عن شخبوط الذي عزله الشيخ زايد عداؤه الشديد للإنجليز، ورفضه التعامل معهم. .. وهكــــــذا يتــــضح أن من يحاولون إحياء وقائع التاريخ، وتوظيفها لخدمة أغراضهم السياسية ضد قطر، من خلال استحضار تقلباتها واسترجاع متغيراتها للإساءة إلى قيادتنا وحكومتنا، إنما يمارسون لعبة خطيرة، تشبه قيام أحد «البزران» بقذف الحجارة على الجيران، رغم أنهم جميعاً يقيمون في بيت واحد، مصنوع من زجاج! .. ولعكم تتفقون معي أن من يقيم في بيت زجاجي ينبغي ألا يقذف الناس بالحجارة، أليس كذلك؟! .. وأود التوضيح أخيرا أن هذه العبارة أكتبها بطريقتي الخاصة، وليس كما ينطقها الناشط المعارض «المُسَعود» غانم الدوسري, في برنامج «فضفضة»، أليس كذلك؟! احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق «مكرمة الحج» ..أهــدافــهــا ســيــاســيــة .. أغــراضـهـــا دعـــائــيــــة ..................................................................................... السعودية وظفت ملف الحجاج القطريين لتحقيق أجندتها التآمرية ضد قطر ....................................................................................... لو كانت الرياض تحترم خيار الوساطة لتجاوبت مع «الوساطة الكويتية» المدعومة دوليا ............................................................................................. يتوافد المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها إلى «بيت الله الحرام» لأداء مناسك الحج، مجردين من كل انتماء، إلا انتماءهم الوثيق لدينهم الإسلام. .. ويتجهون إلى خالقهم، من كل فج عميق، ملبين النداء الإلهي «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك». يقولونها بقلوب صافية تنشد السلام، ونفوس صادقة تهفو إلى الوئام. .. وفي ذروة الخصام المفتعل بين الدوحة والرياض، أعلنت السعودية عن «مكرمتها الملكية»، المتمثلة في السماح للحجاج القطريين بأداء مناسك الشعيرة العظيمة، لكنها ربطت قرارها بوساطة مزعومة، نسبتها إلى أحد شيوخ آل ثاني الكرام، الذي حل في الديار السعودية، لحل بعض الأمور الخاصة المتعلقة بممتلكاته في «حائل»، لكن «المملكة» نفخت في زيارته الشخصية، عبر أبواقها، الكثير من الكلام! .. ما من شك في أن السعودية، من خلال ترويجها لخبر «الوساطة الملغومة»، تدين نفسها بنفسها، لأنها لو كانت تحترم خيار الوساطة لحل أزمتها المفتعلة مع قطر لتجاوبت هي وتوابعها مع «الوساطة الكويتية»، التي يقودها «حكيم الخليج» وشيخها الجليل، سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة.. .. هذه الوساطة التي انطلقت من «وطن النهار»، منذ الساعات الأولى لاندلاع شرارة الأزمة الخليجية، مدعومة إقليميا ودوليا وأمميا، حيث يدعو لها المجتمع الدولي بكل مكوناته، باستثناء دول «التحالف الرباعي»! .. والمؤسف أن السعودية استخدمت شعيرة الحج لخدمة أهدافها السياسية، وترويج أغراضها الدعائية، ووظفت ملف الحجاج القطريين لتحقيق أجندتها التآمرية ضد قطر، وضد نظامنا السياسي، عبر محاولتها شق صفوف جبهتنا الداخلية، الملتفة حول «قائد الوطن»، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ونصره على كافة الأعداء. .. ولو كانت الرياض صادقة في نواياها لحل معضلة الحجاج القطريين لتعاملت بشكل مباشر مع حكومتنا، عبر مؤسساتها الرسمية ووزاراتها المعنية المختصة بشؤون الحج. .. ومن الواضح أن السعودية تحاول استغلال التجمع السنوي الأكبر للمسلمين لتحقيق مكاسب سياسية مكشوفة، عجزت عن تحقيقها منذ افتعال أزمتها المفتعلة مع الدوحة. .. وكان ينبغي على «المملكة» إبعاد الحج عن كل ما يخالف غاياته السامية، وتوجهاته السماوية، وعدم استغلاله سياسيا كورقة ضاغطة أو رابحة ضد قطر. لقد استخدمت الرياض الحج لتصفية حساباتها السياسية مع الدوحة، وحاولت استغلال العواطف الدينية الجياشة لدى القطريين تجاه «بيت الله الحرام» لتحقيق مشاريعها السياسية المكشوفة، التي تستهدف، فيما تستهدفه، إحداث انشقاق وانقسام في صفوف المجتمع القطري. .. وما من شك في أن الادعاء بمنح القطريين «مكرمة ملكية» بناء على «وساطة» أحد شيوخ آل ثاني الكرام، دون التواصل الرسمي مع الحكومة القطرية، ودون الاتصال المباشر مع قيادتنا الرشيدة، يمثل استهدافا ما بعده استهداف لجبهتنا الداخلية، بهدف شق صفوفها المتراصة المترابطة، الملتفة حول «قائد الوطن تميم المجد». كما أنها تشكل استخفافا ما بعده استخفاف بقيم وثوابت الشعب القطري، الملتزم بدستوره الوطني، الذي ينص في مادته الثامنة على أن حكم دولتنا «وراثي»، يتسلسل في ذرية الشيخ حمد بن خليفة بن حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني حفظه الله. .. والملاحظ أن التعاطي السعودي مع ملف حجاج قطر اتسم بمزاجية واضحة وانتقائية فاضحة، حيث اقتصر ما يوصف بأنه «مكرمة ملكية» على الحجاج القطريين دون غيرهم من المقيمين، في موقف يعكس التمييز العنصري والسياسي ضد المسلمين المقيمين في قطر، الراغبين في أداء الشعيرة العظيمة. فهؤلاء تتوق أنفسهم أيضا للطواف حول «البيت العتيق»، والدعاء عند بابه، والبكاء على أعتابه، والصلاة في رحابه، حيث «الكعبة المشرفة»، قبلتنا التي ارتضاها الله لنا، التي نتوجه إليها في صلواتنا. .. ولا جدال أن الحاج القادم من قطر، أيا كانت جنسيته أو هويته، سواء كان قطريا أو «قطراويا»، لا يحتاج إلى وسيط محلي أو دولي لأداء فريضة الحج، كما أن تأدية مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام لا تتطلب الحصول على وساطة مسبقة، أو واسطة سابقة! .. ويكفينا أن قيادتنا الرشيدة حريصة كل الحرص على أن يؤدي حجاج قطر جميعا، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، الفريضة العظيمة التي تهفو إليها قلوبهم، دون أي عقبات أو منغصات أو مضايقات أو صعوبات. لقد جاء القرار السعودي بشأن الحجاج القطريين في إطار حملة دعائية مكثفة، لتجميل صورة «المملكة» سياسيا، وتحسين صورتها أمام الرأي العام الإسلامي والدولي، رغم أن الحج لا يمكن إخضاعه لأي مكاسب سياسية، باعتباره حقا أصيلا من حقوق كل مسلم، تلزمه الشريعة الإسلامية السمحاء لجميع المسلمين. .. وهو لا يدخل في إطار «الهدايا» أو «العطايا»، وعندما يتم في الرياض وغيرها من عواصم دول «التحالف الرباعي» توظيف أو توصيف قرار السماح للقطريين بأداء مناسك الحج بأنه «مكرمة ملكية» من «خادم الحرمين الشريفين»، فهذا يؤكد بالدليل القاطع والبرهان الساطع استغلال «المملكة» هذه الفريضة الإسلامية لخدمة أجندتها السياسية! فالحج ليس مكرمة من أحد. .. وهو ليس هدية من ملك أو أمير أو رئيس أو حاكم يتحكم بمصير شعبه، كما أنه ليس منحة يمنحها السياسي لغيره، أو يحرم منها غيره، لكنه فريضة واجبة يؤديها المسلم القادر بدنيا، المقتدر ماليا، دون منة من أي جهة، أو امتنان لأي إنسان. لقد تعاملت وسائل الإعلام السعودية مع قرار حكومتها بشأن الحجاج القطريين باعتباره «مكرمة ملكية»، وهذا الأمر يخالف الشرائع السماوية، لأن الحج ركن من أركان الإسلام، ولا يجوز توظيفه أو استخدامه، أو استغلاله لغير ما شرعه الله. .. وهو لا يندرج تحت بند عطايا أو هبات أو مكرمات من البشر، حيث فرضه الله تعالى على المسلمين جميعا، وجعله من أفضل عباداته، لاشتماله على كافة معاني العبادات الأخرى. .. ونحمد الله، أننا ننتمي إلى قطر، بلد العطاء والسخاء والكبرياء والوفاء والانتماء الأصيل المتصل بقائد الوطن، حيث أغنانا الله في دولتنا الغنية بعزة أنفسنا، وأكرمنا بماله، ومنحنا من ثرواته، وأعزنا بأميرنا الكريم تميم، ولا نحتاج إلى مكارم الآخرين، لأننا أكثر شعوب العالم خيرا، وأكثرهم عطاء، بعدما أغدقت علينا قيادتنا وحكومتنا الرشيدة من خيرات وطننا، فصرنا نغدق من خيراتنا على غيرنا. .. وكنا نتمنى أن تصل «المكرمة الملكية» إلى من يستحقها من المرابطين في «القدس»، الذين دافعوا عن «المسجد الأقصى»، وتصدوا للإجراءات الصهيونية التي استهدفت مسجدنا المبارك. فهؤلاء يستحقون أن تصلهم «مكارم خادم الحرمين الشريفين»، تقديرا لبسالتهم وتكاتفهم برجالهم ونسائهم وشيوخهم وأطفالهم، خاصة المقدسيين، الذين كانت وقفتهم، ولا تزال، تمثل نموذجا في الصمود والتصدي والتحدي، وعدم التنازل عن حقهم في الصلاة في مسجدهم الأقصى، مما ساهم في إفشال مخططات الاحتلال للسيطرة على المسجد المبارك، وتهويد الحرم القدسي الشريف. هؤلاء ينتظرون «مكرمة ملكية سعودية» تدعمهم ماديا ومعنويا، وسياسيا وسياديا وإنسانيا وإسلاميا، لدعم صمودهم في مواجهة الإرهاب الصهيوني، ومنع تكرار أي إجراءات استفزازية يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي، بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وعدم المساس بالوضع التاريخي القائم في المدينة المقدسة. .. وكنا نتمنى أن تصل «المكرمة الملكية» إلى أسر الشهداء في اليمن، ضحايا «عاصفة الحزم»، التي فشلت في تحقيق أهدافها، ولم تستطع إعادة الشرعية إلى صنعاء، وصارت عبئا على الداخل السعودي، وتحولت إلى «حرب استنزاف» لا طائل منها، ولا جدوى فيها ولا نهاية لها، بعدما عجز «التحالف العربي» عن حسمها، فأصبحت جرحا نازفا لا شفاء منه، ليس في الجسم اليمني فحسب، بل في خاصرة السعودية! .. وكنا نتمنى أن تمتد «المكرمة الملكية» لتصل إلى أهالي المرضى المصابين بوباء «الكوليرا» في اليمن، الذين أنهكتهم أوجاع المرض، وأرهقتهم ضغوط الحرب الخاسرة، التي لم تنتج إلا دمارا في بلد كان يشتهر بأنه سعيد رغم فقره! .. وفقا لتقرير المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ الذي قدمه امس في الجلسة التي عقدها «مجلس الأمن» لمناقشة الوضع في اليمن أكد «المبعوث الدولي» أن البلاد تعيش لحظات حرجة وصعبة، يدفع المدنيون الثمن الأكبر في الصراع المستمر فيها، فمن لم يمت بالحرب قد يموت من الجوع أو المرض مع تدهور الوضع الاقتصادي وتفاقم الحالة الإنسانية. .. وباختصار، يعصف الموت باليمنيين جوا وبرا وبحرا وكذا الأمراض والأوبئة التي شهدت معدلات غير مسبوقة، ومن لم يقتله داء الكوليرا، يعاني حتما من نتائج الكوليرا السياسية التي أصابت اليمن والتي ما زالت تعيق مساره نحو السلام. .. وكنا نتمنى أن تصل «المكرمة الملكية» إلى عجوز يمنية اسمها «حمامة»، تعيش في قريتها النائية التابعة لمحافظة «ذمار»، البعيدة عن العاصمة «صنعاء» حوالي ٢٥٠ كيلومترا، هذه السيدة التي نقلت وكالات الأنباء قصتها المأساوية، تمني نفسها كل عام بتأدية مناسك الحج، والطواف حول «بيت الله الحرام»، لكن تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية والاقتصادية في بلادها، وتعقد إجراءات سفرها، تحول دون تحقيق أمنيتها، قبل أن يتوفاها الله. .. وكنا نتمنى أن تشمل«المكرمة الملكية» الأطفال اليتامى في العراق، ضحايا عملية تحرير «الموصل» من تنظيم «داعش» الإرهابي، حتى تسعدهم وتخفف من أحزانهم، ومن وطأة فقدانهم آباءهم وأمهاتهم. فهؤلاء يحتاجون إلى «التفاتة ملكية» حانية تكفل رعايتهم، وتوفر الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية لهم، خاصة أن «التنظيم الداعشي» ولد من رحم تنظيم «القاعدة»، والجميع يعلم أين توجد قواعد ذلك التنظيم القاعد في عمق الجزيرة العربية!. .. وكنا نتمنى أن تمتد «المكرمة الملكية» إلى أهالي جزر الإمارات المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، الذين يعانون من عدم قيام «دولتهم الاتحادية» بتوفير خدمات عصرية لهم، وعدم توفيرها مراكز صحية ومرافق تعليمية ووحدات سكنية وخدمات أساسية تليق بهم، تساعدهم على مواجهة «التمدد الإيراني»، الذي يعتبر من أولويات الخطاب الإعلامي والسياسي لدول «التحالف الرباعي»! .. وكنا نتمنى أن تمتد «المكرمة الملكية» لتصل إلى المحتاجين في البحرين وما أكثرهم فهم الأحوج إلى «مكارم خادم الحرمين الشريفين»، على اعتبار أن ما يجمع بينهما «نظام ملكي» متين! .. وكنا نتمنى أن تتوسع «المكرمة الملكية» لتشمل أسر ضحايا «ميدان رابعة» في القاهرة، الذين قهرهم «جيش السيسي»، فلقوا حتفهم، في أكبر «عملية إرهابية» شهدتها الديار المصرية، في تاريخها المعاصر ولا أقول المعصور! .. وكنا نتمنى أيضا لو تم توظيف تكاليف «المكرمة الملكية» المزعومة بشأن الحجاج القطريين، لتوفير «احتياجات أبناء المملكة» الضرورية، الذين نرى كثيرين منهم يقفون في طوابير طويلة، من أجل الحصول على «زكاة» لا تصلهم! أخيرا.. نتمنى، وسنظل نتمنى، أن تمتد «المكرمة الملكية» لتصل إلى الداخل السعودي المضطرب ولا أقول الملتهب، هناك في المنطقة الشرقية، لترسم الابتسامة على وجوه أهلها المحتاجين، ولا أقول المحتجين،في تلك البلدات المنسية التي تعاني أوضاعا مأساوية! أحمد علي مديرعام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق أزمــــــــــــة الحــصــــــــــار بين دعوات الحوار .. وإشـكـاليـــــات السعار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سفير السعودية في واشنطن يتهم قطر بدعم «الإرهاب» .. وينسى دورها في تحرير « الخفجي» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزير الخارجية يعكس في أدائه الدبلوماسي المتزن تاريخا من الدبلوماسية القطرية المتزنة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الصعب ــ إن لم يكن من المستحيل ــ أن تكتب عن أزمة الحصار المفروض على قطر، دون أن تتوقف عند أداء سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، الذي أتاحت له الأزمة الفرصة لإظهار قدراته الدبلوماسية، وطاقاته السياسية، فكان واحداً من أبرز المكاسب التي حققتها قطر، رغم تأزم الأجواء الخليجية. لقد أظهر رئيس الدبلوماسية القطرية أنه ليس وزيراً عادياً، حيث تفوق على نظرائـــــه وزراء خارجـــية دول الحـــصار الأربعـــــة، وحاصرهم بأدائـــــه الدبلوماســــي المقنع، من خلال قدرته على إقناع المجتمع الدولي، بسلامة الموقف القطري. .. وبالأمس اجتمع مع المبعوثين الأميركيين إلى المنطقة، وهما الجنرال المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية «أنطوني زيني»، الذي أشرف على عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط، ورفيقه «تيموثي ليندركينغ»، نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، في إطار الجهــــود التي تبـــــذلهــــــا الإدارة الأميــــركية، لحل الأزمـــة بين الدوحـــــة والــــدول التي تحاصـــرها، بعيداً عن الشروط التي تنتهك السيادة القطرية. .. ومن يتابع الأسلوب الواقعي الذي يتبعه وزير الخارجية في إدارة الأزمة الخليجية يجد أنه يتبنى حوارا واعياً، داعياً لحلها بعيداً عن أنصاف الحلول. .. والحوار الذي أعنيه ليس حالة خاصة به، أو «دردشة» خالصة، أو جلسة «ســــوالــــف» خــــــصوصية، وإنــــما هــــــو «خيار استراتيجي»، تعكسه رغبة دولية لحل الأزمة. .. وهو مطلب دولي لا لبس فيه، ولا رجوع عنه، ولا مساومة عليه، ولا ينبغي لدول التحالف التهرب من استحقاقاته، أو التنصل عنها، أو التردد في أدائها، في إطار الوساطة الكويتية، التي تحظى باحترام الجميع. .. وهو اختيار واضح، وخيار صالح تم تجريبه في الكثير من القضايا الخلافية، والأزمات الدولية وأثبت نجاحه. .. وهو ليس كلمة ملازمة، بل دعوة دولية ملزمة، في سبيل حل الأزمة، مع ضرورة احترام السيادة الوطنية، التي لا يمكن لأحد النيل منها، أو المساس بها، أو انتقاصها، أو محاولة الانقضاض عليها. .. وعندما ترحب قطر بالحوار لحل الأزمة الخليجية، وتدعو له، وتطالب به، تحت سقــــف سيادتــــها الوطــــنية، فذلك لأن المنطقة المأزومة أشد ما تحتاجه في عالم اليوم هو لغة الحوار، أكثر من حاجتها إلى الحصار، الذي يفضي إلى الشجار، ويؤدي إلى السعار، والاستهتار بكل القيم الدبلوماسية. .. ودون إنكار هذا الواقع، فقد تعاملت الدبلوماسية القطرية مع وقائع الأزمة على قـــــاعدة الواقعـــــية الســـياسية، حــــيث التــــزم وزير الخارجية بتبني المواقف الجادة، وليس الحادة، معبراً عن ضرورة الالتزام بالسيادة القطرية. .. ومن خلال تحركه الفاعل على الساحة الدولية، لعب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني دور القلب النابض للدبلوماسية القطرية، حاملاً في شخصيته صدق القطريين، عاكساً في صدقه مصداقية الموقف القطري. .. وأينما حل سعادة وزير الخارجية، وحيثما ارتحل باحثاً عن حل للأزمة، فإنه يحل في ساحات الدبلوماسية الهادئة، ويطل في رحابها، ويظل محلقاً في فضائها، كاسراً طوق الحصار الجائر المفروض على قطر. .. والمتابع لنشاط سعادة الوزير خلال الأزمة، سواء من خلال تصريحاته أو مواقفه، لا يلحظ أي حالة من حالات التهور أو التوتر، ولا يرصد أي نوع من الارتباك أو الاشتباك، بل يلمس تميزه بالأعصاب الهادئة، والتزامه بمنظومة القيم الأخلاقية، والمبادئ الدبلوماسية، التي أرسى قــــواعــــدها حكام وأمراء قطر وشيوخها وقادتها الكبار، منذ تأسيس الدولة القطرية. .. ويعكس سعادة وزير الخارجية في أدائه الدبلوماسي تاريخاً طويلاً من الدبلوماسية القطرية المتوارثة، التي جسدها «المؤسس» الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في سياسته، حيث سعى جاهداً لتكون قطر كياناً سياسياً مستقلاً، معززاً وجودها وحدودها ووحدتها، منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد في الثامن عشر من ديسمبر عام ١٨٧٨. كما أظهرها نجله الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في صلابته، وترجمها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني في عدالته، وجسدها الشيخ أحمد بن علي آل ثــــاني في هــــدوئــــه، وعكسها الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في قوته، رحمهم الله جميعاً وطيب ثراهم. كما رسخها في جرأته واستقلاليته صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله. .. ومــــــارســــها حــــضــــرة صـــــاحــــب الســــمــــو الشــــيخ تميم بن حمـــد آل ثــاني، أميــــر البــــلاد المفـــــدى، فــــــي حيويته وديناميكيته وواقعيته. .. ورغم صخب الأزمة الدائرة وضجيجها، فقد حافظ سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، على أدائه الدبلوماسي الهادئ، متبنياً أسلوب الدبلوماسية الهادئة، وليس الصاخبة أو الغاضبة، فكان «صوت قطر» الناطق بلسانها، المعبر عن مواقفها، المدافع عن حقوقها، فنجح بامتياز في خدمة دولته بما يعلي شأنها، عبر تمسكه بسيادتها وكرامتها، وسعيه الدائم إلى استقلالية قرارها السياسي والسيادي. لقد حمل سعادة وزير الخارجية قضية وطنه إلى العالم، متحملاً في سبيلها هجوماً متواصلاً من الأبواق الإعلامية التي تمولها دول الحصار، ولن ينسى تاريخ الدبلوماسية القطرية لسعادته قيادته الهادئة لملف الأزمة الخليجية، وحسن إدارته لها، تنفيذاً لتوجيهات وتوجهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، فكان بارعاً في تنفيذ دوره الدبلوماسي بجميع الوجوه، على أكمل وجه. .. وفي إطار دوره كمنفذ بارع للسياسة الخارجية، وليس كمشرع لها، بحكم تنفيذه لتوجيهات «صاحب السمو»، فقد جسد سعـــادة الشيخ محمـــــــد بن عــــبدالرحمــن آل ثاني، خلال أيام الأزمة الخليــــجيـــة التي دخلـــــت شــــهرها الثالث، المسؤولية الوطنية بكــــل صورها، مــــــــن خـــلال شخصيـــــته التي تعكــــس طموح الشباب القطري، وحماسهم ونشاطهم وحيويتهم وفاعليتهم وتفاعلهم مع قضايا وطنهم. لقــــــد قــــدم ســـعــــادة وزيــــــر الخــــــــارجيــــــة نــــمـــــوذجاً نــــاجــــحـــــاً للـــدبــلومــــــاسي القـــــطــــــــري المحــــتــــرف، الــــذي لـــــــم ينــــــطق بكلمة خلال الأزمة إلا في موضعها، ولم يدل بتصريح إلا في مكانه، ولم يكتب «تغريدة» على حسابه «التويتري» إلا كان لها معناها ومغزاها، دون أن يسعى لتأزيم الأزمة المتأزمة كما يفعل غيره، فكان يعرف متى يتكلم، وكيف يتكلم، ولمن يتحدث، وعن ماذا يتحدث، ومتى يغرد وبماذا يغرد، دون أن يهدد أو يتوعد. .. ورغم أنه ليست كل الأسئلة يمكن أن يجد الدبلوماسي المحنك إجابات عنها، لكن كل سؤال طرح على سعادة وزير الخارجية خلال مؤتمراته الصحفية، أو لقاءاته الإعلامية، وجد له جواباً مقنعاً، دون الإساءة لأي طرف من أطراف الأزمة. .. وفـــــي هــــذا الــــســــياق استــــــوقفــــتني تصـــــريحــــــات الســــفـــــير الســـــعــــــودي فـــــي الولايــــات المتـــــحــــدة، الأمـــــيــــــر خـــــــالـــــــد بـــــــن سلمـــــان بن عبــــــــدالعـــــــزيــــز آل ســــعود، لصحيــــفة «واشنـــطــــن بــــــوســــــت»، الـــــــذي جـــــــــدد خـــــــلالــــــــها اتهـــــام بـــــــلاده لحكومتـــــنا الرشــــــيدة بما ســــماه «دعم وتمويل الإرهاب»، زاعماً أن «سياسات قطر تهدد أمنهم الوطني»! .. ولا ألـــــوم «ســــعادة السفير»، المـــولـــــود عام ١٩٨٨، على تصريحــــــــــاته غير الناضجـــة، فقـــــد كان طفــــــلاً صـــغيراً يتــــابع الرسوم المتحركة، ويـــشـــاهد مسلسل «بــابــاي»، عندما قـــام ١٥ إرهابياً سعودياً، بمشاركة اثنين من الإمارات، وإرهابي آخر يحمل الجنسية المصرية، بتفجير برجي «مركز التجارة العالمي» في نيويورك، خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١، ولهذا فهو لا يدرك جيداً من الذي صنع «الإرهاب العالمي»، ومن أين تنبع منابع «التطرف الإرهابي»؟! .. والمؤســــــــف أن السفيـــــر السعـــــودي في واشــــنطن يحمل اسم «خادم الحرمين الشريفين» الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يحظى بمحبة كل القطريين. كما يحمل اسم «مؤسس المملكة»، الذي نعتز جميعاً بقدرته على توحيد الشعب السعودي الشقيق تحت «راية التوحيد». .. وهناك أمر مهم بالتحديد أريد تذكير «صاحـب السمو الملكي» الأميــــــر السفــــير السعـــودي في واشنطن به، وهو أنه عندما كان طفلاً مشغولاً بلعبة «أتاري» (Atari)، قام صدام حسين بغزو دولة الكويت الشقيقة عام ١٩٩٠، واقتحمت قواته مدينة «الخفجي» السعودية، ليلة التاسع والعشرين من يناير عام ١٩٩١، ولم تجد القوات المعتدية من يصدها ويوقف هجومها على «المملكة» سوى القوات القطرية. لقد دافعت قواتنا الباسلة عن المدينة السعودية، التي تم احتلالها لعدة أيام، ببسالة نادرة قل نظيرها، بشهادة الرئيس الأميركي الأسبق «بوش الأب»، الذي أرسل رسالة شكر تعبر عن الفخر لسمو الأمير، يشكره على بطولات الجيش القطري، وتضحياته في «الخفجي»، بعدما تمكن القطريون من تخليص كتيبتين من «المارينز»، كانتا محاصرتين داخل المدينة الحدودية. .. ولكي لا يتشعب الموضوع أكثر مما هو عليه، أريد تنوير «الأميــــــــر الســـعــــودي» أن القطــرييــــن، الذيــــن يتهمــــــهم «صاحب السمو الملكي» بدعم «الإرهاب»، تمكــــــنوا من تحـــرير «مدينته المحتلة»، خلال تلك المعــــركة المذكــــــورة، بعـــد معركة شرسة لاحقوا خلالها القوات العراقية المعتدية على «المملكة» من شارع إلى آخر داخل «الخفجي»، وتمكنوا من أن يقتلوا ويأسروا أعداداً من المعتدين على التراب السعودي. .. وعندما يقول إن قطر دعمت الجماعات التابعة لتنظيم «القاعدة» في سوريا، يثبت «الأمير السفير» أنه قبل إطلاق اتهاماته الباطلة ينبغي عليه أن يجتاز دورة مكثفة لدراسة التاريخ جيداً، وبعدها سيكشف لنا، بل سيكتشف هو، هوية الدولة التي صنعت «الأفغان العرب»، وشجعتهم ومولتهم، وأرسلتهم في موجات متلاحقة إلى «أفغانستان»، بترتيب وتنسيق من «المخابرات السعودية»، ليعودوا بعدها مع زعيمهم، الذي قام بتأسيس تنظيم «القاعدة»! وهو بالمناسبة ليس قطرياً، بل سعودي الجنسية، رغم إسقاط جنسيته، واسمه «أسامة بن لادن»، وأسرته ما زال لها حضورها المالي والتجاري داخل المجتمع السعودي «طال عمرك»! .. وبصراحة، لم نكن نتمنى أن ينزلق «صاحب السمو الملكي» في توجيه الاتهامات المرسلة بلا أدلة ضد قطر، وكنا نريده أن يبقى محافظاً على صورته «الملكية»، بعيداً عن الخوض في ادعادات باطلة، لا يمكن القبول بها، أو السكوت عنها، ولهذا كان واجباً الرد عليه بما يستحقه. .. وينبغي على سفير السعودية في واشنطن أن يحترم مكانته «الملكية» حتى نحترمه، ولا يتحول إلى «نسخـــة ملكـــــية» من «يوسف العتيبة»، سفير الإمارات في الولايات المتحدة، فيتبنى، مثله، خطاباً تحريضياً ضد قطر، لا يمت إلى الدبلوماسية بأي صلة، مما يضطرنا إلى الرد عليه، دون أي مراعاة للألقاب الملكية التي يحملها. .. والملاحظ أنه منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة المفتعلة، تتعرض قطر إلى حملة رباعية منظمة لتشـــويه صــــورتها، شارك فيــــها سفراء دول التآمر ضد قطر، المعتمدون في الولايات المتحدة، وهو أحدهم. كما غذاها الرئيس دونالــــد ترامـب شخصياً من خلال تصريحاته الرعناء، وتغريداته «البلشتية»، ولا أقول «البلشفية»، الخارجة عن أصول الأعراف الرئاسية! .. ورغم كل ذلك، فقد جاء الانتصار للموقف القطري من داخل واشنطن، ممثلاً في موقف وزارة الخارجية الأميركية، حيث انتصر وزيرها للقيم التي يدعو لها الدستور الأميركي، فأنصف قطر، ولا أقول اصطف معها، وإنما ظل نصيراً للحوار الداعي لحل الأزمة، عبر الوساطة الكويتية. .. وفــــــــي هــــــــــذا الإطـــــــار أكـــــــد ســـــعــــادة الــــــشيـــــخ محمــــــــد بن عبدالرحـــمــــــن آل ثـــانـــي، وزيـــــر الخــــارجية، تمســــك قطـــــر بمنهـــجيــــــة الحــــــوار، مطـــــالباً بـــــضـــرورة جلوس أطراف الأزمة على الطـــــاولة، لبحث سبل حلها، تحت المظلة الكويتية، مؤكداً اعتزازه بها وتقديره لها. .. وانطلاقاً من هذا المبدأ، أدار سعادة وزير الخارجية ملف الأزمة الخليجية بنجاح لافت، فاستطاع أن يسجل موقفاً إيجابياً يحسب له، ولدولتنا قطر الملتزمة بالتحاور، والتمسك بالوساطة الكويتية، احتراماً لمكانة صاحبها الأمير المبادر بطرحها سمـــــــو الشـــــيخ الحـــكيـــــــم «صبـــــاح الأحــــمد»، أمـــــيـــر دولة الكويت الشقيقة، صاحب المكانة الكبيرة في قلوبنا، الذي أرسل مبعوثيه خلال الساعات الماضــــية إلى عواصم المنطـــــقة، في محاولة كويتية لتسوية الأزمة. .. وفي إطار الحراك الدبلوماسي الكويتي الذي تشهده المنطقة، بالتزامن مع المساعي الأميركية استقبل سعادة وزير الخارجية أمـــــــس مـــــوفـــــدي أمـــيـــــر الكويـــــت، ســـــعادة الشـــــــيــــخ صباح الخالد الحمــــــد الصـــــباح، النائب الأول لرئيـــــــس الوزراء وزيــــــــر الخارجـــــية الكويـــــتي، وسعــــــادة الشــــــيـــــخ محــــمـــد العبدالله المبارك الصباح، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالإنابة، في دولة الكويت الشقيقة. .. ومن خـــــلال قراءة عمـــــيقة، بل متعـــــــمقة، لمواقــف الدبلوماسية القطرية، نصل إلى حقيقة التزام قطر بقواعد الحل، التي يتبناها المجتمع الدولي، ويطالب بها لحل الأزمة، في إطار الوساطة الكويتية. من هذا المدخل ينبغي الدخول إلى رحاب الدبلوماسية القطرية، لفهم الموقـــــف الدبـــلوماســــي الهـــــــادئ الذي يتبناه سعادة الشيخ محمــــــد بن عبــــدالرحمن آل ثــانـــي، وزيــــر الخارجــــية، الــــــذي لمع اسمه بشكل واضح منذ اندلاع الأزمة، من خلال قيادته الناجحة دفة الدبلوماسية القطرية وطرح رؤيتها في المحافل الدولية، ونجاحه في تفكيك الخطاب التحريضي، الذي يعتمد على اتهام قطر بدعم «الإرهاب». .. وفي إطار حراكه الخارجي، وتحركه الدولي، لم يترك سعادته عاصمة من عواصم القرار العالمي لم يزرها، حيث تنقل بيــــــــن واشنـــــطن وموســــكو وبــرليــن وغيـــــرها، وحـــــــظي بحـــضور دبلوماسي رصين، وتوجه بخطاب سياسي رزين، فكــــان سفيراً لبلاده بــــــدرجة وزيــــر، بل وزيراً لخارجيـــتها بأعـــلى درجات التقدير. .. ولأن منصب وزير الخارجية ليس منصباً هيناً يمكن لأي أحد القيام به، لكنه يتطلب قدرات ومهارات وطاقات وإمكانات لا تكتسب بالدراسة فحسب، بل لا بد من تراكم التجارب والخبرات, التي تصقلها الضغوطات والأزمات، فكان هذا ما يحتاجه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لإظهار موهبته الدبلوماسية، وقدراته الاستثنائية. .. ولو انتقلنا على الطـــــــرف الآخــــر، وتابعـنا أداء وزراء خارجية «دول التحالف»، منذ اندلاع الأزمة, نجد أن أحدهم يتعامل مع قطر بطريقة فوقية، وآخر بنوع من «الشوفينية» الاستعراضية، وثالث بنرجسية مفرطة، ورابع بجرعة من «الهمبكة» الفارطة، التي لا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى الأعراف الدبلوماسية! .. وبــــــناء عـــلى ما ســـــبق يتـــــضح أن ســـــعادة الشــــيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تفوق على «الرباعي الوزاري»، المكون من وزراء خارجــــــية الســـعوديــــة والإمـــــارات ومصـــــــر، وتابـــعهــم وزير خارجية البحرين، الذي عندما يتحدث عن قطر أتذكر مقدم برنامج «نكهة وبهار مع القصار»! .. وما من شك في أن «الدبلوماسية المطبوخة» التي يقدمها ذلك الوزير، لا تختلف عن الطبخ والطبيخ ووجبات «المطابخ الشعبية»، ولأنها «طبخة تآمرية» فاحت رائحتها، إليكم مقاديرها، وطريقة طبخها بلسان طباخها «أول شيء نشب الجولة، ونحط البصل في قاعة الجدر، ونسوي الحمسة مالت الطماط، ونرش البزار المخلط، وإحنا بزارنا نسويه في البيت، مع حبيبة فلفل، وشوية حلبة، ونصب الماي، ونفوح اللحم، ونكت اليريش المنهنه، وعليكم بالعافية»! هذه باختصار مقادير «طبخة التآمر» على قطر، التي يقدمها وزراء خارجية «التحالف الرباعي»، في برنامجهم المسمى «نكهة وبزار مع دول الحصار», مع كامل الاعتذار إلى صاحب «الملكية الفكرية» صانع الابتكار سليمان القصار!. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق أزمــــــــــــة الحــصــــــــــار بين دعوات الحوار .. وإشـكـاليـــــات السعار ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سفير السعودية في واشنطن يتهم قطر بدعم «الإرهاب» .. وينسى دورها في تحرير « الخفجي» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزير الخارجية يعكس في أدائه الدبلوماسي المتزن تاريخا من الدبلوماسية القطرية المتوازنة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الصعب ــ إن لم يكن من المستحيل ــ أن تكتب عن أزمة الحصار المفروض على قطر، دون أن تتوقف عند أداء سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، الذي أتاحت له الأزمة الفرصة لإظهار قدراته الدبلوماسية، وطاقاته السياسية، فكان واحداً من أبرز المكاسب التي حققتها قطر، رغم تأزم الأجواء الخليجية. لقد أظهر رئيس الدبلوماسية القطرية أنه ليس وزيراً عادياً، حيث تفوق على نظرائـــــه وزراء خارجـــية دول الحـــصار الأربعـــــة، وحاصرهم بأدائـــــه الدبلوماســــي المقنع، من خلال قدرته على إقناع المجتمع الدولي، بسلامة الموقف القطري. .. وبالأمس اجتمع مع المبعوثين الأميركيين إلى المنطقة، وهما الجنرال المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية «أنطوني زيني»، الذي أشرف على عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط، ورفيقه «تيموثي ليندركينغ»، نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، في إطار الجهــــود التي تبـــــذلهــــــا الإدارة الأميــــركية، لحل الأزمـــة بين الدوحـــــة والــــدول التي تحاصـــرها، بعيداً عن الشروط التي تنتهك السيادة القطرية. .. ومن يتابع الأسلوب الواقعي الذي يتبعه وزير الخارجية في إدارة الأزمة الخليجية يجد أنه يتبنى حوارا واعياً، داعياً لحلها بعيداً عن أنصاف الحلول. .. والحوار الذي أعنيه ليس حالة خاصة به، أو «دردشة» خالصة، أو جلسة «ســــوالــــف» خــــــصوصية، وإنــــما هــــــو «خيار استراتيجي»، تعكسه رغبة دولية لحل الأزمة. .. وهو مطلب دولي لا لبس فيه، ولا رجوع عنه، ولا مساومة عليه، ولا ينبغي لدول التحالف التهرب من استحقاقاته، أو التنصل عنها، أو التردد في أدائها، في إطار الوساطة الكويتية، التي تحظى باحترام الجميع. .. وهو اختيار واضح، وخيار صالح تم تجريبه في الكثير من القضايا الخلافية، والأزمات الدولية وأثبت نجاحه. .. وهو ليس كلمة ملازمة، بل دعوة دولية ملزمة، في سبيل حل الأزمة، مع ضرورة احترام السيادة الوطنية، التي لا يمكن لأحد النيل منها، أو المساس بها، أو انتقاصها، أو محاولة الانقضاض عليها. .. وعندما ترحب قطر بالحوار لحل الأزمة الخليجية، وتدعو له، وتطالب به، تحت سقــــف سيادتــــها الوطــــنية، فذلك لأن المنطقة المأزومة أشد ما تحتاجه في عالم اليوم هو لغة الحوار، أكثر من حاجتها إلى الحصار، الذي يفضي إلى الشجار، ويؤدي إلى السعار، والاستهتار بكل القيم الدبلوماسية. .. ودون إنكار هذا الواقع، فقد تعاملت الدبلوماسية القطرية مع وقائع الأزمة على قـــــاعدة الواقعـــــية الســـياسية، حــــيث التــــزم وزير الخارجية بتبني المواقف الجادة، وليس الحادة، معبراً عن ضرورة الالتزام بالسيادة القطرية. .. ومن خلال تحركه الفاعل على الساحة الدولية، لعب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني دور القلب النابض للدبلوماسية القطرية، حاملاً في شخصيته صدق القطريين، عاكساً في صدقه مصداقية الموقف القطري. .. وأينما حل سعادة وزير الخارجية، وحيثما ارتحل باحثاً عن حل للأزمة، فإنه يحل في ساحات الدبلوماسية الهادئة، ويطل في رحابها، ويظل محلقاً في فضائها، كاسراً طوق الحصار الجائر المفروض على قطر. .. والمتابع لنشاط سعادة الوزير خلال الأزمة، سواء من خلال تصريحاته أو مواقفه، لا يلحظ أي حالة من حالات التهور أو التوتر، ولا يرصد أي نوع من الارتباك أو الاشتباك، بل يلمس تميزه بالأعصاب الهادئة، والتزامه بمنظومة القيم الأخلاقية، والمبادئ الدبلوماسية، التي أرسى قــــواعــــدها حكام وأمراء قطر وشيوخها وقادتها الكبار، منذ تأسيس الدولة القطرية. .. ويعكس سعادة وزير الخارجية في أدائه الدبلوماسي تاريخاً طويلاً من الدبلوماسية القطرية المتوارثة، التي جسدها «المؤسس» الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في سياسته، حيث سعى جاهداً لتكون قطر كياناً سياسياً مستقلاً، معززاً وجودها وحدودها ووحدتها، منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد في الثامن عشر من ديسمبر عام ١٨٧٨. كما أظهرها نجله الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في صلابته، وترجمها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني في عدالته، وجسدها الشيخ أحمد بن علي آل ثــــاني في هــــدوئــــه، وعكسها الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في قوته، رحمهم الله جميعاً وطيب ثراهم. كما رسخها في جرأته واستقلاليته صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله. .. ومــــــارســــها حــــضــــرة صـــــاحــــب الســــمــــو الشــــيخ تميم بن حمـــد آل ثــاني، أميــــر البــــلاد المفـــــدى، فــــــي حيويته وديناميكيته وواقعيته. .. ورغم صخب الأزمة الدائرة وضجيجها، فقد حافظ سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، على أدائه الدبلوماسي الهادئ، متبنياً أسلوب الدبلوماسية الهادئة، وليس الصاخبة أو الغاضبة، فكان «صوت قطر» الناطق بلسانها، المعبر عن مواقفها، المدافع عن حقوقها، فنجح بامتياز في خدمة دولته بما يعلي شأنها، عبر تمسكه بسيادتها وكرامتها، وسعيه الدائم إلى استقلالية قرارها السياسي والسيادي. لقد حمل سعادة وزير الخارجية قضية وطنه إلى العالم، متحملاً في سبيلها هجوماً متواصلاً من الأبواق الإعلامية التي تمولها دول الحصار، ولن ينسى تاريخ الدبلوماسية القطرية لسعادته قيادته الهادئة لملف الأزمة الخليجية، وحسن إدارته لها، تنفيذاً لتوجيهات وتوجهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، فكان بارعاً في تنفيذ دوره الدبلوماسي بجميع الوجوه، على أكمل وجه. .. وفي إطار دوره كمنفذ بارع للسياسة الخارجية، وليس كمشرع لها، بحكم تنفيذه لتوجيهات «صاحب السمو»، فقد جسد سعـــادة الشيخ محمـــــــد بن عــــبدالرحمــن آل ثاني، خلال أيام الأزمة الخليــــجيـــة التي دخلـــــت شــــهرها الثالث، المسؤولية الوطنية بكــــل صورها، مــــــــن خـــلال شخصيـــــته التي تعكــــس طموح الشباب القطري، وحماسهم ونشاطهم وحيويتهم وفاعليتهم وتفاعلهم مع قضايا وطنهم. لقــــــد قــــدم ســـعــــادة وزيــــــر الخــــــــارجيــــــة نــــمـــــوذجاً نــــاجــــحـــــاً للـــدبــلومــــــاسي القـــــطــــــــري المحــــتــــرف، الــــذي لـــــــم ينــــــطق بكلمة خلال الأزمة إلا في موضعها، ولم يدل بتصريح إلا في مكانه، ولم يكتب «تغريدة» على حسابه «التويتري» إلا كان لها معناها ومغزاها، دون أن يسعى لتأزيم الأزمة المتأزمة كما يفعل غيره، فكان يعرف متى يتكلم، وكيف يتكلم، ولمن يتحدث، وعن ماذا يتحدث، ومتى يغرد وبماذا يغرد، دون أن يهدد أو يتوعد. .. ورغم أنه ليست كل الأسئلة يمكن أن يجد الدبلوماسي المحنك إجابات عنها، لكن كل سؤال طرح على سعادة وزير الخارجية خلال مؤتمراته الصحفية، أو لقاءاته الإعلامية، وجد له جواباً مقنعاً، دون الإساءة لأي طرف من أطراف الأزمة. .. وفـــــي هــــذا الــــســــياق استــــــوقفــــتني تصـــــريحــــــات الســــفـــــير الســـــعــــــودي فـــــي الولايــــات المتـــــحــــدة، الأمـــــيــــــر خـــــــالـــــــد بـــــــن سلمـــــان بن عبــــــــدالعـــــــزيــــز آل ســــعود، لصحيــــفة «واشنـــطــــن بــــــوســــــت»، الـــــــذي جـــــــــدد خـــــــلالــــــــها اتهـــــام بـــــــلاده لحكومتـــــنا الرشــــــيدة بما ســــماه «دعم وتمويل الإرهاب»، زاعماً أن «سياسات قطر تهدد أمنهم الوطني»! .. ولا ألـــــوم «ســــعادة السفير»، المـــولـــــود عام ١٩٨٨، على تصريحــــــــــاته غير الناضجـــة، فقـــــد كان طفــــــلاً صـــغيراً يتــــابع الرسوم المتحركة، ويـــشـــاهد مسلسل «بــابــاي»، عندما قـــام ١٥ إرهابياً سعودياً، بمشاركة اثنين من الإمارات، وإرهابي آخر يحمل الجنسية المصرية، بتفجير برجي «مركز التجارة العالمي» في نيويورك، خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١، ولهذا فهو لا يدرك جيداً من الذي صنع «الإرهاب العالمي»، ومن أين تنبع منابع «التطرف الإرهابي»؟! .. والمؤســــــــف أن السفيـــــر السعـــــودي في واشــــنطن يحمل اسم «خادم الحرمين الشريفين» الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يحظى بمحبة كل القطريين. كما يحمل اسم «مؤسس المملكة»، الذي نعتز جميعاً بقدرته على توحيد الشعب السعودي الشقيق تحت «راية التوحيد». .. وهناك أمر مهم بالتحديد أريد تذكير «صاحـب السمو الملكي» الأميــــــر السفــــير السعـــودي في واشنطن به، وهو أنه عندما كان طفلاً مشغولاً بلعبه «طاق طاق طاقية .. رن رن يا جرس»، قام صدام حسين بغزو دولة الكويت الشقيقة عام ١٩٩٠، واقتحمت قواته مدينة «الخفجي» السعودية، ليلة التاسع والعشرين من يناير عام ١٩٩١، ولم تجد القوات المعتدية من يصدها ويوقف هجومها على «المملكة» سوى القوات القطرية. لقد دافعت قواتنا الباسلة عن المدينة السعودية، التي تم احتلالها لعدة أيام، ببسالة نادرة قل نظيرها، بشهادة الرئيس الأميركي الأسبق «بوش الأب»، الذي أرسل رسالة شكر تعبر عن الفخر لسمو الأمير، يشكره على بطولات الجيش القطري، وتضحياته في «الخفجي»، بعدما تمكن القطريون من تخليص كتيبتين من «المارينز»، كانتا محاصرتين داخل المدينة الحدودية. .. ولكي لا يتشعب الموضوع أكثر مما هو عليه، أريد تنوير «الأميــــــــر الســـعــــودي» أن القطــرييــــن، الذيــــن يتهمــــــهم «صاحب السمو الملكي» بدعم «الإرهاب»، تمكــــــنوا من تحـــرير «مدينته المحتلة»، خلال تلك المعــــركة المذكــــــورة، بعـــد معركة شرسة لاحقوا خلالها القوات العراقية المعتدية على «المملكة» من شارع إلى آخر داخل «الخفجي»، وتمكنوا من أن يقتلوا ويأسروا أعداداً من المعتدين على التراب السعودي. .. وعندما يقول إن قطر دعمت الجماعات التابعة لتنظيم «القاعدة» في سوريا، يثبت «الأمير السفير» أنه قبل إطلاق اتهاماته الباطلة ينبغي عليه أن يجتاز دورة مكثفة لدراسة التاريخ جيداً، وبعدها سيكشف لنا، بل سيكتشف هو، هوية الدولة التي صنعت «الأفغان العرب»، وشجعتهم ومولتهم، وأرسلتهم في موجات متلاحقة إلى «أفغانستان»، بترتيب وتنسيق من «المخابرات السعودية»، ليعودوا بعدها مع زعيمهم، الذي قام بتأسيس تنظيم «القاعدة»! وهو بالمناسبة ليس قطرياً، بل سعودي الجنسية، رغم إسقاط جنسيته، واسمه «أسامة بن لادن»، وأسرته ما زال لها حضورها المالي والتجاري داخل المجتمع السعودي «طال عمرك»! .. وبصراحة، لم نكن نتمنى أن ينزلق «صاحب السمو الملكي» في توجيه الاتهامات المرسلة بلا أدلة ضد قطر، وكنا نريده أن يبقى محافظاً على صورته «الملكية»، بعيداً عن الخوض في ادعادات باطلة، لا يمكن القبول بها، أو السكوت عنها، ولهذا كان واجباً الرد عليه بما يستحقه. .. وينبغي على سفير السعودية في واشنطن أن يحترم مكانته «الملكية» حتى نحترمه، ولا يتحول إلى «نسخـــة ملكـــــية» من «يوسف العتيبة»، سفير الإمارات في الولايات المتحدة، فيتبنى، مثله، خطاباً تحريضياً ضد قطر، لا يمت إلى الدبلوماسية بأي صلة، مما يضطرنا إلى الرد عليه، دون أي مراعاة للألقاب الملكية التي يحملها. .. والملاحظ أنه منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة المفتعلة، تتعرض قطر إلى حملة رباعية منظمة لتشـــويه صــــورتها، شارك فيــــها سفراء دول التآمر ضد قطر، المعتمدون في الولايات المتحدة، وهو أحدهم. كما غذاها الرئيس دونالــــد ترامـب شخصياً من خلال تصريحاته الرعناء، وتغريداته «البلشتية»، ولا أقول «البلشفية»، الخارجة عن أصول الأعراف الرئاسية! .. ورغم كل ذلك، فقد جاء الانتصار للموقف القطري من داخل واشنطن، ممثلاً في موقف وزارة الخارجية الأميركية، حيث انتصر وزيرها للقيم التي يدعو لها الدستور الأميركي، فأنصف قطر، ولا أقول اصطف معها، وإنما ظل نصيراً للحوار الداعي لحل الأزمة، عبر الوساطة الكويتية. .. وفــــــــي هــــــــــذا الإطـــــــار أكـــــــد ســـــعــــادة الــــــشيـــــخ محمــــــــد بن عبدالرحـــمــــــن آل ثـــانـــي، وزيـــــر الخــــارجية، تمســــك قطـــــر بمنهـــجيــــــة الحــــــوار، مطـــــالباً بـــــضـــرورة جلوس أطراف الأزمة على الطـــــاولة، لبحث سبل حلها، تحت المظلة الكويتية، مؤكداً اعتزازه بها وتقديره لها. .. وانطلاقاً من هذا المبدأ، أدار سعادة وزير الخارجية ملف الأزمة الخليجية بنجاح لافت، فاستطاع أن يسجل موقفاً إيجابياً يحسب له، ولدولتنا قطر الملتزمة بالتحاور، والتمسك بالوساطة الكويتية، احتراماً لمكانة صاحبها الأمير المبادر بطرحها سمـــــــو الشـــــيخ الحـــكيـــــــم «صبـــــاح الأحــــمد»، أمـــــيـــر دولة الكويت الشقيقة، صاحب المكانة الكبيرة في قلوبنا، الذي أرسل مبعوثيه خلال الساعات الماضــــية إلى عواصم المنطـــــقة، في محاولة كويتية لتسوية الأزمة. .. وفي إطار الحراك الدبلوماسي الكويتي الذي تشهده المنطقة، بالتزامن مع المساعي الأميركية استقبل سعادة وزير الخارجية أمـــــــس مـــــوفـــــدي أمـــيـــــر الكويـــــت، ســـــعادة الشـــــــيــــخ صباح الخالد الحمــــــد الصـــــباح، النائب الأول لرئيـــــــس الوزراء وزيــــــــر الخارجـــــية الكويـــــتي، وسعــــــادة الشــــــيـــــخ محــــمـــد العبدالله المبارك الصباح، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالإنابة، في دولة الكويت الشقيقة. .. ومن خـــــلال قراءة عمـــــيقة، بل متعـــــــمقة، لمواقــف الدبلوماسية القطرية، نصل إلى حقيقة التزام قطر بقواعد الحل، التي يتبناها المجتمع الدولي، ويطالب بها لحل الأزمة، في إطار الوساطة الكويتية. من هذا المدخل ينبغي الدخول إلى رحاب الدبلوماسية القطرية، لفهم الموقـــــف الدبـــلوماســــي الهـــــــادئ الذي يتبناه سعادة الشيخ محمــــــد بن عبــــدالرحمن آل ثــانـــي، وزيــــر الخارجــــية، الــــــذي لمع اسمه بشكل واضح منذ اندلاع الأزمة، من خلال قيادته الناجحة دفة الدبلوماسية القطرية وطرح رؤيتها في المحافل الدولية، ونجاحه في تفكيك الخطاب التحريضي، الذي يعتمد على اتهام قطر بدعم «الإرهاب». .. وفي إطار حراكه الخارجي، وتحركه الدولي، لم يترك سعادته عاصمة من عواصم القرار العالمي لم يزرها، حيث تنقل بيــــــــن واشنـــــطن وموســــكو وبــرليــن وغيـــــرها، وحـــــــظي بحـــضور دبلوماسي رصين، وتوجه بخطاب سياسي رزين، فكــــان سفيراً لبلاده بــــــدرجة وزيــــر، بل وزيراً لخارجيـــتها بأعـــلى درجات التقدير. .. ولأن منصب وزير الخارجية ليس منصباً هيناً يمكن لأي أحد القيام به، لكنه يتطلب قدرات ومهارات وطاقات وإمكانات لا تكتسب بالدراسة فحسب، بل لا بد من تراكم التجارب والخبرات, التي تصقلها الضغوطات والأزمات، فكان هذا ما يحتاجه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لإظهار موهبته الدبلوماسية، وقدراته الاستثنائية. .. ولو انتقلنا على الطـــــــرف الآخــــر، وتابعـنا أداء وزراء خارجية «دول التحالف»، منذ اندلاع الأزمة, نجد أن أحدهم يتعامل مع قطر بطريقة فوقية، وآخر بنوع من «الشوفينية» الاستعراضية، وثالث بنرجسية مفرطة، ورابع بجرعة من «الهمبكة» الفارطة، التي لا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى الأعراف الدبلوماسية! .. وبــــــناء عـــلى ما ســـــبق يتـــــضح أن ســـــعادة الشــــيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تفوق على «الرباعي الوزاري»، المكون من وزراء خارجــــــية الســـعوديــــة والإمـــــارات ومصـــــــر، وتابـــعهــم وزير خارجية البحرين، الذي عندما يتحدث عن قطر أتذكر مقدم برنامج «نكهة وبهار مع القصار»! .. وما من شك في أن «الدبلوماسية المطبوخة» التي يقدمها ذلك الوزير، لا تختلف عن الطبخ والطبيخ ووجبات «المطابخ الشعبية»، ولأنها «طبخة تآمرية» فاحت رائحتها، إليكم مقاديرها، وطريقة طبخها بلسان طباخها «أول شيء نشب الجولة، ونحط البصل في قاعة الجدر، ونسوي الحمسة مالت الطماط، ونرش البزار المخلط، وإحنا بزارنا نسويه في البيت، مع حبيبة فلفل، وشوية حلبة، ونصب الماي، ونفوح اللحم، ونكت اليريش المنهنه، وعليكم بالعافية»! هذه باختصار مقادير «طبخة التآمر» على قطر، التي يقدمها وزراء خارجية «التحالف الرباعي»، في برنامجهم المسمى «نكهة وبزار مع دول الحصار», مع كامل الاعتذار إلى صاحب «الملكية الفكرية» صانع الابتكار سليمان القصار!. أحمد علي مدير عام تحرير صحيفة الوطن القطرية
قارن خادم الحرمين الشريفين مع:
شارك صفحة خادم الحرمين الشريفين على