حمد بن عبد العزيز الكواري

حمد بن عبد العزيز الكواري

الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكوّاري المولود في ١ يناير ١٩٤٨ في الغارية (قطر) دبلوماسي ورجل دولة ومثقف قطري. يشغل منصب وزير الثقافة والفنون والتراث لدولة قطر منذ ١ يوليو ٢٠٠٨. وقد عمل سفيرًا لقطر في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ولدى اليونسكو والأمم المتحدة. وهو متزوّج وأب لبنت وولدين.حمد بن عبد العزيز الكوّاري حاصل على بكالوريوس الدراسات العربية والإسلامية من جامعة القاهرة، كلية دار العلوم (١٩٧٠) وعلى ماجستير من جامعة سان جوزيف في بيروت (١٩٧٤-١٩٧٧). درس الفلسفة السياسية في جامعة السربون في باريس (١٩٨٠) ثم حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة ستوني بروك في ولاية نيويورك (١٩٩٠). يتحدث العربية والإنكليزية والفرنسية. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بحمد بن عبد العزيز الكواري؟
أعلى المصادر التى تكتب عن حمد بن عبد العزيز الكواري
«كتارا» تستحضر أمجاد الماضي في زمن «تميم المجد» .......................................................... أحمد علي يكتب رحلة «فتح الخير» رسالة خير قطرية إلى دول الخير .......................................................... على إيقاعات «لفجري»، وهو ذلك الفن التراثي البحري، المرتبط برحلات الغوص خلال العقود القديمة، بحثاً عن اللؤلؤ، انطلقت رحلة «فتح الخير ٣»، إلى أهل الخير، في البلدين الشقيقين الكويت وسلطنة عُمان، تحمل على متنها رســـالة خير قطــــرية إلى دول الخير. هناك على «سيف كتارا» وشاطئه، الذي يعانق البحر، كان الحضور الجماهيري كثيفاً في وداعية «المحمل القطري»، يتقدمهم سعادة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني ــ حفظه الله ــ وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، الذي بات شخصية ثقافية عالمية، بعد خوضه الباهر انتخابات «اليونسكو»، لدرجة أن حضــــوره أصـــبح يضيف ألقاً علمياً، وزخماً ثقافياً على الفعاليات التي يحضرها! إضافة إلى حضور الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام لمؤسسة الحي الثقافي «كتارا»، التي أصبحت ملتقى لثقافات العالم، في إطار إحياء موروثنا الشعبي، والحفاظ على هويتنا الوطنية، وإظهارها أمام العالم بالصورة التي تليق باسم وطننا قطر. .. ومثلما نجح الدكتور السليطي بصفته «نوخذة» مؤسسة «كتارا» التي يقودها من نجاح إلى آخر، فقد نجح الشاب القطري محمد بن يوسف السادة في تجسيد شخصية «النوخذة»، وجعلها تنبض بالحياة، على ظهر «فتح الخير»، بصفته ربان السفينة وقائدها، التي يقودها نحو أهدافها، لتحمل رسالة قطر الخير للغير، ضمن فعالية حقيقية، تحاكي الرحلات البحرية القديمة، بمشاركة «اليزوة»، وهم فريقه البحري، الذين يشاركونه متاعب الرحلة، معبراً بذلك عن حياة أهل قطر في زمن الغوص، وعصر جمع المحار، بحثاً عن اللؤلؤ، وسبر أغوار البحار، لكشف الخبايا والأسرار. .. وما من شك في أن رحلة «فتح الخير» تعد توثيقـــاً ميدانـــياً حياً لموروثــنا البحــري، وسعياً وطنياً حثيثاً للمحافظـــــة عليـــه، حيــــث يشكـــل تراث البحــر جزءاً أصيلاً من الموروث الشعبي القطري، ويأتي اهتمام «كتارا» ورعايتها لهذا التراث العريق، دعماً للجهود الرامية إلى توثيق ما خلفه الأجداد. .. ولأن إنسان قطر قبل اكتشاف النفط كان يعيش على ساحل البحر، فقد كان يمتهن مهنة الغوص، بشغف نادر، حيث لا مورد رزق آخر. .. وحرصاً على ربط الأجيال بتاريخهـــا وتراثهــــا، وتأصيـــل الموروث الثــــقافي البحــــري، لا ننسى أن «فتح الخير» تعتبر من أشهر «المحامل» القطرية في تلك الحقبة، وكان يملكها المغفور له بمشيئة الله الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، رحمه الله. .. ولعل ما يميز رحلة السفينة القطرية العريقة لهذا العام أن شراعها المشرع تصدرته لوحة «تميم المجد»، التي أصبحت شعاراً وطنياً، ورمزاً قطرياً، يرمز إلى أمجاد القطريين، وارتباطهم بصانع أمجادهم. .. وتشكل رحلة السفينة القطرية، وعلى متنها قائدها «النوخذة»، يرافقه فريق «اليزوة» المكون من ١٦ شاباً قطرياً من ذوي السواعد الوطنية القوية، رسالة شكر وعرفان إلى أهلنا الكرام في الكويت وسلطنة عمان، تقديراً لموقفهم المشرف قيادة وشعباً من الأزمة الخليجية. .. وخلال هذه الرحلة البحرية، يعيد أولئك الشباب إحياء قصة القطريين مع البحر قبل اكتشاف النفط، وكيف كانوا يركبون أمواجه بسفنهم الخشبية، ويتنقلون بين «بنادر» المنطقة، وصولاً إلى الموانئ البعيدة، ترافقهم دعوات الأهالي، والأهازيج الشعبية، وأنغام الأغاني البحرية. .. وعندما أتوقف عند «نوخذة» محمل «فتح الخير» لا بد أن أفتح أبواب الخير على أشهر «نواخذة قطر»، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر سلمان بن حمد الحسن المهندي، وأحمد بن عيسى المهندي وغيرهما كثيرون، برعوا في هذا المجال. أما أشهر «الطواشين» وهم تجار اللؤلؤ، فيأتي في مقدمتهم الشيخ علي بن جاسم آل ثاني وشقيقه سلطان بن جاسم آل ثاني، وعبدالله بن علي المسند، وسلطان بن خلف المريخي. أما أشهر «الغاصة» الذين يقومون بالغوص حتى الوصول إلى «صك القوع»، ويواجهون أخطار البحر، ويتحدون «اليريور»، و«اللخمة» وغيرهما من الكائنات البحرية الخطيرة، أذكر أبرزهم إبراهيم بن علي المريخي، وعيد بن ثاني المريخي، وناصر بن سيف المريخي، وغيرهم من أصحاب النفس الطويل. .. ولا جدال في أن إطلاق رحلات «فتح الخير» تعيد إحياء ذكريات هؤلاء الرواد، وتبعث روح التجدد في ثقافة البحر، وفنونه المختلفة، وتساهم في تحفيز إشراقات التراث في الذاكرة الجماعية للشعب القطري، وتسويق هذه الصورة التراثية المجتمعية، ونقلها إلى الشعوب الأخرى، من خلال انفتاح قطر على دول الجوار، رغم الحصار. لقد التئم المهرجان السابع للمحامل التقليدية هناك على شاطئ «كتارا»، متحدياً الحصار الجائر المفروض على قطر، بمشاركة دولية واسعة، ومن خلال ذلك اللقاء البحري السنوي، أظهر القطريون كيف كان الإنسان القطري في حقبة ما قبل النفط يلتقي مع الحضارات الأخرى، ويتواصل معها، وينقل منها وعنها ما يتناسب مع بيئته. هناك على شاطئ «كتارا» جسد شباب قطر العلاقة التي تربط أجدادهم مع البحر، وقاموا بإحياء تاريخنا البحري، حين كان الرواد الأوائل يقومون بدور مهم في التواصل مع الآخرين. هناك حيث البحر يعانق شاطئ «كتارا» تم في المهرجان السابع للمحامل التقليدية استحضار دور الأجداد الذين خاضوا عباب البحار، بحــــثاً عن اللؤلؤ في «الهيرات» والمغاصات البحرية، وأشــــهرهـــــا عـــلى الإطـــلاق «بلهمبــار»، و«ملجلــــج» و«صـــــوفــان»، و«أم الشيف» و«الريعة»، وكلها أماكن يكثر فيها اللؤلؤ، حيــــث «الدانات» تســـكن فـــي أحشاء المحارات. هناك على شاطئ «كتارا»، تحدى القطريون الحصار الجائر المفروض على دولتهم، ونظموا مهرجاناً تراثياً حافلاً بالكثير من الفعاليات المتنوعة، التي استهدفت تعريف الآخرين بقدرات القطريين البحرية، وإظهار مهاراتهم في وسائل ارتياد البحر، واكتشاف أسراره، طلباً للرزق، حتى أصبحوا من أمهر شعوب المنطقة في التعامل معه، لا سيما فيما يتعلق بالصيد والغوص وصناعة السفن والسفر البحري. لقد شكل المهرجان التراثي للمحامل التقليدية، في نسخته السابعة، التي اختتمت أمــــــس، امتـــداداً للنســــخ الـــــسابقة، التــــي ســـعى المنظـــــمون من خــــلالها إلـــــى إحياء تراثنا البحري، بشكل يعكس التاريخ العريق الذي عاشه مجتمعنا، قبل انطلاق مسيرة النهضة المباركة، التي انبثقت من رحم أهوال البحر، وقسوة البيئة الصحراوية، وصولاً إلى الإعمار والتعمير والعمران، والتطلع إلى مستقبل أكثر اشراقاً وازدهاراً، في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. ولأن دولتنا تحظى بموقع جغرافي بحري مميز، فقد نجح أبناؤها في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط في تطوير علاقتهم مع البحر، بامتداده الشاسع، ومجاله الواسع، حيث شكل لهم مصدراً للرزق والغذاء، وممراً يضمن اتصالهم وتواصلهم مع العالم الخارجي. لقد شكل ارتياد البحــر تحدياً كبيراً لأبناء قــــطر الأوائـــل، في إطـــار حرصــــهم على اكتشاف المجهول، بحثاً عن آفاق جديدة، فاكتسبوا خبرات ومهارات بحرية واسعة، ساهمت في تفاعلهم، ووثقت تعاملهم، وزادت تواصلهم مع الحضارات والثقافات الأخرى. .. وفي إطار الثقافة البحرية القطرية المتوارثة، كان صوت «النهام» الذي عرفته حقبة الغوص «ينهم» بصوته هناك على شاطئ «كتارا»، مخففاً أوجاع الحصار الجائر المفروض على قطر، مثلما كان أسلافه يبددون هواجس الخوف عند البحارة، ووجع الغربة عند «الغاصة»، الذين شدهم الحنين لعائلاتهم، عندما كانوا يحاولون بعث الحماس في نفوسهم، لتشجيعهم على العمل، وبذل الجهد، من أجل العودة الغانمة، بعيداً عن سحب الخوف القاتمة. لقد كان «النهام» يتصدر كافة فنون البحر والسمر لدى مجتمع البحــــارة، مـــن خلال أدائه الغنائي الحماسي التشجيعي، الذي كان يشـــــكل فعـــلاً تضامنــياً مهـــــماً بل ملهماً لهم، لتخفيف عناء العمل ومشقاته، من خلال «التنزيلة البحـــرية»، التي تعكس عمـــق الشعور الإنساني، في تفاعل البحار مع الأحداث المحيطة به، وردود أفعاله حيالها، عبر خليط من المشاعر الإنسانية المتأرجحة، بين الشـــوق والهــجـــــر، والصبر والضــجــــر، واليأس والأمل، والقدرة على التحمل، أو نفاذ قدرة الاحتمال! .. وفي إطار احتفال القطريين بمهرجانهم البحري هناك على شاطئ «كتارا»، حيث أمواج البحر تتهادى برشاقة، وحيث صرير الصواري المشرعة، وحيث فعل رياح شهر نوفمبر في الأشرعة المسافرة، تكاد تسمع دقات طبل سعد بن عواد الهتمي، تأتي من بعيد مع كل موجة زاحفة! ولا عجب في ذلك، فقد كان «بن عواد» ــ رحمه الله ــ ملك الإيقاع البحري في رحلات الغوص، وكانت ابتسامته لا تفارق وجهه، معبرة عن استمتاعه الشديد بدقات الطبل، وهو يضبط ايقاعاته على «تنزيلة النهام» ، الذي كان يتولى إشعال الحماس في نفوس البحارة، وكأنه يمثل لسان حالهم، أو الناطق بلسان أحوالهم، وهو «ينهم» بصــــوتــــه القوي الشجي، داعياً الله تسهيل مهمتهم. .. وعندما أكتب عن «بن عواد» ورفاقه، فهذا أبسط ما يمكن كتابته، وفاء لكل ما يمت بصلة لتاريخنا البحري العريق الذي نفخر به، وعرفاناً بتضحيات أجدادنا، التي ستظل عالقة في ذاكرتنا، ومستقرة في ذكرياتنا، حرصاً على إطلاع الجيل الجديد من شباب قطر على خصائص الحياة البحرية في الماضي، وما اكتنفتها من صعوبات قبل اكتشاف النفط وتطوير صناعة الغاز. لقد كانت في مهرجان «كتارا» السابع للمحامل التقليدية أكثر من قصة تستحق أن تروى، لكن أروعها أن هذه الاحتفالية التراثية التئمـــت بمشاركة دولية، رغم ظروف الحصار الجائر المفروض على قطر. .. ومن أجـــل قطـــر، وحرصـــــاً على نــــشــر تراثــنا البحــــري العــريق، والتــعريف بموروثنا الثقافي الأصيل، حتماً سنكون جمــــيعاً هنـــاك على شـــاطئ «كـــتارا» الذي يعانق البحر، في استقبال «فتح الخير» في رحلة عودة «محمل الخير»، من دول الخير، التي ستكون بالتزامن مع احتفالاتنا باليوم الوطني لدولتنا الحبيبة قطر، بلد الخير. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب رحلة «فتح الخير» رسالة خير قطرية إلى دول الخير «كتارا» تستحضر أمجاد الماضي في زمن «تميم المجد» الوطن على إيقاعات «لفجري»، وهو ذلك الفن التراثي البحري، المرتبط برحلات الغوص خلال العقود القديمة، بحثاً عن اللؤلؤ، انطلقت رحلة «فتح الخير ٣»، إلى أهل الخير، في البلدين الشقيقين الكويت وسلطنة عُمان، تحمل على متنها رســـالة خير قطــــرية إلى دول الخير. هناك على «سيف كتارا» وشاطئه، الذي يعانق البحر، كان الحضور الجماهيري كثيفاً في وداعية «المحمل القطري»، يتقدمهم سعادة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني ــ حفظه الله ــ وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، الذي بات شخصية ثقافية عالمية، بعد خوضه الباهر انتخابات «اليونسكو»، لدرجة أن حضــــوره أصـــبح يضيف ألقاً علمياً، وزخماً ثقافياً على الفعاليات التي يحضرها! إضافة إلى حضور الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام لمؤسسة الحي الثقافي «كتارا»، التي أصبحت ملتقى لثقافات العالم، في إطار إحياء موروثنا الشعبي، والحفاظ على هويتنا الوطنية، وإظهارها أمام العالم بالصورة التي تليق باسم وطننا قطر. .. ومثلما نجح الدكتور السليطي بصفته «نوخذة» مؤسسة «كتارا» التي يقودها من نجاح إلى آخر، فقد نجح الشاب القطري محمد بن يوسف السادة في تجسيد شخصية «النوخذة»، وجعلها تنبض بالحياة، على ظهر «فتح الخير»، بصفته ربان السفينة وقائدها، التي يقودها نحو أهدافها، لتحمل رسالة قطر الخير للغير، ضمن فعالية حقيقية، تحاكي الرحلات البحرية القديمة، بمشاركة «اليزوة»، وهم فريقه البحري، الذين يشاركونه متاعب الرحلة، معبراً بذلك عن حياة أهل قطر في زمن الغوص، وعصر جمع المحار، بحثاً عن اللؤلؤ، وسبر أغوار البحار، لكشف الخبايا والأسرار. .. وما من شك في أن رحلة «فتح الخير» تعد توثيقـــاً ميدانـــياً حياً لموروثــنا البحــري، وسعياً وطنياً حثيثاً للمحافظـــــة عليـــه، حيــــث يشكـــل تراث البحــر جزءاً أصيلاً من الموروث الشعبي القطري، ويأتي اهتمام «كتارا» ورعايتها لهذا التراث العريق، دعماً للجهود الرامية إلى توثيق ما خلفه الأجداد. .. ولأن إنسان قطر قبل اكتشاف النفط كان يعيش على ساحل البحر، فقد كان يمتهن مهنة الغوص، بشغف نادر، حيث لا مورد رزق آخر. .. وحرصاً على ربط الأجيال بتاريخهـــا وتراثهــــا، وتأصيـــل الموروث الثــــقافي البحــــري، لا ننسى أن «فتح الخير» تعتبر من أشهر «المحامل» القطرية في تلك الحقبة، وكان يملكها المغفور له بمشيئة الله الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، رحمه الله. .. ولعل ما يميز رحلة السفينة القطرية العريقة لهذا العام أن شراعها المشرع تصدرته لوحة «تميم المجد»، التي أصبحت شعاراً وطنياً، ورمزاً قطرياً، يرمز إلى أمجاد القطريين، وارتباطهم بصانع أمجادهم. .. وتشكل رحلة السفينة القطرية، وعلى متنها قائدها «النوخذة»، يرافقه فريق «اليزوة» المكون من ١٦ شاباً قطرياً من ذوي السواعد الوطنية القوية، رسالة شكر وعرفان إلى أهلنا الكرام في الكويت وسلطنة عمان، تقديراً لموقفهم المشرف قيادة وشعباً من الأزمة الخليجية. .. وخلال هذه الرحلة البحرية، يعيد أولئك الشباب إحياء قصة القطريين مع البحر قبل اكتشاف النفط، وكيف كانوا يركبون أمواجه بسفنهم الخشبية، ويتنقلون بين «بنادر» المنطقة، وصولاً إلى الموانئ البعيدة، ترافقهم دعوات الأهالي، والأهازيج الشعبية، وأنغام الأغاني البحرية. .. وعندما أتوقف عند «نوخذة» محمل «فتح الخير» لا بد أن أفتح أبواب الخير على أشهر «نواخذة قطر»، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر سلمان بن حمد الحسن المهندي، وأحمد بن عيسى المهندي وغيرهما كثيرون، برعوا في هذا المجال. أما أشهر «الطواشين» وهم تجار اللؤلؤ، فيأتي في مقدمتهم الشيخ علي بن جاسم آل ثاني وشقيقه سلطان بن جاسم آل ثاني، وعبدالله بن علي المسند، وسلطان بن خلف المريخي. أما أشهر «الغاصة» الذين يقومون بالغوص حتى الوصول إلى «صك القوع»، ويواجهون أخطار البحر، ويتحدون «اليريور»، و«اللخمة» وغيرهما من الكائنات البحرية الخطيرة، أذكر أبرزهم إبراهيم بن علي المريخي، وعيد بن ثاني المريخي، وناصر بن سيف المريخي، وغيرهم من أصحاب النفس الطويل. .. ولا جدال في أن إطلاق رحلات «فتح الخير» تعيد إحياء ذكريات هؤلاء الرواد، وتبعث روح التجدد في ثقافة البحر، وفنونه المختلفة، وتساهم في تحفيز إشراقات التراث في الذاكرة الجماعية للشعب القطري، وتسويق هذه الصورة التراثية المجتمعية، ونقلها إلى الشعوب الأخرى، من خلال انفتاح قطر على دول الجوار، رغم الحصار. لقد التئم المهرجان السابع للمحامل التقليدية هناك على شاطئ «كتارا»، متحدياً الحصار الجائر المفروض على قطر، بمشاركة دولية واسعة، ومن خلال ذلك اللقاء البحري السنوي، أظهر القطريون كيف كان الإنسان القطري في حقبة ما قبل النفط يلتقي مع الحضارات الأخرى، ويتواصل معها، وينقل منها وعنها ما يتناسب مع بيئته. هناك على شاطئ «كتارا» جسد شباب قطر العلاقة التي تربط أجدادهم مع البحر، وقاموا بإحياء تاريخنا البحري، حين كان الرواد الأوائل يقومون بدور مهم في التواصل مع الآخرين. هناك حيث البحر يعانق شاطئ «كتارا» تم في المهرجان السابع للمحامل التقليدية استحضار دور الأجداد الذين خاضوا عباب البحار، بحــــثاً عن اللؤلؤ في «الهيرات» والمغاصات البحرية، وأشــــهرهـــــا عـــلى الإطـــلاق «بلهمبــار»، و«ملجلــــج» و«صـــــوفــان»، و«أم الشيف» و«الريعة»، وكلها أماكن يكثر فيها اللؤلؤ، حيــــث «الدانات» تســـكن فـــي أحشاء المحارات. هناك على شاطئ «كتارا»، تحدى القطريون الحصار الجائر المفروض على دولتهم، ونظموا مهرجاناً تراثياً حافلاً بالكثير من الفعاليات المتنوعة، التي استهدفت تعريف الآخرين بقدرات القطريين البحرية، وإظهار مهاراتهم في وسائل ارتياد البحر، واكتشاف أسراره، طلباً للرزق، حتى أصبحوا من أمهر شعوب المنطقة في التعامل معه، لا سيما فيما يتعلق بالصيد والغوص وصناعة السفن والسفر البحري. لقد شكل المهرجان التراثي للمحامل التقليدية، في نسخته السابعة، التي اختتمت أمــــــس، امتـــداداً للنســــخ الـــــسابقة، التــــي ســـعى المنظـــــمون من خــــلالها إلـــــى إحياء تراثنا البحري، بشكل يعكس التاريخ العريق الذي عاشه مجتمعنا، قبل انطلاق مسيرة النهضة المباركة، التي انبثقت من رحم أهوال البحر، وقسوة البيئة الصحراوية، وصولاً إلى الإعمار والتعمير والعمران، والتطلع إلى مستقبل أكثر اشراقاً وازدهاراً، في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. ولأن دولتنا تحظى بموقع جغرافي بحري مميز، فقد نجح أبناؤها في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط في تطوير علاقتهم مع البحر، بامتداده الشاسع، ومجاله الواسع، حيث شكل لهم مصدراً للرزق والغذاء، وممراً يضمن اتصالهم وتواصلهم مع العالم الخارجي. لقد شكل ارتياد البحــر تحدياً كبيراً لأبناء قــــطر الأوائـــل، في إطـــار حرصــــهم على اكتشاف المجهول، بحثاً عن آفاق جديدة، فاكتسبوا خبرات ومهارات بحرية واسعة، ساهمت في تفاعلهم، ووثقت تعاملهم، وزادت تواصلهم مع الحضارات والثقافات الأخرى. .. وفي إطار الثقافة البحرية القطرية المتوارثة، كان صوت «النهام» الذي عرفته حقبة الغوص «ينهم» بصوته هناك على شاطئ «كتارا»، مخففاً أوجاع الحصار الجائر المفروض على قطر، مثلما كان أسلافه يبددون هواجس الخوف عند البحارة، ووجع الغربة عند «الغاصة»، الذين شدهم الحنين لعائلاتهم، عندما كانوا يحاولون بعث الحماس في نفوسهم، لتشجيعهم على العمل، وبذل الجهد، من أجل العودة الغانمة، بعيداً عن سحب الخوف القاتمة. لقد كان «النهام» يتصدر كافة فنون البحر والسمر لدى مجتمع البحــــارة، مـــن خلال أدائه الغنائي الحماسي التشجيعي، الذي كان يشـــــكل فعـــلاً تضامنــياً مهـــــماً بل ملهماً لهم، لتخفيف عناء العمل ومشقاته، من خلال «التنزيلة البحـــرية»، التي تعكس عمـــق الشعور الإنساني، في تفاعل البحار مع الأحداث المحيطة به، وردود أفعاله حيالها، عبر خليط من المشاعر الإنسانية المتأرجحة، بين الشـــوق والهــجـــــر، والصبر والضــجــــر، واليأس والأمل، والقدرة على التحمل، أو نفاذ قدرة الاحتمال! .. وفي إطار احتفال القطريين بمهرجانهم البحري هناك على شاطئ «كتارا»، حيث أمواج البحر تتهادى برشاقة، وحيث صرير الصواري المشرعة، وحيث فعل رياح شهر نوفمبر في الأشرعة المسافرة، تكاد تسمع دقات طبل سعد بن عواد الهتمي، تأتي من بعيد مع كل موجة زاحفة! ولا عجب في ذلك، فقد كان «بن عواد» ــ رحمه الله ــ ملك الإيقاع البحري في رحلات الغوص، وكانت ابتسامته لا تفارق وجهه، معبرة عن استمتاعه الشديد بدقات الطبل، وهو يضبط ايقاعاته على «تنزيلة النهام» ، الذي كان يتولى إشعال الحماس في نفوس البحارة، وكأنه يمثل لسان حالهم، أو الناطق بلسان أحوالهم، وهو «ينهم» بصــــوتــــه القوي الشجي، داعياً الله تسهيل مهمتهم. .. وعندما أكتب عن «بن عواد» ورفاقه، فهذا أبسط ما يمكن كتابته، وفاء لكل ما يمت بصلة لتاريخنا البحري العريق الذي نفخر به، وعرفاناً بتضحيات أجدادنا، التي ستظل عالقة في ذاكرتنا، ومستقرة في ذكرياتنا، حرصاً على إطلاع الجيل الجديد من شباب قطر على خصائص الحياة البحرية في الماضي، وما اكتنفتها من صعوبات قبل اكتشاف النفط وتطوير صناعة الغاز. لقد كانت في مهرجان «كتارا» السابع للمحامل التقليدية أكثر من قصة تستحق أن تروى، لكن أروعها أن هذه الاحتفالية التراثية التئمـــت بمشاركة دولية، رغم ظروف الحصار الجائر المفروض على قطر. .. ومن أجـــل قطـــر، وحرصـــــاً على نــــشــر تراثــنا البحــــري العــريق، والتــعريف بموروثنا الثقافي الأصيل، حتماً سنكون جمــــيعاً هنـــاك على شـــاطئ «كـــتارا» الذي يعانق البحر، في استقبال «فتح الخير» في رحلة عودة «محمل الخير»، من دول الخير، التي ستكون بالتزامن مع احتفالاتنا باليوم الوطني لدولتنا الحبيبة قطر، بلد الخير.
قارن حمد بن عبد العزيز الكواري مع:
شارك صفحة حمد بن عبد العزيز الكواري على